أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال | أضرار استخدامها لا تقارن بالفوائد
بين وابل من الألعاب الإلكترونية التي كست الفضاء الإلكتروني لتكسو معها عقول أطفالنا الكثير من السلوكيات السلبية والأفكار العدوانية التي تربي بداخلهم تلك النزعات الفردية والأنانية والعنف والتنمر وانتشار الجريمة وغيرها من الآثار السلبية التي تفوقت وبشدة على تلك الإيجابيات التي روج لها مطوري هذه الألعاب. إذًا ما هو أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، وما هي أضرارها الصحية والنفسية والسلوكية؟ وكيف يمكنك أن تحمي أطفالك منها؟
أهمية الترفيه والألعاب للأطفال
ترتبط مرحلة الطفولة باللعب والترفيه، فالشحنات الداخلية لأطفالنا تعني أهمية التنفيس عنها في أنشطة إيجابية سواء كانت ذهنية أو بدنية من أجل أن يعبروا عن اهتماماتهم وطموحاتهم وميولهم، بالإضافة إلى أن ممارسة الألعاب جزء أساسي في شخصية الطفل تتطور بتطور عمره، لينضج بداخلها وتتطور بشخصيته سواء كانت ألعاب تكنولوجية أو الألعاب التقليدية مع الأصدقاء.
تختلف سلوكيات الأطفال في اللعب والترفيه باختلاف ميولهم ولعوامل أخرى أبرزها طبيعة التنشئة الاجتماعية والبيئة التي ينشأ فيها، بالإضافة إلى اختلاف المستوى العمري لكل طفل، لذا فهي تتنوع ما بين أنشطة بدنية مثل ممارسة الرياضة أو القفز والجري وقد تكون أنشطة ذهنية مثل القراءة والرسم والتلوين وتجميع المختلفات وغيرها، وقد تكون أنشطة نفسية ترفيهية مثل مشاهدة الكارتون والأفلام القصيرة التي تناسب أعمارهم، وتساعد هذه الأنشطة والألعاب على تطوير شخصية الطفل وسلوكياته وتنمية مهاراته وتحسين الحالة النفسية والوجدانية له.
ما هي الألعاب الإلكترونية؟
أثارت الثورة التكنولوجية المرتبطة بظهور الكمبيوتر وبرامج الألعاب الشهيرة المعروفة بالفيديو جيمز تحول نوعي كبير في طبيعة الألعاب التي استهدفت الأطفال وبخاصة في الأعمار من سن الخامسة وحتى سن المراهقة، لتصبح هذه الألعاب بمثابة حالة جدلية مستمرة حتى الآن بين التربويين والنفسيين وعلماء التربية والاجتماع والأطباء بين فوائدها التي ليس لها وزن مقابل أضرارها الكثيرة.
تختلف طبيعة الألعاب الإلكترونية بطبيعة التصميم والبرمجة، فتوجد ألعاب بسيطة ترفيهية، وتوجد أخرى معقدة تحتاج إلى مجهود ذهني وسلوكي كبير من الطفل، خاصة مع تصميمها بطريقة لجذب الأطفال لأطول فترة ممكنة وهو ما يحمل بين طياته الكثير من السلوكيات السلبية والآثار الضارة على المدى القريب والبعيد، مع تطور برمجة هذه الألعاب لتصل إلى مرحلة المحاكاة للواقع ثم العالم الافتراضي في حروب وعوالم افتراضية أصبحت أكثر تأثيرًا والأدق أن نقول أكثر ضررًا وخطورة.
أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
الحديث عن أضرار الألعاب الإلكترونية على صحة الأطفال ليس بسطور نقدمها لكِ عزيزتي الأم في بعض فقرات، بل هو أمر يحتاج منكِ أن تكوني على دراية بكافة تأثيراتها من كافة الاتجاهات، فالأمر شغل ألاف الباحثين والمتخصصين لسنوات، وما زال قيد الدراسة لمواكبة تأثير هذه الألعاب لتطور تصميمها وطرق ممارستها، لذا من المهم أن تعرفي أن الأمر لا يقتصر على بعض الآثار قريبة المدى التي يمكن التعامل معها بسهولة فيما بعد، خاصة في بعض الحالات التي يصل فيها الأطفال إلى مرحلة الإدمان أو الاكتفاء بهذه الألعاب عن العالم الحقيقي وتكوين صداقات وأنشطة تفاعلية مع المحيطين به.
ومن أبرز آثار الألعاب الإلكترونية على الأطفال التي أثبتتها الدراسات العلمية أنواع كثيرة منها الآثار النفسية والسلوكية والصحية، ومن أضرارها على صحة الأطفال ما يلي:
الأضرار النفسية للألعاب الإلكترونية
الآثار النفسية على صحة الطفل هي الأخطر والأصعب، فهي من الندبات التي تترك أثرها على مدار السنوات لدى الطفل حتى في دخوله في مرحلة الشباب، لذا فإن الكثير من التحذيرات بأهمية التحكم في ممارسة الأطفال لهذه الألعاب؛ إنما هو رغبة في إصلاح ما بقي من الأجيال الحالية والمستقبلية في ظل انتشار الجريمة والعنف والبطالة وتراجع المستوى العلمي والبحثي، ومن أخطر أضرار الألعاب الإلكترونية على صحة الأطفال النفسية:
تنمية السلوك العدواني والعنف
أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال يمكن التعبير عنه بالآثار السلبية للعنف في المجتمع، الذي ينتج عنه تفسير واضح ومؤثر وهو ارتباط هذه الآثار وسلوكيات العنف بنسبة كبيرة بالألعاب الإلكترونية التي ترسخ لدى الجيل الحالي منذ الطفولة سهولة ارتكاب الأفعال العدوانية مع أي شخص كان، بالإضافة إلى تنمية حس الاستمتاع بالعنف والتي تترجم فيما بعد إلى جريمة لا يتصورها العقل البشري.
من أبرز السلوكيات العدوانية التي تنتج عن ممارسة طفلك للألعاب الإلكترونية السرقة عند الأطفال والوصول إلى أي شيء بطرق غير شرعية، بالإضافة إلى ترسيخ مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت خطورتها أو أنها غير مشروعة وتناقض قيمنا وعاداتنا، بالإضافة إلى تبرير سلوكيات القتل والعنف والحصول على ممتلكات الغير وغيرها من السلوكيات الناتجة فقط عن مشاهدة العنف والسلوكيات العدوانية في هذه الألعاب.
ترسيخ قيم خاطئة
نبحث دائمًا عن وسائل لتثبيت العقائد والقيم الإيجابية التي تتماشى مع ثقافتنا واعتقادنا الديني، ولكن حينما نجد أن أطفالنا يستمدون قيمهم من مشاهدة هذه الألعاب وممارستها، والتي تم برمجتها في الأساس لترسيخ قيم خاطئة يصبح الأمر ناقوس خطر يحتاج منكِ وقفة جدية مع نفسك أولًا ومع أطفالك، فأصبح من المعتاد تعلم الألفاظ النابية والسلوكيات الشاذة والعنصرية والأنانية وحب الذات.
كما أن أثر الألعاب الإلكترونية على سلوكيات الأطفال قد يصبح أكثر خطورة حينما تجدين أن طفلك في سن صغيرة أو سن المراهقة يتابع ألعاب تنمي لديه أفكار سوداوية مثل الانتحار أو الرغبة في الموت أو حب العزلة، بالإضافة إلى بعض السلوكيات والألفاظ الجنسية الخاطئة التي لا تناسب أعمارهم، قد تزيد من نمو طفل عدواني.
الإصابة بطيف التوحد
احذري دائمًا من ترك طفلك مع مثل هذه الألعاب في سن صغيرة، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة كبيرة من أطفال التوحد في مراحل متقدمة هم ضحايا لممارسة الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، فالجلوس أمامها والتعايش معها لفترة طويلة يسبب حالة من العزلة الاجتماعية التي تجعله يرغب في الصمت والانفراد بذاته والجلوس منفردًا في غرفته لساعات، ومع عدم وجود رقابة من الوالدين يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتوحد دون سابق إنذار لتدخل الأم في دوامات العلاج النفسي والسلوكي.
اضطرابات النوم
ستلاحظين حتمًا اضطرابات في نوم طفلك وبخاصة في المراهقة المبكرة بسبب قضاء وقت طويل في ممارسة هذه الألعاب، وهو ما يؤثر سلبًا على مستوى تحصيله الدراسي والعلمي، بالإضافة إلى أنشطته اليومية والتفاعلية مع أصدقائه وأقاربه، ومن أضرار ممارسة هذه الألعاب على صحة طفلك النفسية تعرضه للكوابيس المخيفة والمزعجة بصورة مستمرة ومقلقة وبخاصة إذا كان في عمر صغير، وتفسر جميع هذه الاضطرابات في نوم طفلك بأنه من المحتم عليكِ أن تتخذي قرار حول استخدام طفلك لهذه الألعاب سواء بالتقليل من المدة أو التوقف النهائي وشغله بأنشطة أخرى.
التوتر والخوف
الحالة النفسية التي يعيش بها طفلك أثناء اللعب بمثل هذه الألعاب تجعله شخصية غير متزنة أو قادر على التحكم في سلوكياته نتيجة الرغبة في الفوز أو تحقيق درجات معينة أو الوصول إلى مستوى ما، أو تر قب حدوث شيء ومنع حدوثه وغيرها من المستويات التي يجب أن يصل إليها، كل هذا الضغط النفسي أثناء اللعب ينعكس عليه في سلوكياته مع المحيطين به، فيبدو لكِ شخصية متوترة ودائم الانفعال وربما يصل به الأمر إلى ممارسة العنف والعدوان ليتخلص من التوتر، ومن أخطر أثر الألعاب الإلكترونية على سلوكيات الأطفال، توليد الخوف عند الأطفال.
الآثار الأكاديمية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
نقصد بهذه الآثار ما تسببه ممارسة تلك الألعاب على مستوى طفلك التعليمي وقدرته على التحصيل الأكاديمي والدراسي، فمعاناة الكثير من الأمهات مع ضعف التركيز في المدرسة وعدم الاستجابة أثناء الدروس، بالإضافة إلى إهمال الواجبات المدرسية وتدني علاماتهم في الاختبارات كلها نتيجة لقضاء أطفالهم لوقت طويل في ممارستها، فماذا تتوقعين من طفل يقضي من ساعتين إلى ثلاث أمام لعبة افتراضية تجذب تركيزه واهتمامه، بل وتصبح شغله الشاغل حتى في الفصل الدراسي، ومن أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال على مستواهم الدراسي:
- تدني مستوى التحصيل الدراسي.
- تشتت الإنتباه عند الأطفال وضعف التركيز.
- إهمال الواجبات والدروس.
- عدم الاهتمام بالاختبارات.
- ضعف عمل الذاكرة والنسيان المتكرر.
- الفشل في إقامة علاقات صداقة في المدرسة.
- العزلة داخل الفصل وضعف القدرة على العمل ضمن فريق.
أضرار الألعاب الإلكترونية على صحة الأطفال
إذا ما سيق الحديث عن الأضرار التي ستتركها ممارسة طفلك للألعاب الإلكترونية على صحته الجسدية فهي كثيرة ومقلقة للغاية، الأمر يمكنك التعامل معه إذا قررتِ أن تحافظي على صحة أبنائك من هذه الألعاب كما تحافظين عليها من خلال الاهتمام بنظامهم الغذائي ونظافتهم، لذا عليكِ أن تحذري من هذه الأضرار الصحية إذا مارسوا تلك الألعاب أكثر من ساعتين يوميًا
إجهاد العين
الجلوس لفترة طويلة أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف يؤثر على صحة العينين ويسبب لهما حالة من الإجهاد، فيبدأ الأمر بتشويش في الرؤية لدى طفلك، تنعكس على تركيزه وقدرته على ممارسة الأنشطة الحياتية اليومية، ثم مع الوقت يصل الأمر إلى ضعف النظر وبصورة حادة تحتاج في حالات كثيرة إلى تدخل طبي وربما جراحي.
مشكلات العمود الفقري
كثير من الشكاوي المتكررة للأمهات حول شكوى أطفالهن بألم في العمود الفقري أو الأعصاب والعظام، خاصة مع جلوس الأطفال بوضعيات خاطئة ولفترة طويلة في اللعب، وهو ما ينعكس على شعور الطفل بألم في الرقبة والكتفين والظهر وانحناء في العمود الفقري، كما يشعر الطفل وكأن يديه مخدرتين بسبب الشعور بتنميل في الأطراف مع إمساك الهاتف أو الحاسوب لفترة طويلة.
الإصابة بالسمنة
توجد علاقة طردية مرتبطة وبقوة بين سمنة الأطفال وبين جلوسهم لفترات طويلة لممارسة الألعاب الإلكترونية، فأضرارها الجسدية تجعل منها وسيلة لزيادة الوزن مع النظام الغذائي الخاطئ والجلوس لفترات طويلة بدون ممارسة أي نشاط بدني أو رياضة أو الحركة داخل المنزل أو خارجه.
الصداع
قد تلاحظين أن طفلك يشكو باستمرار من الصداع أو تشوش الرؤية وعدم القدرة على التركيز والانتباه، فإذا كان طفلك يمارس الألعاب تلك لفترة طويلة فالسبب أصبح معروف، لأن التركيز الشديد في شاشة الحاسوب أو الهاتف يؤدي إلى ضعف النظر وأمراض الشبكية والصداع الشديد، بالإضافة إلى الإرهاق البدني والتوتر.
ضعف حركة الدورة الدموية
هو ما ينتج عنه الكثير من الشكاوي من طفلك المعتاد على الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، مثل الضعف والإعياء والدوخة الشديدة، بالإضافة إلى أن الوضعية الخاطئة للجلوس لفترة طويلة مع التركيز في اللعب ينتج عنه حالة من شد العضلات وآلام العظام، بالإضافة إلى عدم القدرة على ممارسة أي مجهود بدني.
إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية
المصطلح صحيح وليس مبالغة لزيادة قلقك أو خوفك، ولكن الأمر أصبح أكثر خطورة من ذي قبل بسبب التطور والتنافس الشديد بين شركات برمجة هذه الألعاب في جذب الأطفال والمراهقين لها بشتى الوسائل التي تخلق حالة من التعلق الشديد بها والتي تصل في نسبة ليست قليلة إلى الإدمان، خاصة مع المؤثرات البصرية والمحاكاة للواقع، والتطور في استخدام أساليب اللعب وعوامل الجذب والمؤثرات الصوتية والحركية.كما ساعد على زيادة معدل إدمان الأطفال للألعاب الحديثة تحديثها باستمرار بحيث أنها لا تتوقف عند مستوى معين، بل تستمر لفترات طويلة ومراحل معقدة ومتدرجة، وبخاصة ألعاب الحروب والصراعات والسباقات، وهو ما أدى إلى تفاقم أضرارها على صحة الأطفال سواء كانت المخاطر الصحية أو النفسية أو الجسدية ليصل عدد مدمني هذه الألعاب من الأطفال حول العالم بحسب التقارير الرسمية ما يزيد عن 200 ألف حالة.
أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية على الأطفال
توجد مجموعة من الأعراض التي تشير إلى اقتراب دخول طفلك إلى مرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية وهو ما يعني ناقوس خطر يجب عليكِ اتخاذ قرار بحماية أطفالك من أثرها على على سلوكيات الأطفال، ومن هذه الأعراض:
- قضاء وقت طويل بما يزيد عن ساعتين أو ثلاث في استخدام تلك الألعاب.
- إهمال المذاكرة وضعف التحصيل الدراسي وضعف مستوى التذكر.
- مشكلات الانتباه أو التفاعل مع الآخرين والمقربين منهم.
- طلب كثير من الأموال لاستخدام الألعاب وبخاصة مدفوعة الأجر والحصول عليها بطرق غير صحيحة في حالة رفض إعطائهم.
- العناد والتمسك الشديد بالألعاب وعدم القدرة على إبعادهم عنها.
- العزلة والوحدة و ضعف الكلام أو الحوار مع الآخرين.
- التوتر والعنف والعدوانية.
أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال من الناحية الإيجابية
أثار استخدام الألعاب الإلكترونية للأطفال الكثير من الدراسات والأبحاث لمعرفة كيفية تأثيرها على صحة أبنائنا، وكما أشرنا إلى الكثير من الأضرار والمخاطر متعددة الجوانب، أشارت بعض الدراسات إلى أن بعض هذه الألعاب قد يساعد على اكتساب الأطفال بعض المهارات، وبعض الفوائد، ولكن عليكِ أن تعرفي جيدًا أن الاستخدام هنا هو ممارسة الطفل لهذه الألعاب تحت إشراف الأبوين، ولوقت محددة بما لا يزيد عن ساعة يوميًا، بالإضافة إلى الحرص الشديد على استخدام الطفل للعبة غير مضرة نفسيًا أو سلوكيًا، ومن أبرز فوائد استخدام الأطفال للألعاب الإليكترونية:
تنمية القدرات العقلية
قد تجدين أن استخدام الأطفال لبعضها قد يجني ثمارًا طيبة، حيث تلاحظين تنمية مهارات الطفل في التفكير واتخاذ القرارات الصائبة وتطوير قدرات التعامل مع المواقف الطارئة، بالإضافة إلى تحفيز العقل على التفكير السليم للوصول إلى حل اللغز أو تخطي المستوى، ولكن الأمر يتطلب منكِ كأم أن تختاري لأطفالك الألعاب بعناية بحيث تكون ألعاب مفيدة وبوقت معين تجنبًا لأضرارها الجسدية أو انعكاسها على مستواهم الدراسي.
تطوير مهارات الذكاء والذاكرة
الذكاء الفطري للطفل ليس المقياس على تفوقه أو ذكائه، بل يحتاج الأمر لسلوكيات وممارسات لتطوير وتنمية ذكاء الطفل، وقد يساعد استخدام الطفل تلك الألعاب على سرعة التفكير وإعمال العقل، خاصة الألعاب التي تحتوي على مهارات حل الألغاز أو الوصول إلى مكان او شيء معين باستخدام عقله البشري، حيث أثبتت عدد من الدراسات أن الاستخدام المقنن للأطفال لوسائل الألعاب الحديثة يكون مسارات عصبية جديدة مما يطور من هيكل الخلايا بالدماغ وتحسين وظائفها.
الإبداع والابتكار
قد تساعد الألعاب الحديثة على التفكير خارج الصندوق وخارج المألوف، خاصةً أنها في أغلب أنواعها ومستوياتها تحتاج منه ابتكار أساليب وحلول غير متوقعة، وهو ما يجعل الطفل أكثر إبداعًا من أجل التكيف مع متطلبات اللعبة، وهو ما ينعكس على طريقة تفكير وتعامل الطفل مع الحياة الواقعية فيصبح أكثر إبداعًا في حلوله وطرق تفكيره وسلوكياته.
بالتالي يمكن أن يكون قلقك من رغبة طفلك في استخدام لعبة إلكترونية أو تعلقه بها أمر إيجابي وليس سلبي، فتساعده على سرعة اتخاذ القرار تحت الضغط والإبداع في الحلول والأساليب التي يستخدمها في اللعبة، بالإضافة إلى تحسين قدراته البصرية على تتبع الأشكال والمؤثرات البصرية داخل اللعبة خاصة مع وجود أكثر من شكل مرئي متحرك في اللعبة في الوقت ذاته، ولكن يبقى السؤال الأهم ما هي الإجراءات التي عليكِ الالتزام بها لتجنب أضرار الألعاب الإلكترونية على صحة الأطفال؟
نصائح لتجنب أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
دورك الأهم والمهم دومًا هو أن الرقابة والإرشاد دون التحكم المزعج للطفل والذي يجعله ينفر من نصائحك وتوجيهاتك المتكررة، لذا فخطر الألعاب الإلكترونية لا يقل خطورة عن أي ضرر يهدد أمن وصحة أطفالنا النفسية والجسدية والتعليمية، وهو ما يحتاج منكِ أن تكونِ مصدر الثقة والأمان والإرشاد لأطفالك، فبدلًا من المنع الدائم وبدون مبرر، يمكنك مشاركتهم لعبة معينة لوقت محدد كل يوم، أو تحديد ساعة للعب ولكن تحت نظرك لمعرفة ماذا يفعلون وكيف وهل يسبب لهم ذلك أي خطر في المستقبل؟ لذا ننصحك سيدتي بعدة أمور لتجنب أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال ومنها:
- تنظيم الوقت وتحديد جزء معين من اليوم لاستخدام تلك الألعاب مهم وأساسي لتجنب أضرارها وتحقيق فوائدها.
- التوجيه بالرفق منذ البداية والمشاركة في اللعب جزء مهم لكسب ثقة طفلك وتجنب مخاطر الانفراد بهذه الألعاب.
- تحفيز طفلك على ممارسة أنشطة تفاعلية في أرض الواقع مهم لشغل وقت فراغه وحصوله على التسلية مثل الرسم والتلوين والرياضة.
- تعرفي على مواهب طفلك في سن صغيرة ووجيها في المكان المناسب لتطويرها بدلًا من القضاء عليها في هذه الألعاب.
- راقبي طفلك دون أن يشعر خاصة مع البرامج الحديثة التي تربط حاسوبه بهاتفك لمعرفة ماذا يلعب وماذا يشاهد والألعاب التي يستخدمها.
- تنمية مهارة القراءة عند الطفل حيث أن الطفل الذي ينشأ على حب القراءة سيكون أكثر بعدًا عن مثل هذه الألعاب لأنه سيجد تسليته في شيء أخر يحبه.
- شاركي طفلك أوقاته الترفيهية وحددي له وقت أسبوعيًا، تجنبي إهماله نفسيًا ووجدانيًا.
- نمي لدى طفلك الشعور بالمسؤولية وأنه عضو فعال داخل الأسرة له واجبات وعليه حقوق عليه القيام بها بدلًا من عزله.
- طوري لدى أطفالك مهارات البرمجة وغيرها من تقنيات استخدام الحاسوب والهواتف الذكية لمعرفة طرق أخرى للاستفادة من هذه الأجهزة.
- طفلك أقل من ثلاث سنوات يمنع تمامًا من استخدام هذه الألعاب التي ستؤدي إلى تدمير خلايا الدماغ لديه والقضاء على مهاراته وقدراته العقلية.
- تحاوري مع طفلك وكوني له صديقة حتى تصبحي مشاركة له في جميع لحظاته.
الخاتمة
أخيرًا عزيزتي تربية طفلك منذ ولادته وحتى يصبح شابًا معتمدًا على ذاته لا يحتاج فقط إلى الطعام الصحي والملابس النظيفة وتحقيق الاحتياجات المادية، بل يحتاج منكِ إلى أساليب تربوية تختلف في جوهرها عما تربينا عليه لاختلاف البيئة والمغريات وأساليب التنشئة التي يتعرضون لها وما يترتب عليها من آثار ومنها أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال السلبي والإيجابي، لذا تعمقي في قراءة أكثر عن الأمر لتحميهم من أي أضرار حالية أو مستقبلية بسبب هذه الألعاب.