أعراض الحمل

أسباب الحمل العنقودي، وطرق علاجه بدون ألم

الحمل العنقودي أحد الأمراض الخطيرة التي قد تتعرض لها المرأة الحامل، وأسباب الحمل العنقودي كثيرة ومتعددة، لكن نسبة أن تتعرضين له ضئيلة لدرجة كبيرة؛ فهو أحد حالات الحمل النادرة الحدوث، وهو عبارة عن تشوه عقدي يصيب كلًا من مشيمة الجنين، والبويضة، وفيه أيضًا تصبح المشيمة الرحمية عبارة عن مجموعة من الحويصلات المتصلة معًا على شكل عناقيد العنب، وهذا سبب تسميته بالعنقودي، كما يختلف الحجم لتلك الحويصلات بداية من حجم 2 مليميتر، وحتى أكبر حجم لها، وهو 2 سنتيميتر، وتلك العناقيد هي في الأساس أورام سرطانية يجب استئصالها.

ما هو التفسير العلمي لتكون الحمل العنقودي؟

بالرغم من أن أسباب الحمل العنقودي متنوعة إلى حد كبير؛ إلا أن طريقة حدوثه واحدة، وهي كالتالي:
بداية حدوث الحمل العنقودي عندما تتم عملية الإخصاب بين كلًا من البويضة، والحيوان المنوي لتبدأ البويضة سلسلة من الانقسامات، وكأنها تسير في الطريق الطبيعي لها لحين استقرارها بالرحم، ويبدأ الجنين بالتكون، لكن يحدث أثناء ذلك نمو لبعض الأورام المُغذية، وهي التي تُكون مشيمة الرحم والتي تعد المسئول الرئيسي عن تثبيت الجنين، وإمداده باحتياجاته الغذائية من الأم عبر الحبل السري.
لذلك فإن تلك الأورام عندما تنموا بالمشيمة تتسبب في تشوهها؛ بالتالي لا تقوم بالعمل المَنوطة لها، وهذا يعرض الجنين للخطر، وفي كل الأحوال لن يصل هذا الجنين للوضع؛ ففي هذا خطر كبير على حياة الام، أضاف بعض الباحثون لهذا التفسير السابق إضافة جديدة، والتي تعد أحد أسباب الحمل العنقودي، والتي تقول بأن الإنسان الطبيعي يحمل 46 كروموسوم مقسمة بالتساوي بين أبيه، وأمه مما يسمح بتكون بويضة طبيعية خصبة، وجنين مكتمل يخرج للحياة.
بينما في الحمل العنقودي لاحظ الأطباء أن هناك عدد أكبر بالكروموسومات من جانب الأب، ولكنه غير متساوي مع العدد الآتي من الأم مسببًا خلل وراثي، لكنه لا يعوق إخصاب البويضة فتصبح بذلك مخصبة، ولكنها لا تقدر على التطور لتصبح جنين حي، لكن الخلل الآتي من الأب ليس لأنه يعاني من مشاكل وراثية فيه، ولكن الخلل هنا مصدره أن البويضة ذاتها تم إخصابها من قبل اثنين من الحيوانات المنوية.

ما هي الأنواع التعارف عليها من الحمل العنقودي؟

لقد قسم الأطباء الحمل العنقودي لنوعين رئيسيين، وهما كما كالتالي:

  • النوع الجزئيّ: فيه تظهر المشيمة بشكل منقسمة لجزء نموه طبيعي تمامًا بينما الجزء الآخر منها يكون به ورم، والجنين هنا يحدث له إجهاض، ولكن بعد مضي فترة قصيرة من الحمل؛ نظرًا لما يحصل عليه من غذاء من الجزء الطبيعي من المشيمة.
  • النوع الكامل: يكون فيه نمو المشيمة كلها بشكل مشوه، وعنقودي، وتبدوا وكأنها على شكل كيس مليء بالماء، وهنا لا توجد فرصة لتكون الجنين من الأساس فالبويضة المخصبة تتوقف عن النمو، وتموت.

أهم الأعراض المصاحبة لحدوث حالات الحمل العنقودي

الأعراض المصاحبة لهذا الحمل تكون أحد أسباب الحمل العنقودي وتتمثل في الآتي:

  • خلال المرحلة الأولى من الحمل تبدأ المرأة تلاحظ خروج إفرازات مهبلية حاملة الدماء.
  • إذا لاحظتي نزول مواد تحمل اللون البني من المهبل، وقوامها شبيه بالماء فهذا دليل على أن الحمل لديك عنقودي.
  • من المرجع أن ينزل الجنين، والمشيمة على شكل عقد مترابطة كالعنقود، ومتكتلة في ذات الوقت.
  • الترجيع يكون بكثرة في بداية الحمل على غير العادة؛ مقارنة بحالات الحمل الطبيعي.
  • تظهر بـ ألم أسفل البطن للحامل، وبخاصة في منطقة الحوض، وكأنه طلق ولادة، وذلك في أول شهور حملها.

أسباب الحمل العنقودي الشائعة

من الصعب تحديد سبب الحمل العنقودي بدقة، ولكن قد يرجع السبب وراء ذلك لعدد من العوامل، والتي من أهمها ما يلي:

  • عمر المرأة الحامل: من أكثر أسباب الحمل العنقودي فكثيرًا من الحالات تظهر على السيدات الحوامل بالعمر الكبير قرابة الخمسين عامًا؛ أو في سن أصغر مما يجب.
  • بعض الإحصائيات الطبية بينت أن حالات الحمل العنقودي كانت أكثر ظهورًا بين النساء في القارة الأسيوية عن غيرها من قارات العالم.
  • التاريخ المرضي للمرأة الحامل: فكثيرًا من النساء التي حملن مسبقًا بحمل عنقودي تصبح أكثر عرضة لتكرار الأمر عندها مرة أخرى.
  • كما أن وجود هذا المرض بعائلة قد يكون مصحوبًا بظهور عدة حالات متفرقة من نفس العائلة وهذا يعد سبب الحمل العنقودي بدرجة عالية.
  • تعاني الحامل من خلل في ضغط الدم لديها: وهو أمر لا يحدث في العادة، وبخاصة لو لم تكن تعاني قبل الحمل من أمراض الضغط العالي
  • يتضخم حجم البطن بمعدل أسرع من حالات الحمل الطبيعي؛ فتبدوا المرأة في شهورها الأولى من الحمل، وكأنها قد اقتربت على الوضع.
  • تصاب الحامل بفقر الدم الحاد: ويكون هذا ظاهرًا عليها بشكل كبير مع شحوب بالوجه.
  • يزداد نشاط الغدة الدرقية بدرجة أكبر من الطبيعي، ويظهر ذلك من خلال إجراء التحاليل.

أفضل الطرق لعلاج الحمل العنقودي

يتبع الأطباء بروتكول معين في مقاومة الحمل العنقودي، ويتلخص في الآتي:

الشفط الطبيّ

هي عملية يتم فيها تخدير الأم بشكل كامل ليقوم الطبيب بإدخال أنبوب مخصص عبر المهبل ليصل للرحم، ومن خلاله يتم إزالة المشيمة الميتة، كما يفضل الأطباء تلك الطريقة العلاجية؛ نظرًا لأنها أكثر أمانًا على المرأة، إضافة إلى أن المرأة تستعيد عافيتها سريعًا.

استخدام الأدوية

استخدام الأدوية

يفضله بعض الأطباء لكونه علاج متخصص في زيادة انقباضات الرحم بشكل كبير ولا يصرف من الصيدليات إلا برشته طبية، ويساعد الدواء على جعل الرحم يقوم بطرد ذلك الجسم غير الطبيعي بداخلة، وكأنه ينظف نفسه، وتخرج تلك الأنسجة الضارة خارج الجسم من خلال الفتحة التناسلية، أيضًا تحتاج المرأة لفترة من الراحة، والعناية، والتغذية الصحيحة خلال فترة النقاهة؛ لتستعيد عافيتها سريعًا.

عملية إزالة الرحم

بعض الحالات المستعصية يكون نسيج المشيمة العنقودي أكثر التصاقًا بجدار الرحم، ويأبى أن ينفصل عنه باتباع طرق العلاج السابقة، إضافة إلى أن الورم يكون قد انتقل للرحم نفسه؛ لذلك لا يجد الطبيب سوى حل واحد لعلاج تلك الحالة، وهو استئصال الرحم المصاب، ويكون هذا هو الحل الأمثل لنجاة الأم، وحفاظًا على حياتها.

الطريقة الصحيحة المستخدمة في تشخيص الحمل العنقودي

من الصعب التعرف على أسباب الحمل العنقودي بشكل دقيق؛ لكن ما يجعل الطبيب يتأكد من ذلك هو عمل فحص يتمكن من خلاله أن يشخص المرض لذا فإن طرقة التشخيص تتمثل فيما يلي:

يطلب الطبيب من الحامل عمل تحليل سريع لقياس درجة هرمون الحمل لديها، والذي يكون بمستوى أعلى بكثير من المتعارف عليه لدى الحامل بدون مشاكل، ويتم الكشف على المريضة باستخدام الأشعة فوق الصوتية؛ كما يستخدم الأطباء حديثًا كاميرا دقيقة تدخل من المهبل متجهة للرحم لتصوره من الداخل؛ فيستطيع الطبيب رؤية العناقيد المتورمة بالمشيمة بشكل مباشر، وواضح.

شكل الحمل العنقودي داخل الرحم

عندما فحص المتخصصون رحم المرأة التي تعاني من الحمل العنقودي لاحظوا الآتي:

شكل الحمل العنقودي داخل الرحم
  • الجنين المتكون، والملتصق بجدار الرحم ميت، وفي حالات كثيرة لم يجدوا جنينًا بل كانت المشيمة العنقودية فارغة، ومعلقة بالرحم.
  • في الحمل الطبيعي يوجد سائل بالرحم داخل الكيس الجنيني، لكن في الحمل العنقودي لا توجد تلك السوائل.
  • المشيمة تأخذ، وضع التكيس، وتكون ممتلئة بالحبيبات، إضافة لوجود بعض التجاويف بها.
  • المبايض أيضًا يحدث لها تكيس.

بعض أسباب الحمل العنقودي التي يمكنك ملاحظتها بنفسك

توجد بعض العلامات التي أن قمتي بمشاهدتها فعلى الأرجح أنها من أسباب الحمل العنقودي، ولابد أن تستشيري الطبيب على الفور، وهي كالتالي:

  • عودة الدورة الشهرية إليك مرة أخرى بعد أن انقطعت خلال فترة الحمل الأولى بشهر أو اثنين، ولكن نزيف الطمث يكون أكثر شدة من المعتاد.
  • الحلقة الملونة بالثديين تبدأ تأخذ لونًا أخر متغير إضافة إلى أن حجمها يزداد بدرجة كبيرة.
  • في بعض الأحيان قد يخرج أثناء التبول بعض الكرات المتحوصلة من المهبل.

ما هي أبرز أخطار الحمل العنقودي؟

تلك المخاطر تتعرض لها نسبة ضئيلة جدًا من السيدات، وترجع في الأساس إلى طريقة العلاج الغير فعالة، وتلك المخاطر المتوقعة كما يلي:

  • بقاء بعض الأنسجة المشيمية العنقودية المتعلقة بجدار الرحم، نتيجة لعدم الكحت الغير دقيق، والذي لم يتم بشكل كافي.
  • لذا تبدأ المشيمة في النمو، والتطور من جديد، وبناءً عليه تشعر المرأة ببعض التحسن لفترة بسيطة من الوقت؛ لتعود مأساتها من جديد، وتتكرر، ولكن بشكل أسوأ.
  • تتفاجأ الأم بعد عمل الفحوصات، والتحاليل بأنها لا تزال تعاني من آثار الحمل العنقودي مرة أخرى.
  • الأمر قد يتطور لإصابتها بورم سرطاني خبيث ينتهي بإزالة الرحم، مع الخضوع لعلاج أكثر قساوة، وهو الدواء الكيماوي.

الطريقة الأفضل للوقاية من خطر الحمل العنقودي

من المعروف أن الوقاية أفضل بكثير من علاج يدوم طويلًا؛ لذا على كل امرأة أن تقي نفسها الوقوع في تلك الحالة من خلال ما يلي:

  • إن كانت المرأة لديها أحد أسباب الحمل العنقودي أو أنها قد عانت منه قبل ذلك، وحدث حمل جديد فلا تضيع وقتًا حتى يتطور الأمر لديها، ويصبح أسوأ.
  • على الحامل أن تكون على دراية كافية بأعراض الحمل المختلفة خلال مراحل حملها، وإذا لاحظت أي عرض جديد، وغير معتاد ظهورها فعليها إبلاغ الطبيب المعالج لعمل اللازم.
  • إن كنت تعاني من الحمل العنقودي؛ فلا تتأخري في التخلص من الجنين إن لزم الأمر ذلك، ولكن بإشراف طبي، فحياتك أهم من جنين مؤكد أنه لن يرى الحياة.

لا داعي للقلق، والخوف فالأمر رغم قساوته يمكن معالجته، والتغلب عليه فاليوم أصبح الطب أشمل، وقادر على اكتشاف، وعلاج كل تلك الحالات قبل حدوث مضاعفات خطيرة.

المصادر:

مايو كلينك

ويب ميد

هارفيرد هيلث بابلشنج

زر الذهاب إلى الأعلى