أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني وكيفية تفادي حدوثه
تتبادر على ذهنكِ الكثير من التساؤلات آثناء الحمل، ومن المحتمل أن يكون من بينها كيفية التعرف على أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني والتي تعد واحدة من المشكلات الصعبة التي قد تحول بين تلقيكِ خبر الحمل السعيد وبين التأكد من وجود الحمل خارج الرحم، الذي يجعلكِ في حالة يرثى لها من الحزن والاكتئاب، لذا إجابة كافة التساؤلات حول هذه المشكلة إليكِ في هذه التغطية الشاملة لكافة المحاور التي يدور حولها الحمل خارج الرحم.
معلومات عن الحمل خارج الرحم، وكيفية حدوثه؟
للحمل خارج الرحم مصطلح آخر يطلق عليه (الحمل المنتبذ)، ويبدأ هذا النوع من الحمل بالتصاق البويضة التي تم تخصيبها من قِبل الحيوان المنوي ببطانة الرحم، إذ تنمو هذه البويضة خارجة عن المسار الرئيسي لتجويف الرحم، وغالبًا ما يكون النمو في قناة فالوب. وهذه الأخيرة هي المسؤولة عن نقل البويضات من المبيضين وحتى الرحم، وأيضًا يمكن للحمل خارج الرحم أن يحدث في تجويف البطن، أو عنق الرحم، أو المبيض.
تستطيع المرأة في الكثير من الأحيان اكتشاف علامات الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني وأحيانًا أخرى لا تستطيع اكتشافها، بل ولا تستطيع معرفة وجود حمل من الأساس، وبالطبع لا يستمر هذا الحمل؛ فلا يُمكن أن يظل الطفل حيًا، بل ويكون الخطر على حياة الأم كبيرًا.
أعراض الحمل خارج الرحم
قد تظهر بعض الأعراض الأولية التي تنُم عن وجود حمل خارج الرحم، ولكنها تتشابه بنسبة كبيرة مع أعراض الحمل في الأيام الأولي لذا لا يجب إهمال المتابعة مع الطبيب المختص في الفترة الأولى من الحمل؛ للتأكد من صحة الحمل ونموه بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض الأعراض التي من الممكن أن تكون دليلًا لاكتشاف الحمل خارج الرحم، ومن بين هذه العلامات ما يلي:
الشعور بآلام شديدة في الحوض والكتف والرقبة
كنتيجة لانفجار قناة من ضمن قناتي فالوب فإنها تتسبب بالعديد من الآلام، والتي من ضمنها الإحساس بآلام أكثر حدةً في منطقة الحوض والكتف والرقبة، وهي تُعد من أكثر علامات الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني ظهورًا، والإحساس بألم شديد في البطن ولكن في جانب واحد على عكس الحمل الطبيعي.
الضعف والإغماء
الشعور بالدوخة الشديدة التي قد تصل لحد الإغماء، وذلك كنتيجة للضعف العام الذي يسيطر عليها.
حدوث النزيف
قد تتعرض الحامل لحدوث نزيف مهبلي هو أخطر أنواع نزيف الحمل، وهو أولى علامات الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني، حيث يكون مختلفًا في كمية الدم المفقود عنه في فترة الدورة الشهرية فإما بالأغرز أو بالأخف.
أحيانًا ما تتعرض المرأة للنزيف الداخلي نتيجة للتمزق الحادث في قناة فالوب، كما يُصاحبه الشعور بآلام شديدة، إذ يعد هذا العَرَض من أخطر أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني، لذا يجب متابعة الطبيب المختص بصفة دورية.
الشعور بآلام في الثديين
الشعور بآلام حادة في الثديين وكذلك ملاحظة زيادة حجمهما عن الحجم الطبيعي.
الإحساس بصعوبة في عملية الإخراج والتبول
تواجه الحامل صعوبة بالغة عند القيام بعملية الإخراج والإحساس بضغط في منطقة الشرج بصفة عامة، كما تتعرض للشعور بآلام مزعجة عند التبول.
التعرض لمشاكل الجهاز الهضمي
قد تواجه الحامل بطفل خارج الرحم العديد من المشكلات التي تدخل ضمن مشاكل الجهاز الهضمي، ومنها الشعور بالرغبة في القيء والتعرض للإسهال بصورة كبيرة.
أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني من الناحية الجسدية
يتأثر الجميع بشكل سلبي من فكرة وجود الحمل خارج الرحم وكيفية التخلص منه دون إلحاق الأذى بالمرأة، فلا يقتصر الأمر على تغير الحالة النفسية للمرأة فقط، بل يتأثر الزوج والأصدقاء والعائلة أيضًا، كما يتبع تلك الحالة النفسية السيئة العديد من المشكلات النفسية الأخرى التي قد تتمثل في الشعور بالتعب والإرهاق، وعدم اشتهاء الطعام، ومواجهة صعوبة في التركيز والإحساس بالأرق وعدم الانتظام في النوم، ولكن يجب التحسين من الحالة النفسية ليُجدي العلاج نفعًا في تلك الفترة.
أنواع الحمل خارج الرحم
هناك أكثر من نوع للحمل خارج الرحم، إذ تكمن الاختلافات بين كل نوعً وآخر وفقًا للمكان الذي تتم فيه عملية انغراس البويضة المخصبة، وتتمثل تلك الأنواع فيما يلي:
الحمل الأنبوبي
يشتمل هذا النوع من الحمل على نمو البويضة المخصبة داخل قناة فالوب، وهو أكثر الأنواع انتشارًا بين الحالات الأخرى، حيث تصل نسبة حدوثه إلى 98%، ويَعقبه الكثير من المخاطر على حياة المرأة، حيث يتسبب في حدوث نزيف شديد قد يصل إلى الوفاة إذ لم يتم التدخل بالعلاج في الوقت المناسب.
الحمل غير الأنبوبي
يتضمن هذا النوع حدوث الحمل خارج الرحم في المبيض أو عنق الرحم أو في منطقة التجويف البطني، وتبلغ نسبة حدوثه 2% بين الحالات الأخرى للحمل خارج الرحم، وفي هذا الحمل تكون نسبة النمو الطبيعي للجنين قليلة في الحالات التي تكون فيها المشيمة مُلتصقة بالجدار البطني، حيث يستطيع الجنين الحصول على الغذاء في هذه الحالة، ولكن في الكثير من الأحيان يتم التخلص من الجنين بالتدخل الجراحي، حيث لا تُجدي الأدوية نفعًا.
الحمل المزدوج
وهذا النوع من الحمل يتم فيه التخصيب لبويضتين، إذ تتم عملية الانغراس لإحدى البويضتين داخل الرحم بشكل طبيعي والبويضة الأخرى تظل في قناة فالوب، ويتم اكتشاف الحمل الموجود خارج الرحم مبكرًا، حيث يتم التخلص منه في حين عدم المعرفة بوجود حمل داخل الرحم، وبذلك ينمو الجنين الموجود داخل الرحم بشكل طبيعي ولا يلحق به أي أذى.
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم نتيجة لعدة أسباب تتمثل فيما يلي:
- إجراء المرأة للعديد من العمليات بشكل مسبق مثل استئصال المرارة، وكذلك القيام بجراحات أخرى في قناة فالوب.
- القيام بأي جراحات مُسبقة للتخلص من حمل خارج الرحم.
- وجود التهابات في قناة فالوب قد تتسبب في انسدادها سواء كليًا أو جزئيًا، ولكن في الحالتين تقف عائقًا في طريق البويضة الملقحة فتنحرف عن مسارها الطبيعي خلال القناة آثناء نموها.
- استخدام التلقيح الصناعي للحمل.
- إجراء الجراحات بهدف منع الحمل مثل القيام بربط الأنابيب قد يعد سببًا ولو بنسبة ضئيلة في حدوث الحمل خارج الرحم.
- مواجهة المرأة مشكلات أخرى في مرات الحمل السابقة.
- استخدام الوسائل التي تساهم بدور فعال في منع الحمل مثل اللولب فقد تكون سببًا في حدوث الحمل خارج الرحم.
- قد يكون لدى بعض النساء مشاكل هيكلية في قناة فالوب، والتي تُساعد بشكل كبير في حدوث الحمل خارج الرحم.
- النسيج الندبي الذي يعوق طريق انتقال البويضة خلال قناة فالوب، وينتج عن إجراء عمليات التوسيع والكحت لتنظيف الرحم.
عوامل الخطورة التي تساعد في حدوث الحمل خارج الرحم
تساهم بعض العوامل في زيادة نسبة حدوث الحمل خارج الرحم، وتتمثل تلك العوامل في النقاط التالية:
- التدخين، تكون نسبة تعرض المرأة المُدخنة لحدوث الحمل خارج الرحم أكبر عنها في المرأة غير المُدخنة.
- قد يكون حمل المرأة في سن متأخر سببًا أوليًا في حدوث الحمل خارج الرحم، في حالة حدوث عملية الحمل في سن يتعدى الـ 35 عامًا.
- إصابة الحامل بالانتباذ الرحمي وهو وجود التهابات في بطانة الرحم، إذ يساعد بدور كبير في حدوث الحمل خارج الرحم.
- التعرُض لتجربة الحمل خارج الرحم سابقًا.
- استخدام الحامل للمنشطات التي تساعد في عملية تحفيز وتنشيط البويضات يُساهم بدور فعال جدًا في حدوث الحمل خارج الرحم.
- إصابة المرأة بأمراض أو التهابات في منطقة الحوض.
كيف يمكن معالجة الحمل خارج الرحم؟
تتمثل المعالجة للحمل خارج الرحم في كيفية التخلص منه من خلال التدخل الجراحي أو باستخدام الأدوية التي تساعد على ذلك، فيكون الأساس في ذلك هو علاج قناة فالوب، ولكن لا يتم أي إجراء إلا تحت إشراف الطبيب المختص، وهناك عدة خيارات تتمثل فيما يأتي:
التدخل الجراحي
التدخل الجراحي ويتمثل في إجراء عملية التنظير في الرحم، حيث تتم من خلال إزالة النسيج المسؤول عن الحمل الموجود داخل الرحم، ومعالجة قناة فالوب سواء بإزالتها أو بإصلاحها، ولكن في حالة عدم وجود تمزق في القناة في بداية الحمل فيمكن الانتظام في استخدام الأدوية التي تساعد على منع نمو أنسجة الحمل.
إزالة قناة فالوب
يمكن علاج الحمل خارج الرحم من خلال القيام بإزالة قناة فالوب بشكل كلي أو بجزءٍ منها، ويتم ذلك في حالة وصول قناة فالوب للتمدد والتمزق، إذ يجب اتخاذ هذا الإجراء بشكل سريع لإنقاذ حياة المرأة.
طرق تشخيص أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني
تستطيعين تشخيص أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني من خلال القيام ببعض الفحوصات التي تتم من خلال الطبيب المختص، وهي:
فحص الحوض
يتضمن إجراء فحص لمنطقة الحوض، بحيث يتم التأكد من الآلام الموجودة في تلك المنطقة أو من وجود آلام في البطن.
فحص الموجات فوق الصوتية واختبار البول والدم
يتم إجراء فحص بواسطة الموجات فوق الصوتية للمهبل للتأكد من وجود الحمل، وكذلك إجراء اختبار للبول والدم حتى تكون النتيجة مؤكدة بنسبة كبيرة، حيث تُظهر نسبة مستوى هرمون الحمل وهو (HCG)، فإذا كانت النسبة أقل من النسبة المتوقعة أي تزيد عن 1500 مل فيكون الحمل خارج الرحم بشكل مؤكد.
هل هناك فرصة للحمل الطبيعي مرة أخرى؟
يراود الكثير من النساء القلق تجاه وجود فرصة للحمل بشكل طبيعي مرة أخرى بعد الحمل خارج الرحم، ولكن اعتمادًا على كَون الحمل خارج الرحم قد يكون ناتجًا عن عدة مشاكل يمكن معالجتها، فبذلك تكون هناك فرصة لحدوث الحمل الطبيعي ولكن بنسبة ضئيلة.
المخاطر التي تستدعي استشارة الطبيب
- ينبغي عليكِ استشارة الطبيب على الفور في حالة التعرض لنزيف مهبلي بشكل غزير.
- في حالة ازدياد معدل الغثيان عن المعدل الطبيعي الموجود في أعراض الحمل الطبيعية.
- إذا كنتِ تشعرين بازدياد معدل ضربات قلبكِ بصورة متكررة وشديدة.
- فقدان الوعي، حيث يجب عليكِ الانتباه لهذا العَرَض جيدًا، فهو أحد أخطر أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني تجنبًا للتعرض لنزيف داخلي.
المضاعفات الناتجة عن الحمل خارج الرحم
تقل نسبة استمرار الحمل وتزداد نسبة التخلص منه بعد ظهور أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني، وفي بعض الحالات إذ لم يتم التخلص من هذا الحمل فيتسبب في زيادة احتمالية تمزق قناة فالوب أو تآكل المشيمة، مما يؤدي بدوره إلى حدوث نزيف داخلي قد يشكل خطرًا جثيمًا على حياة المرأة، وكلما كانت فرصة استخدام العلاج الخاطئ كبيرة كلما ساعد ذلك في إلحاق الضرر الشديد والفقد للأعضاء التناسلية والإصابة بالعقم.
كيف تتم الوقاية من خطر الحمل خارج الرحم؟
لا يمكن الوقاية من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم، ولكن من الممكن البعد عن العوامل التي قد تكون سبب في حدوثه، وهي:
- لا بد من استخدام الواقي الذكري بشكل مستمر آثناء ممارسة العلاقة الجنسية، فهو يحمي المرأة من خطر التعرض للإصابة بالالتهابات المهبلية وانتقال عدوى الحوض.
- منع التدخين تجنبًا لما يحدثه من آثار سلبية على الحمل.
- المحافظة على إجراء الفحوصات بصورة مستمرة لمتابعة الحالة الصحية.
- الوقاية من مرض (PID)، وهو مرض التهاب الحوض ويحدث نتيجة للعدوى التي تنتقل جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا.
أهم النصائح في مرحلة ما بعد التخلص من الحمل خارج الرحم
قد يكون هناك احتمالية حدوث جلطات دموية بشكل خفيف أو حدوث نزيف مهبلي بسيط بعد التخلص من هذا الحمل الموجود خارج الرحم، لذا عليكِ باتباع هذه النصائح والتعليمات تجنبًا لحدوث هذه المشكلات ولو بنسبة بسيطة.
- التوقف عن ممارسة الجنس لفترة معينة بعد التخلص من الحمل.
- تجنب الأعمال الشاقة ورفع الأوزان الثقيلة.
- المحافظة على تناول كمية كبيرة من السوائل بصفة عامة والماء بصفة خاصة، لتجنب خطر التعرض للإمساك.
- عدم استخدام السدادات القطنية والغسول المهبلي تجنبًا لإلحاق الضرر بالرحم.
- أخذ قسط كافي من الراحة بعد إجراء العملية، وليست بمدة تقل عن أسبوع.
الخاتمة
كانت هذه هي أعراض الحمل خارج الرحم في الشهر الثاني وقد أصبحتِ على دراية بكافة الأمور التي يجب عليكِ معرفتها بعد التأكد من وجود الحمل خارج الرحم، لذا عليكِ بالانتباه لتلك الإرشادات والتعليمات التي تساعدكِ في تخطي تلك المرحلة الصعبة حتى تستطيعين الحمل مرة أخرى بطريقة طبيعية وآمنة.