إبرة الرئة للجنين أهم الفوائد والأضرار وطريقة الاستخدام
لم يعد العلاج الدوائي فقط للحامل لعلاج مشكلة موجودة، بل ساعدها الطب الحديث على وقاية طفلها من كثير من المضاعفات والمخاطر التي تنتظر الكثير من المواليد بعد ولادتهم أبرزها مشكلات الجهاز التنفسي، من هذه الأدوية إبرة الرئة للجنين التي تساعد على اكتمال الرئة وتحسين أدائها للحالات المتوقع ولادتها مبكرًا قبل الأسبوع السابع والثلاثين، وفي المقال التالي سنتعرف على أنواعها وفوائدها وأضرارها.
ما هي إبرة الرئة للجنين؟
تعتبر الرئة من أكثر أعضاء الأجنة تأخرًا في النمو، حيث تنمو على مراحل مختلفة، وتحتاج حتى الأسبوع 36 لتكتمل، لذا حالات الولادة المبكرة غالبًا ما يحتاج الأجنة إلى دخول الحضانات، وقد نجحت الأبحاث الطبية في استخدام مادة الكورتيزون الصناعي في عمل حقن تشبه في تركيبها الكورتيزون الطبيعي، يتم إعطائها للسيدات الحوامل المحتمل ولادتهم باكرًا قبل الأسبوع 37، حيث تساعد إبرة الرئة في اكتمال نمو الرئة وتحسين وظيفتها.
تعرف حقن الرئة أيضًا باسم العلاج الستيريودي (Steroid)، وتعتمد في وظيفتها على المساعدة على تحسين واكتمال نمو الرئتين وتحسين أدائهما مبكرًا، وتجنب حدوث أي قصور في التنفس لدى الطفل عند ولادته قبل موعده، ويوجد أكثر من نوع لحقن الرئة المستخدمة، ومن أشهر أسماء حقن الرئة للجنين:
الديكساميثازون Dexamethasone
يختلف الديكساميثازون في جرعاته عن البيتاميثازون من إبر الرئة في جرعة الاستخدام الخاصة به، حيث يتم إعطاؤه على أربع جرعات، مقسمة على يومين، صباحًا ومساءً، كما تؤخذ في العضل، ويبدأ مفعول الحقنة في العمل في خلال يومين إلى أسبوع بعد استخدامها.
بيتاميثازون Betaamethasone
تعتبر أكثر أنواع حقن نمو الرئة استخدامًا، حيث تعطي للحامل على شكل جرعتين فقط، حيث يتم إعطاء الأولى والثانية بقارق 24 ساعة بجرعة 12 ملجم في المرة الواحدة، يبدأ مفعولها خلال أسبوع من تاريخ استخدامها.
الموعد الأنسب لحقنة الرئة
يستطيع الطبيب المعالج تحديد التوقيت المناسب لوصف إبرة الرئة بناءً على طبيعة الحالة، وموعد الولادة المحتمل، ففي بعض الحالات مثل الولادة القيصرية أو وجود مشكلات في الحمل يتوقع الطبيب ولادة مبكرة قبل الشهر التاسع، ويكون من الأفضل هنا إعطاء حقنة الرئة في الشهر الثامن أو اخر السابع.
كما أن إبرة الرئة لا تستخدم في كل مرة حمل، فهي تستخدم فقط في المرات التي تستدعي ولادة مبكرة، حيث يكون من الصعب عمل الرئتين بصورة طبيعية قبل الأسبوع الرابع والثلاثين، ولا تتوقف فائدة إبرة اكتمال الرئة فقط في تحسين وظائف الرئة، بل إنها تساعد أيضًا في حماية الأطفال من الكثير من المضاعفات في الجهاز التنفسي بعد الولادة، كما أظهرت دراسات حديثة أهمية حقنة الرئة في تقليل معدلات الإصابة بنزيف المخ أو تقلصات الأمعاء.
فوائد إبرة الرئة للجنين
دائمًا ما يكون طبيبك على حق، فهو فقط القادر لتحديد المهم لكِ، لذا عليكِ بتجاهل نصائح الجدة والأمهات بأن حقن الكورتيزون ستضر صحتك أو جنينك، فهنا الأمر مختلف، فمع احتمال ولادتك مبكرًا، سيكون من الضروري استخدام حقنة اكتمال الرئة، فهي ضرورية لـ:
- تقليل احتمالية ولادة طفل بمشكلات الرئة.
- تقليل فرص الإصابة باضطرابات تنفس.
- الحماية من متلازمة ضيق التنفس الحادة.
- تجنب دخول المواليد الجدد إلى الحضانات والحاجة إلى أجهزة التنفس.
- تقليل نسب الإصابة بنزيف المخ والأمعاء.
أضرار إبرة الرئة للجنين
الكثير من المخاوف تنتاب السيدة الحامل قبل إعطائها إبرة تسريع نمو رئة الجنين، هذه المخاطر والأضرار المرتبطة بحقنة الرئة للجنين تم إثبات بعضها علميًا في بعض الحالات النادرة، والبعض الأخر مازال غير مثبت، لذا فبالنظر إلى فوائد إبرة تسريع نمو الرئة للجنين؛ سنجد أن فوائدها أكثر بكثير من الأضرار التي تحدث لحالات نادرة ولا يمكن اعتبارها تعميمها على جميع الحالات، ومن أبرز أضرار إبرة الرئة للجنين النادر حدوثها:
- صغر حجم الجنين عند ولادته عن الحجم الطبيعي.
- صغر حجم الرأس.
- الإصابة بنزيف البطين.
- اضطراب الغدة الكظرية.
- التشنجات العصبية
- مخاطر الجهاز المناعي للأم.
- تقليل حركة الجنين بعد استخدامها.
- اضطرابات النوم للأم بعد استخدام الإبرة.
- التهاب الغشاء الأمينوسي المحيط بالجنين.
- احتمالية ارتفاع السكري في الدم للأم.
الحالات التي تستدعي استخدام إبرة الرئة للجنين
ليست كل السيدات الحوامل يتطلبن وصف حقنة اكتمال الرئة للجنين؛ ولكن هناك بعض الحالات التي يرى الطبيب احتياجهم لهذه الحقن قبل موعد الولادة، ومنها:
- حالات الولادة المبكرة قبل الأسبوع 33، 34، ويفضل استخدام الحقنة قبل أسبوع من موعد الولادة.
- حالات الحمل بتوأم.
- حالات تمزق كيس الحمل.
- حالات ولادة سابقة لأطفال مبتسرين.
- فقر الدم الشديد.
- إصابة السيدة الحامل بورم ليفي.
- حالات الحمل بواسطة الحقن المجهري.
- حالات نزول السائل الأمينوسي.
- حالات إصابة الأم ببعض المشكلات الصحية التي تستدعي الولادة قبل موعدها.
- اتساع عنق الرحم.
- مرات إجهاض أو ولادة مبكرة سابقة.
الأعراض التي تشير إلى احتمالية الولادة المبكرة
- تقلصات شديدة أسفل البطن والظهر.
- اضطرابات المعدة والإصابة بـ الإسهال الشديد عند الحامل.
- وجود انقباضات شديدة في الحوض.
- تغير شكل ولون الإفرازات المهبلية.
- نزول دم بسيط أو نزيف.
موانع استخدام حقنة الرئة للجنين
قد تتساءلين هل هناك أسباب تمنع الطبيب من وصف إبرة الرئة للجنين، وهل تتأثر حركة الجنين بعد إبرة الرئة؟، نعم قد تُمنع بعض الحالات من استخدام حقنة الرئة لأسباب طبية، وفي بعض الأوقات قد تتأثر حركة الجنين بعد الإبرة وهو ما يجعل من المهم على الحامل مراقبة الحركة جيدًا ومراجعة الطبيب على الفور إذا كان هناك تغير في الحركة، وهو ما يدفع الطبيب للتدخل الفوري، أما عن موانع استخدام إبرة اكتمال الرئة:
- الحوامل مرضى السكري.
- مرضى ضغط الدم المرتفع.
- مرضى نقص المناعة.
- انخفاض معدل حركة الجنين بعد إبرة الرئة.
- إصابة الحامل بالتهاب المشيمة.
متى تكتمل رئة الجنين بعد الإبرة؟
يبدأ تكوين الرئة لدى الجنين منذ الأسبوع الثامن، وتتطور في نموها مع باقي أعضاء الجسم، فتأخذ شكلها النهائي في الأسبوع العشرين والحادي والعشرين، ولكن تبقى غير قادرة على أداء وظيفتها حتى تستطيع القصبات الهوائية بها التعامل مع الأكسجين، وذلك في بداية الشهر التاسع.
لذا يقوم الطبيب بوصف حقنة الرئة للجنين لتسريع نمو الرئة واكتمالها وتحسين وظيفتها، وعند السؤال متى يبدأ مفعول إبرة الرئة للجنين في العمل، فالمعروف أن مفعولها يكون في خلال أسبوع من تاريخ إعطائها للحالات المتوقع ولادتها مبكرًا، حيث تعطى على جرعتين لمدة يومين، وينصح بإعطاء إبرة تسريع نمو رئة الجنين للحامل قبل الولادة بمدة لا تقل عن 10 أيام حتى يتجنب الجنين بعد ولادته مشكلات التنفس والحاجة لجهاز التنفس الصناعي.
وختامًا إبرة الرئة للجنين هي وسيلة وقائية يستخدمها الطبيب لحماية طفلك من أي مخاطر في أداء الرئة لوظيفتها، وتجنب أي مضاعفات صحية بعد الولادة فقط مع الحالات التي تستدعي استخدامها، لذا عليكِ عدم استخدامها بدون وصف الطبيب واستشارته لتجنب أي أضرار قد تترتب على استخدامها.