الطفولة

إدمان الأطفال بجميع أنواعه وعلامات حدوثه

تعد مشكلة إدمان الأطفال من أبرز المشكلات التي يخشى الأهل من الوقوع فيها، وإن لم يتم التعامل معها بصورة صحيحة فإن العواقب تكون وخيمة، لذلك يجب على الأهل توخي الحذر عند إصابة أحد أطفالهم بتلك الحالة، وعليهم التعامل معه بالشكل الذي يساعده على العلاج.

أنواع الإدمان عند الأطفال

لا يقتصر الإدمان على المخدرات فقط كما يعتقد البعض، نظرًا لأن للإدمان صورًا عديدة وأشكالاً كثيرة، ويجب على الأهل ملاحظة أبنائهم جيدًا ومتابعتهم بصورة دورية من أجل اكتشاف أي تغيرات تطرأ عليهم، كي يتعرفوا على المشكلة مبكرًا،  ومن ثم حلها أسرع، ومن أبرز أنواع الإدمان:-

إدمان المخدرات عند الاطفال

يعتبر إدمان المخدرات عند الأطفال هو المشكلة الأخطر على الإطلاق والتي يترتب عليها عواقب وخيمة للغاية إن لم تتم ملاحظة الطفل واكتشاف تعاطيه منذ البداية، حيث يعتاد الطفل على تناول المخدرات بالتدريج، ويبدأ بإنفاق الأموال التي معه، وعقب ذلك تكون غايته الرئيسية في الحياة هي الحصول عليها بصورة مستمرة، لذا يجب على الأهل متابعته جيدًا ومعرفة كافة أصدقائه وجميع الأنشطة التي يقوم بها.

إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية

إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية

ادمان الألعاب الإلكترونية للأطفال في ظل تطور وسائل التكنولوجيا أصبحت الألعاب التقليدية لا تمثل قيمة كبرى لدى الأطفال مقارنةً بالألعاب الإلكترونية والتي تعد هي الغاية الأولى للكثير من الأطفال، والمؤسف هنا هو أن هذه الحالة من الإدمان قد تحدث أمام الأهل دون الوعي بمدى خطورتها، فكل ما في الأمر أن يعتاد الطفل على أن يجلس طوال الوقت أمام الألعاب الإلكترونية، وبذلك يتعلق بصورة أكبر بتلك الألعاب ويكون غير قادر على تركها، ويترتب على ذلك سوء مستواه الدراسي وتحوله إلى طفل انطوائي.

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي 

الإدمان الإلكتروني للأطفال يتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي والوقت المبالغ فيه الذي يقضونه معها، فبمجرد أن يعود الطفل إلى المنزل لا يبالي بأي شيء أو مهمة مسندة إليه تتعلق بشأن التعليم،فيذهب لفتح وسائل التواصل الاجتماعي ويقضي أغلب أوقاته في التصفح والتحدث مع أصدقائه ومشاهدة مقاطع الفيديو وخلافه، وهذا الأمر إن لم يتم السيطرة عليه، فإن العواقب تكون وخيمة للغاية، بالإضافة إلى أنه من خلال تلك الوسائل قد يكتسب الكثير من السلوكيات السيئة.

تصفح المواقع الإباحية

من أخطر أنواع الإدمان التي تكون نتائجها سلبية للغاية؛ إدمان المواقع الإباحية من جانب الأطفال، وإن لم يتم اكتشافها فإن الطفل سيعتاد على مشاهدتها، وهنا سيفقد الكثير من السلوكيات الحسنة لديه، ويدخل في هوة عميقة من الانحراف، والحل هنا هو مراقبة الطفل جيدًا ومعرفة كافة الأنشطة التي يقوم بها على هاتفه ومن الأفضل تحميل تطبيقات تحكم للوالدين على هواتف الأطفال.

أسباب الإدمان عند الأطفال

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالة الإدمان لدى الأطفال، يجب الوصول إلى السبب الرئيسي الذي أدى لحدوث تلك المشكلة، وذلك لكون معرفة السبب تسهل عملية العلاج فيما بعد، ومن أبرزها:-

مشكلة التفكك الأسري

مشكلة التفكك الأسري

تعتبر مشكلة التفكك الأسري أو انفصال الوالدين من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الأطفال بأنواعه المختلفة، فبسبب هذا التفكك سيتم إهمال الطفل بصورة كبيرة ليكون مشتتا بين الجانبين، وهذا ما يترتب عليه سوء حالة الطفل النفسية، والتي تجعله عرضة للإدمان، بالإضافة إلى أن هذا التفكك يتسبب بعدم وجود رقابة على الطفل.

أصدقاء السوء

من الأسباب الأكثر شيوعًا والتي قادت الكثير من الأطفال نحو الإدمان بمختلف أنواعه سواء كان تجاه المخدرات أو غيرها؛ هو وجود أصدقاء السوء في حياة الطفل، حتى وإن كان الطفل من ذوي الأخلاقيات الحميدة، إلا أن وجوده وسط مجموعة من الأطفال السيئين يجعله يكتسب الكثير من الصفات السيئة منهم، فإذا شاهد أحدهم يدخن فمن المؤكد أنه سيكون لديه رغبة للتدخين هو الآخر وتبدأ معه حالة الإدمان بالتدريج، لذا يجب مراقبة أقران الطفل واختيارهم إن لزم الأمر.

عدم شعور الطفل بذاته

أحد أبرز أسباب إدمان الأطفال، هو عدم شعور الطفل بذاته وتقدير الآخرين له، لاسيما وأنه يهُان طوال الوقت من المحيطين به، بسبب أي شيء مثل مستواه الدراسي أو عدم وجود موهبة لديه، وهذا ما يترتب عليه آثارًا نفسية سلبية تقود الطفل تجاه الإدمان.

انعدام التربية والأخلاق

التربية والأخلاق منذ الصغر لها دور فعال في حياة الطفل، فإن كانت تربيته حسنة واكتسب السلوكيات الحميدة من والديه، فإن فرص تعرضه لحالات الإدمان تكون ضئيلة للغاية حتى وإن تواجد وسط مجتمع سيء، وذلك لكونه يعرف الصواب من الخطأ، أما في حالة إن غاب دور الأهل في توعية طفلهم، فهنا تتزايد فرص حدوث حالات الإدمان له، وذلك لعدم معرفته الكاملة عن خطورتها وتأثيرها السلبي عليه.

عدم اهتمام الأهل بالطفل

عدم اهتمام الأهل بالطفل

شعور الطفل بعدم الاهتمام به من جانب أهله وتمييز أحد إخوته عليه؛ يؤثر عليه بصورة سلبية للغاية منذ الصغر، ويظل هذا الشعور يراوده حتى وإن كبر وقد لا يجد ضالته في التخلص من هذه المشاعر السيئة سوى من خلال الإدمان، لذا يجب الاهتمام بالطفل جيدًا وتخصيص وقت للحديث معه ومعرفة كافة مشكلاته.

الانطوائية

قد يخشى الأهل على طفلهم بصورة زائدة عن الحد، فلا يجعلونه ينخرط وسط المجتمع منذ الصغر ويخشوا من أن يلعب مع أطفالٍ آخرين، حتى لا يتعرض لأي إصابة أو مشكلة، وهذا ما ينتج عنه أن أصبح الطفل انطوائي وغير قادر على التعامل مع الآخرين، وعندما يكبر بعض الشيء ويكون مُحتم عليه أن يتواجد وسط مجموعة ما، يكتشف أمورًا جديدة ويكون غير قادر على معرفة الصواب من الخطأ وتكون الفرصة سانحة أمامه لأن ينخرط مع مجموعة من أصدقاء السوء.

عدم التوعية

عدم توعية الطفل منذ الصغر وإخباره بالأمور السيئة التي عليه بتجنبها، من الأمور التي إن لم تحدث فإن فرص الطفل تجاه الإدمان تكون مرتفعة للغاية، وذلك لعدم معرفة الصواب من الخطأ.

من الممكن أن يستمع الطفل لكلمة الإدمان عن طريق الصدفة، وعندما يذهب لسؤال أحد الوالدين يتعرض للتوبيخ، ليأتي دوره في تجربة هذا الشيء الذي تم نهيه عنه، دون توضيح الخطر الذي ينتظره، ومن الأفضل عزيزي الأب أن تجعل طفلك صديقا لك، بإمكانه السؤال عن كل ما يهمه، ومن حقه الحصول على إجابة شافية تعينه على معرفة المزيد، وليس فقط الترهيب بدون توضيح أسباب.

أضرار إدمان الأطفال

يختلف حجم الضرر على الطفل بحسب نوع الإدمان الذي أصيب به، فإن كان قد أصبح مدمنًا للمخدرات، فإن عواقب وأضرار هذا الأمر تكون وخيمة للغاية، أما إن كان مصابًا بإدمان الألعاب الإلكترونية، فلهذا الأمر أضرارًا أخرى، ولكن مع ذلك هناك أضرار عامة للإدمان عند الأطفال:

فقدان الوعي

تأتي تلك النتيجة لإدمان الطفل عمومًا، سواء للألكترونيات أو المواقع الإباحية أو المخدرات، حيث قضائه وقتًا طويلًا خارج واقعه بمختلف الطرق، يجعله غير متزن نفسيا أو جسمانيا، لذلك قد يفقد وعيه فجأة أثناء جلوسه مع العائلة، ويجب الانتباه للسبب الحقيقي وراء ذلك دون تهوين أو تهويل.

ضعف التركيز

ضعف التركيز

حينما يكون الطفل قد أصيب بحالة الإدمان فمن المؤكد أن معدل التركيز لديه سينخفض ولن يكون قادرًا على التحدث بصورة طبيعية، بالإضافة إلى تراجع مستواه الدراسي بشكل ملحوظ.

الغيبوبة

قد يدخل الطفل في حالة غيبوبة طويلة الأمد، وذلك بسبب كم الأضرار المتوافرة في المواد المخدرة أو نتيجة الإدمان الإلكتروني الذي يستنزف وقته.

الإصابة بالأمراض

فيما يخص إدمان المخدرات، نجد أن من نتائجه ضعف المناعة، وهذا الأمر قد يترتب عليه الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، وذلك بخلاف الأمراض المعدية والتي تحدث بسبب تناول المخدرات عن طريق الحقن مع مجموعة من الأطفال الآخرين.

الموت

في حالة تفاقم الأمر وعدم معرفة حالة الطفل أنه مدمن مبكرًا، فهنا من المؤسف أن فرص حدوث الموت المفاجئ تتزايد للغاية، وذلك لكون الطفل قد وصل إلى مرحلة حرجة من الإدمان ولم يجد العلاج ولم يكتشف أحدًا حالته.

مشكلة في العين

أما في حالة إن كان الطفل مدمنًا للألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ عام، فهنا تتزايد فرص الإصابة بمشاكل في العين، وذلك بسبب الوقت الكبير الذي يقضيه أمام أجهزة الكمبيوتر أو هاتفه الجوال.

زيادة فرص السمنة

بسبب كثرة الجلوس أمام الحاسوب واللعب طوال الوقت، مع عدم قيام الطفل بأي نشاط حركي، ويترتب على ذلك زيادة نسبة الإصابة بالسمنة، وقد يصل الأمر إلى مرض السكري.

ضعف المهارات والقدرات

بسبب انخراط الطفل مع الألعاب الإلكترونية طوال الوقت، ينتج ضعف المهارات والقدرات وقلة الخبرات لديه أيضًا، وذلك لكونه متواجد وسط عالم افتراضي، وحينما يكبر ويصطدم بالواقع يشعر وكأنه غريب ولا يقدر على المواجهة.

اكتساب ميول عدوانية

الغالبية العظمى من الألعاب الإلكترونية للأطفال تقوم على فكرة القتل والعنف والحرب، وبسبب إدمان الطفل لهذا النوع من الألعاب؛ يكتسب ميول عدوانية ويصبح طفل عداوني عنيف مع كل من حوله سواء بالمنزل أو المدرسة أو الشارع، مما يجعله شخص غير محبوب ممن حوله.

ما هي علامات الإدمان عند الأطفال؟

ما هي علامات الإدمان عند الأطفال؟

توجد العديد من علامات إدمان الأطفال للمخدرات والتي من السهل معرفتها إن كان الأهل يتابعون طفلهم باستمرار، لاسيما وأن هناك بعض التغيرات ستطرأ عليه وستكون دليلاً قاطعًا على أنه مدمن، وبمجرد اكتشاف تلك العلامات، فيجب سرعة التعامل مع الموقف بصورة صحيحة والبدء بطرق العلاج مبكرًا، ومن أبرز العلامات التي تدل على الإصابة هي:-

انعزال الطفل

في حالة إن كان الطفل اجتماعي ويتعامل مع أهله طوال الوقت والمحيطين به، وإذ فجأة تغير هذا الأمر وأصبح يميل إلى الانعزال وقضاء أغلب أوقاته إما بالخارج أو داخل غرفته بمفرده، فهذا الأمر قد يدل على أنه مدمن، وذلك الانعزال يحدث بسبب خشيته من أن ينخرط مع أهله فيتم اكتشاف أمره.

الكذب والهروب والغياب عن المنزل

الكذب عند الأطفال في الكثير من الأوقات يقضي المدمن أغلب أوقاته خارج المنزل، وذلك لأنه بالخارج سيكون قادرًا على تناول المواد المخدرة دون أن يكتشف أحدٌ أمره بالمنزل.

في حالة إن كان الطفل يتأخر خارج المنزل، ويتهرب بالحديث ويحاول المراوغة وإقناع الوالدين بأسباب غير منطقية على الإطلاق، فقد يكون هذا الأمر من علامات إصابته بإدمان المخدرات على الأرجح.

اضطراب في النوم

من أسهل العلامات التي يمكن ملاحظتها على الطفل المدمن للمخدرات، والتي عادة ما تكون دليلًا قاطعًا أنه مدمن، هي عدم قدرته على النوم بصورة طبيعية، أو يقضي الكثير من وقته نائمًا، وذلك بسبب تأثير المواد المخدرة عليه، ففي حالة اكتشاف هذه العلامة فلا يجب تفسيرها بصورة خاطئة مثل أن الطفل منهك أو متعب بل يجب التأكد من الأمر.

اتصالات مشكوك بها

إذا كان الطفل قد أصبح مدمنًا للمخدرات بسبب أصدقاء السوء، فهنا سيلاحظ عليه أنه يقوم بإجراء العديد من الاتصالات المشكوك فيها، ويتجنب الحديث بجوار أحد، بالإضافة لكونه يتحدث بصوت منخفض للغاية، وحينما يقترب منه أحد؛ يُنهي الحديث بصورة سريعة.

ظهور آثار الإدمان

دائمًا ما ننصح بتفتيش أغراض الطفل ومعرفة كل شيء بحوزته، وذلك الأمر يسهل على الأهل اكتشاف الكثير من المشكلات مبكرًا، وفي حالة إن كان الطفل مدمنًا، فمن المؤكد ظهور بعض الآثار عليه، مثل رائحة كريهة وغير مألوفة بملابسة أو ثقوب في ملابسه بسبب بعض الحروق التي تكون ناتجة عن تدخين المخدرات، وذلك بخلاف بقع الدم التي تظهر في منطقة الأذرع بسبب الحقن، وغيرها من العلامات التي يسهل على الأم اكتشافها.

تغير في أسلوب الحوار

الطفل المدمن عمومًا تتغير طريقته تمامًا في كل شيء، ومن أبرز العلامات التي يسهل ملاحظتها؛ التحدث بصورة غير لائقة مع الجميع بالإضافة لكونه يكتسب صفات سيئة في التعامل، ويميل إلى العنف مع أقرانه، وذلك بخلاف اعتماده على المصطلحات البذيئة.

علاج إدمان الأطفال

علاج إدمان الأطفال

إذا تمت ملاحظة الطفل مبكرًا واكتشاف إدمانه، فهنا يمكن اتباع العديد من طرق علاج الإدمان عند الأطفال التي تساعدهم على التعافي من تلك الحالة، وهي:-

  • إن كان الطفل مدمنا للألعاب الإلكترونية والمواقع بشكلٍ عام، فيجب التحدث معه عن مدى أضرارها عليه في المستقبل والبدء بتنظيم وقته وعدم تركه يقضي أغلب أوقاته معها.
  • يمكن تحديد مواعيد ثابتة للعب.
  • ناهيك عن توفير نشاط جديد للطفل يقوم به؛ مثل: ممارسة الرياضة أو الرسم أو الأنشطة الإبداعية الأخرى.
  • أما في حالة إصابة الطفل بإدمان المخدرات فهنا يجب الذهاب به إلى طبيب متخصص على الفور لمعرفة الحالة التي وصل إليها وطرق العلاج المناسبة، وقد يدخل إلى مصحة من أجل مساعدته على التعافي والشفاء.
  • في حالة إن كان السبب هم أصدقاء السوء؛ فيجب معرفتهم وقطع علاقته بهم على الفور، وإخطار أهلهم إن لزم الأمر كي يساعدونهم على العلاج أيضًا.

كانت هذه هي أبرز المشكلات المتعلقة بحالات إدمان الأطفال، فيجب ملاحظة الطفل جيدًا ومعرفة كل ما يقوم به من أنشطة كما ذكرنا سلفًا، فهذا الأمر يسهل على الأهل معرفة أي ملاحظات وتغيرات قد تظهر عليه، ومن ثم يبدؤون بإجراء اللازم ومساعدته على التعافي والشفاء، كي يسترد صحته ويعيش بصورة طبيعية.

المصادر:

نيشنوايد شيلدرين.

كيدز هيلث.

تودايز بيرانت.

 

زر الذهاب إلى الأعلى