أمراض الحمل والولادة

إفرازات الحمل خارج الرحم | وما هو الحمل خارج الرحم؟

هناك لبسٌ كبيرٌ بين إفرازات الحمل خارج الرحم والإفرازات التي تخرج من الرحم نتيجةً لإجهاض الحمل أو وجود مشكلة أخرى فيه، ومن المهم للغاية أن تتعرف الحامل أو من تنتظر الحمل على ما يميز هذه الإفرازات عن غيرها ويؤكد لها وجود حمل خارج الرحم من عدمه، يساعدها ذلك على أن تكون أكثر هدوءً وأفضل في التعامل مع أي مشكلة تواجهها أثناء حملها، ومن خلال سطور هذا المقال نتعرف سويًا على كل ما يتعلق بالحمل خارج الرحم والإفرازات التي تنتج عنه.

ما هو الحمل خارج الرحم؟

في حالات الحمل الطبيعية يتم تخصيب البويضة داخل إحدى قناتي فالوب وبعد إتمام التخصيب تنتقل إلى الرحم لتنزرع في بطانته وتكمل نموها، ولكن هناك ما يسمى بالحمل خارج الرحم، وهي إحدى مشاكل الحمل الشائعة، والذي يحدث عندما تظل البويضة بقناة فالوب لتكمل نموها دون أن تنتقل إلى الرحم نفسه، كذلك في بعض الحالات يحدث هذا الحمل بعنق الرحم أو بأحد المبيضين.

لكن نمو البويضة بإحدى قناتي فالوب هي أكثر حالات الحمل خارج الرحم شيوعًا، وتسمى هذه الحالة بالحمل الأنبوبي، الذي يعد شديد الخطورة، حيث أنه كلما تضخم سبب مشاكل كثيرة للحامل، وأهمها إفرازات الحمل خارج الرحم التي تظهر بعد وقت قصير من حدوث هذا الحمل، ولابد من التخلص الفوري والسريع من هذا الحمل الذي قد يودي بحياة المريضة من الأساس.

ما لون إفرازات الحمل خارج الرحم؟

من أبرز أعراض الحمل خارج الرحم ترى الحامل بعض الإفرازات المهبلية الحمراء تخرج من الرحم، وهو ما يشعرها بالقلق الشديد على حملها وينذرها بوجود مشكلة فيه، حتى يتسنى لها تلقي العناية اللازمة التي تحافظ على الحمل أو تنهيه لو كان يشكل خطرًا على صحتها وحياتها، والحقيقة أن هذه الإفرازات الحمراء تتطلب عناية خاصة وسريعة، وخاصةً إذا كانت بها تجلطات دموية أو يتزامن معها الشعور بالتقلصات وتشنج أسفل البطن.

هل تدل الإفرازات بالضرورة على الحمل خارج الرحم؟

تؤكد هذه الأعراض، وهي نزول الإفرازات الحمراء مع وجود التقلصات، إلى أن الحامل على وشك الإجهاض أو أن هناك حمل بخارج الرحم، وهناك ما يقرب من 15% من الحوامل اللاتي يتعرضن لهذه الأعراض يفقدن حملهن ويجهضنه، غير أنه هناك الكثير من الحالات التي ترى هذه الإفرازات وتكتمل فترة حملهن بسلام، خاصةً إذا كان ذلك خلال الثلث الأول من الحمل، فقد تكون ناتجة عن انغراس البويضة في الرحم أو تعرض الحامل للعدوى.

هل تدل الإفرازات بالضرورة على الحمل خارج الرحم

على الرغم من ذلك، لابد من إعطاء الحامل عناية وأهمية قصوى وعدم الاستهانة بهذه الإفرازات، حتى ولو كانت في بداية الحمل ولم تكن هناك إشارات أخرى إلى أن هناك خطر ما على الحمل، حيث أن الدراسات تشير إلى أن هناك 7% إلى 24% ممن ينزفن في الفترة الأولى من الحمل يتعرضن في مرحلة متقدمة منه لمشاكل خطيرة، منها الإجهاض أو المخاض المبكر.

هل هناك أعراض أخرى للحمل خارج الرحم؟

لا تقتصر الأعراض التي تشعرين بها وترينها عند حدوث حمل خارج الرحم على وجود الإفرازات الدموية الحمراء التي تكلمنا عنها في السابق، بل هناك بعض الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه لها إذا ما حدثت جميعها أو البعض منها، وهي كالتالي:

  • الشعور بألم حاد في أحد جانبي الحوض دون الآخر.
  • مع الوقت ينتشر هذا الألم لبقية أجزاء البطن بالكامل.
  • الشعور بألم متقطع في منطقتي الكتف والرقبة.
  • تضخم حجم الثديين وتورمهما وشعور الحامل بألم شديد فيهما.
  • معاناة الحامل من إسهال أو إمساك شديد لفترة طويلة.
  • الشعور بالدوار الذي قد يؤدي إلى الإغماء في حالات متكررة وفقدان الحامل توازنها.
  • تعرق الجسم بشكل ملحوظ ومبالغ فيه.
  • حدوث اضطرابات في النظر وتشويش الرؤية بشكل كبير.
  • وجود نزيف مهبلي مختلط بالإفرازات المهبلية التي تدل على وجود حمل خارج الرحم.

وقت نزول إفرازات الحمل خارج الرحم

هناك سؤال قد يتبادر إلى ذهن البعض منا، وهو متى تظهر علامات وجود حمل خارج الرحم ومتى أرى إفرازت الحمل خارج الرحم التي تجعلني أتكهن بوجود مثل هذه المشكلة؟ والحقيقة أن ظهور الأعراض التي تنتج عن الحمل خارج الرحم يبدأ بعد مرور أسبوعين من توقف العادة الشهرية، أي خلال الشهر الأول من الحمل وتزداد حدتها بمرور الوقت.

أسباب حدوث الحمل خارج الرحم

يمكنك التعرف على أصل الحالة المرضية التي تعانين منها إذا ما تتبعت الأسباب التي سيلي ذكرها، فإذا ما رأيت إفرازات تشبه إفرازات الحمل خارج الرحم يمكنك التكهن بوجود هذا الحمل، فأنت خير من يعلم الأساليب التي تتبعينها والأخطاء التي من الممكن الوقوع فيها، وهذه الأسباب نوردها فيما يلي.

استخدام بعض الأدوية

يؤدي استخدام أدوية ثنائية إيثيل ستيلبوستيرول إلى حدوث خلل ما بقناتي فالوب، وهو ما يؤدي إلى التصاق الجنين بها بصورة أكبر من الطبيعي ويمنعه من الانتقال إلى الرحم لينغرس في بطانته ليكمل نموه، وعلى المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل أن تمتنع عن تناول مثل هذه الأدوية طالما أنها علمت بحملها أو كانت تتوقعه وتنتظره، ومن الحالات الشائعة كذلك تناول المرأة لأدوية علاج العقم التي من الممكن أن تتسبب في حدوث هذا النوع من الحمل.

إصابة الحامل ببعض الأمراض

هناك بعض الأمراض التي يتسبب عنها حدوث حمل خارج الرحم ويؤدي إلى وجود إفرازات الحمل خارج الرحم بصورة مبالغ فيها، كأن تصاب بالانتباذ الرحمي الباطني الذي يؤدي إلى تكون التصاقات وأنسجة ندبية تمنع وصول البويضة المخصبة إلى الرحم فتنزرع خارجه، وهناك بعض الأمراض الجنسية التي تؤدي لنفس النتيجة، مثل السيلان، وهي تتسبب عن تعدد العلاقات الجنسية، وتزيد فرصة حدوث حمل خارج الرحم كذلك لو كانت الحامل تعاني من الالتهابات، مثل التهاب البوق.

بعض الإجراءات الطبية

هناك بعض الإجراءات الطبية التي من الممكن أن تخضع لها المرأة وترى بعدها إفرازات الحمل خارج الرحم التي تنذرها بوجود مشكلة ما، كأن تقوم بعمل ربط بقناة فالوب أو تستخدم بعض أدوات منع الحمل التي تسبب الحمل خارج الرحم، مثل اللولب أو غيره من الأجسام التي تدخل الرحم، وتزداد فرص حدوث هذا الحمل بعد خضوع المرأة لعمليات جراحية لاستئصال ورم ليفي بالرحم أو حتى عمليات الولادة القيصرية.

عامل السن وأسلوب الحياة

تزداد احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم كلما كبرت المرأة في السن، أي تجاوزت سن الأربعين، كما تزداد إذا كانت المرأة تتبع أسلوب حياة غير صحي، كأن تكون مدخنة أو تتناول الكحوليات أو غير ذلك مما يؤثر على الصحة الإنجابية، ويجب التنبيه هنا كذلك على أن من سبق لها حدوث حمل بخارج الرحم تزيد احتالمية تكرار التجربة لديها.

كيفية التأكد من وجود حمل خارج الرحم

بالطبع لا يكفي رؤية إفرازات الحمل خارج الرحم للتأكد من وجود هذه المشكلة، بل هناك بعض الطرق التي يتمكن الطبيب من خلالها من التأكد من حدوث حمل خارج الرحم ويتخذ التدابير الطبية اللازمة لتتخلص الحامل منه، فظهور جميع الأعراض التي تكلمنا عنها سلفا لا يكفي للحكم بذلك، وحتى الكشف العادي لا يؤكد ذلك، بل يكشفه أشكال الفحص التي نوردها فيما يلي.

إجراء فحص المسبار المهبلي

إجراء فحص المسبار المهبلي للتأكد من الحمل خارج الرحم

هو فحص بالموجات الصوتية للمهبل من الداخل عن طريق أداة تسمى بالمسبار المهبلي، وهو عبارة عن عمود صغير يقوم بتصوير المهبل عند إدخاله فيه، ولا يحتاج للتخدير، وعند إدخال هذا المسبار بداخل المهبل يستطيع الطبيب رؤية عنق الرحم والرحم كاملًا والتأكد من وجود حمل خارج الرحم من عدمه.

فحص الدم

يمكن التأكد من وجود حمل بخارج الرحم عن طريق عمل تحليل حمل بالدم يتمكن الطبيب من خلاله من معرفة نسبة هرمونات الحمل في جسم المريضة على مدار يومين كاملين، ويعرف هذا التحليل باسم موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، ويتم اللجوء لهذا التحليل إذا لم ينجح فحص الموجات الصوتية في التشخيص، فإذا كان ارتفاع نسبة الهرمون بطيئًا فهو حمل خارج الرحم.

فحص المنظار

يتمكن الطبيب من تشخيص الحمل خارج الرحم عند إجراء فحص تشخيصي للحمل بالمنظار، ولا يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة في التشخيص إلا بعد فشل الطرق السابقة، فتخضع المريضة للتخدير ويقوم بصنع عدة فتحات جراحية صغيرة بالبطن ليدخل منها المنظار إلى الرحم ويؤكد وجود حمل بخارج الرحم.

علاج إفرازات الحمل خارج الرحم

بعد تشخيص الحالة بالشكل السليم والتأكد من أن المريضة تعاني من وجود حمل خارج الرحم تسبب لها في نزول هذه الإفرازات المصاحبة للأعراض المؤلمة التي تحدثنا عنها في السابق تدخل هنا في مرحلة العلاج الذي يكون بإحدى طريقتين، نوردهما فيما يلي:

  • علاج دوائي يشمل بعض الأدوية التي توقف نمو هذا الحمل وأدوية أخرى تساعد على إجهاضه وخروجه من الرحم.
  • تدخل جراحي يتم عن طريق المنظار تحت تأثير التخدير إذا كان العلاج الدوائي غير مجدٍ لتجنب تطور الحمل.

نصائح لتجنب الحمل خارج الرحم

لأن هناك أكثر من 50% من النساء في بلداننا العربية يتعرضن لحدوث الحمل خارج الرحم فإنه يجب التنويه على الطرق التي تساعد على الوقاية منه وتقديم بعض النصائح للسيدات اللاتي يحببن تجنب مشكلة كهذه، وهذه النصائح هي كالتالي:

نصائح لتجنب الحمل خارج الرحم

  • الوقاية من أي التهابات قد تحدث بالجهاز التناسلي ومنطقة الحوض وعلاجها بشكل سريع عند الإصابة بها.
  • عدم إجراء أي عمليات جراحية إلا على يد جراح محترف، حتى لا يسبب التصاقات بالحوض أو ضيق بقنوات فالوب.
  • تجنب موانع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجستيرون الذي يقلل الحركة الدودية بقناة فالوب ويلصق الحمل بها.
  • البعد عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
  • تجنب الحمل في سن كبير قدر الإمكان، ومتابعته بشكل مكثف إذا حدث.
  • البعد عن العلاقات الجنسية المتعددة وممارسة الجنس الآمن إذا كان الزوج مصابًا بأحد الأمراض الجنسية.
  • التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم إذا سبق للمرأة تعرضها له والكشف فور غياب الدورة الشهرية.

هذا، ونستخلص مما سبق أن إفرازات الحمل خارج الرحم لا تدل وحدها على وجود هذه المشكلة، بل هناك الكثير من الدلائل الأخرى التي تؤخذ بعين الاعتبار، كما أن الطبيب المختص له أساليبه في الكشف عن هذا الحمل والتعامل السليم معه، فإذا كنت حديثة الحمل ورأيت هذه الإفرازات فلا تجزعي وتوجهي للطبيب على الفور، فهو خير من يتعامل مع حالتك.

المصادر:

إن إتش إس

وات تو إكسبكت

هيلثاوي

زر الذهاب إلى الأعلى