الرضاعة

احمرار جلد الرضيع… تعرف على الأسباب وأهم طرق الوقاية والعلاج

يأتي الجنين إلى عالمنا بتغيرات خلقية كثيرة، ولمَ لا وقد انتقل من حياة عاتمة إلى حياة مضيئة، فيأخذ الجلد اللون الأحمر والذي يبدأ في الاختفاء مع أول نفَس لهواء الحياة، ومع مرور يوم أو اثنين يبدأ الجلد في الإشراق مرة أخرى، ولكن هناك العديد من العوامل قد تؤدي لحدوث احمرار جلد الرضيع، فما هي وما أسبابها؟ وما هي طرق العلاج المناسبة؟

أسباب احمرار جلد الرضيع

أسباب احمرار جلد الرضيع

الحساسية عند الطفل المفرطة تجعله أكثر عُرضة للتأثر بالعوامل الخارجية مثل حالة الطقس والحرارة، سبب احمرار جسم الرضيع يختلف باختلاف جسم الطفل والبيئة المحيطة به، تُرى ما سبب احمرار جلد الأطفال؟ هناك العديد من النقاط ستجد في إحداها الإجابة الكافية على هذا السؤال، وهي كالتالي:

عوامل وراثيّة

تؤثر العوامل والجينات الوراثية بشكل مباشر على تعرض الأطفال للحساسية أو الأمراض المختلفة، كما أن قلة المناعة لدى الرضع تجعلهم أكثر عرضة لتأثير الجينات على الجسم والجلد.

جفاف البشرة

تعتبر حالة جفاف البشرة من أشهر أسباب احمرار الجلد عند الرضع، حيث يتسبب الترطيب غير الكافي لجلد الطفل في حدوث الجفاف، وهو ما يؤدي إلى إصابة الطفل بالعديد من المشاكل منها الحكّة وتهيّج واحمرار الجلد، كما أنه في بعض الحالات قد يحدث نمو للفطريات على الجسم.

العوامل البيئية المختلفة

تزيد التغيرات الجوية في الطقس والحرارة من حالة الإصابات الجلدية لدى الرضّع، ففي فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، يكون الرضيع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية، وتزيد عدد حالات الشكوى من احمرار بشرة الرضيع.

حساسية الجلد وضعف الجهاز المناعي

ضعف الجهاز المناعة في المراحل الأولى من العمر يجعل الرضيع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلف وسهولة غزو الأجسام الضارة والميكروبات لأنسجة جسمه، لذا فيصنّف ضعف الجهاز المناعي على أنه السبب الأول في حدوث احمرار جلد الرضيع.

التهابات الحفاضات

كثرة ملامسة الحفاضات المتّسخة والمبللة لجلد الرضيع يجعله أكثر عرضة للإصابة بالحكة والاحمرار في تلك المنطقة.

حساسية الحليب الصناعي

اختاري بعناية نوع الحليب الصناعي المناسب لطفلك، حيث تتسبب العديد من أنواع الحليب الصناعي في حدوث حساسية جلدية لفئة معينة من الأطفال دون غيرهم.

التغيّرات الجلدية بعد الولادة

تشهد فترة ما بعد الولادة تغيرات جلدية كثيرة من احمرار وبثور وتقشّرات عديدة، ولكن متى يخف احمرار المولود؟ يبدأ احمرار جلد المولود في التلاشي مع زوال تلك التغيرات الجلدية، وهو ما يتم خلال أسابيع قليلة، كحد أقصى 6 أشهر.

امراض جلدية تتسبب في احمرار جلد الرضيع

 

عند انتقال الطفل من مرحلة “الجنين” إلى مرحلة “الرضيع” يحدث اختلاف في أنماط الأجهزة الحيوية بالجسم، فتصاحب الرضيع متلازمة نقص المناعة والتي تكون سببًا في كثرة تعرضه للكثير من الأمراض الداخلية والخارجية، ويحدث احمرار جلد الرضيع كأحد أعراض تلك الحالة، فيتستاءل الكثيرين عن ما سبب احمرار الوجه عند الرضع؟.

هناك العديد من الأمراض الجلدية التي تتسببب في احمرار بشرة الرضيع، والتي يكون معظمها غير ضار وتختفي بعد فترة دون الحاجة العلاج، وأبرز تلك الأمراض ما يلي:

ظهور بقع حمراء في رأس الرضيع

تظهر نتوءات حمراء صغيرة برؤوس بيضاء في جلد الرضيع، وخاصة على الخدين والجبهة وفروة الرأس، وتظهر تلك النتوءات بعد فترة قصيرة من الولادة (بعد 3 أو 4 أسابيع)، وتسمى تلك البقع بـ”البثور الوردية” أو (حب الشباب الطفلي)، ويُعتقد أن سبب ظهور تلك البثور هو تعرض الطفل لهرمونات الأم قبل الولادة، ولكن لا تحتاج تلك البثور الوردية إلى علاج لأنها لا تحتاج سوى فترة قصيرة لتختفي نهائياً.

خبز الرأس عند الرضّع

تغطى فروة رأس الأطفال حديثي الولادة بقشور دهنية سميكة تسمى “خبز الرأس”، وتسبب تلك القشور التهاب دهني باللون الأصفر الذي يميل إلى الاحمرار، وقد تظهر تلك القشور بالوجه ومنطقة الحفاض، وعادة ما تحتاج تلك القشور إلى فترة قليلة حتى تختفي تماماً.

الإكزيما عند الرضع

الإكزيما هي أحد أنواع حساسية احمرار الجلد للرضع، والتي تظهر في الوجه وقد تنتقل إلى الصدر والزراعين، وتبدأ في الظهور بعد 48 ساعة من ملامسة أو تعرض الطفل لأحد مُسبّبات الحساسية أو للمواد الكيميائية “مثل منظفات الملابس، أو الدهانات”، ويمكن أن تحدث كأثر جانبي لأحد الأدوية مثل مراهم الجلد غير المناسبة لطفلك.

أعراض الإكزيما عند الرضع

هناك العديد من أنواع الإكزيما ولكل منها أعراض مختلفة، ولكن تتفق جميع أنواع الإكزيما في بعض الأعراض مثل:

  • الجفاف.
  • الاحمرار.
  • الحكّة.
  • التشققات الجلدية.

ويشتهر ظهور الإكزيما لدى الأطفال ممن لديهم تاريخ وراثي من الإصابة بالحساسية أو الربو، حيث أن الإكزيما تُعد نوعاً من الأمراض الوراثية.

جفاف وتقشّر الجلد

تحدث حالة احمرار جلد الرضيع نتيجة للجفاف والتقشّر في معظم حديثي الولادة، ويشيع حدوثها في حالات الأطفال ذو الولادة المتأخرة، ولكن لا داعي للقلق أيضاً، حيث أن الجفاف يكون في الطبقة الخارجية دون أي تأثير مباشرة على رطوبة الجلد.

حُمامى سُمِّيَة

وهي إحدى حالات احمرار الجلد عند الرضع والتي تظهر في شكل بقع حمراء غير واضحة الحدود، ومن الممكن أن تظهر بعضاً من النقط البيضاء أو الصفراء في وسطها، وسبب حدوث تلك الحالة غير معروف إلى الآن، ولكنها تختفي خلال أيام أو أسابيع قليلة دون الحاجة لعلاج.

حبَّات بيضاء في منطقة الأنف والوجه

يحدث احمرار في بشرة الرضيع مُصاحَب بندبات طفيفة على الوجه أو الأنف، وذلك بسبب انسداد الغدد الدهنية في تلك المناطق، ولكن تختفي تلك الحبّات خلال فترة قليلة حيث يحدث توسع في الغدد مرة ثانية.

الطفح الجلدي عند الرضع (حمو النيل)

الطغح الجلدي عند الرضّع المُتمثّل في شكل حبوب الحرارة ويسمى (حمو النيل) هو واحد من أشهر الأمراض الجلدية للأطفال والرضّع، وتزيد نسبة حدوثة في فصل الصيف مع ارتفاع نسبة الحرارة والرطوبة، ويظهر في شكل بثور حمراء صغيرة جداً على الجلد تتسبب في احمرار جلد الرضيع.

الطفح الجلدي عند الرضع (طفح الحفاض)

تحدث حالة الطفح الجلدي عند الرضع المُسماه بطفح الحفاض بشكل شائع عند الأطفال خاصة حديثي الولادة، وهو عبارة عن احمرار في المناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية، وتسبب آلام للرضيع تؤدي إلى إزعاجهم وبكائهم المستمر، ويجب الإسراع في علاج تلك الحالة حتى لا يحدث تعقيدات ويتحول الطفح الجلدي إلى بثور أو تقرحات.

أسباب الطفح الجلدي عند الرضع (طفح الحفاض)

  • بقاء الحفاضات المبللة أو المليئة بالفضالات لفترة طويلة على جلد الرضيع.
  • كثرة ارتداء واحتكاك الحفاضات بجلد الرضيع.
  • عارض جانبي (حساسية) من استخدام دواء معين، أو رش مُعطّر للغسيل.
  • كثرة استخدام المضادات الحيوية التي تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة ببكتريا الخميرة والتي تكون سبب في احمرار جلد الرضيع.

علاج احمرار الجلد عند الرضع

علاج احمرار الجلد عند الرضع

بعد أن تعرفّنا على الأمراض الجلدية التي تتسبب في احمرار جلد الرضيع، جاء دور معرفة طريقة علاج كل مرض على حدة، فيكون علاج احمرار الجلد عند الرضع على النحو التالي:

علاج البقع الحمراء عند الرضع

لن تشكل ظهور تلك البقع الحمراء برأس المريض أي نوع من أنواع الخطر، حيث أنها تختفي بعد فترة، وليس عليك سوى عدم لمسها أو محاولة ازالتها لأي سبب مهما كان لأنه قد يؤدي إلى تضاعفها، ويُنصح باستخدام الماء الفاتر لغسل وجه الطفل ثم تجفيفه بلطف بمنشفة طبية خاصة، وحينها سيعود النقاء لبشرة الطفل.

علاج خبز الرأس عند الرضّع

يمكنك إزالة خبز الرأس عند الرضيع من خلال غسل شعر الطفل بصورة منتظمة، واستخدام فرشاة ناعمة للتمشيط، ويمكنك دهن فروة رأس الرضيع يزيت لطيف وتركه طوال الليل، ومن أمثلة تلك الزيوت (زيت اللوز، أو زيت الزيتون)، ثم تقومي باستخدام إسفنجة ناعمة لإزالة تلك القشور، ويمكنكِ استخدام شامبو للرضع لغسل الرأس.

علاج الإكزيما عند الأطفال

تختلف الإكزيما حسب نوعها ودرجتها، فمن الضروري أن تقومي باستشارة طبيب الأطفال لوصف العلاج المناسب لحالة طفلك، وهناك استراتيجيات للعلاج المنزلي التي يمكنك استخدامها كالآتي:

  • استخدام منشفة ناعمة الملمس لتجفيف جسم الطفل عقب الرضاعة.
  • الترطيب المباشر لجلد الطفل عقب الاستحمام.
  • استخدام كمادات طبية للتخفيف من حدة الحكة.
  • يُنصح بإرتداء الأطفال لملابس قطنية واسعة، ويجب الابتعاد عن الملابس الصوفية أو الصناعية لأنها تؤدي إلى تدهور الحالة.
  • الالتزام بـ الرضاعة الطبيعة لأنها تقي الطفل من الكثير من أنواع الحساسية.
  • تغطية الطفل بغطاءات خفيفة ذو ملبس ناعم، والابتعاد عن المبالغة في التدفئة حتى لا يحدث تدهور للحالة.
  • تعديل رطوبة ودرجة حرارة الغرفة، مع استخدام مفارش خفيف لموضع نوم الطفل.

علاج حمو النيل (حبوب الحرارة) عند الأطفال

لحماية طفلك من انتشار حمو النيل في جسمه عليكِ باتباع النقاط الآتية:

  • يُنصح بإرتداء الأطفال لملابس قطنية فضفاضة، واختيار حجم أكبر من الحفاضات والإبتعاد عن الحفاضات الصغيرة.
  • التحميم اليومي للطفل مهم جداً طوال فصل الصيف، وذلك لحماية بشرة طفلك من نمو البكتريا وارتفاع درجة الحرارة والتي تسبب حساسية احمرار جلد الرضيع.
  • قبل استعمال المنشفة، يُنصح بترك جسم الطفل لفترة حتى يتعرض للهواء النقي الذي يساعد على الجفاف الطبيعي.
  • ترك الطفل عاريًا لفترة مفيد جداً في علاج حالات الطفح الجلدي.
  • حافظي على بقاء طفلك بالمنزل في الطقس الحار.
  • اعطي جسمك ما يكفي من السوائل  لزيادة اللبن في الثدي (الرضاعة الطبيعية) وذلك لحمايته من الجفاف.

علاج الطفح الجلدي عند الرضع (طفح الحفاض)

يجب تدلك المنطقة المصابة باستخدام مراهم الطفح الجلدي، ويكون هذا قبل ارتداء الحفاض، وينصح بالتالي:

  • الحذر من بقاء الحفاض لفترة طويلة، فيلزم تغييرها كل ساعتين أو 3 ساعات على أقصى تقدير.
  • السماح بفترة تهوية لمنطقة الالتهاب لمدة نصف ساعة بين تغيير الحفاض.
  • يجب الابتعاد تماماً عن استخدام أي نوع من أنواع المناديل المبللة أو التي تحتوي على الكحول.
  • الحفاظ على منطقة الحفاض نظيفة باستخدام الماء الدافئ ثم تجفيف الجلد، حتى لا يكون بيئة خصبة لنمو أي نوع من أنواع البكتريا.
  • اختيار المقاس ونوع الحفاض المناسب لطفلك وعدم التبديل بين الأنواع لأن هذا قد يؤدي لحدوث الحساسية.

مع نهاية هذا المقال نودّ أن نأكد على ضرورة استشارة طبيب الأطفال بشأن أسباب احمرار جلد الرضيع، وذلك لضمان التشخيص الصحيح لجميع تلك الحالات ووصف العلاجات الطبية التي تتناسب مع طبيعة كل حالة.

زر الذهاب إلى الأعلى