الإجهاض في الشهر الأول والنصائح الواجب اتباعها خلال فترة الحمل لتفادي حدوثه
ينتشر الإجهاض في الشهر الأول بنسبة كبيرة بين الحوامل؛ فعادة لا يكتمل الحمل وينتهي بالإجهاض لعدة أسباب مختلفة، لذا فلا بد أنكِ تتسائلين الآن عن هذه الأسباب وعن مدى فرصتكِ في الحمل مرة أخرى بعد حدوث الإجهاض، وما هي الأسباب وراء حدوثه، وكيف يمكن إدراك الإجهاض بشكل مبكر، لذا إجابة على كافة هذه التساؤلات إليكِ هذا المقال الشامل الذي يعرض لكِ أسباب الإجهاض، وكافة النقاط التي تتساءلين عنها لتتفادي خطر حدوثه.
ما هو الإجهاض؟
يعد الإجهاض من أقسى التجارب التي من الممكن أن تتعرض لها المرأة، حيث تفقد جنينها قبل الاجتماع به، بل حتى قبل تكوينه، لذا تشعر المرأة بالكثير من المشاعر المتضاربة ما بين القلق والتوتر والإحساس بالألم أيضًا؛ فالإجهاض هو فقد الجنين في الثلث الأول من فترة الحمل قبل الأسبوع العشرين تحديدًا، وينتشر اجهاض الجنين في الشهر الأول من الحمل بصورة كبيرة بين الحوامل حيث تبلغ نسبته فيما بين الـ 10 إلى 20%، ويحدث الإجهاض كنتيجة لعدم اكتمال نمو الجنين أو نموه بشكل غير طبيعي.
أعراض الإجهاض في الشهر الأول
هناك عدة علامات تظهر للإجهاض في الشهر الأول تتمثل فيما يلي:
تشنجات الرحم
تبدأ أعراض الإجهاض في الشهر الأول بداية بتشنجات الرحم، فهي إحدى الدلائل المبكرة على حدوث الإجهاض، حيث تساهم التشنجات بشكل كبير في استبعاد الجنين خارج الرحم.
حدوث النزيف
ليس بالضرورة أن يكون النزيف دليلًا على حدوث الإجهاض، ولكن لا بد من التمييز بينه وبين أي نزيف آخر من خلال لونه وكثافته لتحديد ما إذا كان نزيفًا يهدد حياة المرأة أم نزيفًا بسيطًا ضمن أحد أعراض الحمل، ولكن يجب الانتباه للنزيف المهبلي بصفة عامة فهو من أكبر الإشارات التي تنوه عن حدوث الإجهاض.
الالتهابات والآلام الحادة
الإحساس بـ ألم أسفل الظهر عند الحامل والشعور بتقلصات حادة وتشنجات في البطن تشبه في حدتها ألم الولادة، ووجود التهابات في الثدي أيضًا.
بعض الأعراض المبكرة الأخرى
- ملاحظة نقصان الوزن بشكل ملحوظ.
- التعرض للإسهال بصورة شديدة.
- ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم.
- الرغبة في التبول بكثرة عند الحامل عن المعدل الطبيعي.
- نزول الأنسجة من المهبل وكذلك إفراز تجلطات دموية.
- الشعور بالضعف بصورة عامة والتعب والإرهاق الشديد.
- أحيانًا ما تتعرض الحامل للحمى.
أسباب الإجهاض في الشهر الأول
يبدأ الجسم خلال فترة الحمل بتوفير كافة المواد الغذائية التي تساعد على نمو الجنين وكذلك الهرمونات، ولكن ترجع أسباب الإجهاض في الشهر الأول إلى عدم النمو الجنين بصورة طبيعية، ولكن لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل هناك عدة عوامل أخرى تدخل ضمن مسببات الإجهاض، وتتمثل فيما يلي:
مشكلات صحية للأم
قد يكون لحالة الأم عامل كبير ومؤثر في حدوث الإجهاض، وذلك في حالة تعرضها للمشكلات التالية:
- الإصابة بمشاكل في الهرمونات، أو مشاكل في الرحم أو في عنق الرحم.
- وجود مشكلات متعلقة بالمشيمة، أو تشوهات خلقية للرحم.
- معاناة الأم من ارتفاع في ضغط الدم بشكل كبير.
- إصابة الأم بالتسمم الغذائي والمعاناة من مرض الغدة الدرقية واضطراب الهرمونات بها.
- السمنة، فهي تساهم بشكل كبير في حدوث الإجهاض في الشهر الأول.
- من الممكن أن يكون لبعض الأدوية دور في حدوث الإجهاض في الشهر الأول، لذا لا يجب تناول أي أدوية خلال فترة الحمل دون استشارة الطبيب المختص.
- إصابة المرأة بالأمراض المزمنة مثل السكري والقلب، ففي هذه الحالة لا تقدر المرأة على تحمل الجنين.
الكروموسومات
ترتفع نسبة حدوث الإجهاض في الشهر الأول لتصل إلى 50% من الحالات بسبب الكروموسومات سواءً كانت الزائدة منها أو المفقودة، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- البويضة التالفة: وفي هذه الحالة تكون البويضة تالفة ولا يكون هناك جنين داخل الرحم.
- فقدان الجنين داخل الرحم: وهنا يتكون الجنين ولكن لا يكتمل نموه ويموت حتى قبل معرفة الحمل أو ظهور الأعراض.
- الحمل العنقودي في الشهر الأول: وهذا النوع له علاقة بالكروموسومات الخاصة بالأب، وتنتج حالات الإجهاض في هذه الحالة نتيجة لعدم نمو الجنين بشكل طبيعي أو وجود خلل في المشيمة.
- الحمل العنقودي الجزئي: ويعتمد هذا النوع على كرموسومات الأم والأب معًا، ويحدث كنتيجة لوجود شذوذ في الجنين والمشيمة.
قد يكون السبب وراء الإجهاض في الشهر الأول اتباع نظام غذائي غير سليم ومواجهة مشكلة في سوء التغذية، أو كنتيجة لكِبر سن الأم، أو التعرض لأزمة نفسية، وتعاطي المرأة الحامل للكحوليات والمخدرات وأيضًا تعرضها للإشعاع الضار بنسبة كبيرة.
أنواع الإجهاض
تتمثل أنواع الإجهاض في أكثر من نوع، يختلف كل نوع تبعًا لمرحلة الحمل التي يحدث بها، وتتمثل هذه الأنواع فيما يلي:
الإجهاض المهدد
تشتمل علامات حدوث هذا النوع في حدوث نزيف شديد يُهدد الحمل بنسبة كبيرة، ولكن غالبًا ما يكتمل الحمل دون حدوث الإجهاض، إذ لم يتم حدوث توسع في عنق الرحم.
الإجهاض المفقود
يتمثل هذا النوع في فقدان الجنين دون العلم بذلك سوى قبل موعد الولادة.
الإجهاض الكامل
غالبًا ما يكون توقيت حدوث هذا النوع من الإجهاض في الأسبوع الـ 12 من الحمل، حيث يقوم الجسم برفض أنسجة الحمل من الجسم بشكل تام.
الإجهاض غير المكتمل
يتمثل هذا النوع في رفض الرحم لبعضِ من أنسجة الحمل أوالمشيمة، إذ يظل بعضها موجودًا في الرحم.
الإجهاض المنسي
يشتمل هذا النوع على وجود أنسجة الجنين والمشيمة داخل الرحم، على الرغم من موت الجنين أو عدم تكونه من الأساس.
الإجهاض الإنتاني
يتم تسمية الإصابة بعدوى داخل الرحم باسم (الإجهاض الإنتاني)، ويجب الانتباه إلى هذه الحالة بحذر واتباع العلاج اللازم بشكل سريع.
الإجهاض الحتمي
يتمثل في الإحساس بتقلصات حادة ونزيف شديد يتطلب الإجهاض بشكل حتمي، بالإضافة إلى حدوث انقباضات للرحم وتوسع في العنق.
النزف أثناء الإجهاض في الشهر الأول
هناك اختلافات بين كمية دم الإجهاض من امرأة لأخرى، فهناك بعض النساء يكون دم الإجهاض بالنسبة لها ليس بنزيف حاد، ولكن فقط عبارة عن نزيف طفيف قد يكون على شكل نقط أو تجمعات دموية صغيرة، هذه التجمعات تُصاحب الإفرازات في نزولها وينحصر لونها ما بين الوردي والبني.
ويستمر النزيف لفترة قد تمتد إلى أسبوع أو أكثر ولكن لا تتعدى الأسبوعين، وفي حالة تعدي النزيف تلك الفترة لا بد من استشارة الطبيب المختص بالحالة، وبعد الانتهاء من تجربة الإجهاض المؤلمة لا بد من المتابعة بصفة مستمرة مع الطبيب المختص للاطمئنان على حجم عنق الرحم والتأكد من رجوعه لحجمه المعتاد.
الفروق الموجودة بين دم الحيض والإجهاض
هناك اختلافات بين دم الإجهاض في الشهر الأول ودم الدورة الشهرية من حيث اللون، وطبيعة الدم، والفترة التي يستغرقها النزيف، والإحساس بالألم وأيضًا كمية الدم، وهذه الفروق تتمثل في الآتي:
لون الدم
يكون لون دم النزيف الخاص بالإجهاض مائلًا للبني الغامق ولكن دم الدورة الشهرية يكون أحمر اللون.
كمية الدم
يختلف دم النزيف المُصاحب للإجهاض في كونه يزداد حدة مع مرور الأيام، حيث يبدأ في النزول على هيئة نقاط خفيفة ومن ثَم تكتلات، بعكس الدورة الشهرية يبدأ نزول الدم بصورة مكثفة ومن ثَم يأخذ في النقصان حتى يتوقف عن النزول.
طبيعة الدم
هناك اختلاف جذري في طبيعة الدم بين دم الإجهاض ودم الدورة الشهرية، حيث أن دم الإجهاض يكون عبارة عن أنسجة من الجنين أو تكتلات دموية وقد تُصاحبها إفرازات لونها ما بين الوردي والبني، ولكن دم الحيض يكون سائلًا بصورة طبيعية لا يوجد به أنسجة أو تكتلات.
الفترة التي يستغرقها النزيف
تتراوح مدة نزيف الإجهاض ما بين الأسبوع إلى الأسبوعين على عكس الدورة الشهرية فهي لا تتعدى الـ 5 أيام عند أغلبية النساء، لذا فإن فترة نزيف الإجهاض أطول من الدورة الشهرية.
حدة الألم
تتعدى آلام التقلصات الناتجة عن الإجهاض في الشهر الأول آلام الدورة الشهرية في حدتها.
طبيعة الدورة الشهرية الأولى بعد حدوث الإجهاض
تبدأ الدورة الشهرية في الرجوع للمرأة بشكل طبيعي بعد حدوث الإجهاض في الفترة ما بين 4 أسابيع إلى 6 أسابيع، ويتم ذلك بناءً على سن المرأة التي خاضت تجربة الإجهاض، وكنتيجة لتغير الهرمونات في الجسم واضطرابها فقد لا تستغرق فترة الدورة الشهرية الفترة المعتادة لها قبل الإجهاض.
أما بالنسبة لكمية الدم فقد تكون أكثر مما كانت عليه قبل عملية الإجهاض، وذلك محاولة من الجسم للتخلص من كافة الأنسجة التي تتعلق بالجنين على هيئة نزول دم الدورة الشهرية.
أثر الإجهاض في حدوث الحمل مرة أخرى
في أكثر حالات الإجهاض لا يؤثر إطلاقًا على تعزيز فرصة حدوث الحمل مرة أخرى، وذلك بحرص المرأة على عدم ممارسة العلاقة الجنسية بعد الإجهاض بفترة تصل إلى أسبوعين، ومن ثَم تبدأ في ممارستها بشكل طبيعي بعد تلك الفترة، حيث تبدأ عملية التبويض في خلال 3 أسابيع من حدوث الإجهاض.
طرق علاج الإجهاض
نظرًا لما يُحدثه الإجهاض من مشاكل صحية ونفسية تعود بالسلب على المرأة، فإنه يجب الاهتمام بكافة النواحي عند معالجة الإجهاض، حيث تتمثل نواحي العلاج فيما يلي:
العلاج الدوائي
يكون هدف العلاج الدوائي هو التخلص من كافة الأنسجة التي تتعلق بالجنين داخل الرحم وذلك من خلال اتباع تعليمات الطبيب في تناول الأدوية، وأيضًا خلال تلك الفترة التي يتم فيها المعالجة بعد الإجهاض يجب منع حدوث نزيف أو عدوى، لذا يجب المتابعة مع الطبيب بشكل مستمر.
العلاج الجراحي
في بعض الحالات يضطر الطبيب المختص لإجراء جراحة للمرأة لإزالة أنسجة الجنين داخل الرحم، والتي لم تُجدي الأدوية نفعًا في إزالتها بشكل كامل، حيث تساعد هذه الجراحة على تنظيف الرحم من خلال توسيع عنق الرحم.
العلاج النفسي
تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل التي من الممكن أن تمر بها أي امرأة، لذا فهي تكون في أشد الاحتياج للمساندة النفسية من قِبل من حولها سواء كان أقاربها أو زوجها أو أصدقائها وأهلها.
طرق الوقاية من الإجهاض
ليس هناك سبب واضح لتجنب حدوث الإجهاض، ولكن من الممكن اتباع بعض النصائح التي تحافظ على صحة الأم والجنين، ومنها ما يلي:
- المحافظة على تناول الفيتامينات بنسبة كبيرة، وأيضًا المكملات الغذائية.
- اتباع نظام غذائي صحي وتناول كافة العناصر التي يحتاج إليها الجسم، وتناول الكثير من كافة أنواع الفاكهة والخضراوات التي تحتوي على نسبة كبيرة من المعادن والفيتامينات.
- البعد عن العوامل التي تعزز من حدوث الإجهاض والتي يترأسها التدخين.
- التقليل من تناول الوجبات الغنية بالدهون، فهي تساعد بصورة كبيرة في حدوث الإجهاض في الشهر الأول.
- المحافظة على الوزن الصحي المثالي خلال فترة الحمل وأيضًا فترة ما قبل الحمل.
- الاهتمام بصحتكِ خلال فترة الحمل والمتابعة بشكل دوري ومنتظم مع الطبيب المختص.
- تجنب التعرض للإشعاعات الضارة والمواد الكيماوية التي تجعلكِ عُرضة بشكل كبير لحدوث الإجهاض.
- تقليل نسبة تناول المشروبات الغنية بالكافيين، حيث يساهم الكافيين بنسبة كبيرة في حدوث الإجهاض في الشهر الأول في بدايات الحمل.
العادات التي لا تسبب حدوث الإجهاض
هناك بعض العادات المعتادة التي لا تساعد في حدوث الإجهاض، وتتمثل فيما يلي:
- ممارسة العلاقة الجنسية، لا تؤثر على حدوث الإجهاض.
- لا يساعد ممارسة العمل على حدوث الإجهاض، ولكن إذا كنتِ تحافظين على صحتكِ من الأشعة الضارة أو التعرض للمواد الكيميائية التي قد تُلحق الأذى بالجنين.
- لا تؤثر ممارسة التمرينات على حدوث الإجهاض، ولكن يجب استشارة الطبيب للتأكد من ذلك حتى لا يكون هناك أدنى ضرر على صحتكِ وصحة الجنين.
الأطعمة التي تتسبب في حدوث الإجهاض للجنين في الشهر الأول
هناك بعض الأطعمة التي تساعد بشكل كبير على حدوث الإجهاض في الشهر الأول، والتي يجب تجنبها خلال فترة الحمل، ومن هذه الأطعمة ما يلي:
- اللحوم النيئة والبيض النيء، حيث تُسبب التسمم الغذائي للمرأة.
- اللحوم الباردة والأسماك غير المطبوخة بشكل جيد.
- الإكثار من تناول الكبد بكافة منتجاتها قد تُلحق الأذى بالجنين.
- الأناناس، فهو يجعل المرأة أكثر عُرضة للإجهاض بصورة كبيرة، وخاصةً في الأشهر الأولى.
- شرب الميرمية والقرفة تساعد بشكل كبير في التعرض للإجهاض.
الخاتمة
بالاطلاع على تلك المعلومات الشاملة التي تم ذكرها عن الإجهاض في الشهر الأول، فقد أصبحتِ الآن مدركة بما يكفي لامتلاكك القدرة على تفادي هذا الخطر والحفاظ على صحتكِ وصحة جنينك.