الإعاقة العقلية والتدخل المبكر أثناء وبعد الحمل وأهم البرامج الفعالة في العلاج
يفرح الوالدان عند ولادة طفلهما، ولكن قد يلاحظان مؤشرات غريبة على الرضيع، فكيف يمكن اكتشاف الإعاقة العقلية والتدخل المبكر قبل تفاقم المشكلة، وما دور الأهل في التربية ومساعدة الطفل على تجاوز المراحل الصعبة، وما هي برامج التدخل التي يمكن استخدامها مع الأطفال؛ لذا دعونا نناقش هذه المواضيع بالتفصيل.
ما هو مفهوم التدخل المبكر للأطفال المعاقين عقلياً؟
يمكن توضيح مفهوم التدخل المبكر للأطفال المعاقين عقلياً بأنها الإجراءات والجهود التي من شأنها الكشف عن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالإعاقة العقلية، وعملية التدخل تبدأ خلال الحمل بالجنين، ويشمل ذلك تقديم الرعاية الاجتماعية والطبية للأم والطفل بعد الولادة، ومن خلال ذلك يتم دمج الأطفال مع بيئتهم وزيادة تفاعلهم دون إحساسهم بالفرق.
مؤشرات الإعاقة العقلية قبل الولادة
هناك العديد من المؤشرات التي تستدعي التدخل العاجل أثناء الحمل، فمن هنا تبدأ عملية التدخل المبكر، وتهدف هذه الإجراءات اكتشاف الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالإعاقة العقلية، ومن هذه المؤشرات ما يلي:
- العوامل الوراثية مثل خلل الجينات عند الأم أو الأب أو كليهما.
- التجارب السابقة خاصةً عند إنجاب طفل سابق يوجد عنده خلل كروموسومي.
- تعرض الحامل في السنوات السابقة للإجهاض.
- تعاطي المرأة الكحول أو التدخين.
- حمل الأم وهي فوق عمر الـ 35، فكثير من الدراسات التي أكدت أن أغلب ذوي الإعاقة يولدون من أمهات فوق هذا السن.
- إذا كانت فصائل الدم مختلفة بين الزوج والزوجة.
مؤشرات الإعاقة العقلية بعد الولادة
بالنسبة لما بعد ولادة الطفل فهناك مؤشرات عديدة تشير إلى إصابة الطفل بالإعاقة العقلية، ويمكن الحديث عنها بالنقاط التالية:
- ظهور إعاقة عقلية أو حتى بدنية عند الرضيع.
- ولادة الطفل قبل الموعد بشهور أو عند ولادته بوزن صغير جدًا.
- ولادة الجنين في بيئة فقيرة أو في ظل تفكك أسري وانعدام ثقافة الوالدين.
- وجود الطفل في منطقة متخلفة ثقافياً ومعرفياً، بحيث يكون الرضيع أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة العقلية.
تشخيص الإعاقة العقلية والتدخل المبكر
يتم التدخل المبكر للإعاقة الذهنية عبر تشخيص الرضيع بعد ولادته، وذلك من خلال ملاحظة الأعراض البيولوجية والفسيولوجية، التي تشير إلى إصابة الطفل، مثل أطفال متلازمة كلاينفلتر ومتلازمة داون، وبناءً على هذه الأعراض تظهر إصابة الرضيع بالإعاقة العقلية، لذا يجب التدخل المبكر من قبل أخصائي الأطفال، وتقديم بعض الإرشادات والنصائح للأهل حول طريقة التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة.
أهمية التدخل المبكر في العلاج
كما تحدثنا سابقًا عن مفهوم الإعاقة العقلية والتدخل المبكر، لا بد من التحدث عن أهمية التدخل المبكر، وكيف يساعد ذلك في تخفيف الأعراض.
- تنمية قدرات ومهارات الطفل وتيسير تعلمه خلال بداية عمره.
- كما يساهم التدخل المبكر للمعاقين عقليا في زيادة قدرته على الاعتماد بذاته، والمشاركة الاجتماعية الفعالة، وتقبل الوالدين والأسرة والمحيط.
- يتمكن الطفل من خلال ذلك تقبل الأطفال الآخرين.
- كما يساعد الوالدين على احتواء ردود فعل طفلهما، ويصبحا أكثر قدرة على التعامل معه، ومعرفة ما يحتاجه.
- حل الكثير من المشاكل السلوكية والتعامل معها بإيجابية بالتعاون مع الأسرة ومن حوله.
- شعور الأسرة بالمسؤولية حيال طفلهم.
ما هي برامج التدخل المبكر للمعاقين عقلياً؟
يوجد العديد من البرامج التي تساهم في زيادة نمو حواس الرضيع الخمسة، بحيث يجب على الوالدين اتباعها من أجل تطوير مهارات الطفل، مع ضرورة استشارة أخصائي الأطفال حول طرق التعامل الصحيحة معه، وكيفية تطبيق البرامج بصورة سليمة.
البرنامج الأول
هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز النمو البصري عند الطفل المصاب بالإعاقة العقلية والتدخل المبكر لتجنب المشاكل في المستقبل، لذا ينصح باتباع هذه الخطوات:
- استخدمي أدوات متحركة وعلقيها على جهتي سرير الطفل حتى ينجذب نظره إليها ويحرك يديه.
- لا تجعلي وجهك يبعد عن طفلك أكثر من 20 سم عند التحدث معه، فهو ينظر إليكِ ويتابع ملامحكِ عند الحديث.
- ضعِ الرضيع على الجانب الثاني من السرير حتى يرى مظهر آخر مع الحرص على عدم تسليط الضوء على عينيه.
- استعملي قطعة لامعة كبيرة وحركيها بهدوء مع اتجاه نظر الرضيع.
- اجعلي الطفل يتأمل الأشياء من خلال وضعه على أماكن مختلفة مع الحفاظ على السلامة والأمان حتى لا يتعرض للوقوع.
- حركي قدمي ويدي الرضيع بلطف حتى ينظر لهم.
- افتحي المجال للطفل لمشاهدة الأسرة على طاولة السفرة خلال الغداء.
- عند النظر في الزاوية الثانية ضعي في يديه لعبة لزيادة تركيزه.
- دعِ المولود يشاهد نفسه عبر المرآة من خلال وضعها أمامه لبضع دقائق.
- ضعِ صينية مصنوعة من البلاستيك على طرف السرير، واستخدمي الأوراق الملونة وضعيهم عليها مع الانتباه جيدًا، وحركي الأوراق بعد كل وقت.
- يمكنك أيضًا ضمن برنامج الإعاقة العقلية والتدخل المبكر وضع شريط لامع وملون وربطه جيدًا، وتعليقه على السرير بحيث يتمكن من رؤيته ولا يلمسه.
البرنامج الثاني
يعتمد هذا البرنامج على محاور تحفز الطفل على الانتباه نحو الأشياء، وتزيد من نمو وتطور الحواس الخمسة التي من خلالها يتمكن من التفاعل مع من حوله؛ وذلك عبر الاعتماد على الأساليب التالية:
- دعي طفلك يشاهد التلفاز أو يستمع للراديو حتى يشعر بالأشياء من حوله ولكن مع الحرص أن يكون صوته منخفض حتى لا يسبب ذلك أي أضرار للطفل.
- وضع أمام الرضيع الألعاب مثل الحيوانات البلاستيك أو القماش حتى يلمسها ويحس بها.
- تحدثي معه بطريقة جيدة مع لمس يديه بلطف.
- يزيد إحساس الرضيع بالأمان عند لفه بالبطانية بشكل جيد ومريح.
- ضعي طفلك بين ذراعيكِ واحمليه بلطف بالقرب من قلبك عند بكائه.
- لا تتركيه وحده بعد تقديم زجاجة الرضاعة له، فمن الأفضل حمله أثناء الإرضاع.
البرنامج الثالث
يساعد هذا البرنامج على دعم حاسة السمع عند الطفل، من خلال الأساليب التالية:
- النشيد والغناء بصوت هادئ للرضيع.
- خلال حديثك مع الطفل حاولي تغير طبقات ونغمة صوتك من أجل لفت انتباهه.
- تحدثي معه وكأنه شخص كبير، مع تخصيص أكثر من وقت خلال اليوم للتكلم معه.
- استخدمي شخشيخة خلال اللعب مع الرضيع وضعيها في يده.
- ضعِ بجانب الطفل بعض الألعاب التي يوجد بها موسيقى هادئة.
- دعِ الرضيع يلعب بالأوراق المكرمشة التي تصدر أصوات لطيفة.
في نهاية موضوعنا عن الإعاقة العقلية والتدخل المبكر، احرصي على متابعة طفلك في كل وقت، واستخدمي معه البرامج التربوية المختلفة التي تزيد من قدراته على الانتباه والاستماع، فمن خلال ذلك يزيد النمو المعرفي والعقلي عنده، ويقلل من أعراض إعاقته الذهنية.