العناية بالطفل

أسباب التأتأة عند الأطفال والطرق الفعالة في التخلص منها

تواجهي مع طفلكِ العديد من المشاكل منذ ولادته وعندما يكبر تواجهي مشاكل أكبر تتعلق بالنطق والكلام، ومن بينها مشكلة التأتأة عند الأطفال وهي تعني تكرار الحرف الأول من الكلمة أو الجملة لمرات متتالية، لذلك دعينا نناقشها ونتحدث عن أسبابها، أعراضها، وطرق العلاج السليمة، خاصةً إذا ظهرت بشكل مفاجيء بعد أن كان يتحدث الطفل بطريقة صحيحة.

التأتأة عند الأطفال

التلعثم عند الأطفال هو نوع من أنواع مشاكل النطق والاضطراب في الكلام، فيكون الطفل مدرك ما يقوله بشكل جيد ولكن يجد صعوبة في التعبير عنه بشكل سليم، فتظهر على هيئة تكرار كلمة معينة أو صوت معين من أصوات حروف العلة، فقد يكون هذا الصوت المعين هو سبب المشكلة الأصلية للطفل، فيتوقف عن الكلام عند هذا المقطع الصوتي الصعب.

يعاني الأطفال الصغار من مشكلة التأتأه خاصةً في بداية تعلمهم للنطق، فتكون متواجدة بنسبة كبيرة في المرحلة العمرية المرتبطة بعمر سنتين وحتى خمس سنوات، وقد تتطور فيما بعد أو تكون مجرد فترة وجيزة في حياة الطفل ويتم تجاوزها.

أنواع التلعثم عند الأطفال

توجد أنواع متعددة من التلعثم عند الأطفال فهناك التلعثم العصبي وهو يظهر عند تعرض الطفل لمشكلة عضوية تتعلق بالجهاز العصبي لديه، فتؤثر بشكل سلبي على المنطقة الخاصة بتشكيل الكلام والنطق في الدماغ، فقد يتعرض الطفل لسكتة دماغية، أو حادث تسبب في اصطدام الرأس بشكل قوي، أو إصابته بأورام في الدماغ، أو مرض السحايا؛ أما عن باقي أنواع التلعثم فهي فيما يلي:

التلعثم التنموي

منتشر بشكل كبير بين الأطفال، ويظهر لديهم في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تكون في سن 18 شهر وحتى 24 شهر، ولكنها تزول سريعاً عند الكثير من الأطفال بمجرد تخطيهم هذه المرحلة العمرية دون علاج، وقد تطول مع بعض الأطفال ويتحكم في ذلك العامل الوراثي للطفل بالإضافة إلى:

  • عمر الطفل فإذا كان عمره أقل من 3 سنوات فيأخذ التعافي وقت أطول معه.
  • إذا استمرت المشكلة معه لأكثر من 6 شهور تكون فرصة العلاج ضعيفة.
  • ظهور مشاكل أخرى في النطق مع التلعثم.

التلعثم الانفعالي

نوع من أنواع التأتأة ولكنه نادر الحدوث، ويكون نتيجة تعرض الطفل لضغط نفسي شديد، فيحفز هذا الضغط مشكلة التأتأه على الظهور، ومع تفاقم المشاكل النفسية لدى الطفل تتفاقم معه مشكلة التأتأة ويكون من الصعب علاجها إلا إذا تم عرض الطفل على طبيب نفسي وعلاجه، ومن بين المشاكل النفسية التي تسبب ذلك: القلق، التوتر، الانفعال، العصبية، والكسوف أو الخجل، مع عدم ثقة الطفل بنفسه.التلعثم الانفعالي كأحد أنواع التأتأة عند الأطفال

أعراض التأتأة عند الأطفال

يكون حديثنا عن التأتأة عند الأطفال ناقصاً إذا لم نقوم بسرد الأعراض، فقد شرحنا أن التلعثم أو التأتأة هي تكرار الطفل لصوت معين من الكلام، أو تكرار نطق بعض الكلمات، ولكن هناك أعراض مصاحبة لذلك تتعلق بالتأتاة أيضاً، فقد يصمت الطفل طويلاً قبل نطق الكلام أو تشعرين بأن الطفل متردداً قبل النطق، كذلك يقوم الطفل بالتوقف فجأة عن الكلام قبل تكوين الجملة أو قبل نطقها بشكل كامل، كما أن الأعراض التالية هامة:

  • يطول الطفل في بعض الكلمات.
  • يأخذ وقت طويل في نطق الكلمة بشكل كامل.
  • يجد صعوبة في نطق الجمل.
  • التوتر والتشنج ويظهران على وجهه.
  • يستبدل الطفل الكلمة الصعبة بكلمة أخرى.
  • يتجنب الطفل نطق بعض الكلمات الصعبة عليه.
  • يُعيد ترتيب الجمل بشكل غريب.
  • هز الرأس بكلمة معين، مع حركات سريعة في عينيه.
  • الارتعاش والرجفة في الشفاه والفكين.
  • قبض اليدين أثناء التحدث.
  • رفض الكلام نهائياً.

أسباب التأتأه عند الأطفال

دعينا نعرفكِ على أسباب التأتأه عند الأطفال فهناك عوامل كثيرة تتحكم في ظهور هذه المشكلة في مرحلة الطفولة المبكرة، أو مرحلة الطفولة العادية، فكما ذكرنا فالعامل الوراثي من أهم العوامل التي تسبب ظهورها، فإذا كانت مشكلة التأتأة متواجدة في الأسرة حتى ولو فرد واحد فقط فيها، فتكون نسبة إصابة الطفل بها كبيرة،  بالإضافة إلى :

  • الخوف الشديد عند الطفل نتيجة تعرضه لموقف ما، مثل اختفاء شخص كان يحبه ويعتمد عليه اعتماد تام.
  • إصابة الطفل بعيوب ومشاكل تخص التحكم في حركة الكلمة، فتسبب له صعوبة في تنسيق الكلام.
  • تؤثر مشاعر الطفل العاطفية في ظهور وتفاقم مشكلة التأتأة لديه.
  • قد يكون من أثار الضرب علي الطفل وخاصة إذا تعرض للضرب من شخص يحبه ويثق فيه.

علاج التأتاة عند الأطفال

يتم عرض الطفل على أخصائي تخاطب للأطفال، فيطرح عدة أسئلة للوالدين، عن عمر الطفل وتوقيت ظهور المشكلة لديه، ثم يتحدث مع الطفل ويحاول إخراج الملاحظات أثناء تحدثه، ويتم اختيار طرق علاج مناسبة لعمره وسبب مشكلته؛ كما يتم تعليم الطفل مهارة تنسيق الكلام، ومحاولة تطوير التواصل لديه مع الآخرين، وإدخاله في العديد من الأنشطة الاجتماعية، كما يعمل أخصائي التخاطب ما يلي:علاج التأتاة عند الأطفال

العلاج النطقي

يحاول أخصائي التخاطب مساعدة الطفل على التحدث ببطء، وزيادة السرعة تدريجياً مع تقدم مراحل العلاج، حتى يتحدث الطفل بشكل طبيعي فيما بعد، فبذلك يتم علاج التأتأة عند الأطفال.

تحسين السلوك

العلاج السلوكي للطفل عبارة عن جلسات لحل المشاكل النفسية والعاطفية المؤثرة على الطفل مثل مشكلة عدم الثقة بالنفس، الخجل، القلق، الخوف، فجميعها مشاكل تتعلق بظهور وتزايد مشكلة التأتأة عند الأطفال.

التفاعل المنزلي

يطلب أخصائي التخاطب من الوالدين ضرورة التفاعل مع الطفل بالمنزل، ويكون ذلك من خلال تعليمات معينة يتم توجيهها إليهم، فلابد من التشارك وعدم تشتت الطفل، وعدم مشاهدته لنزاعات منزلية بينهم، وضرورة التركيز في التواصل البصري مع الطفل أثناء التحدث إليه، ومحاولة تهدئة الطفل وطمأنته أثناء الانفعال.

استخدام أجهزة علاجية

يتم استخدام سماعة تساعد الطفل على سماع صدى صوته أثناء النطق، وذلك محاكاة صورية لمحادثة الطفل لشخص آخر، فتجعله ينطق الكلام مرة أخرى ولكن بشكل سليم مع التكرار.

عمل تمارين لعلاج التأتأة

تكون التمارين الخاصة بعلاج التأتأة هي أن يستلقي الطفل في مكان هاديء وأن يغمض عينيه ويأخذ نفس عميق ويكتمه بداخله لفترة قليلة، ثم يخرجه عن طريق الفم ببطء ولكن بشكل قوي، كما يمكن عمل تمارين أخرى وهي:

تمارين القلم

يمكن استخدام تمرين القلم في تصحيح مخرج حرف الراء للطفل، فيمكن وضع القلم بالعرض في الفم، ويكون اللسان فوقه، ونطلب من الطفل نطق حرف الراء بشكل مستمر، فمع الاستمرار على هذا التمرين يتمكن الطفل من نطق الحرف بشكل سليم.

فرشاة الأسنان

أحضري فرشاة أسنان نظيفة، وبلليها بالماء، وبواسطتها دلكي لسان الطفل، فذلك ينشط الدم وتصبح عضلة اللسان أكثر قوة، كما يمكن مضغ العلكة وإصدار صوت أثناء مضغها أو الرد على عدة أسئلة موجهة إلى الطفل أثناء ذلك.

متى تختفي التأتأة عند الأطفال؟

متى تختفي التأتأة عند الأطفال؟تختفي التأتأة عند عمر 4 سنوات، وذلك بنسبة 50% من الأطفال المصابون بها، خاصةً إذا كانت من النوع المؤقت والتي تظهر في عمر 2 إلى 4 سنوات، فتختفي دون الحاجة إلى العلاج، وتكون نتيجة بداية تعلم الطفل لتكوين الجمل والكلام، كما أن هناك بعض الأطفال يولدون ولديهم ضعف في النطق بسبب ضعف الإشارات الموجودة بين الدماغ والعضلات، وعندما يكبر الطفل تختفي هذه المشكلة.

متى يمكن اللجوء إلى الطبيب؟

أشار أغلب أخصائيون التخاطب بضرورة العلاج في بداية ظهورها، لأن في حالة استمرارها لعمر 6 سنوات تكون مشكلة طويلة المدى، وليست مجرد تأتأة مؤقتة، لذلك لا يجب الانتظار حتى إتمام الطفل عامه الرابع لاكتشاف نوع التأتأة لديه، لأنه يصعب اكتشاف نوعها في بداية الظهور، لذلك لابد من التوجه إلى طبيب متخصص فوراً لأن علاجها مبكراً يؤدي إلى اختفائها بشكل سريع، ويكون علاجها في عمر كبير أصعب من العمر الأصغر.

متى تكون مشكلة التلعثم خطيرة على الطفل؟

هناك عوامل خطر قد تسببها مشكلة التأتأة عند الأطفال، منها على سبيل المثال استمرارها مع الطفل لأكثر من 6 شهور، أو ظهور مشاكل أخرى في النطق واضطراب الكلام، وتزايدها مع ازدياد عمر الطفل، ومع شعوره بالتوتر والانفعال والعصبية الشديدة نتيجة عدم قدرته على النطق والتعبير يؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية لديه، فقد يميل إلى الضرب، أو رفض الكلام نهائياً، بالإضافة إلى:

  • حدوث تشنج لعضلات الوجه والفكين والشفاه.
  • انفعال الطفل بشكل كبير أثناء التحدث.
  • قلة تواصل الطفل في المدرسة أو المناسبات.
  • ظهور مشكلة التلعثم في مرحلة متأخرة مثل مرحلة البلوغ.

هل هناك أدوية علاجية للتأتأة؟

لا يوجد أدوية تعالج التأتأة عند الأطفال، فأغلب طرق العلاج المستخدمة تكون مجرد جلسات تخاطب تتم للطفل للتغلب على مشكلة صعوبة نطق مقطع صوتي معين، أو إزالة أثر نفسي يجعله غير قادر على تنسيق الكلام، ولكن هناك أدوية تسبب تفاقم مشكلة التأتأة لدى الطفل، منها أدوية علاج فرط الحركة وأدوية الربو، فأغلب محتوياتها تؤثر على الدماغ وبالتالي تؤثر على النطق، وتنتهي في حالة التوقف عن هذه الأدوية.

هل يكون الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بالتأتأة؟

هل يكون الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بالتأتأة؟في الحقيقة نعم، فالذكور أكثر عرضة من الإناث، بحكم تأثر الذكور بشكل أكبر بالعوامل النفسية عن الإناث، بعكس ما يشاع بأن الإناث أكثر عاطفة، وأن الذكور لا يتأثرون، ولكن هناك دراسات أثبتت أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للمشاكل النفسية والتأتاة، ولكن لا داعي للقلق، فالطفل المصاب بالتلعثم هو طفل عادي ويمارس أنشطته اليومية بشكل طبيعي ولا يكون معدل ذكائه أقل من أقرانه.

أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي

تشتكي كثيرات من الأمهات من ظهور مشكلة التأتأة بعد قطع الطفل لشوط كبير في الكلام السوي، فيكون هناك أسباب لذلك، مثل تعرض الطفل لمشكلة سمعية، فقد يتسرب سائل خلف غشاء الطبلة المتواجدة في الأذن الوسطى، بعد تعرض الطفل لنزلة برد شديدة، أو التهاب بالأذن، فتسبب له تراجع في النطق والكلام مع انفعاله نتيجة ذلك؛ ولكي نتعرف أكثر على أسباب التلعثم المفاجيء عند الأطفال سنتعرف على سبب آخر في السطور التالية.

من أهم أسباب التأتأة المفاجئة عند الأطفال هو تعرض الطفل لموقف مؤثر، مثل مشاهدته لصراع بين والديه لأول مرة وضرب وصراخ، أو ظهور أخ له فجأة دون تمهيد، كما أن اضطهاد إخوته له من ضمن الأسباب أيضاً، والتحرش الجنسي، أو انتقال الطفل إلى منزل آخر دون تخطيط.

علاج التأتأة المفاجئة عند الأطفال

في حالة ظهور التأتأة المفاجئة عند الأطفال خاصةً أسباب نفسية من المذكورة بالأعلى فيجب عمل احتواء عاطفي للطفل وإعادة شعور الأمان إليه من جديد، كما يمكن الاستعانة بأخصائي تخاطب وطبيب نفسي، والصبر على الطفل، فيساعد أخصائي التخاطب على علاج التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي ويكون بشكل نهائي دون رجعة، ويكون ذلك من خلال طريقتين:

الطريقة الأولى تكون توجيهات من قِبل الأخصائي للأهل بشكل غير مباشر، وفي حالة عدم الاستجابة يتم إخضاع الطفل لجلسات علاج مباشر أو إدخاله في مجموعات صغيرة علاجية لتخفيف الكلام الصعب عليه، وتقليل حدة التوتر والانفعال أثناء الكلام، وعادةً يرى أخصائي التخاطب أن مشكلة التلعثم عند الأطفال يتم علاجها في وقت قصير.

علاج التأتأة عند الأطفال بالقرآن

من أهم طرق علاج التأتأه عند الأطفال هي طريقة القرآن الكريم، فأثبتت هذه الطريقة فعاليتها الكبيرة في التخلص منها، وهي لا تتعارض مع باقي طرق العلاج النفسية والسلوكية، فيتم العلاج من خلال إدخال الطفل في جلسات تعليم القرآن الكريم وتعليمه كيفية نطق الآيات بشكل صحيح، مع تكرارها لمرات عديدة أمام الجميع لزيادة ثقته في نفسه، أو استرخاء الطفل في مكان هاديء وسماعه لآيات قرآنية وترديدها مع المسجل وتشجيع الطفل على ذلك.

نصائح لعلاج التأتأة عند الطفل

يقع على عاتق الوالدين عبء كبير للتخلص من مشكلة التأتأة عند الأطفال، فلا يتم العلاج بواسطة أخصائي التخاطب والجلسات النفسية فقط، ولكن العامل الأساسي هو الأم والأب، لذلك سنوجه إليكم بعض النصائح الهامة التي تساعدكم في التعامل مع الطفل في المنزل بطريقة صحيحة للتخلص من مشكلته نهائياً، فلابد من التحدث مع الطفل عن مشكلته وأنه أمر طبيعي لا يمكن الخجل منه، ويمكن التخلص منه، مع عمل الآتي:نصائح لعلاج التأتأة عند الطفل

  • الإنصات بشكل جيد إلى الطفل أثناء التحدث، والتركيز في التواصل البصري بالعينين معه.
  • طمأنة الطفل وعدم زيادة خوفه وقلقه، مع الصبر عليه حتى يتمكن من نطق الكلام بشكل سليم.
  • اسمحي لطفلك بالتحدث ولا تتحدثي بدلاً عنه، أو تصحيح الكلام باستمرار.
  • استغلي الأوقات المناسبة للتحدث مع الطفل ببطء.
  • لا تستعجليه في التحدث فالضغط في ذلك يسبب العند والرفض.
  • خلق مناخ هاديء في المنزل بعيد عن الصراخ والنزاعات.
  • عدم اتخاذ طرق معاقبة للطفل على ذلك، ولكن المدح والتشجيع أمر جيد.
  • الاستعانة بمتخصصين في ذلك الأمر فور ظهور الأعراض.

في ختام حديثنا عن مشكلة التأتأة عند الأطفال يجب أن نشير إلى أنها مشكلة بسيطة في حالة علاجها على الفور، ولكن في حالة إهمالها تكون خطرة وتسبب تأخر للطفل في إلحاقه بالمدرسة المناسبة، أو التحصيل الدراسي وتؤثر أيضاً على اختلاطه بزملائه فقد يتعرض إلى التنمر بسبب ذلك، فيجب الاهتمام بعلاجها.

المصادر:

جرو باي ويب

مايو كلينيك

هيلثي تشيلدرن

زر الذهاب إلى الأعلى