التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال
هل تعانين من عدم فهم صغيرك المعاق بصريًا أو التأقلم معه وتريدين معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالته؟ هل سمعتِ من قبل عن التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال منذ لحظاتهم الأولى وأهميته؟ إذا كانت إجابتك لا فنقدم لكِ اليوم إحدى أفضل المساعدات التي تستهدف تيسير التعامل مع طفلكِ المعاق بصريًا وتقليل شعوره بالضيق والانزعاج.
الإعاقة البصرية
الإعاقة البصرية هي حالة مرضية ليس شرطًا أن تكون نتيجة عوامل وراثية؛ فقد تحدث نتيجة العديد من العوامل والاضطرابات المختلفة، وهي مصطلح يعني عدم القدرة على النظر بشكل جزئي أو تام، وتُعرَّف في الأطفال بأنها حالة قد يمر بها بعض الأطفال منذ يومهم الأول أو خلال السنوات الأولى من عمرهم، ويحتاجون خلالها إلى التربية والرعاية الخاصة، كما يحتاجون إلى التدخل المبكر للمساعدة في تخطي الأمر والتكيف معه، ومن هنا يأتي السؤال: ما هو التدخل المبكر لذوي الإحتياجات الخاصة؟ وما هي أهم الفوائد الصحية التي تعود على حياة الطفل المعاق من خلاله؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
ماذا يعني التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال؟
يعد التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال من الطرق الحديثة التي أنشئت منذ بضع سنوات، والتي تستهدف تسهيل وتعديل أسلوب التعامل بين الطفل المعاق وبين أسرته، وأيضًا تحسين الأجواء المحيطة به، وكان يُقدم من قِبل العديد من الخبراء المختصين وأطباء العيون، لكن الآن تطورت آلياته بشكل كبير؛ حيث باتت تتضمن العديد من الخدمات والمساعدات المختلفة التي يحتاجها الطفل المعاق بصريًا في حياته، ولكن يجب أن يُطبق التدخل المبكر لطفلكِ منذ اللحظات الأولى من اكتشاف إعاقته.
أهداف التدخل المبكر لعلاج الأطفال المعوقين بصريًا
يعمل التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال على تحقيق العديد من الأهداف التي تساعد على تسهيل وتوفير حياة أفضل لهم؛ للاستمرار بالحياة دون الشعور بنقص أو بوجود شيء يعيق تقدمهم، وتتمثل تلك الأهداف في:
- مساعدة الطفل في التكيف مع كافة الظروف، وتقديم أقصى ما عنده من مهارات مختلفة.
- تقديم يد العون لأسر الأطفال المعاقين بصريًا، وإعطائهم تقرير شامل لكل احتياجات ومتطلبات صغيرهم؛ للتأقلم والعيش معه دون الشعور بالمعاناة.
- إيجاد أفضل الحلول لجميع المشاكل التي يمكن أن تواجه كل من الأسرة والطفل المعاق بصريًا.
- تجنب تعرض الطفل للإعاقة البصرية الكلية.
نماذج التدخل المبكر لذوي الإعاقة البصرية
يشتمل التدخل المبكر على مجموعة من النماذج المختلفة التي تناسب جميع الظروف المحيطة بالطفل، والتي تهدف إلى تيسير تطبيق خدمات ومساعدات التدخل المبكر للطفل وللأسرة معًا تحت إشراف نخبة من الأطباء والمختصين، وتتمثل تلك النماذج في:
التدخل المبكر بالمنازل
تقدم خدمات التدخل المبكر في هذا النموذج داخل المنازل، حيث تُكلف إحدى المربيات أو المعلمات الخاصة بالمعاقين بصريًا بمرافقة صغيرك بالمنزل أو زيارته عدة مرات على مدار الأسبوع، يطبق هذا النموذج على فئة الأطفال التي يتراوح أعمارها ما بين سنتين إلى خمس سنوات، حيث توضح المربية لجميع أفراد المنزل الروتين الخاص بالطفل، وأيضًا جميع الأنشطة التي يجب أن تُقدَّم له خلال فترة علاجه.
التدخل المبكر بالمراكز
يطبق على من يتراوح عمره بين السنتين إلى ست سنوات، ويحدث داخل مراكز مجهزة ومخصصة بأعلى الخدمات والجودة، ويقدم داخل تلك المراكز بشكل يومي تقرير فوري ودائم لظروف كل طفل؛ لتحديد العلاج الأنسب له، وأيضًا لتحديد الاستراتيجية اللازمة والمناسبة التي يمكن أن تطبق عليه.
التدخل المبكر بالمراكز والمنازل معًا
يخدم هذا النموذج الطفل المعاق بصريًا بشكل جيد للغاية؛ حيث يوفر له جميع مزايا التدخل المبكر داخل المنازل وداخل المراكز في آنٍ واحد، كما قد يظل الأطفال بالمراكز كمقيمين ويأتي الآباء لزيارة أبنائهم من حين لآخر إذا شعروا بالاطمئنان وعدم الرغبة في الخروج.
استراتيجيات التدخل المبكر لعلاج الإعاقة البصرية للأطفال
يستند التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال على بعض النقاط المهمة والاستراتيجيات الرئيسية، التي تعد الأعمدة التي يقوم عليها التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة من أصحاب الإعاقة البصرية؛ للحصول على أفضل النتائج، وتتركز تلك الأسس في:
- أن تتسم بالعفوية أثناء التعامل مع الطفل.
- تعليم الأطفال العديد من الأنشطة التي تساعد على تغيير مزاجهم للأفضل.
- عمل فيلم سينمائي صغير لجميع ذكريات كل طفل.
- يجب أن يبدأ الطفل في تعلم الاعتماد على النفس.
- التماس العذر والتحلي بالصبر لتلك الفئة وتجنب العصبية.
- كن أنت العين التي يرى بها.
- يجب العلم بأن الأسرة هي أهم فرع في العلاج، ويجب التنسيق معها في كل ما سبق؛ لضمان تأقلم الطفل المعاق عند تواجده بين أهله فيما بعد.
المهارات الحركية الأساسية التي تُعلَّم للأطفال ذوي الإعاقة البصرية
هناك بعض المهارات الحركية الأساسية التي يجب أن تُعلم للأطفال المعاقين من قِبل الأسرة أولًا في الشهور والسنوات الأولى له، ثم يقوم التدخل المبكر باستكمال باقي المهارات والاعتماد عليها في علاج الطفل، يجب العلم فقط بأنه قد يستغرق تعليم الطفل المعاق بصريًا مهارة واحدة مدة أطول مقارنةً بالطفل الطبيعي قد تصل إلى عدة أشهر، فينبغي التأقلم مع هذا الأمر، وتتمثل تلك المهارات في:
- التحكم في الرأس.
- التقلب باتجاه اليسار واليمين وعدم الاعتماد على النوم على الظهر أو البطن.
- تعلم استخدام اليدين في تناول الطعام أو لمس الأشياء.
- الزحف والنهوض.
- الوقوف والمشي.
- التحرك بمفرده داخل المنزل.
ما هي أهم الاختبارات التي تطبق على المعاقين بصريًا قبل المدرسة؟
للتأكد من تأهل الطفل لدخول المدرسة، يتضمن التدخل المبكر العديد من الاختبارات الدقيقة؛ للتعرف على مدى استيعابه، وقدرته على التواجد داخل المدرسة، ومستوى تعلمه للعديد من المهارات والأشياء المختلفة، وأيضًا تقبله للأشخاص المجاورين له داخل المدرسة دون الشعور بالخوف أو الرغبة في الهروب، وتتمثل تلك الاختبارات في:
- اختبار التأكد من تأقلم الصغير عند التواجد بين الأفراد.
- اختبار مفاهيم اللمس.
- مقاييس بيركنز.
- اختبار النشاط الإنمائي.
- اختبار النمو الوظيفي.
- مقياس بتل النمائي.
- التقييم الشخصي.
ختامًا نقول أنه كلما كان الاعتماد على التدخل المبكر في علاج الإعاقة البصرية لدى الأطفال بوقت مبكر كان هذا يصب في مصلحتك ومصلحة صغيرك، وبعد أن تعرفتِ على فوائده فإن كل ما عليكِ فعله التأقلم، والتقبل، ومحاولة تخفيف شعوره بالضيق، والتحدث الدائم معه، كما يجب البقاء بجانبه دائمًا، وعدم تركه بمفرده، وزيادة الاهتمام به، وإعطائه جرعات زائدة من الحب.
المصادر: