أمراض الحمل والولادة

الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب | مميزات كل تقنية على حدة

حلم الأمومة وإنجاب الأطفال قد يصبح من الأمور الصعبة لدى الكثيرات من السيدات، بعض الأسباب تكون واضحة يمكن معالجتها والبعض الآخر لا يمكن علاجها لهذا يبحث الأزواج عن الطرق التي تزيد من فرص حدوث الحمل وإنجاب الأطفال من خلال الاستعانة ببعض تقنيات التلقيح الصناعي التي تسهل على البعض إنجاب الأطفال بعد سنوات من الحرمان، لكن يبقى التساؤل الأهم الذي يطرحه بعض الأزواج ما هو الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب وما هي الأسباب التي تجعل من كل تقنية مناسبة لنوع معين من مشاكل الإنجاب أو لحل مشكلة العقم؟

الحمل في الظروف الطبيعية

كي ينعم الأزواج بإنجاب الأطفال دون اللجوء لأي تقنية طبية يجب أن يتمتع كلا الزوجين بوضع صحي طبيعي، من حيث امتلاك جهاز تناسلي يقوم بوظائفه بشكل طبيعي مثل إنتاج الخلايا الجنسية اللازمة لحدوث حمل أو إنتاج الهرمونات الجنسية اللازمة لتعزيز وظائف الجهاز التناسلي في الجسم، لهذا يعتبر فحص السائل المنوي للزوج وفحص الهرمونات الأنثوية وفحص الموجات الفوق سمعية للمبايض والرحم للزوجة هم أساس التأكد من الصحة الجنسية للزوجين.

مواصفات السائل المنوي لحمل طبيعي

يمتلك السائل المنوي صفات معينة في الظروف الطبيعية من حيث اللزوجة ودرجة الحموضة والكمية والحيوانات المنوية، أما فحص الحيوانات المنوية نفسها يكون من حيث العدد والشكل واتجاه الحركة في السائل المنوي، لكي يتم فحص السائل المنوي بطريقة صحيحة يجب على الرجل أن يمتنع عن الجماع لمدة لا تقل أبدًا عن 3 أيام وذلك لضمان أن تكون كمية السائل المنوي وكذلك عدد الحيوانات المنوية في معدل طبيعي وكذلك يجب أن يتم فحص العينة بعد حوالي 30 دقيقة من وقت الحصول عليها.

خلال فترة النصف ساعة هذه تتغير درجة لزوجة السائل المنوي، حيث يعتبر عدم تغيرها علامة على علو اللزوجة في السائل المنوي وهو الأمر الذي يعني أن الحيوانات المنوية لا تتحرك بسهولة وكذلك لا تصل إلى البويضة لتقوم بتخصيبها، أما عن عدد الحيوانات المنوية فيتراوح ما بين 20 مليون إلى 300 مليون حيوان منوي/ ملم، وتعتبر الحيوانات المنوية ذات حركة طبيعية إذا كان أكثر من 30% من الحيوانات المنوية متحركة وفي اتجاه طبيعي إلى الأمام وبسرعة مقبولة، كذلك يجب أن يكون شكل الحيوانات الطبيعي يتراوح بنسبة 20 إلى 30% من إجمالي الحيوانات المنوية.

المعايير الخاصة بالمرأة لحمل طبيعي

لا بد لهرمونات الزوجة  أن تكون في معدل طبيعي لكي تستطيع إنجاب الأطفال وبشكل خاص هرمون FSH وهرمون LH وهرموني البروجيستيرون والأستيروجين لأن أي خلل في هذه الهرمونات يعتبر مؤثر رئيسي على التبويض وبالتالي عملية الإنجاب، يجب الإشارة أن فحص هرمون FSH وهرمون LH يتم خلال اليوم الثالث من الدورة للاطمئنان على سير عملية التبويض في صورتها الطبيعية.

المعايير الخاصة بالمرأة لحمل طبيعي

يعتبر فحص درجة حموضة المهبل من الفحوصات التي يتم إجرائها لاكتشاف أي خلل يتسبب في موت الحيوانات المنوية خلال رحلتها عبر الجهاز التناسلي للزوجة لتخصيب البويضة، وتعتبر درجة الحموضة الطبيعية للمهبل هي الدرجة الحامضية حيث إذا زادت درجة الحموضة ولو قليلًا أو أصبحت قلوية فإنها تعتبر بذلك واحدة من معوقات الحمل.

الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب

يعتبر الفرق بين أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي هو كيفية قيام الحيوانات المنوية بتخصيب البويضة وكيف يتم التدخل المعملي خلال القيام بهذه التقنيات، التلقيح الصناعي يعتبر أبسط طريقة للمساعدة على الإنجاب والأقل تكلفة حيث يتم حقن عينة الحيوانات المنوية داخل الرحم بشكل مباشر خلال وقت التبويض لدى المرأة، أما  أطفال الأنابيب فتعتمد على تخصيب البويضة في بيئة غذائية مناسبة داخل المختبر سواء كان التخصيب تحت المجهر أم لا.

متى نلجأ لتقنيات التلقيح الصناعي  ؟

إليك فيما يلي عرض مفصل لأوجه الاختلاف وكذلك الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، لكن يجب التنويه عن أن اللجوء لاستخدام واحدة من تقنيات التلقيح الصناعي هذه لا يكون بالأمر السهل حيث يشترط الاستعانة بها حالات خاصة جدًا منها:

  • أن يكون الزوج يعاني من مشكلة في عدد حيواناته المنوية أو شكلها أو اتجاه حركتها.
  • إذا كانت لزوجة السائل المنوي بدرجة مرتفعة.
  • إذا كانت الزوجة تعاني من مشاكل في التبويض مثل حالات كسل المبيض.
  • إذا كان الجهاز التناسلي لديها به أي انسدادات تعيق وصول الحيوان المنوي للبويضة وبالتالي تعيق عملية التلقيح الطبيعي.
  •  أو إذا كان الأب أو الأم يرغبان في تحديد جنس المولود بأنفسهم، لهذا يجب معرفة الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب.

ما هي عملية التّلقيح الصناعي؟

تقنيات التلقيح الصناعي Artificial reproduction technology) ART) تعتبر كثيرة ومتعددة وتختلف بحسب العائق أو السبب الرئيسي لصعوبة الإنجاب، لهذا يجب أن يحرص أطباء النساء والتوليد على التحدث مع الزوجين، ومناقشتهما بشكل مفصل وواضح في أسباب صعوبة الإنجاب لديهما وما هو الخيار المناسب لهما من تقنيات التلقيح الصناعي وذلك بعد إخضاعهما لمجموعة من التحاليل والفحوصات الطبية الشاملة، وكذلك الحرص على توضيح الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب.

التّلقيح الصناعي هو إجراء طبي بسيط يتم في حالات صعوبة الإنجاب ويتم من خلال أخذ عيّنات من السائل المنوي من الزّوج ومن ثم حقنها داخل رحم الزوجة تزامنًا مع عملية التبويض لديها باستخدام أنبوبة طبية رفيعة توضع داخل الرحم وتحقن السائل المنوي، وهي تختلف عن عملية أطفال الأنابيب التي تقوم على تعزيز عملية تخصيب البويضة خارج رحم الأم من خلال الجمع بين الحيوان المنوي والبويضة حتى يتم تكوين الجنين في أيامه الأولى ومن ثم زراعته في بطانة الرحم.

الحالات يستخدام  التلقيح الصناعي

التلقيح الصناعي تقنية تُستخدم مع حالات خاصة من صعوبات الإنجاب التي قد تكون من الأب أو الأم والذي يعتبر من أوجه الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، ويعتمد نجاح هذه العملية على نوعية مشكلة الخصوبة والمسبب الرئيسي لها وانتظام الزوجين على استخدام الأدوية المحفزة للخصوبة وكذلك عمر الزوجة، فتصل فرصة النجاح إلى حوالي 20% إذا كانت عملية التلقيح تتم بشكل شهري، إذا تم الاستعانة ببعض الحيوانات المنوية المأخوذة والمجمدة حديثًا ومن الحالات التي يعتبر فيها التلقيح الصناعي ذا نجاح جيد ما يلي:

  • أقل من 20 مليون حيوان منوي هو عدد الحيوانات المنوية التي ينتجها الرجل.
  • أقل 30% من الحيوانات المنوية ذات حركة طبيعية أو النسبة الأكبر منها ذات حركة ضعيفة.
  • أقل من 20% هي نسبة الحيوانات المنوية ذات أشكال طبيعية.
  • لزوجة السائل المنوي عالية.
  • المرأة إذا كانت تعاني من متلازمة تكيس المبايض أو تعاني من خلل في عمل هرمونات الأنوثة لديها.
  • إذا كانت درجة حموضة المهبل مرتفعة أو قلوية.
  • إذا كانت الزوجة تعاني من التهابات في عنق الرحم تعيق وصول الحيوانات المنوية لتجويف الرحم، نظرًا لإنتاج مخاط سميك يبطء من حركة الحيوانات المنوية.
  • إذا كانت الزوجة تعاني من حساسية تجاه السائل المنوي وبشكل رئيسي ضد البروتينات المتواجدة في السائل، حيث يضطر الزوجان لاستخدام الواقي الذكري وهو الأمر الذي يمنع الحمل.
  • إذا كان الزوج لديه ضعف في الانتصاب أو يعاني من حالة القذف العكسي (Retrograde ejaculation)، فالسائل المنوي يذهب إلى المثانة بدلًا من القضيب.
  • الزوجان من كبار السن.
  • تأخر الحمل لمدة تزيد عن 3 سنوات رغم امتلاك الزوجان لعينات طبيعية، وإذا كان لا يوجد أية انسدادات في قناة فالوب.
  • إذا كان الزوجان يرغبان في تحديد جنس المولود قبل إنجابه.

طريقة القيام بعملية التلقيح الصناعي

الخضوع لعملية التلقيح الصناعي يحتاج إلى تحفيز لعملية التبويض لدى الزوجة، ومتابعة نمو البويضات بشكل مكثف خلال أيام الدورة الشهرية، هذا  لأن تحفيز إنتاج البويضات يزيد من فرصة نجاح العملية وحدوث الحمل والإنجاب، هذا مع التأكيد على ألا تزيد عدد مرات عملية التلقيح الصناعي عن 4 مرات، وتصل نسبة النجاح حوالي 25 إلى 35 % من الحالات، وفيما يلي عرض لخطوات عملية التلقيح الصناعي:

طريقة القيام بعملية التلقيح الصناعي

 الخطوة الأولى في التلقيح الصناعي

هذه الخطوة تعتمد على سحب عينة من السائل المنوي للزوج، يتم تنظيفها من أية مواد وأية شوائب وذلك لتركيز عدد الحيوانات المنوية، ثم يتم إمداد هذه العينة بالمواد الغذائية والمواد المنشطة لزيادة قوتها وسرعتها ويتزامن مع هذه العملية تنشيط التبويض لدى الزوجة، وعند التأكد من وجود عدد كافي من البويضات الناضجة يتم تحضير كلًا من الزوجين بطرق خاصة قبل القيام بالعملية.

الخطوة الثانية

يتم حقن العينة من الحيوانات المنوية داخل رحم الزوجة خلال يوم معين من أيام الدورة الشهرية بحيث تكون البويضات قد تم إطلاقها من المبيض، ومن ثم تبدأ الحيوانات المنوية في تلقيح البويضة في قناة فالوب حتى يستطيع أحد الحيوانات المنوية تخصيبها فيتم تكوين الزيجوت وزراعته في جدار الرحم. يجب التنويه عن أن تنشيط عملية التبويض يتم بأقل جرعة من العلاج وذلك لتجنب إنتاج عدد كبير من البويضات، وبالتالي الحمل في أكثر من جنين مما قد يعرض الأم للخطر سواء التعرض لـ الإجهاض أو الولادة المبكرة.

الحالات التي لا يفيد فيها التّلقيح الصناعي

هناك بعض الحالات من صعوبة الإنجاب لا يفلح معها الاستعانة بتقنية التلقيح الصناعي مثل: الحالات التي يخلو فيها السائل المنوي من أي حيوانات منوية أو إذا كانت الحيوانات المنوية عددها قليل للغاية أو إذا كان أغلب هذه الحيوانات لا تتحرك، وكذلك لا يفيد التلقيح الصناعي في حالات انسداد أنابيب فالوب ويكون الاستعانة بتقنية أطفال الأنابيب هو الحل الأنسب.

 أطفال الأنابيب

تعتمد تقنية أطفال الأنابيب على تلقيح بويضات تم استخراجها من مبيض الزوجة بعدد من الحيوانات المنوية غير المحدد لجنس الجنين بها، فيكون هناك بالمحصلة عدد كبير من البويضات الملقحة، التي يتم فيما بعد أخذ عينة خلية واحدة من كلٍ منها، حيث تخضع هذه الخلايا لفحص الكروموسومات لتحديد جنس الجنين الذي سينتج عن هذه البويضة الملقحة.

تقنية أطفال الأنابيب تساعد بنسبة 100% في تحديد الجنس ولكن للأسف نسبة حدوث الحمل من خلالها تكون حوال 35%، هذا بالإضافة إلى كونها عملية باهظة التكاليف، حيث تصل كلفتها عشرات أضعاف كلفة تقنية التلقيح الصناعي ولهذا يعتبر اللجوء إليها غير مناسب لكثير من الأفراد وهو واحد من أوجه الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب.

أنواع عملية أطفال الأنابيب

رغم أن الفكرة العامة لعملية أطفال الأنابيب بأنواعها تعتبر واحدة لا خلاف فيها، إلا أن هناك نوعان رئيسيان من تقنية أطفال الأنابيب يقوم وجع الاختلاف بينهما على التدخل في عملية التخصيب وإحداثها بشكل صناعي داخل المعمل ويتم تقسيم النوعان إلى الإخصاب المختبري وحقن مجهري والاختلاف كما يلي:

  • الإخصاب المختبري In Vitro fertilization) IVF): حيث بعد جمع النطف من الزوج، يتم وضع البويضات والحيوانات المنوية في بيئة غذائية سليمة تساعدهم على إتمام عملية التخصيب بشكل طبيعي في المختبر.
  • الحقن المجهري Intracytoplasmic sperm injection)): بعد أخذ البويضات من المرأة يتم تلقيحها صناعيًا بالحيوانات المنوية من الزوج تحت المجهر وذلك للتأكد من إخصاب البويضة.

متى نلجأ إلى أطفال الأنابيب؟

الفرق بين أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي، يتضح جليًا في الأسباب التي يتم اللجوء فيها إلى تقنيات أطفال الأنابيب؛ حيث أنها تحتاج إلى أسباب قوية مثل انسدادات داخل قنوات فالوب أو حالة من الضعف في الحيوانات المنوية، وغيرها من الحالات الأخرى التي تحتاج تقنية أكبر مثل الإجهاض المتكرر أو كبر سن الأم، مع مرور وقت من الزمن دون حدوث أي حمل رغم التحاليل الطبيعية وانتظام العلاقة الجنسية بين الزوجين.

كذلك تصلح عملية أطفال الأنابيب للسيدات اللواتي يعانين من مرض بطانة الرحم المهاجرة، الذي يؤثر بشكل واضح على وظائف المبيض وكذلك على الرحم، تقنية أطفال الأنابيب تعتبر ذا تكلفة عالية، لذلك يجب الحرص على الخضوع لفحوصات طبية دقيقة للتأكيد على أنها التقنية المناسبة للزوجين وأنهما لا يملكان أي وسائل للإنجاب أخرى غير هذه الوسيلة.

خطوات عملية أطفال الأنابيب

هناك الكثير من الظروف والشروط التي تحكم الأطباء عند القيام بعملية أطفال الأنابيب، والتي يعتبر من أهمها ألا يزيد سن الزوجة عن 30 عام وكذلك ألا يعاني الزوجان من أي مشكلات جينية أو من أي أمراض معدية مثل التهاب الكبد الوبائي ب أو سي (Hepatite B or C) أو مرض نقص المناعة المكتسبة (HIV)، وتتم عملية طفل الأنابيب كما يلي:

تحفيز عملية التبويض

تحفيز عملية التبويض

يتم فيها تحفيز عملية التبويض والتي تُعرف بالإنجليزية بالـ (Stimulation of egg maturation)، حيث تُعطى المرأة أدوية محفزة للمبيض كي يقوم بعدد لا بأس به من البويضات الناضجة وليس فقط بويضة واحدة وهي هرمون الغدد التناسلية المشيمائية البشري (hCG) ويجب تناول هذه الأدوية لمدة أسبوع إلى أسبوعين وفقًا لإرشادات الطبيب المتابع لحالة الزوجة، وكذلك يقوم الطبيب بفحص نمو هذه البويضات باستخدام جهاز (Transvaginal ultrasound) أي فحص الموجات فوق السمعية عبر المهبل.

استخراج البويضة

خلال هذه الخطوة يتم استخراج البويضة من المبيض (Egg retrieval)، حيث يتم تخدير الزوجة جزئيًا، ثم يتم سحب البويضات ببعض الأدوات الخاصة في مدة زمنية لا تتعدى النصف ساعة.

مرحلة التخصيب

هي مرحلة التخصيب (Fertilization)، فبعد أن تؤخذ عينة الحيوانات المنوية من الزوج تُوضع في طبق تحضير خاص مع البويضات الناضجة مع الحرص على توفير كافة الظروف الملائمة لبقائهم سويًا لليلة كاملة، حتى تقوم الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة بشكل تلقائي وطبيعي، في حالات الحقن المجهري فيقوم المتخصص بحقن الحيوان المنوي داخل البويضة باستخدام إبرة دقيقة للغاية يمكن رؤيتها تحت المجهر، ولا يُستخدم الحقن المجهري هذا إلا إذا فشلت الحيوانات المنوية في القيام بتخصيب البويضة بشكل طبيعي.

نقل الأجنة

بعد أن تتم خطوة التخصيب، يأتي دور نقل الأجنة (Embryo transfer) وتحتاج هذه الخطوة إلى طبيب متخصص للقيام بها، وهي عملية غير مؤلمة بالمرة ولكن بعض السيدات قد يعانين من انقباضات بسيطة بالرحم نتيجة لإدخال الأنبوب الرفيع والطويل عبر المهبل وذلك لحقن الجنين داخل الرحم، والاستعانة بتقنيات التلقيح الصناعي تحتاج إلى مشورة الطبيب الخاص بكِ قبل إجرائها وذلك لاختيار التقنية المناسبة لكِ ولزوجكِ وذلك لتجنب أية مخاطر وكذلك للحفاظ على أموالك من الإهدار.

هل الراحة ضرورية بعد عمليات التلقيح الصناعي؟

قديمًا كانت المرأة تُنصح بالراحة التامة بعد إتمام أيٍ من عمليات التلقيح الصناعي، خاصة بعد عملية نقل الأجنة في تقنية أطفال الأنابيب وذلك لتجنب التعرض للإجهاض وضمان إتمام حدوث الحمل، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك، حيث تُنصح السيدات بممارسة أنشطة الحياة الطبيعية وعدم النوم لفترات طويلة أو التقليل من الحركة وذلك لعدم التعرض لأي مخاطر صحية ولكن مع ذلك يُحظر على الزوجة السفر أو الحركة في نفس يوم العملية.

مخاطر عمليات التلقيح الصناعي

التلقيح الصناعي بطرقه المختلفة يعتبر إجراء طبي بسيط وآمن ومخاطره ومضاعفات تعتبر ضئيلة ومنخفضة نسبيًا؛ هذا لأن القيام بهذه العمليات يحتاج إلى احترافية عالية ومتخصصين ومدربين على كفاءة عالية، وكذلك التزام المراكز الطبية بجميع وسائل مكافحة العدوى وذلك لتجنب إصابة الزوجة خلال عمليات التلقيح الصناعي بأي مشكلة، ويجب التأكيد على أنه رغم الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب إلا أن المخاطر تظل مشتركة بينهما ومن ضمن هذه المخاطر:

  • يمكن للزوجة أن تُصاب بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية في الرحم أو عنق الرحم إذا كانت الأدوات غير معقمة بشكل صحيح.
  • التبقيع الدموي: الأنبوبة التي يتم إدخالها قد تسبب للمرأة في بعض النزيف المهبلي البسيط، لكنه لا يؤثر على فرص حدوث الحمل.
  • الحمل في التوأم أو في أكثر من جنين: ويرجع هذا إلى أثر الأدوية المحفزة للمابيض وهو الأمر الذي قد يتسبب في التعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • التعرض لخطر الولادة المبكرة وولادة جنين ذا وزن منخفض، وتزيد احتمالية التعرض لتلك المضاعفات بشكل طفيف للغاية.
  • الإصابة بمتلازمة فرط تنبيه المبيض بسبب الأدوية المنشطة للتبويض والذي قد يتسبب في  انتفاخ وتورم بالمبيض مع فرط إنتاج للبويضات منه.
  • التعرض للإجهاض والنزيف، حيث أن نسبة لا بأس بها من السيدات قد يتعرضن للإجهاض بعد التلقيح الصناعي مما قد يعرضهن للنزيف والإصابة بفقر الدم.
  • قد يتعرض المبيض خلال سحب البويضات للنزيف أو للتلف، وكذلك قد يُصاب جزء من الأمعاء أو الأوعية الدموية أو حتى المثانة.
  • الحمل خارج تجويف الرحم، تقنية التلقيح الصناعي قد تساهم بشكل ما في حدوث حمل في قناة فالوب أو خارج الرحم بشكل عام.
  • التعرض لمشكلة تشوهات الجنين والعيوب الخلقية، ويعتبر سن الأم عامل مهم للغاية، وتنص الدراسات أن أطفال الأنابيب هم الأكثر عرضة للمخاطر والعيوب الخلقية أكثر من غيرهم.
  • إصابة الأم بالسرطان وبشكل خاص سرطان المبيض وذلك نظرًا لتنشيط المبيض من أجل تحفيز إنتاج البويضات.
  • التعرض للضغط العصبي بشكل مستمر، وذلك للرغبة الشديدة في الإنجاب وكذلك الإجهاد النفسي والجسدي الذي قد تعانيه الأم مع المشاكل المادية لسداد تكلفة العملية.

الوقت الذي يستغرقه التلقيح الصناعي

لا يوجد دليل عن الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، من حيث المدة التي تستغرقها كل عملية فكلاهما إجراء بسيط يستغرق حوالي ربع ساعة إلى 20 دقيقة، وغالبًا يتم داخل مركز طبي أو عيادة خاصة للطبيب المتابع للحالة، أما زراعة العينة داخل الرحم فتستغرق أقل من دقيقتين، دون أن تحتاج المريضة إلى أي مسكنات ألم أو أي دواء آخر، هذا مع حضور ممرضة مدربة جيدًا.

نتائج عمليات التلقيح الصناعي

نتائج عمليات التلقيح الصناعي

بعد مرور حوالي أسبوعين من الممكن للزوجة إجراء اختبار الحمل المنزلي، دون التعجل في إجرائه قبل تلك المدة حتى لا تكون النتائج غير صحيحة، لذلك ينصح الأطباء باختبار الحمل من خلال فحص الدم لأنه أكثر دقة في تحديد وجود هرمونات الحمل أم لا، وتصل نسبة نجاح عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب إلى حوالي ١٠ إلى ٢٠ ٪، وفي حالة إذا لم تنجح هذه المحاولة من التلقيح الصناعي يمكن إعادة المحاولة في خلال مدة تتراوح من 3 إلى 6 شهور وذلك لزيادة فرص حدوث الحمل.

أعراض نجاح التلقيح الصناعي

رغم الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب إلا أن الكثير من السيدات قد لا تستطيع الانتظار لمدة أسبوعين لإجراء اختبار الحمل خاصة مع زيادة القلق من الخوف من فشل عملية التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب، ولهذا إليك بعض الأعراض التي تعتبر مؤشرات مبدئية على حدوث الحمل ونجاح عملية التلقيح الصناعي وهي:

  • ألم الثدي يعتبر من العلامات المبكرة للحمل خاصة إذا صاحب الألم حدوث تورم بسيط في الثدي.
  • الشعور بالإرهاق والتعب مع الرغبة في النوم.
  • التبقيع المهبلي أو النزيف الخفيف الذي يعتبر العلامة الأولى للحمل.
  • الشعور بتشنجات خفيفة في الرحم وهي كذلك تعتبر من العلامات الأولى للحمل.
  • الغثيان والقيء خلال الصباح، ليس بالضرورة أن تشهده جميع السيدات لكنه يعتبر واحد من علامات الحمل.
  • تأخر نزول الدورة الشهرية وهي تعتبر العلامة المؤكدة لحدوث الحمل ونجاح العملية.

يجب عليكِ ألا تقلقي إذا لم تعاني من أيٍ من هذه الأعراض، لأن اختبار الحمل هو الفحص الوحيد والعلامة الفاصلة بين وجود حمل أم لا ونجاح عملية التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب أم لا.

نصائح قبل التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب

لا بد لكل زوج وزوجة أن يتمتعا بصحة جيدة وذلك قبل أن يبدأو بالتفكير في الإنجاب بشكل عام، وذلك لتعزيز الصحة الجسدية والجنسية لديهما وبشكل خاص الزوجة حتى يتم إعدادها جيدًا للحمل والولادة وتحمل تلك المشاق دون التعرض لأية مشكلات صحية قد تؤثر على الزوجة، أما قبل إجراء عملية التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب فهناك بعض النصائح التي يمكن الاعتماد عليها مثل:

  • تعزيز النشاط البدني للزوجين، من خلال ممارسة رياضة المشي للحامل أو الجري الخفيف.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن يضم جميع العناصر الغذائية المفيدة للجسم.
  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل تعزيز الدورة الدموية وكذلك تنشيط الكلى.
  • الحصول على معدل متوازن من النوم والتمتع بفترات من الراحة.
  • الانتظام على الأدوية الموصوفة لكِ سواء لعلاج مرض مزمن أو لتحسين الصحة الإنجابية لديكِ.
  • التخلص من أي ضغط عصبي من خلال الاستعانة بالأسرة والأصدقاء والحصول على الدعم النفسي منهم.
  • القيام بالهوايات المختلفة التي تحسن من الحالة المزاجية لكِ مثل الرسم وقراءة الكتب أو الاستماع للموسيقى.

نصائح نجاح عملية التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب

عمليات التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب عمليات دقيقة تحتاج إلى عدم إغفال أية تفاصيل سواء كانت كبيرة أو صغيرة وذلك لتجنب أي فشل في عمليات التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب، وإليكِ بعض النصائح البسيطة ولكنها مهمة للغاية لجميع الأزواج لضمان الإنجاب عند إجراء التلقيح الصناعي وهي:

  • عدم إهدار سنوات العمر والتأخر في اتخاذ قرار التلقيح الصناعي هذا لأن السن واحد من أهم العوامل المؤثرة لنجاح أو فشل عمليات التلقيح الصناعي.
  • إجراء الأشعة والفحوصات قبل القيام بالتلقيح الصناعي خاصة المنظار الطبي التشخيصي لأنه يساعد في الكشف عن أي التصاقات أو أورام.
  • اليوم الخامس يعتبر اليوم المفضل لنقل الجنين بدلًا من اليوم الثالث وذلك لضمان انغراس الجنين في بطانة الرحم.

نصائح للرجل قبل التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب

قد يكون الجزء الأكبر من مهمة التلقيح الصناعي معتمد على الزوجة، لكن الزوج يلعب دور مهم في إتمام هذه العملية لأنه سيقدم عينة من الحيوانات المنوية، والتي تعتبر العينة الأهم له لأنها التي ستساعده في إنجاب الأطفال، مع العلم بانعدام الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب في سحب عينة السائل المنوي ولهذا نقدم للزوج بعض النصائح قبل القيام بالتلقيح الصناعي كما يلي:

  • عدم ممارسة الجماع وكذلك تجنب القذف لمدة 4:3 أيام قبل أخذ عينة الحيوانات المنوية.
  • اتباع نظام صحي سواء في تناول الغذاء أو ممارسة الرياضة.
  • الإقلاع عن التدخين لأنه يؤثر بشكل مباشر على صحة الحيوانات المنوية.
  • النوم لعدد ساعات تكفي للشعور بالراحة وكذلك الشعور بالنشاط هذا لأن النوم بمعدلات قليلة تؤثر على هرمون التستوستيرون وكذلك على الحيوانات المنوية.

نصائح للمرأة بعد التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب

أي مرأة حامل لا بد لها من اتباع بعض الإرشادات العامة خلال فترة الحمل وذلك للحفاظ على صحتها وصحة جنينها خلال فترة الحمل الشاقة إلا أن السيدات اللواتي يخضعن للتلقيح الصناعي لديهم بعض النصائح الإضافية وبشكل خاص خلال الشهور الأولى ومنها ما يلي:

نصائح للمرأة بعد التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب

  • تجنب حمل الأغراض الثقيلة وذلك لتجنب الشعور بآلام الظهر وكذلك التعرض للإجهاض.
  • صعود ونزول السلم بتأني ودون الإسراع.
  • تجنب استخدام أية مواد كيميائية ضارة في فرد أو صبغ الشعر.
  • الحرص على أخذ قسط كافي من النوم والراحة.
  • الحرص على تناول الفيتامينات وحمض الفوليك لأنه يحمي من العيوب والتشوهات الخلقية.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تحت مراقبة الطبيب.
  • تناول غذاء صحي وكذلك شرب كميات كافية من الماء

أسباب فشل التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب

هناك الكثير من الأسباب التي تعمل كعامل رئيسي في فشل عملية التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب وقد تكون هذه الأسباب نابعة من الزوجان، ولهذا يجب أن تكوني على علم بها حتى تتناقشي مع طبيبك بها إذا كنتِ تخافين من تعرضك لفشل المحاولات للإنجاب عبر التلقيح الصناعي ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:

  • ضعف التبويض لدى المرأة: وغالبًا ما تبدو جلية عند تناول الزوجة منشطات التبويض وهو الأمر الذي يعبر عن انخفاض مخزون الجسم من البويضات.
  • جودة البويضات أو الحيوانات المنوية تكون ضئيلة وهو السبب الذي يشكل حوالي 75% من أسباب فشل التلقيح الصناعي.
  • عدم انغراس الجنين أو البويضة المخصبة في جدار الرحم وذلك إما لضعف الرحم أو معاناة السيدة من أجسام مضادة تهاجم خلايا الجنين.
  • وجود التصاقات داخل تجويف الرحم أو وجود زوائد لحمية به تمنع استقرار الجنين في الرحم.
  • وجود انسداد في قنوات فالوب بشكل تام وكامل وعلى كلا الجانبين.

مبادئ تحديد جنس الجنين

تقوم فكرة تحديد جنس الجنين عند القيام بعمليات التلقيح الصناعي على مبدأين أساسيين يقوم كلاهما على أساس علمي بحت اعتمادًا على درجة حامضية المهبل ودرجة قلوية السائل المنوي، أو اعتمادًا على الكروموسومات الأنثوية وتفاعل الكروموسومات الذكرية معها مع الإشارة إلى عدم وجود هذا الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب وهذين المبدأين هما يتلخصان كما يلي:

المبدأ الأول

تحديد جنس الجنين تقوم على أن مهبل المرأة يميل إلى الحموضة، بينما السائل المنوي لدى الرجل يميل إلى القاعدية، وعندما يتم قذف السائل المنوى القلوي في المهبل ذا الوسط الحامضي، فعندما يتكون الخليط ذا درجة حامضية غالبًا ما يكون المولد أنثى أما إذا كان الخليط ذا درجة قلوية فيكون المولود ذكر، ولهذا يقوم المتخصصين داخل المعامل باستغلال هذا المبدأ لتحديد نوع جنس الجنين سواء من الاعتماد على حامضية المهبل أو من خلال تنشيط الحيوانات المنوية لزيادة القلوية.

المبدأ الثاني

يعتمد تحديد الجنس على أن حجم الكروموسوم الأنثوي أكبر من حجم الكروموسوم الذكري، ولهذا سرعة الحيوان المنوي ذا الكروموسومات الأنثوية تكون أبطأ من الحيوان المنوي ذا الكروموسومات الذكرية، فيقوم الأخصائين في المختبرات بتحديد نوعية من البروتينات ومعالجة الحيوانات المنوية لفصل الحيوانات المنوية الأخف أي الذكرية عن الحيوانات المنوية الأثقل أي الأنثوية.

ثم يتم الاستعانة بالخليط الذي يضم الحيوانات المنوية الذكرية في عملية التلقيح الصناعي إذا كانت الرغبة في جنس المولود أن يكون ذكرًا، أو الخليط الآخر ذا الحيوانات المنوية الأنثوية إذا كان المطلوب مولود أنثى، ثم بعد ذلك يتم معالجة أيٍ من الخليطين ببعض المواد الكيميائية لمعالجتها من الشوائب وزيادة تركيزها ومن ثم حقنها داخل رحم الأم.

الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الانابيب لا يعتبر كبير لكنه مهم للغاية في مساعدة الأزواج على الإنجاب، حيث تختلف حالات العقم وصعوبة الإنجاب من زوجين لغيرهما، ولهذا يعتبر الخضوع للفحوصات والتحاليل الطبية من الأمور ذات الفائدة والأهمية الكبيرة وذلك لتحديد نوعية المشكلة وبالتالي تحديد التقنية المناسبة من تقنيات التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب للتغلب على هذه المشكلة بسهولة وببساطة.

المصادر:

إن سي بي أي

بامبيد

ميديكال نيوز توداي

زر الذهاب إلى الأعلى