fbpx
الطفولة

أسباب التنمر المدرسي الحقيقية وأنواعه وكيفية القضاء عليه

يعتبر التنمر المدرسي مثل الترهيب، البلطجة، والاستقواء ظاهرة سلبية، خطيرة تُهدد حياة الطلاب، وتؤثر على سير عملية التدريس بصورة سليمة وصحيحة؛ لما لها من أثر سلبي على نفسية الطلاب، وعدم قدرتهم على التفوق الدراسي؛ لذلك سنتعرف فيما يلي على أهم أسباب التنمر، وطرق التخلص منه.

ما هو التنمر المدرسي؟

يُمكن تعريف التنمر المدرسي على أنه حالة يتعرض فيها الطالب، أو الطفل إلى محاولات الضرب المتكرر، أو الهجوم الكلامي والجسدي من طفل أو طالب آخر أو مجموعة طلاب، أو استعمال بعض العبارات الغير لائقة، أو التكشير بالوجه، وتحدث غالباً من شخص قوي لشخص أضعف منه، مما يترك أثراً سلبياً بحياة الشخص الضعيف، وخوفه من التعامل مع الآخرين.

أسباب التنمر المدرسي

في البداية، يجب معرفة أن الطفل، أو الطالب الذي يقوم بالتنمر على زميل له أضعف منه والاستهانة به أمام الجميع، يسعى لتحقيق بعض الأمور وهي كما يلي:-

  • غيرة ذلك الطالب المتنمر من تفوق الطلاب عليه في الدراسة، أو أي شيء آخر.
  • لفت انتباه الآخرين إليه.
  • رغبته في القيادة، والأنانية، وحب الذات.
  • إظهار أنه شخص صلب، وقوي.
  • الرغبة في إظهار السيطرة، والقوة على الأشخاص حوله.

الأسباب المؤدية لظهور التنمر المدرسي بالتفصيل

غالباً ما يتأثر الطالب أو الطفل ببعض الأحوال الاجتماعية المحيطة به، والتي تدفعه إلى التنمر على زملائه بالمدرسة، ويرجع ذلك لعدة أسباب سنتعرف عليها فيما يلي بالتفصيل.

الحياة المدرسية الخاطئة

تعتبر المدرسة هي المسؤولة عن الحفاظ على حياة الطلاب من انتشار التنمر بينهم، حيث يجب على العاملين بها تعليم الطلاب، وإرشادهم، وتوجيههم إلى أهمية احترام حقوق الطلاب لبعضهم البعض، واحترام معلمهم؛ مما يؤدي ذلك إلى تحسين أخلاق الطلاب بشكل إيجابي، بالإضافة إلى ضرورة اهتمام المدرسة بتنمية مهارات الطلاب الفنية، والرياضية، والاجتماعية بجانب المناهج الروتينية؛ لتجنب ظهور العديد من الطلاب المتنمرين بالمدرسة.

الأسباب الأسرية

تلعب الأسرة دوراً رئيساً في انتشار التنمر بين الطلاب في المدرسة بسبب التربية الخاطئة؛ كاستخدام العنف، والعقاب الشديد مع الأطفال حيث يغفل الآباء عن حاجة الأطفال للمتابعة المستمرة، والتربية الصالحة منذ الطفولة للمراهقة، ويهتمون فقط بتوفير المأكل والملبس، ويعتقدون أن ذلك أفضل شيء يستطيعون تقديمه لأولادهم مما يؤدي لفساد الأبناء، وتنمرهم على زملائهم؛ لذلك يجب على الآباء الوقوف بجانب أولادهم، ومحاولة تعديل سلوكهم الخاطئ، ومراقبتهم بصورة مستمرة، وتجنب النزاعات العائلية؛ لما لها من أثر سلبي على الطفل كما أنه يصبح متنمر، وعدواني.

الأسباب الأسرية في التنمر المدرسي

الأسباب السيكوسوسيولوجية

لقد أثبتت الدراسات أن أغلب الأطفال المتنمرين ينتمون لأسر فقيرة، وبوضع اقتصادي صعب حيث أنه من المحتمل تحول ذلك النوع من الأطفال المتنمرين خارج الإطار المدرسي وبالتالي يؤثر ذلك بالسلب على أمن المواطنين واستقرار المجتمع؛ نتيجة لبدء هؤلاء الأطفال بتشكيل عصابات إجرامية بمجرد الوصول للمراهقة، وتبدأ في ممارسة أعمال الشغب، والقتل، والسرقة مما يؤدي إلى الحاجة للعلاج النفسي السريع.

الثورة التكنولوجية والإعلام

يعتبر الإعلام والثورة التكنولوجية أحد أسباب التنمر المدرسي والذين ساهموا في انتشاره بالمدارس؛ نتيجة لظهور أفلام العنف، والبلطجة، وتشجيع ظاهرة البقاء للأقوى، وأن العنف مهم من أجل السيطرة على الآخرين مما يؤدي لتأثر الأطفال بهذه المشاهد التي يرونها بالتلفاز، ومحاولة تقليدهم لها، وتطبيقها على زملائهم.

ما هي أنواع التنمر المدرسي؟

تتعدد أشكال التنمر التي تم انتشارها بين الطلاب في المدارس مسببة آلاماً نفسية على صحة الطالب الضعيف ومن أنواع التنمر ما يلي.

التنمر البدني (الجسدي)

من أكثر أنواع التنمر سهولة ويشمل اللمس غير المناسب، الركل، سحب الشعر، القتال، اللكم، الضرب على الرأس، الصفع، الدفع، المعاكسات، النكز، الدغدغة، التهديد، كما يقوم بعض الطلاب بإنشاء عصابة من أجل منازعة وقتال طلاب آخرين.

التنمر الإلكتروني

يحدث التنمر الإلكتروني عن طريق الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر، ويتم ذلك عن طريق الرسائل النصية، أو رسائل البريد الإلكتروني أو المدونات، أو الشبكات الاجتماعية من خلال الإنترنت، كما يساعد ذلك الطلاب المتنمرين على إلحاق الضرر بزملائهم، بالإضافة إلى صعوبة حذف الصور المزعجة وغير الملائمة بعد إرسالها ونشرها.

التنمر اللفظي

يعتبر التنمر اللفظي أكثر أنواع التنمر المدرسي انتشاراً بين الطلاب، ويشمل سلوكيات متعددة مثل السباب، المُزاح الشديد بصورة مستمرة ويصاحبه سوء نية المتنمر، السخرية، التفوه بأسماء مُثيرة للضحك، التهديد بإحداث ضرر، التنابز بالألقاب، توجيه ألفاظ غير لائقة.

التنمر اللفظي المدرسي

التنمر النفسي (العاطفي)

يتسبب ذلك النوع من التنمر في إحداث ضرر نفسي للضحية حيث يقوم المتنمر بالاعتماد على أسلوب العزل الاجتماعي، ويتم ذلك عن طريق بعض الخطوات وهي:-

  • نشر شائعات مسيئة، وغير صحيحة عن الضحية.
  • تجاهل الضحية عمداً، والتظاهر أمام الآخرين بأنه الضحية أو معاملته بصمت دون التحدث معه.
  • اتباع أسلوب الاستفزاز ونقد الضحية سواء كان ذلك النقد شاملاً التمييز الديني أو العرقي، الملبس، الإعاقة الجسدية.

أعراض ظاهرة التنمر

عند ملاحظة الأهل أن ابنهم يقوم بعمل بعض التصرفات الغريبة الغير معتاد على فعلها من قبل، يعلمون أنه قد تعرض لمواقف سلبية أثرت بشكل سلبي على نفسيته وتصرفاته، ومن هذه الأعراض ما يلي:-

  • تقلب حالة الطفل المزاجية كتحوله من حالة فرح لحالة حزن دون مبرر وبصورة مفاجئة.
  • تعرض الطفل للتنمر بالمدرسة مما يؤدي لفقدان رغبته في الذهاب إليها مرة أخرى، وتبريره ببعض الأمور مثل وجع البطن، الشعور بالنعاس، التعب وغيره.
  • وجود كدمات بجسد الطفل أو ملاحظة تمزق حقيبته وكتبه المدرسية وملابسه.
  • انسحاب الطفل من النشاطات التي كان يحب ممارساتها سابقاً.
  • شعور الطفل بالخوف والأرق وعدم القدرة على النوم أثناء الليل، بالإضافة إلى معاناته من الكوابيس المزعجة، والتصرف بعنف بسبب التنمر الذي تعرض له بالخارج.
  • نقص وزن الطفل أو زيادته بصورة مفرطة بسبب تغير شهيته المفاجئة.
  • رفض الطفل حضور أي مناسبة اجتماعية أو مناسبات مسلية مثل أعياد الميلاد والاحتفالات أو لقاءات عائلية.
  • التنازل بصورة دائمة عن حاجاته الشخصية ومصروفه لأصدقائه أو أخوته بدون طلبهم ذلك منه.
  •  فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على تقدير ذاته وتكراره بعض العبارات السلبية لنفسه مثل أنا ضعيف، أنا فاشل، أنا كسول.

كيفية التعامل مع التنمر المدرسي؟

يتساءل الكثيرون من البشر عن طرق التعامل مع التنمر المدرسي لما لها من أثر سلبي على صحة ونفسية صاحبها؛ لذلك فيما يلي بعض الطرق التي يجب اتباعها وهي:

  • القيام بعمل مبادرات تطوعية بين الطلاب من أجل مكافحة التنمر، على أن يكون المرشد الطلابي مسؤلاً بهذه الحملة.
  • محاولة البحث عن صحبة جيدة من الأصدقاء بالمدرسة لكي يتم مواجهة المتنمرين بجانب الضحية.
  • يجب على الأسرة تقبل فكرة أن أحد أبنائها متنمراً عليه أو متنمراً؛ لكي تتمكن من التوصل لبعض الطرق التربوية السليمة والمتوازنة من أجل مواجهة ذلك، حيث يعمل احتواء الموقف والتقبل على الإسراع من تقليل وإنهاء استمرار التنمر.
  • مواجهة الوالدين بذلك نتيجة لاحتمالية كونهم سبباً من أسباب حدوث هذا التنمر، والعمل على إيجاد حل بأسرع وقت.
ما هي كيفية التعامل مع التنمر المدرسي؟
  • إلزامية اشتراك المدرسة بهذه المشكلة من أجل العمل على إيجاد حلول جيدة لمراقبة الأطفال، وأيضاً وضع بعض العقوبات التي تناسب أعمارهن، وسعيها في تعزيز العمل الجماعي بدون عنف داخل المدرسة.
  • إبلاغ المدرسة بأي مضايقات يتعرض لها الابن، والذهاب باستمرار إلى المدرسة من أجل أخذ الابن أمام زملائه.
  • العمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه لكي يتمكن من مواجهة التنمر والدفاع عن نفسه.
  • يجب على الوالدين التحدث مع ابنهم المتنمر بحذر ، وشرح له أثر التنمر الذي يقوم به على حياة وصحة الآخرين.

وسائل التعامل مع المتنمرين

أصبحت البلطجة تلعب دورا كبيرا في حياة الكثيرين بأشكالها المختلفة وبمختلف الأوقات خاصة لدى الأطفال من خلال التنمر المدرسي، والتي يتعرض فيها بعض الأطفال للمضايقات من الأطفال المتنمرين عليهم الذين هم أكثر قوة منهم؛ لذلك يجب التعامل مع هؤلاء المتنمرين بحذر، واتباع بعض النصائح لوقف مضايقاتهم المستمرة كما يلي.

عدم إظهار أنك قد شعرت بالإهانة

يساعد ذلك في جعل الشخص المتنمر على الابتعاد عنك حيث يقوم المتنمرون والبلطجية بالحصول على مكسبهم الشخصي عن طريق جرح مشاعر الأشخاص الآخرين، وإصابتهم بالضيق والحرج والحزن؛ لذلك فهم يتمادون في أفعالهن إذا تم التجاوب معهم، كما أن المتنمر يحرص دائماً على جذب الانتباه، وجرح مشاعرك حيث يجعله ذلك مستمتعاً كثيراً بما يفعله.

الشعور بقوتك الداخلية

من المعروف أن كل منا لديه قوته الداخلية التي يستطيع الاعتماد عليها، ولكن يحاول المتنمرون مضايقتك من أجل إفقادك لهذه القوة وأنك أضعف وأقل منهم بكثير؛ لذلك يجب الحذر من هؤلاء الأشخاص، وعدم التقليل بالذات، أو الشعور بأنك أضعف منهم.

كن أكثر مكراً ودهاءً

لا يكون المتنمرون والبلطجية أكثر الأشخاص ذكاءً ولا سريعي الحيلة؛ لذلك يجب استغلال ذلك لصالحك عن طريق بعض الحيل والأفكار التالية:-

  • استعمال ردود أفعال غير تقليدية، واستعمال جمل غير تقليدية وعشوائية خاصة إذا قام أحدهم بفعل شيء مزعج دون كلام حيث يتسبب ذلك في عدم اتزان الطرف الآخر وشعوره بالدهشة مما يساعد ذلك في الخروج من الموقف الذي أنت فيه.
  • الضحك على أي شيء يقولونه، ورفع صوت الضحك خاصة إذا كانت الإساءة الموجهة إليك أصعب، وبالتالي يتسبب ذلك في شعور المتنمر بالإحباط؛ نتيجة لرغبته في شعورك بالبكاء، وليس ضحكك.

الرد على الإهانة عن طريق هجوم لفظي ذكي

ويتم ذلك عادةً أثناء التجمعات كالضحك، والسخرية من الشخص المتنمر، ويعتبر الهجوم اللفظي الذكي الكابوس الأسوأ بحياة المتنمر، ولكن يجب الحرص على عدم إظهار أي اهتمام متزايد للشخص المتنمر حيث يعمل التجاهل المتزايد من رفع مستوى يأسه كما يجب اتباع بعض الخطوات التالية:-

الرد على الإهانة عن طريق هجوم لفظي ذكي
  • عدم الاستمرار في فعل ذلك الشيء كثيراً حيث قد يتسبب ذلك في ضرب المتنمر لك، ويجب التفكير جيداً في ردود جيدة ومناسبة؛ للتمكن من حرج المتنمر وقلب الطاولة عليه.
  • تجنب السخرية من المتنمر خاصة إذا كنت قد تعرضت بالفعل للهجوم الجسدي من قبل، وعدم الدخول في صراعات تعجز عن الانتصار فيها.
  • يفضل تجنبه وتجاهله وطلب المساعدة من شخص بالغ سواء بالعمل أو المدرسة أو الشرطة؛ من أجل حماية ذاتك عند الشعور باحتمالية حدوث اعتداء لك من الشخص المتنمر.

تجنب التعرض للمتنمرين

من الأفضل تجنب التعرض للأشخاص المتنمرين، أو التعامل معهم بالمدرسة، أو المواقف الاجتماعية المختلفة التي من المحتمل زيادة تواجدهم بها، والذهاب من طريق آخر إذا كانوا يسيرون بنفس الطريق الخاص بك إلى المدرسة لتفادي مواجهتهم، والحرص على التواجد مع أصدقاء لك أو جماعة أخرى، وعدم التواجد بمفردك؛ من أجل إيجاد أشخاص تدافع عنك عند تعرض هؤلاء المتنمرون بالإهانة إليك أو محاولتهم ضربك.

وفي نهاية مقالنا هذا، بعد أن تعرفنا على أن التنمر المدرسي ظاهرة يعاني منها أغلب الطلاب بالمدارس خلال عصرنا الحالي، يجب على كل من الأسرة والمدرسة والطالب التعاون سوياً من أجل معالجة التنمر والقضاء عليه.

المصادر:

بارنتس

يونيفرستي أوف ذا بيبول

يونيسيف فور إفري تشيلد

زر الذهاب إلى الأعلى