زاد التنمر في زماننا هذا بشكلٍ كبير؛ حتى ساق بعض الأشخاص إلى الانتحار، ولكن حديثنا سيكون عن التنمر عند الأطفال، فالتنمر صفة ذميمة تظهر منذ الصغر، بدايةً من مرحلة الحضانة، لذا لابد من السيطرة على هذا المتنمر الصغير قبل أن يكبر ويصبح معتدٍ ومدمر لأصدقائه وأقرب المقربين إليه.
ما هو التنمر عند الأطفال
يعني إيذاء الغير عن عمد؛ أي مع تخطيط وترقب، والإيذاء قد يكون لفظيًا بالكلام المرهق أو بالأفعال المؤذية، على كل أم وكل أب ألا يستهينوا بكلمة تنمر، فالكلمة تقع على نفس الصغير ويأخذها على قلبه ومشاعره، وهذا الحديث ينطبق على الطفل الذي تعرض للتنمر والمتنمر نفسه، فيبدأ التنمر بالمضايقة والمعايرة بالشكل الجسمي، الوضع المادي، الوضع الاجتماعي، ولكن ينتهي بالانتحار والإدمان وطريق الانحراف بأنواعه المختلفة، التنمر يدمر عقول .. أجسام .. نفسيات، لذلك علّم طفلك أن يرفض التنمر، وألا يكون متنمرًا في يومٍ من الأيام.
ما هي أنواع التنمر عند الأطفال؟
له أكثر من نوع، ولا يوجد نوع أصعب من الآخر فجميعهم مدمرين للطفل، لاحظ أي أسئلة يوجهها لك طفلك تدل على أن شخصًا ما زعزع ثقته في نفسه، كأن يسألك هل مظهري حسن؟ شكلي جميل؟ ماذا عن مستوى ذكائي؟، وفيما يلي أربعة أنواع من التنمر لتصل الصورة بشكل أكبر:
التنمر الجسمي
يشمل هذا النوع أي اعتداء جسدي على الطفل سواءً بالضرب، الوخز، الدفع بطريقة شديدة لتصل رسالة للطفل أنه يتم إهانته والاستهانة به، وإتلاف أي شيء يمتلكه كحقيبة المدرسة أو ملابسه أو أدواته.
التنمر اللفظي
من أكثر صور التنمر بين الأطفال، ويعني الإهانة بالكلام، الشتائم والألفاظ الجارحة، تشبيه الطفل بشيء غير محبب له، إطلاق أسماء عليه تهينه وتضايقه وتجعله في حالة نفسية سيئة جدًا، يكره زملائه .. يكره المدرسة .. يكره أي مكان تعرض فيه للإساءة من قبل هؤلاء الأطفال.
التنمر المجتمعي
أي استهداف الطفل من قبل مجموعة من الأطفال وليس طفلًا واحدًا، تتفق هذه المجموعة على الطفل ويطلقون الإشاعات والأكاذيب من أجل تشويه سمعته وجعله غير محبوب بين باقي الأطفال، وبالفعل يبدأ الكثير من الأطفال في النفور وعدم التعامل معه، وبهذا تتحقق أهداف المجموعة المتنمرة في إشعار الطفل أنه غير مرغوب فيه.
التنمر النفسي
يعد من أقسي أنواع التنمر، حيث أن تأثير التنمر علي الصحة النفسية للأطفال مؤلم للغايه، وفيه تستخدم ألفاظ وكلمات بنية الترهيب والتخويف والتهديد، كملاحقة الطفل، وإعداد المقالب التي تنتهي بالضحك على رد فعل الطفل أو تنتهي بالضرب والإيذاء.
صفات الطفل المتنمر
يتصف المتنمر بمجموعة من الصفات، قد يأتي في ذهنك للوهلة الأولى أنه قوي جسمانيًا أو ذكي، ولكن نفاجئك ونقول لك أنه قد يكون طفل غير ناجح وقد تجده يشتكي من إعاقة جسدية، ومن سماته أيضًا:
- يحب السيطرة والتحكم في الناس، نرجسي وكثير المدح في نفسه.
- يستمتع ويجد نفسه في شيء يسمى الإهانة، يتلذذ بإهانة الغير، ويختار بعض الأطفال الذي سيتنمر عليهم بالعديد من الطرق.
- لا يستطيع التحدث إلا بصوت عالٍ في محاولة منه أن يسيطر على انتباه وعقول المحيطين، يتحدث بصيغة الأمر ولا يقبل المناقشة أو النقد.
- كثير الكذب، يحكي قصص ومواقف لم تحدث لكي يشوه صورة زميل له، بغرض أن يحتقره الناس ولا يكترثون لأمره.
- يستخدم طرق مختلفة من أجل إرهاب الضحية وتخويفها بألا تتحدث عن أي شيء يصدر منه، وذلك باستخدام التخويف والتهديد والابتزاز.
- استخدام أسماء تضايق زميله ويناديه بها باستمرار لاسيما بالتجمعات، لجرح مشاعره وتدميره.
- الإضرار بممتلكات الطفل الآخر من خلال استخدامها أو العبث بها أو التحدث على أنها ملكه.
- يحقق السيطرة الكاملة من خلال استخدام الإيذاء الجسدي، كالضرب، اللكم، تقطيع الملابس، شد الشعر، الركل.
- يعتدي على الطرف الآخر جنسيًا ليتمم سيطرته الكاملة، وهذا من أبشع أنواع التنمر التي تدمر حياة ونفسية الطفل بالمعنى الحرفي.
عوامل اختيار الضحية للمتنمر
توجد مجموعة من الصفات المتوفرة في الضحية تجعل المتنمر يستهدفها، كالصفات الآتية:
- الاختلاف: سواء في الشكل، الجسم، الاهتمامات، الزي، الإعاقة، نسبة الذكاء فإذا كان الطفل متفوقًا فهذا يثير غيرة المتنمر.
- صغر السن والحجم: يبحث المتنمر عن الطفل الأصغر منه سواءً في السن أو في الجسم بحيث يضمن عدم مقاومته له.
- سريع الاستثارة: الذي يبكي ويصرخ ويغضب بسرعة.
- الانطوائي: أو الخجول الذي لا يفضل الجلوس وسط التجمعات، وهذا يجعل المتنمر يتمكن منه أفضل؛ مقارنةً لو كان وسط زملائه في المدرسة.
أسباب مشكلة التنمر عند الأطفال
بعدما عرضنا فكرة عامة عن التنمر عند الأطفال قد تجد أن طفلك يتصف ببعض الصفات السابقة، ولكن ما هي الأسباب التي جعلت طفلك بهذه الصورة؟ لنعرضها فيما يلي:
التلقين الأسري
تجد الكثير من الآباء يشجعون أطفالهم عندما يتحدثون بطريقة غير مهذبة مع الآخرين، ومبررهم أنهم بذلك سيصبحون قادرين على السيطرة على الغير وعدم إعطائه الفرصة لإيذائهم، وقادرون على نيل حقوقهم، يهاجمون بشدة أي شخص ينتقد أفعال الطفل؛ تجد أمًا تضحك على لفظ قاله ولدها ولا تدري أن الطفل فهم أن هذا الشيء يثير ضحك وإعجاب الغير ويبدأ في التمادي فيه.
عدم الاهتمام بالطفل
من أسباب مشكلة التنمر عند الطفل إهماله من قبل الأبوين؛ يعتقد الكثير من الآباء أن التربية تعني سد احتياجات الطفل المادية من طعام وشراب ومصاريف فقط، ينسون احتياجات الطفل النفسية .. يُهملون تقويمه .. يتعرض للأذى ويسب ولا يلقون له بالاً، يعتقدون أنما يؤدون واجباتهم على أكمل وجه، كل هذا تفسيره شيئًا واحدًا هو الإهمال وعدم الاهتمام، فيبدأ الطفل في أن يتنمر ويؤذي غيره في محاولة منه لجذب الانتباه إليه.
الإعاقة
قد تجد طفلاً يعاني من إعاقةٍ ما ولكنه يتنمر، والسبب وراء ذلك أن هذا الطفل يتم التنمر عليه، فيقوم باستخدام حيلة تسمى (التعويض) وفيها يقوم بالتنمر على غيره ليشعر بأنه أفضل وأنه واثق في نفسه؛ خاصةً أنه يجذب الانتباه إليه بصورة كبيرة.
العنصرية والعدوان في المنزل
من أولى أسباب التنمر عند الأطفال، فماذا ينتظر زوج يتنمر على زوجته ويجرحها من الطفل؟ الطفل مجرد مرآة .. تعكس .. تقلد، وإذا كانت المعاملة الشائعة في المنزل هي السخرية، التنمر، الاعتداء بالألفاظ والأفعال، يعتاد الطفل على هذه السلوكيات وتندرج تحت بند (العادي)، نعم عادي طالما يرى والده ووالدته القدوة يمارسون هذه الأفعال.
الأمراض العقلية والنفسية
إذا كان الطفل مصابًا بمرضٍ عقلي ما؛ فقد يسيء فهم قصد الآخرين ويأخذها على محمل الإهانة، وبالتالي يبدأ في التنمر كرد فعل لإهانتهم، والأمر ينطبق أيضًا إذا كان مصابًا باضطرابات الشخصية أو مرض الاكتئاب، وفي هذه الحالة على الأبوين التوجه لطبيب نفسي.
الغيرة
الغيرة عند الأطفال من أكثر الأسباب التي تؤدي لانتشار التنمر، فعلى سبيل المثال يؤذي الطفل زميل له في المدرسة لأنه يتمتع بحنان واهتمام الأم والأب وهو يفتقد ذلك، فيبدأ في التنمر به وإيذائه بالألفاظ وقد يصل الأمر لحد الضرب، وكل هذه الأفعال بمثابة حسد لزميله على ما هو عليه من اهتمام يفتقده هو.
التدني الدراسي أو الاجتماعي
إذا كان يعاني الطفل من التدني الدراسي وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب، يبدأ في إجبار زملائه لكتابة الواجب له؛ خوفًا من عقاب المدرس له أمام زملائه، وقد يعتدي ويضرب للحصول على ثمن وجبة نتيجة حاجته المالية، وقد يجبرهم على إقامة علاقات اجتماعية استبدادية معه لأنه يفتقد الجو الاجتماعي.
السلطة أو الثراء
يستخدم الطفل سلطة وقوة والديه ويتعامل مع زملائه باستعلاء وتكبر، يعتقد داخل نفسه أنه الأفضل والأحسن ويبدأ في التنمر بكل من لا يعترف بذلك، ولا يمارس التنمر فقط على زملائه بل على المعلمين والمسئولين أيضًا.
العنف في الألعاب والإعلام
تحتوي كثير من أنواع الكارتون على العنف والضرب كنوع من أنواع التسلية، مثل كارتون توم وجيري الذي يحتوي معظمه على المقالب، لا يفرق الطفل في عمره الصغير بين الحقيقة والخيال لذا يترسخ في ذهنه أن هذا هو العادي ويبدأ في ممارسته، والأمر ينطبق أيضًا على برامج المصارعة الحرة.
مصير ومستقبل الطفل المتنمر
إذا علمت أن طفلك متنمر ولم تتخذ الموضوع على محمل الجد لا تشتكي عندما يكبر ويسلك طريقًا من الطرق الآتية:
- إدمان المخدرات والكحوليات.
- ممارسة الجنس في وقت مبكر.
- الشجار والضرب والاعتداءات على الغير، والهروب من المدرسة، الفشل الدراسي.
- مخالفة قواعد المرور، وممارسة أعمال إجرامية.
- زوج يتنمر ويهين زوجته وأولاده، إنجاب أطفال متنمرين مخربين في المجتمع.
درجات التنمر
للتنمر درجات فقد يكون ولدك غير مشاركًا في السلوك المتنمر لكنه في نفس الوقت لا يحاول الدفاع عن الضحية، والدرجات كالتالي:
- الدرجة الأولى والأصعب هي أن يكون طفلك هو المتنمر أي هو القائد.
- وراءه جماعة تشجعه وتدفعه للتنمر والأذية، أي جماعة متنمرة.
- الزملاء المستمتعين برؤية مشهد التنمر والضحية التي تعاني.
- الزملاء الذين لا يكترثون لأمر التنمر، ويشاهدون مشاهد التنمر ولا يلقون لها بالاً وسلبيين للغاية.
- الأطفال الذين يكرهون التنمر والإهانة من داخلهم ولكن لا يستطيعون المبادرة والتصدي للأمر، وفي ذلك خوفًا من أن يكونوا هم المتنمَر عليهم التاليين.
- وأخيرًا الأطفال الشجعان الذين يرفضون التنمر ويواجهون المؤذي، أي هم الزملاء الإيجابيين.
كيف تكتشف تعرض طفلك للتنمر؟
بعدما علمت ما هو التنمر عند الأطفال وما أضراره الخطيرة، إليك العلامات التي تخبرك أن طفلك تعرض للتنمر:
- عدم رغبة الطفل في الاختلاط، وظهور السلوك الانطوائي فجأةً.
- كراهية المدرسة وتصنع المرض والتعب، وإذا أجبرته على الذهاب يهرب من المدرسة.
- عندما تأتي سيرة المدرسة تلاحظ عليه الخوف والدموع.
- تدني التحصيل الدراسي، وذلك بسبب مشاعر الخوف والتوتر والقلق التي تؤثر على تركيزه وانتباهه.
- تلاحظ آثار ضرب وكدمات يحاول أن يخفيها بيده أو بملابسه.
- اضطرابات في الأكل بحيث لا يرغب في تناول الطعام، مما يؤدي إلى نقص وزنه بشكل سريع.
- تدني تقدير الذات فتجد طفلك لا يثق في نفسه، ويظهر ذلك من خلال حديثه.
- اضطرابات في النوم والمعاناة من الكوابيس التي تدور معظمها حول المدرسة والزميل المتنمر والضرب، ويؤدي ذلك إلى التبول في الفراش.
- يبدأ الطفل في التحدث بتشاؤم وسرد الأفكار الانتحارية، وعليك في هذه اللحظة أن تأخذه لطبيب نفسي لأنه بهذا يفكر في طريقة لينهي حياته التعيسة.
ما هو علاج التنمر عند الأطفال؟
ماذا عليك أن تفعل إذا لاحظت على طفلك أي من العلامات السابقة الدالة على أنه تعرض للتنمر؟ مبدئيًا علم طفلك أن المتنمر لا يريد إلا السيطرة عليه وإيذائه، وفيما يلي مجموعة من النقاط التي تساعد طفلك على التخلص من التنمر:
الحديث عن التنمر
إذا كان لك تجربة مع التنمر فتحدث عنها أمامه، وإذا كان هناك فرد من العائلة تعرض لهذه التجربة أيضًا فليتحدث عنها، كافئ طفلك إذا صرح لك أنه تعرض للتنمر وبيّن له كم هو شجاع وقادر على تخطي هذه التجربة، وتوجه إلى المدرسة لتعرف ما الإجراءات التي يتخذونها في مثل هذه الحالات.
تخلص من السبب
قد يتعرض المتنمر للطفل بسبب للعب أو المقتنيات الخاصة به بالمدرسة، أو النقود التي يشتري بها الغذاء والحلوى، فتحدث مع الطفل بطريقة هادئة وحاول إقناعه أن يترك ألعابه وأدواته في البيت ليتخلص من المتنمر.
الانضمام للجماعة
يصعب التنمر بالطفل وهو في جمع من الزملاء أي يصعب استهدافه، فشجع طفلك أن يتواجد دائمًا في تجمعات خاصةً في الأماكن التي ينتظره فيها المتنمر.
التظاهر بالهدوء
علمه أن الهدوء وعدم الاكتراث للتلميحات أو الشتائم هي الطرق التي تحميه من المتنمر، وأن الغضب وسرعة الاستثارة والبكاء هو المفتاح الذي يجعله يواصل تنمره.
التدريب على المشي بثقة
يختار المتنمر الطفل الضعيف أو غير الواثق في نفسه، أو الذي يعتقد أنه غير قادر على مقاومته، لذا علمه أن يمشي باستقامة .. رافعًا رأسه .. كتفه إلى الوراء .. ناظرًا في عين المتنمر.
لا تجعل المتنمر ينجح في تقليل ثقة ابنك بنفسه
نذكر لك طريقة ممتازة لمواجهة التنمر عند الأطفال، وهي أن تعلم طفلك أن يفكر في أي شيء إيجابي عن نفسه، عندما يبدأ المتنمر في قول أي شيء يسبب عدم ثقة الطفل بنفسه.
علّمه ألا يكافئ المتنمر بالدموع
يستمتع المتنمر عندما يرى دموع الضحية ويشعر أنه حقق هدفه، فعلمه كيف يواجه، على سبيل المثال إذا قال المتنمر للطفل يا سمين، فعليه أن ينظر في عينيه ويقول له أعلم ذلك وسأمارس الرياضة ثم يمشي من أمامه بثقة.
الضحك وقت التهديد
فالضحك والفكاهة يقلل من الخوف بشكلٍ كبير ويعطي انطباع للمتنمر بعدم الخوف، فعلى الطفل أن يضحك على تهديدات وشتائم المتنمر.
التصرف الحكيم
إذا كان الهدف من التنمر هو أخذ الواجب المنزلي، وبدأ المتنمر في الهجوم على الطفل، فعلمه أن يعطي له الواجب ثم يخبر المعلم أو أي مسئول في المدرسة عما حدث.
التوقف عن توقع سوء المعاملة
على الطفل وهو يمشي بجانب جمعٍ من الزملاء أن يتوقع المعاملة الحسنة منهم، وأن يعاملهم كما يحب أن يعاملون، وأن يكون إيجابي ولا يقبل التنمر على أي زميل له في المدرسة وبهذا يكون قد كون علاقة اجتماعية جيدة ويحمي نفسه من التنمر.
لا تعاقبه إذا تعرض للتنمر
فهذا يدفعه أن يكذب عليكِ خوفًا من عقابك وإهانتك، وإذا لم تنجح في حمايته من التنمر الجأ لطبيب أو أخصائي نفسي.
دور الآباء تجاه التنمر
قد تُفاجأ الأم عندما تذهب إلى المدرسة وتعرف أن ابنها متنمر ويعتدي على زملائه سواء لفظيًا أو جسديًا، الأمر لا يُستهان به بالمرة ولابد من التدخل لوقف هذه السلوكيات، وذلك للسيطرة على الطفل قبل أن يسلُك السلوك الإجرامي عندما يبلغ، لذا نعطيكِ خطة يمكنك السير عليها لإنقاذ الموقت:
التحلي بالهدوء
قد تواجه شكاوى عديدة من الزملاء والمدرسين وإدارة المدرسة، لا تغضب ولا تُستفز ولا تأخذ المسألة على محمل أنهم يرون طفلك أنه غير مهذب بل تحلى بالهدوء وعِدهم بأن الأمر سيكون على ما يُرام؟
تأكد من أن طفلك لا يعاني من أي مشكلة نفسية
تحدثنا في هذه النقطة بالتفصيل في السطور السابقة، فعليك أن تتبع مراحل النمو النفسي للطفل والتأكد من عدم وجود خلل في سلوكة يرجع لإصابته بإعاقة عقلية معينة أو بضعف في قدرته على تكوين علاقات اجتماعية جيدة، وللتأكد من ذلك يمكنك الذهاب إلى طبيب نفسي ليوضح لك الأمر بشكل أفضل؛ وبالتالي تسلك الطريق الصحيح في تحسين سلوك طفلك.
استمع إلى المُشتكي واستمع لطفلك
أي اعقد مقارنة بينهما، وهنا يمكنك أن تحدد إذا كان ما يصدر من طفلك فعل أم رد فعل، قد يكون الطفل مظلوم وهو من يتعرض للتنمر والإساءة ويبدأ في ردها، وهنا عليك أيضًا أن توضح له كيف يتعامل مع من يتنمر عليه بحيث لا تتأثر نفسيته.
اشرح لطفلك مدى ضرر ما يفعله
علمه أن من يفعله يؤذي زميله نفسيًا وجسديًا ويجعله يبكي، علمه أن يضع نفسه مكان زميله الذي تنمر عليه واجعله يصف لك شعوره، هذه الطريقة فعالة جدًا وتعتبر من أهم طرق علاج ظاهرة التنمر عند الأطفال، وحينها يمكنك أن تطلب منه أن يعتذر لزميله ولا يتردد للحظة، وضح له أن هذا السلوك سيجعله وحيد .. غير مرغوب فيه .. يبتعد الجميع عنه .. لا يستطيع أن يكون صداقة مع أي شخص.
كن حازمًا مع طفلك
طريقة الكلام هي التي تحدد كم أن هذا السلوك خطير ومؤذٍ لذا كن صارمًا، قل له أن إذا تكرر هذا السلوك مرة ثانية فسيترتب عليه كذا وكذا وكذا، ولكن عليك إتباع طرق عقاب الأطفال الصحيحة نفسياً واجعلها بعيده عن احتياجاته الأساسية؛ أي بعيدًا عن طعامه وشرابه وملابسه ومصروفه، وليكن العقاب مثلاً أنك ستتجنب الحديث معه إذا صدر منه أي تنمر لطفل آخر، أو لن تشتري له الهدية أو اللعبة التي وعدته بها سابقًا.
كن قدوة له
كيف تنصح طفلك بأن يتوقف عن السلوك المتنمر وأنت تفعل ما تنهاه عنه، لا تنتظر أن يهتم بحديثك ولا تتفاجأ عندما يفعل ذلك أيضًا، ابتعد عن سرد القصص العنيفة والمسيئة أمامه، لا تتحدث عن أي شخص أمام الطفل بشكل حاد، لا تنتقد مظهر أو جسد أو الوضع المادي أو الاجتماعي لأي شخص أمامه بل كن قدوة يُحتذى بها.
امدحه حين يتعاطف مع غيره
لا تجعل حديثك عبارة عن أمرٍ ونهي طوال الوقت، ولا تتخذ التهديد والوعيد أسلوبك في النصح، بل امدحه وعزز سلوكه الحسن، اشتري له هدية .. كافأه .. قل له كلمات تحفزه على أن يمارس السلوك الحسن مع الآخرين.
استشر طبيبًا نفسيًا
إذا استخدمت جميع الطرق السابقة ولم ترى أي تحسن في سلوك الطفل، اتجه إلى طبيب نفسي أو إخصائي نفسي، فقد يكون هناك سبب آخر لا تعرفه.
وأخيرًا وصلنا إلى نهاية المقال بعدما وضحنا ما هو التنمر عند الأطفال، وكيفية مواجهته، وكيفية علاج الضحية والمتنمر نفسه، ونود أن نقول لكل أب وكل أم أن لا تهمل هذه المشكلة ولا تقلل من حجمها الطبيعي، فالتنمر مرض تفشى في عصرنا هذا بشكل كبير، لذا عليك بحصين طفلك بالثقة بالنفس وعدم السماح لأي شخص بأن يهينه أو يحط من شأنه.