الخوف عند الأطفال | ما هي الأسباب وطرق العلاج الطبي والقرآني
إذا سألت الأم عما يشغلها في هذه الحياة تجد الإجابة هي أولادي، وتريد الدفاع عنهم والتخلص من مشكلة الخوف عند الأطفال التي تهاجمهم في أحلامهم، وتعيق تعاملهم مع الآخرين، ولذلك قررنا أن نخبرك خلال تلك السطور عن الأشياء التي تخيفهم سواء كانوا أطفالاً أو رضعاً، ونتيجة هذا الخوف، وهل له علاقة بالتبول والمشي أم لا؟، وطرق مختلفة تعالج هذه المشكلة، وأيضاً القضاء على هذا الذعر بالقرآن الكريم، فهيا بنا لمنح أطفالنا الأمان فهذا هو دورنا في الحياة.
الخوف عند الأطفال
بعد أن يخرج الطفل للعالم الخارجي يكون لنفسه عالم افتراضي مكون من الأب والأم وإخوته إن وجد، ولهذا إذا جاء الضيوف يهرب إلى أمه أو إلى غرفته، لأنه يراهم دخلاء على عالمه، كما أنه قد يألف بعض الحيوانات ويخاف من الأخرى وهذا حسب ما تعود عليه في المنزل، فترى أبناء الريف يرون الماعز ولا يبكون منها، أما أطفال المدينة فقد يصابون بالخوف إذا اقترب منهم هذا الحيوان، وخلاصة قولنا هذا أنه من الطبيعي أن يخاف الطفل من المجهول، ومن أي شيء يدخل فجأة في عالمه، الذي يهدد أمنه من وجهة نظره.
المقلق فعلاً أن يؤثر هذا الخوف على سلوكيات الطفل، وأن يجعله رافضاً للتعامل من الآخرين في المنزل وخارجه، ومن ثَم يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويكون طفلاً انطوائياً، كما أن هذا يجعله عديم الشخصية، وكل هذه الأمور سوف نلقي الضوء عليها، حتى تتصرفي سيدتي بسرعة، وتكوني قد أديت مهمتك على أكمل وجه.
أسباب الخوف عند الأطفال
يقال في الأمثال العربية “إذا عُرف السبب بطل العجب”، أي أنه يجب أن تعرفي أولاً ما هي الأشياء التي تسبب الخوف الزائد عند الأطفال، ومن ثم تتعاملين معها، وذلك لأن الخوف قد يبدأ طبيعي فمن منا لا يخاف، ولكن المشكلة في تطور الحالة والوصول إلى درجة مرض الفوبيا، ولكن دعينا أولاً نخبرك بأسباب الخوف لدى الأطفال، وبعدها نخبرك بالفرق بين الفوبيا والخوف الطبيعي:
الخوف المبالغ فيه على الطفل
نقدر ذلك سيدتي أن خوفك على الطفل نابع من عاطفة الأمومة، ولكن هذا يضر الطفل، فإذا لم يسمع منك سوى كلمات الإنذار مثل خذ حذركَ، لا تخرج من الغرفة مخافة أن تصطدم بالحائط، ولا تلعب مع غيرك حتى لا يسبب لكَ جرحاً، فهذا حتماً سيصيب الطفل بالتوتر وزيادة نسبة الخوف عنده، ففي الواقع هو يكتشف العالم الذي لم يعهده، ما بالك بتلك الكلمات التي تشكل له صورة في ذهنه بأن الخارج عبارة عن وحش مخيف.
قلة ثقة الطفل
عليك سيدتي أن تهتمي بثقة الطفل، فيجب أن يعتمد على نفسه، وتدعيه يتحمل نتيجة خياره، لا ريب أنك تقولين الآن كيف لطفل لا يتعدى ثلاث سنوات أن يتحمل المسؤولية؟، نعم! على سبيل المثال قد يرغب طفلك في شراء لعبة، أخبريه أولاً أن عليه الادخار من مصروفة حتى يجمع ثمنها وبعدها خذيه معك للمتجر، ودعيه يشتري ما يريد بنفسه، هذا من شأنه أن يُكسبه الثقة ويلغي عدم ثقة الطفل بنفسه، وأيضاً إذا كان أكبر من أخيه الصغير، أوكلي له مهمة الحفاظ عليه، ولا ترفعي صوتك أبداً إذا فعل شيئاً خاطئاً.
سوء التعامل مع الطفل
بالتأكيد ضغوطات الحياة تؤثر علينا سلباً، ولكن هذا ليس سبباً للصياح في وجه الطفل، فهذا أيضاً سبب من أسباب الخوف لديه، كما أن كثرة التهديد والوعيد إذا ارتكب خطأً ما تفقده الثقة بالنفس وكذلك قد يكون الخوف ناتج عن أثار الضرب علي الطفل، ويجب أن لا نزيح عن بالنا بأن المستكشف الصغير لا يريد أن يدمر شيئاً، فقط هو يفعل هذا من باب إشباع الفضول عنده، فإذا نهرناه فسوف يخاف لأنه لا يعلم سبب هذا النهر، وإذا فعل شيئًا خاطئاً فالعقاب يجب ألا يكون مبالغاً فيه، وأيضاً لا بد أن تخبريه بسبب هذا العقاب، أو بمعنى آخر يجب أن تتعاملي مع عقل الطفل.
تأثر الطفل بخوف أمه
يقال دائماً أن الطفل مرآة أمه وأبيه، فهو دائماً ينقل ويقلد تصرفاتهما، ولذلك ينصح الأطباء النفسيون أن تتصرفي بشكل لائق، وأن لا تتشاجري مع زوجك أمامه، فالطفل أداة جيدة التخزين وتحفظ ما يدور حولها بسهولة وبسرعة شديدة، هذا معناه أنه أيضاً يلتقط رد فعلك إذا رأيت شيئاً ما، فلنفترض أنك وجدت فأراً في المنزل فإذا صرخت فسوف يكون هذا هو رد فعله عند رؤية هذا الكائن مرة أخرى.
الفرق بين الخوف والفوبيا لدى الأطفال
كل الأسباب التي ذكرناها عن الخوف عند الطفل طبيعية، تحدث للأطفال بسبب قلة خبرة الأم، وقد تتطور حالة الطفل إلى الفوبيا، وهذا إذا تعاملت مع مشاكله باستهانة، ولم تحاولي أن تجدي معه الحل الأمثل، وهناك فرق بين الخوف الطبيعي والفوبيا، فالخوف الطبيعي يصيب الطفل في أول سنة من عمره نحو الأشياء التي لم يألفها من قبل، مثل الخوف من الغرباء والحيوانات ووسائل المواصلات وغيرها، هذا نتيجة شعوره بالخطر وعدم الأمان، وينتهي الخوف مجرد أن يألفه ويذهب عنه الشعور بغرابته.الفوبيا عكس ذلك، فهو شعور يلازم الطفل فترة طويلة في حياته، وفي أي مكان وتحت أي ظرف، وتحدث له إذا لم تتخلصي من مخاوفه في بداية الأمر، وهناك علامات تخبرك بأن الطفل يعاني من فوبيا تجاه شيء ما وهي:
- شدة عرق الطفل عند رؤية ما يخيفه.
- سوف تلاحظين رعشة في جسده.
- قد يتقيأ أيضاً إذا تعرض لما يخاف منه فجأة.
- زيادة سرعة نبضات القلب.
مظاهر الخوف عند الأطفال
هنا سوف نبين لكِ سيدتي أنواع الخوف عند الأطفال ومظاهرها المختلفة، والتي تختلف من طفل لآخر، كما أن صوره تختلف باختلاف المرحلة العمرية، وهو أمر بالتأكيد يهمك، إذ أنها تعتبر العلامة الظاهرة التي تبين أن طفلكِ يواجه مشكلة معينة تجاه ما سنقوله فوراً، وأيضاً سنقول لكِ العلاج المناسب لكل مظهر منها، فتمَعّني معنا النظر:
الأصوات العالية
ربما قد لاحظتِ سيدتي أن الصوت العالي يفزع منه طفلكِ، مثلاً قد يهرع إذا خُبط الباب فجأة أو سمع صوت مخيف كالرعد مثلاً أو صوت سيارة أو سمع أحد الأشخاص يتشاجر مع الآخر، وغيرها من الأصوات المزعجة، ونتيجة لذلك فهو يبكي كثيراً أو يجري بسرعة ليختبئ بين ضلوعك، ولحل هذه المشكلة عليك اتباع علاج التعود، ومعناه أن تُعرضي الطفل لدرجة صوت معينة لمدة أسبوع، وبعدها ترفعي الدرجة بالتدريج، حتى الوصول إلى الدرجة التي يخاف منها الطفل، وفي غضون ثلاث أسابيع تقريباً سوف تلاحظين الفرق.
الخوف من الغرباء
هذه الصورة تجدينها تحديداً عند دخول الطفل المرحلة الدراسية، وهذا لأن هذه هي المرة الأولى التي تتركينه فيها وتغادرين، وفجأة يجد نفسه وحيداً وسط أناس لا يعرفهم، وبعد أن يتأقلم مع الوضع يواجه مشكلة أخرى وهي التنمر من أصحابه، بالإضافة إلى خوفه من عقاب المعلم، كلها أسباب تجعله يخاف من التعامل مع الآخرين، ونتيجة ذلك يكون البكاء يومياً ورفضه الذهاب إلى المدرسة.
الخوف من الوحدة والظلام
الخوف من الوحدة والظلام أمر طبيعي، لا يصيب الصغار فقط بل أنه يصيب الكبار أيضاً، ولكن إذا تعلق الأمر بالصغير فالوضع يكون أصعب، فكثير من السيدات تجبر طفلها على النوم في غرفته مع إخوته، ولكن بالنسبة له هذا ليس حلاً، فهو لن يشعر بالأمان إلا إذا نام بجوار أمه، كما أن عقله في هذه المرحلة يوهمه بوجود أشباح تحت السرير، ودورك هو السماع له ومحاولة التخلص من هذه الأفكار، بأن تسأليه عن السبب الحقيقي الذي يخيفه، وبعدها اجلسي معه في غرفته حتى ينام، ويفضل أن تسردي عليه قصة مسلية وممتعة مع طفي النور، ثم كرري ما سبق ولكن خارج الغرفة حتى يعتاد النوم بمفرده.
أعراض الخوف عند الأطفال
بعد أن عرفت سيدتي الأسباب الفعلية التي تصيب الطفل بالذعر ومظاهرها، لا ريب أنك تتطلعين لمعرفة الأعراض التي تظهر على الصغير إذا هاب شيئاً ما، وهذه الأعراض تكون لكِ بمثابة إشارة توضح هل خوف الطفل أمراً عادياً، أم أنه أمر مقلق ويحتاج للعرض على الطبيب المتخصص في علم النفس، فقط عليك ملاحظة رد فعل الصغير، حيث أن للخوف درجات، فهيا لنعرفها سوياً:
- نبضات القلب، لاحظي سرعة نبض قلب طفلك عند تعرضه لما يخيفه.
- شدة التعرق وارتجاف الجسم.
- شعوره بضيق في التنفس وألم في الصدر.
- قد يشعر الطفل بألم في المعدة والدوخة التي تصل إلى الإغماء.
علاج الفجعة عند الأطفال بالقرآن
من رحمة الله تعالى أن جعل ذكره سهلاً على ألسنتنا، وجعل لنا القرآن ليأنس وحشتنا، كما أنه شفاء لما في الصدور، فقد قال الله تعالى عن القرآن الكريم “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”، أي أن الأمراض التي تصيبنا، يوجد لها علاج في القرآن الكريم، فما رأيك أن تأخذي بالآية الكريمة، وتحفظي معنا بعضاً من آيات من القرآن وعلميها لطفلك حتى يتخلص من مخاوفه وهي:
- المعوذتين وهما سورتا الفلق والناس.
- قوله تعالى “ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين”.
- قال تعالى “هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم”.
- قوله تعالى ” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً”.
علاج الخوف عند الأطفال الرضع
يعتبر الخوف عند الرضع أصعب من الخوف عند الطفل الذي يزيد عمره عن ثلاث سنوات، إذ أنه لا يستطيع أن يعبر عن خوفه بأي طريقة سوى البكاء، والذي غالباً ما يكون بسبب الظلام ورؤية كوابيس مزعجة عند النوم، وأيضاً بسبب الابتعاد عن أمه أو رؤية حيوانات أو أشخاص غريبة، وهناك طرق مختلفة وبسيطة تعالج هذه المشكلة، إذ أنها أقل خطورة من الخوف لدى الطفل الكبير، فقط عليك احتضانه عند البكاء، وتمرير يدك على ظهره إذا استمر صراخه أثناء النوم دون أن يستيقظ.
علاج الخوف عند الأطفال بالأعشاب
من حرصك الشديد سيدتي على مصلحة طفلك، قررنا أن نقدم لكِ العلاج بالأعشاب التي تساهم في تهدئة روع الأطفال وتساعدهم على الاسترخاء، بالإضافة إلى تقليل الضغط والتوتر، وكما هو معهود من الأعشاب أنها مفيدة جداً ومتعددة الاستخدام، ولا تسبب أي عرض جانبي، والأطباء دائماً يوصون بها، فهيا بنا لنغتنم الفرصة، ونتعرف على الأعشاب المناسبة لهذه المشكلة:
النعناع
أثبت مشروب النعناع فاعليته في القضاء على الضغط النفسي والتوتر، كما أنه يهدئ ألم البطن والمغص وقد ذكرنا سابقاً أن هذه هي أعراض الخوف لدى الصغار، وهذا بسبب الزيوت العطرية الموجودة به؛ ولهذا ننصحك بأن تحضري لطفلكِ كوباً يومياً، ويمكن تحليته بالعسل الأبيض (النحل) أو بالسكر، ولا تخافي فهذا المشروب لذيذ ولن يرفضه الطفل.
الليمون
اشتهر الليمون بأنه مشروب يهدئ الأعصاب، كثيرًا ما نجد في المشاهد التليفزيونية أن الشخص المنهار في العمل الدرامي يطلبون لها كوباً من الليمون، فهو يزيل الضغط النفسي، ويمنح الجسم الانتعاش والحيوية، كما أنه يعالج الاكتئاب والخوف، ويمكن استخدام طريقة غلي قشر الليمون، وجعل الطفل يستنشق البخار المتطاير، أو شرب كوباً بارداً منه.
هل الخوف يسبب التبول عند الأطفال؟
كثرة التبول أمر يرهق الأم ويزعجها ولهذا توجه له الإهانة يومياً، ولكن هل تعرفين سيدتي أن تبول طفلك أمر غير إرادي؟، فهو أحد أعراض الخوف، ويصل لها الطفل إذا زاد الضغط عليه، وحينها أيضاً تلاحظين أن الصغير أصبح أكثر عنفاً، وقلت رغبته في التعامل مع الآخرين، مع ضعف التركيز وأكل أظافره، ولكن كل مشكلة ولها حل، ويجب أن تعالجيها أولاً قبل أن تنهري الطفل.
تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف
إذا تأخر الأمير الصغير في المشي فهذا قد يرجع سببه إلى نقص الكالسيوم والحديد من الجسم، ولكن المفاجأة أن هذا ليس السبب الوحيد في ذلك، فالخوف أيضاً يعيق حركته، والتعود على السير، وهذا بسبب خوفه من السقوط، أو التعرض لأي أذي، وقد ذكرنا ذلك في العوامل المسببة لخوف الصغير، ومن الطبيعي أن يحاول الطفل المشي في الشهر الثامن بمساعدة أمه وبعدها بالاستناد على أثاث المنزل، وبالتدريج يمشي بدون مساعدة، وقد يمنعه الخوف من هذا التطور، لذا عليك ألا تحبسي ابنك في غرفة واحدة للعب، دعيه يتجول في المنزل بحرية، وبدون خوف لا فائدة منه.
نصائح للأم للتخلص من الخوف عند الأطفال
بعد أن تضعي يدك على السبب الحقيقي لخوف الطفل، تصبحين أنت الطبيبة له في هذا الوقت، ونصيحتنا الأساسية قبل الخوض في العلاج الفعلي لمشكلة الخوف عند الأطفال هي احتوائهم، فمهما كان حجم انشغالك في هذه الدنيا عليك أن تقتصِ منه وقتاً تقضيه بين أولادك، فلا بديل للأم مهما كان حولهم من أشخاص يهتمون بهم، فالعاطفة التي خلقكِ الله عليها لن يجدوها في أحدٍ غيركِ، وإليك بعض النصائح لعلاج مخاوف أطفالك:
احتواء الطفل
الخطأ الذي يقع فيه الأبوين هو عدم الاهتمام بسماع مشاكل أبنائهم، مهما كان قول طفلك تافهاً، فيجب أن تأخذيه بمحملٍ من الجد، فالطفل لا يجيد طريقة التكلم، هو فقط يصف لكِ شعوره على قدر عقله، واعلمي أن كلامه هذا هو الذي يبين لكِ سبب تخوفه، ولذلك عليكِ أن تسأليه مثلاً عن سبب الخوف، فقد يقول لكِ أنني أشعر بشيء ما يتحرك في الغرفة، أو أنه يخاف من الظلام، وحينها تخلصي من المشكلة بالتدريج.
احترام مخاوف الطفل
لا تستهيني أبداً بمخاوف الأطفال، وإذا أبديت له أنك غير مهتمة، أو سخرتي من مخاوفه، فسوف تخلقين منه شخصًا انطوائيًا، ولا تنسي أبداً أنك تمثلين العالم بالنسبة له والجيش الذي يحتمي به في هذه الدنيا، فإذا كانت مخاوفه مثلاً من القطة فلا تصفيه بأنه لا يزال صغيراً، فقط حاولي أن تحكي له قصص عنها، أو تجعليه يشاهد أفلام كرتون تكون فيه القطة بطلة وجميلة الشكل، واحذري أن يصطدم بها فجأة، فالعواقب غير محمودة، وقد تصل إلى مرض الفوبيا.
التحلي بالصبر
إن علاج الخوف عند الأطفال طويلاً وسوف يستغرق وقتاً لا يقل عن ثلاثة أسابيع، فاستمعي جيداً للطفل، وانتظري حتى ينتهي تماماً، وبعدها استخدمي طريقة سرد القصص، وذلك في حالة أنه يخاف من النوم منفرداً، أو مساعدته في إنجاز الواجب المنزلي حتى لا يعاقبه المعلم، ولا تنهرينه أبداً مهما كان مستوى الخطأ الذي ارتكبه، ودائماً أشركيه معك في القرارات، وأوكلي له مهمات تشعره بأنه على قدر من المسؤولية.
متى تذهبي بطفلك للطبيب النفسي؟
كثير من الأمهات تستحي أن تصطحب طفلها إلى الطبيب النفسي؛ وذلك مخافة أن يقال عنه أنه معاق أو مجنون، ولكن هذا المفهوم خاطئ وقد ورثناه عن آبائنا، أما الآن فالطبيب النفسي يساعدك في التخلص من المشاكل النفسية للطفل ويساعدك في دعم النمو النفسي للطفل، ولكنه يظل الحل الأخير، بعد فشل كل المحاولات في علاجه بالمنزل، وإليك العلامات التي تعجل من ضرورة اصطحاب الطفل إلى الطبيب، وهي:
محاولة الطفل إيذاء نفسه
الطفل شديد الذكاء والحرص على ألا يؤذي نفسه، ولكن عند زيادة الضغط عليه والتنمر، واتهامه مراراً وتكراراً أنه فاشل أو أنه لا يزال صغيراً بسبب خوفه، يدفعه للخوض في تجربة هو يهابها، ويعلم تماماً أنها سوف تضره؛ حتى يثبت للجميع أنه يستطيع، وقد يستغل هذه المخاطرة أيضاً في لفت نظركِ أو نظر أبيه، وهذا إذا شعر بعدم الاهتمام منكما، أو استعطافكما ليصرف نظركما عن العقاب الذي يخاف منه.
الاهتمام الزائد بالطفل يؤدي إلى التشاجر مع إخوته
نحن هنا نقول لكِ لا تهتمي بطفلك، نعلم تماماً أنكِ تقولين الآن أهتم به أم لا أهتم به؟، دعنا نشرح لكِ هذه النقطة، طبيعة الأم أنها تشعر بألم ابنها أكثر منه، هذا يحركها دائماً للخوف عليه من أي خطر، وبين إخوته يشعر أن الاهتمام به وحده وقد يضايقه الأمر، فمثلاً قد يطلب منك أبنائك الذهاب إلى المنتزه، فتأذني لهم جميعاً عدا واحدٍ منهم، بسبب خوفكِ عليه، وبالتالي يغضب ويشعر أنه مختلف عن الآخرين، وقد يؤدي هذا إلى تشاجره مع إخوته.
عدم القدرة على حل مشكلة الخوف على الأطفال
إذا تتبعت سيدتي كل سبل العلاج الممكنة لحل مشكلة الخوف لدى الطفل، ولم تصلي إلى أي نتيجة، يجب وقتها أن تتركي الأمر لطبيب نفسي، وذلك لأنك إذا استمريت معه بهذه الطريقة، سوف تتعصبين عليه، وتوجهي له السباب والإهانة، وهذا قد يعقد المشكلة أكثر، ويمكنك الذهاب إلى الأخصائية الاجتماعية في المدرسة، واطلبي منها مساعدك بأن توجهك لطبيب نفسي مناسب، فهي بالتأكيد لها علاقة بأطباء هذا المجال.
الخاتمة
هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا الذي ألقينا فيه الضوء على مشكلة الخوف عند الأطفال والرضع، وعرفت معنا أن الأسرة لها دور كبير في هذه المشكلة وأيضاً في حلها، ولا ريب أن الحمل كله واقع على الأم، فهي عالم أبنائها الذي يحتمون فيه، وأيضاً قدما لكِ العلاج المناسب لهذه المشكلة بالقرآن والأعشاب والتعامل النفسي معه، ولم نهمل أبداً الأعراض المسببة لهذا الخوف ومظاهره، والوقت المناسب لزيارة الطبيب النفسي، وننصحك بقراءة المقال مرة أخرى للاستفادة الكاملة.