الرضاعة

الرضاعة الليلية l دليل شامل حول الفوائد والأضرار وطرق الفطام منها

أنتِ الآن أم جديدة وبكل تأكيد لا تعرفين شيئًا عن طفلك في أيامه الأولى، وأول الأمور المهمة التي تقومين بها منذ لحظة وجوده في الحياة هو إرضاعه، وتتساءلين عن أفضل الأوقات لها، الليل أم بالنهار، ورغم استيقاظك مرات عديدة بالليل سواء لجوع الرضيع أو ربما يشعر بالخوف ويحتاج لأمانك إلا أن أفضل رضاعة هي الرضاعة الليلية، ففوائدها لا حصر لها، ورغم ذلك أيضًا لها أضرار إلا أنه لا قيمة لها بجانب الفوائد خصوصًا لو أن الأم اتبعت الطرق الصحيحة عند إرضاع صغيرها ليلًا، وسنوضح لكم بالتفصيل فوائدها وأضرارها، بالإضافة إلى طريقة الفطام منها. تابعي معنا وتعرفي بنفسك.

الرضاعة الطبيعية

هي عملية تقوم فيها الأم بتغذية رضيعها عن طريق الحليب الذي ينتجه ثديها، ويقوم الرضيع بمصه، وللعلم أنها فطرية، وتستمر من الولادة إلى سن سنتين أي حتى فطامه، وحليب الأم هذا يحتوي على الكثير من المواد الغذائية التي يحتاجها الرضيع في بداية حياته، ويتكون حليب الأم من العناصر التالية:

  • 87.5% ماء.
  • 7% سكريات.
  • 4% دهنيات.
  • 1% بروتين.
  • 0.5% مغذيات دقيقة.

والرضاعة الليلية هي إعطاء الأم للحليب فترة الليل، وهي أكثر إفادة بكثير من وقت النهار، يكفي أن الطفل يشعر بحنان والدته وهي بداخل حضنها، وقد يلجأ الرضيع إليها بشكل أساسي لكي ينام ولا يستيقظ كثيرًا أثناء الليل، كما أن الرضاعة الطبيعية بالليل تمنحكِ أنت كأم العديد من الفوائد سنوافيكِ بها في سطورنا التالية.

فوائد الرضاعة الليلية للرضيع

فوائد الرضاعة الليلية لا تعود بالنفع على الرضيع فقط، وإنما فوائدها تشمل الأم أيضًا، خصوصًا أن لبن الأم في الفترة الأولى يخضع لسياسة العرض والطلب، لهذا إذا طالبت ثديك بإفراز المزيد من الحليب وبالأخص باليل فإنه ينتج لطفلك أكثر وأكثر، ونذكر لكِ فوائدها كالتالي:

تهيئة الرضيع للنوم ليلًا

على عكس الشائعات الموجودة فإن الرضاعة الطبيعية تحفز الرضيع على النوم الهادئ طوال الليل حتى وإن لم يطول نومه فإنها تجعله ينام الوقت بأريحية وبالتالي تنمو وتتطور أجزاء جسمه بشكل صحيح، كما أن النوم ليلًا بعد الرضاعة في أحضانك يجعله يشعر بالراحة والطمأنينة بسبب وجودك بجواره وتقومين بإرضاعه.دور الرضاعة الليلية في تهيئة الرضيع للنوم ليلًا

زيادة إدرار اللبن

معروف أن هرمون اللبن من الهرمونات التي تنشط بشكل كبير أثناء الليل، وعند حدوث الرضاعة ليلًا يقوم المخ بإرسال إشارة للثدي ليفرز الهرمون بشكل زائد عن المعتاد، وهذه هي أكبر الفوائد التي توفرها الرضاعة بالليل، لهذا لا تتذمري واحرصي على إيقاظ طفلك ليلًا وإرضاعه، لـ إدرار الحليب في ثديك ويحصل طفله على حاجته من الحليب.

مساعدة الطفل على النمو بشكل صحي

يمد الحليب الموجود في ثدي الأم بالعديد من العناصر الغذائية والمعادن التي يحتاجها الرضيع لنمو صحي سليم، وينصح الأطباء الأم برضاعة طفلها كل ساعتين على الأكثر خصوصًا في الأشهر الأولى من الميلاد، حتى وإن كان طفلك نائمًا إما أن تقومي بإيقاظه وإرضاعه وإن لم يستجيب لكِ قم بإرضاعه وهو نائم حتى يحصل على كفايته من العناصر الغذائية اللازمة لنموه بشكل طبيعي.

الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل

طالما أن الحليب مازال موجود في ثدييك فإنه يمنع حدوث الحمل لأطول فترة ممكنة، حيث أن وجود الحليب يشجع الجسم على إفراز هرمون الحليب بصفة مستمرة وكأنكِ حامل تمامًا، لهذا إذا اعتمدتِ على إرضاع طفلك كامل بشكل طبيعي دون اللجوء إلى الصناعي عليكِ بإرضاعه ليلاً لضمان عدم حدوث الحمل، وكلما طالت فترة الرضاعة كلما استمر الحليب كأحد الوسائل المانعة لحدوث الحمل.

تسهل عملية الفطام

عند إجراء عملية الفطام فإنك بإمكانك تقليل الرضاعة بالليل بسهولة وإدخال كمية كبيرة من الطعام الصلب إلى طفلك نهارًا، بحيث يحصل على الغذاء الذي يكفيه بالنهار إلى أن بشبع، وبالتالي لن يتذكر ثدييك بالليل، فقط يتذكره عند حاجته للنوم كما اعتاد من قبل، وللعلم أن تناول الطعام الصلب يساعد الرضيع على النوم لمدة 4 أو 5 ساعات بشكل متواصل دون انقطاع.

إيقاظ الطفل للرضاعة الليلية

بكل تأكيد إيقاظ طفلك للرضاعة أمر صعب جدًا خصوصًا أنه نام وترغبين في النوم أنتِ الأخرى، وقد تقومين بإيقاظه ويظل بعدها مستيقظًا طوال الليل، ولسوء الحظ أمر مقلق جدًا، ولكن أمر مهم جدًا هو إرضاع الطفل بالليل لأنه يحتوي على الكثير من الفوائد، وعليكِ إيقاظه بهدوء وتغير حفاضته من أجل تمهيده للنوم مرة أخرى بكل راحة، ويحتاج الرضيع للرضاعة لأنها تساعده على النمو بشكل سليم وصحي، وإذا لم يرضع الطفل كل ساعتين على الأقل يتعرض للكثير من المشاكل وقد يتأخر نموه عن أقرانه.إيقاظ الطفل للرضاعة الليليةومع تقدم عمر الطفل بكل تأكيد يزيد نموه ويكتس وزنًا إضافيًا، وبعد بلوغه أربع شهور يمكنكِ تركه نائم لساعات متواصلة دون إيقاظه تصل إلى أربع ساعات مثلًا، مع ضرورة إدخال الطعام إلي الطفل التي يحبها خلال هذه الفترة، بينما إذا تخطى عمر الست شهور فيمكنك تركه ينام كما يشاء دون إيقاظه لإرضاعه وتغذيته.

خطوات لتسهيل الرضاعة بالليل

قد تواجهين بعض الصعوبات عند إرضاع طفلك بالليل، فقد تنهضي من سريرك وتذهبي لإرضاع طفلك وقد تكون غرفته في مكان آخر، وقد تخلدين للنوم وبعدها تستيقظين على صوت صراخ طفلك، لذا عليكِ اتباع الخطوات التالية لتسهيل عملية الرضاعة الليلية:

  • ضرورة وضع سرير طفلك بجانب سريرك بنفس الغرفة حتى لا تضطري إلى الاستيقاظ والانتقال من مكان إلى مكان آخر.
  • حاولي أنتِ إيقاظ طفلك وإرضاعه كل ساعتين إلى ثلاثة على الأكثر.
  • عليكِ أن تتيحي لطفلك الفرصة للتجشؤ وامنعيه من النوم على ظهره إن لم يتجشأ.
  • حاولي النوم بجانب صغيرك مع ترك مساحة مناسبة بينك وبينه.
  • أبعدي الساعة من أمامك لأن وجودها يزيد من إزعاجك خصوصًا إذا استيقظتِ على غير عادة.
  • حاولي أن تكون أضواء الغرفة غير مضيئة بحيث يستيقظ رضيعك للرضاعة ثم ينام مرة أخرى كما كان.
  • نامي نهارًا ولو لمدة قصيرة حتى تكوني مستعدة لمهمة الليل الطويلة.
  • كوني منظمة بحيث تقومي بإحضار زجاجة مياه بجانبك وضعي كل مستلزمات طفلك بجوارك بحيث لا تبحثي عن شيئًا بالليل.
  • قومي بإرضاعه وأنتِ مستيقظة تمامًا.
  • غيري حفاضة الطفل باستمرار وحاولي إعادته إلى السرير دون أن يستيقظ.
  • تأكدي قبل إيقاظ طفلك أن الفرق بين الرضعة والأخرى ساعتين على الأقل.
  • إذا استيقظ الطفل للرضاعة أرضعيه ولا تقدمي له الأعشاب أو الماء لأنه يجعله جائعًا ويستمر في البكاء.

آراء الأطباء حول الرضاعة الليلية

تعددت الآراء حول الرضاعة الطبيعية بالليل، فالبعض يرى أنها مفيدة جدًا والآخرين يروا أنها ليست آمنة بشكل كبير، معتقدين أن الرضاعة تجعل الطفل يختنق إن لم تهتم الطفل برضيعها، خصوصًا إذا نام الطفل بعدها مباشرةً دون أن يتجشأ، وعمومًا إذا أردتِ إرضاع طفلك ليلًا اتبعي النصائح الموجودة بالأعلى حتى تحصلين على فوائدها دون التعرض إلى أضرارها السلبية والتي تنعكس عليكِ وعلى طفلك، وللعلم إذا أردت الفطام من الرضاعة فهي آخر مرحلة في ذلك.

طريقة فطام الطفل عن الرضاعة الليلية

طريقة فطام الطفل عن الرضاعة الليليةكما وضحنا لكِ سابقًا أن الفطام الطفل في الليل من الرضاعة الليلية هو آخر مرحلة بالفطام، بحيث يكون وصل عمر الطفل حينها إلى عمر سنتين أو على الأقل فوق سن السنة والنصف، والفطام منها ليس بالأمر السهل كما يظن البعض، وإنما هي مهمة صعبة تكرهها الأمهات، ولكنه شر لا بد منه، وعليكِ اتباع ما يلي لضمان فطامه بأسرع وقت ممكن:

تجنبي إرضاعه بالليل عند استيقاظه

إذا استيقظ الطفل ليلًا خذيه في أحضانك وتحركي به في الغرفة، أو قدمي له أي طعام آخر، وعوديه بدلًا من أن يستيقظ على الرضاعة يستيقظ في أحضانك على تقبيلك له، بحيث تمنحينه الدفء والحنان ويتأكد من وجودك ويخلد إلى النوم مرة أخرى، وممكن قبل البدء في عملية الفطام أن تحاولي وضعه في سرير منفصل ليعتاد على النوم بعيدًا عنك.

تقليل مرات الرضاعة بالتدريج

الفطام التدريجي حاولي قدر الإمكان تقليل الرضاعة بالنهار وأيضًا بالليل، وفي المقابل أحضري الماء وبعض الوجبات الخفيفة وفي نفس الوقت مشبعة كالبطاطس والأرز والحليل والزبادي والنشويات، بحيث تعطي له الطعام والماء إذا استيقظ من النوم باحثًا عن ثديك.

التحدث مع الطفل

حاولي ملاغاة طفلك بالنهار ووضحي له أنه أصبح كبيرًا الآن وعليه النوم فترات كبيرة، ورغم عدم فهمه لكلماتك إلا أنه سيدركها فيما بعد ويقوم بتنفيذها، وإذا رغب في الرضاعة ليلًا أو نهارًا قولي له بأن هذا الأمر خاطئ.

اذهبي به إلى الحدائق

مع قرب قدوم الليل من الممكن أن تصطحبي طفلك وتذهبي به إلى حديقة مجاورة لكم حتى ينسى أمر الرضاعة تمامًا ويتسلى ويلعب، وقد يهدأ من كثرة اللعب فلا يأخذ منك مجهود أثناء النوم وينام مباشرةً دون بكاء كعادته خصوصًا بالأيام الأولى من عملية الفطام.

أخذ حمام دافئ

من الضروري جدًا أخذ حمام دافئ قبل الذهاب إلى النوم، وبعد أن تقومي بتحميمه جيدًا بالماء والشامبو أحضري الزيت الخاص به وقومي بدهنه على بشرته لينعم ببشرة ناعمة تساعده على الاسترخاء أثناء النوم، كما أن الحمام يخلص جسمه من أي فيروس قام بالتقاطه فيؤثر على صحته أثناء الفطام، الأمر الذي يجعله يكره الفطام ولا يرغب به أبدًا.

استيقاظ الرضيع أثناء الليل

تهتمين بطفلك وبكل تأكيد قمتي بإرضاعه وتغير حفاضته وهيأتِ له كل سبل النوم، ولكن للأسف ينام ثم يستيقظ مرات عديدة أثناء النوم، وبغض النظر عن كونه جائعًا أم لا هناك بعض الأسباب التي تجعله يستيقظ بشكل متكرر أثناء النوم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • اعتياد الطفل على فعل شئ ما قبل النوم كمص إصبعه مثلًا، فيستيقظ من نومه فجأة رغبةً في مصه.
  • حدوث تطورات في حياة الطفل كالحبو  أو المشي وحتى الكلام، الأمر الذي يجعله قلقًا معظم الوقت ويستيقظ بشكل متكرر خصوصًا بالليل.
  • التسنين وهي من أكثر الأمور المقلقة والمتعبة التي يمر بها الطفل.
  • تغير مشاعر الطفل وتقلب مزاجه تجعله يستيقظ ويبدأ بالبكاء.

علامات تدل على استعداد الرضيع للفطام ليلًا

علامات تدل على استعداد الرضيع للفطام ليلًاهناك بعض العلامات التي تشجعكِ على فطام طفلك وبالأخص عن الرضاعة الليلية، فهي رغم فوائدها الكثيرة إلا أنها لها أضرار سلبية تتأثر بها الأم ورضيعها، لذا إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض ابدئي بفطامه فورًا، وهي كالتالي:

  • توقف الطفل عن الرضاعة وتناول الطعام بالنهار، وبالتالي يأتي الليل ويبدأ بالبحث عن الطعام ويرغب في الرضاعة.
  • تناول الرضيع كمية قليلة من الحليب أثناء الرضاعة بالليل.
  • تناول الكثير من الأطعمة الصلبة أثناء النهار.

أضرار الرضاعة الليلية

سبق وتحدثنا عن فوائد الرضاعة الليلية ونصحناكِ باللجوء إليها عن النهار، ولكنها لها أضرار أيضًا خصوصًا إذا كان طفلك تقدم بالعمر وبدأت أسنانه في الظهور، لهذا يجب عليكِ غسل فمه باستمرار بعدها وتعوديه على مواعيد ثابتة لإرضاعه وتناول الخضروات والفواكه مع التوقف فورًا عن الرضاعة وخصوصًا بالليل، حيث تظهر أثارها السلبية على الطفل والتي منها ما يلي:

  • تسوس الأسنان.
  • التهاب اللثة.
  • تخمر اللبن في فم الطفل يحفز البكتريا على التكاثر.
  • إصابة الطفل بالسكري.
  • التهابات في الأذن

ختامًا سيدتي بعدما تحدثنا باستفاضة عن الرضاعة الليلية نود القول بأن الرضاعة بشكل عام أمر مهم جدًا لدى الطفل ويعتمد عليه بشكل كبير أول سنتين من عمره، لهذا إن أردتِ فطامه ابدئي معه بالتدريج وعوديه على تناول الأطعمة الصلبة والخضراوات والفواكه إلى أن ينسى الرضاعة نهائيًا، وننوه عليكِ بالإكثار من رضاعة طفلك أثناء الليل لما له من فوائد عظيمة لكِ ولصغيرك.

المصادر:

هبيست بيبي

وات تو إكسبكت

ريزينج تشيلدرن

زر الذهاب إلى الأعلى