الرضاعة في رمضان | أضرارها ومتى تقوم الأم بالامتناع عنها
شهر رمضان هو شهر الامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر وحتى المغرب، وبعض السيدات المرضعات تتساءلن هل الرضاعة في رمضان ممنوعة للأم أم يمكنها الصوم بشكل طبيعي، حيث أن عملية الصيام أثناء الرضاعة يؤدي إلى إرهاقها وجعلها في حاجة دائمة للغذاء وتناول السوائل المختلفة، ومن خلال هذا الموضوع سوف نتحدث سويًا عن كل ما يتعلق بصيام الأم المرضعة والأضرار التي قد تعود عليها وعلى طفلها.
الرضاعة في رمضان
تستطيع الأم المرضعة في بعض الحالات أن تصوم بشكل طبيعي إذا كانت لم تعاني من أي أمراض مزمنة، ولكن يتم ذلك من خلال تناولها للطعام والسوائل المختلفة في السحور والإفطار، حتى تستطيع تعويض ما فقدته من طاقة أثناء إرضاع طفلها، كما أن هذا الأمر يختلف من أم لأخرى تبعًا لعمر الرضيع وما مدى احتياجه للرضاعة طوال اليوم.
حيث أن الطفل عندما يتجاوز الستة شهور من عمره يمكنه أن يعتمد على بعض المغذيات الأخرى بجانب الرضاعة الطبيعية في رمضان، وفي هذه الحالة يسهل على الأم الصيام بدون أي إرهاق، وإذا لم يتجاوز الستة أشهر، فبالتالي يكون الاعتماد الكلي على الرضاعة، مما قد يتسبب بمشاكل ومجهود للأم أثناء الصيام، وعن تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية للأم يكون كالآتي:-
- الشعور الشديد بالعطش، كما أنها قد يصيبها مشاكل الجفاف إذا لم تهتم بتناول السوائل أثناء السحور والإفطار.
- قد تؤدي عملية الرضاعة والصيام إلى مشاكل الدوخة والضعف العام بجسم الأم.
- تحول لون بول الأم للون الداكن، مع وجود رائحة كريهة له.
- أعراض ضعف قد تصل للإغماء.
هل الصيام يقلل حليب المرضع
الأم أثناء قيامها بإرضاع طفلها، تتعرض للعديد من المجهود في عملية بذل الطاقة حتى يتم إنتاج الحليب، وبالتالي يجب عليها أن تهتم بتناول المغذيات المختلفة وشرب السوائل لتعويض هذا المجهود ولعدم تأثر نشاط الجسم والتعرض لمشاكل قلة إدرار اللبن، كما أن عدد السعرات الحرارية التي تحتاج إليها الأم تكون أعلى من السعرات الحرارية التي تحتاج إليها المرأة غير المرضعة، وعندما تتناول الطعام المغذي، فإنها بذلك تساعد صحتها على عدم الإهدار، كما أنها تحمي طفلها من إصابته بالأمراض المختلفة.
هل تستطيع الأم الصيام والرضاعة معًا؟
عن الرضاعة في رمضان، فيمكن للأم المرضعة أن تصوم بدون التعرض إلى أي مشاكل صحية لها ولطفلها، وذلك إذا كانت لا تعاني من أي من الأمراض المزمنة، كما يجب أن يتمتع طفلها بالصحة الكاملة، ولكن إذا كان يعاني من مشاكل صحية، فبالتالي صيام الأم يؤثر عليه بالسلب ويزيد من الأمر سوء، وذلك لاحتياجه للتغذية السليمة.
كما أن الطفل السليم قد يؤثر عليه صيام الأم عند منتصف الشهر الكريم أو في نهايته، وذلك من ناحية كمية اللبن الموجود بالأم فسوف يقل معدله عن الطبيعي، مما يؤثر بالسلب على تغذيته وبالتالي تؤثر على صحته.
ما الفرق بين حليب الأم الصائمة وحليب الأم غير الأئمة؟
يختلف تركيب لبن الأم قبل الصيام وبعده، حيث أثبتت بعض الدراسات والأبحاث بهذا المجال بأن هذا الإختلاف يكمن فيما يلي:-
- يختلف التركيب الغذائي للأم الصائمة وغير الصائمة في انخفاض كمية اللاكتوز لديها أثناء شهر الصيام وبعد انتهائه أيضًا.
- تنخفض نسبة المعادن الهامة أثناء التزام الأم بالقيام بالرضاعة الطبيعية والصيام، مقارنًة بعدم صيامها.
- يؤثر حليب الأم أثناء صيامها على الطفل الذي يعاني من مشكلة صحية، حيث يزيد من الأمر سوء لصحته.
متى تمتنع الأم المرضعة عن الصيام؟
يوجد بعض الحالات التي يجب على الأم المرضعة الامتناع عن الصيام إذا كانت تعاني مما يلي:-
- إذا كان طفلها لم يتجاوز الستة أشهر من عمره، فبالتالي يجب على الأم عدم إقبالها على الصيام لاعتماد طفلها بشكل كلي عليها.
- إذا كانت الأم تعاني من بعض الأمراض المزمنة، كمرض السكري أو الضغط.
- إذا قل كمية حليب الرضاعة عن المعدل الطبيعي له.
- عند شعور الأم بالخوف الشديد على رضيعها، وتأثر طفلها بقلة الشبع من الرضاعة.
متى يمكن توقف الأم عن الصيام؟
يمكن للأم التوقف عن الصيام إذا ظهرت أي من الأعراض التالية عليها، وهي كالآتي:-
- ظهرت على الأم المرضعة أعراض الصداع الشديد أو وجود زغللة بالعين.
- عندما تشعر بالضعف العام لصحتها، وهبوط بضغط الدم.
- الشعور الدائم بالدوخة.
- عندما تتعرض لأي أعراض صحية غير معتادة عليها، فيجب التوقف على الفور واستشارة الطبيب المعالج.
حكم الرضاعة والصيام
تحدث دين الإسلام الحنيف عن حكم الرضاعة والصيام للأم، حيث أجاز للأم المرضعة إذا خافت على طفلها وعلى نفسها أن تتوقف عن الصيام، ويتم تعويض أيام الصيام في وقت آخر تكون مستعدة له صحيًا، كما أجاز الدين الحنيف إفطار المرضعة إذا شاهدت بأن كمية اللبن بثدييها قد انخفضت نسبتها عن ذي قبل، وإذا استطاعت أن تعوض فترات الرضاعة أثناء الصيام بإرضاع طفلها باللبن الصناعي فذلك لا حرج عليها في الصيام.
كفارة الصيام للمرضعة
عن كفارة الصيام للمرضعة، فقد تحدث ابن قدامة بخصوص ذلك الأمر، وجاء ملخص ما قاله بأن الأم المرضعة إذا خافت على نفسها من الصيام، فيجوز لها الإفطار مع قضاء الأيام التي قامت بإفطارها فيما بعد، وإذا خافت المرضعة على طفلها، ففي هذه الحالة يكون كفارة الصيام هي تعويض الأيام التي قامت بإفطارها في رمضان مع إطعام عن كل يوم مسكين.
عطش المرضع في رمضان
قد تصاب الأم المرضعة في رمضان بالعطش الشديد، حيث إن هذا العرض قد يأتي بسبب إصابة الأم بمشاكل الجفاف الناتجة عن الرضاعة في رمضان، كما إنه قد يتسبب في قلة نسبة إدرار اللبن للأم، مما يشعر الطفل دائمًا بالجوع إذا كان الاعتماد الاساسي له هو الرضاعة الطبيعية، فبالتالي يمكنكِ تفادي أعراض العطش من خلال الاهتمام بتناول كميات كبيرة من السوائل ما بين الإفطار وحتى السحور، وذلك بما لا يقل عن 12 كوب من الماء، بالإضافة لتناول السوائل الأخرى من عصائر ومشروبات ساخنة والبعد عن مشروبات الكافيين.
نصائح للأم بخصوص الرضاعة في رمضان
يوجد بعض النصائح المختلفة التي يجب على الأم الالتزام بها حتى تنعم بصيام صحي لا يؤثر على صحتها ولا على صحة الرضيع، حيث يمكنها تفادي مشاكل الصيام وذلك عند تناول كميات كبيرة من السوائل المختلفة من وقت الإفطار وحتى السحور بما لا يقل عن 12 كوب، كما يوجد بعض النصائح الأخرى التي يجب الالتزام بها وهي كالآتي:-
الراحة التامة
يجب على الأم المرضعة أثناء الصيام أن تحافظ على الراحة التامة قدر المستطاع، وعدم القيام بأي أعمال مجهدة طوال اليوم، وذلك لتفادي التأثير السلبي لقلة اللبن أثناء الصيام.
بدائل الرضاعة للطفل
إذا كان طفلك قد تخطى الستة أشهر من عمره، فإن عملية الرضاعة في رمضان لا تتسبب له أي مشكلة، حيث يتم تعويض فترات الرضاعة طوال نهار الصيام بتناول الأطعمة المختلفة المهروسة للطفل.
تنظيم الوجبات
تستطيع الأم المرضعة أن تعوض فترات الصيام في تناول وجبات مختلفة ومغذية كل 3 ساعات بعد الإفطار، ويجب التنويع في الوجبات الصحية للحصول على الفيتامينات والمعادن الهامة التي يحتاجها جسم الأم.
نصائح أخرى للأم المرضعة في رمضان
يوجد بعض النصائح الأخرى التي يجب على الأم المرضعة مراعاتها جيدًا للحفاظ على صحتها وصحة طفلها، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:-
- الالتزام بتناول العناصر الغذائية الهامة أثناء السحور.
- عند الإفطار يجب على الأم الالتزام بتناول اللبن والتمر والشوربة، بجانب تناول كميات كبيرة من الماء لتعويض السوائل المفقودة طوال اليوم.
- البعد عن المأكولات المالحة قدر المستطاع، حيث أنها تتسبب في العطش وفقدان الجسم للسوائل طوال نهار الصيام.
- عندما ترضعي طفلك بعد الإفطار، يجب تناول كوب من اللبن وآخر من الماء مع كل عملية رضاعة.
- يمكن شفط حليب الأم وحفظه بزجاجات مناسبة بالثلاجة، ومنها إرضاع طفلها منه أثناء نهار رمضان.
- الاهتمام بتناول المكملات الغذائية الهامة لصحة الأم.
قدمنا لكِ سيدتي كل ما يتعلق بموضوع الرضاعة في رمضان، ويجب عليكِ سيدتي عندما تلاحظين تغيرات بجسم طفلك من حيث نقص وزنه أو شعوره الدائم بالجوع أو حدوث تغير بلون البول، فبالتالي يجب التوقف عن الصيام، وذلك لكونها علامة على تعرض طفلك لمشاكل صحية ومنها الذهاب للطبيب المختص للاطمئنان على صحته.
