العناية بالطفل

أسهل طرق تعليم السباحة للأطفال وأهم فوائد ممارستها بانتظام

يوجد العديد من الرياضات التي يمارسها الإنسان، ومنها السباحة، وهى رياضة ليست مقصورة على البالغين فقط، بل والأطفال أيضًا، السباحة للأطفال من الأنشطة الترفيهية ونشاطاً رياضياً على حداً سواء، كما أوصانا رسولنا الكريم بتعليمها للأطفال في حديثه الشريف “علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، ولها العديد من الفوائد الجسدية والنفسية على الطفل، فهيا نجوب السطور القادمة لنتعرف على فوائدها وكل ما يخصها.

تعليم السباحة للأطفال

تعتبر السباحة مهارة حياتية يجب على الطفل أن يتعلمها منذ مقتبل العمر، حتى تتمكن من إنقاذ حياته، يعتبر الغرق عالمياً ثاني أكثر الأسباب المؤدية لموت الأطفال التي تقل أعمارهم عن 14 عاماً، والسباحة للأطفال لا تعلم في يوم وليلة، ولكن يجب وضع جدول زمني لتلك الجلسات، وفي تلك الجلسات التي تصل مدتها نصف ساعة تقريباً، لا يجب تعليم الطفل العديد من المهارات في وقت واحد، فسوف يصاب بعدم الإدراك والنسيان.

من أول الأشياء التي يجب على الأطفال تعلمها هى الطريقة المتبعة لركل أرجلهم تحت الماء، و ليطفوا على الماء، ولتنفيذ تلك الطريقة يتبع بعض المدربين طريقة إمساك الطفل لسلم المسبح ثم تحريك القدمين تحت الماء، مع الحرص على استقامة أرجلهم معظم الوقت، ثم ينتقل الطفل لتعلم طريقة حبس أنفاسه، وإنزال فمه إلى الماء، ثم تعلم حبس الأنفاس عن طريق الفم والأنف وكيفية وضع تعادل وتوازن وتناسق بينهما.

الخطوات الأخيرة في تعليم السباحة للأطفال

يفضل أن يتم إلباس الطفل نظارة خاصةً بالسباحة، أما الخطوات الأخيرة من تعليم السباحة للأطفال هى تعليم الطفل كيفية التحرك للأمام في المسبح، وتتم عن طريق تحريك الطفل لذراعيه بالتبادل لمساعدته سحب نفسه للأمام، بالإضافة إلى ركلات الساق المتزامنة فتدفع الطفل للأمام، ومع مرور الوقت والتدريب المستمر سيحرص الطفل بالجمع والتنسيق بين حركات الذراعين مع الأرجل بشكل سلس، فيؤدي ذلك تحركه داخل الماء بانسيابية.

تعليم السباحة للأطفال الرضع

تتمتع الأطفال بقدرات طبيعية، تبدأ من الشهر السادس فيمكن للطفل الاعتماد على قدرته الفطرية في ضرب الماء ودفعها بيديه وقدمه، ويمكنه أيضًا حبس أنفاسه تحت الماء بشكل لا إرادي دون تفكير أو خوف، كل هذا يبدأ من سن الشهرين، والأفضل بدء تعليمه من سن 6 شهور، على يد أحد الوالدين أو مدرب مختص.تعليم السباحة للأطفال الرضعيجب الانتباه إلى أن الأطفال تحت سن الشهرين، لا يجب أن يظلوا في الماء أكثر من 10 دقائق، وإذا لوحظ عليهم تغيرات كالرعشة يجب إخراجه على الفور والحرص على تدفئته، حتى لا يصاب بالبرد، أما الأطفال ما بين  6 إلى 12 شهر لا تزيد مدتهم عن 30 دقيقة.

احتياطات يجب تواجدها عند تعليم السباحة للرضع

الأطفال الرضع أكثر حساسية من الأطفال الأكبر سناً، فنسبة تعرضهم لمشكلات أكثر بكثير، فيجب علينا الالتزام ببعض الخطوات لضمان سلامة أطفالنا وهى:

  • عدم أخد الرضيع لممارسة السباحة وهو يعاني من برد أو رشح، أو ملاحظة أي تغير على صحته.
  • ضرورة التأكد من ما إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في البشرة مثل حبوب وجه للرضع، والتأكد أن الكلور الموجود في المسبح ونسبته لن يشكل ضرر عليه، أو هياج لبشرته، ويحب استشارة الطبيب في ذلك.
  • عند تعليم الرضيع السباحة لأول مرة، من الضروري ضمه إلى صدرك، مع مراعاة تلاقي أعينكم، حتى يزداد شعوره بالأمان والاطمئنان.
  • العمل على مد ذراعيكِ، وتحريك طفلك يسار ويمين، وليسيطر عليه إحساس أنه وقت اللعب والمرح.
  • صورة اختيار ملابس مناسبة لطفلك، مع العلم أن العوامات ليست مناسبة لطفلك الذي لم يتجاوز السنة، ولكن هناك بعض الوسائل الأخرى التي تناسبه.
  • ضرورة التأكد من حرارة المسبح، حيث تكون ما بين  28 إلى 30 درجة مئوية، فإن لم تكن كذلك يمكنكِ الاستعانة بالقائمين على المسبح.

اختلاف طريقة تعليم السباحة للأطفال

يعتبر الطفل ذو 4 سنوات قد وصل إلى السن المناسب لتعلم السباحة للأطفال، لقدرته في هذا السن التركيز وفهم مهاراتها، ولكن وجد بعض الآباء الذين يبدأون تعليم أطفالهم من سن السنة الواحدة وحتى 4 سنوات، فعمر الطفل يتميز بأهمية كبيرة ودور هام لسرعة تعلم الطفل السباحة.

المهارات الحركية من العوامل المهمة لتعلم السباحة التي تتحدد عن طريق العمر، يحتاج الطفل ذو الثلاثة سنوات 30 حصة ليتمكن من إتقان السباحة، مقارنةً بطفل ذو 6 سنوات الذي يحتاج لنصف عدد تلك الحصص لإجادة السباحة، وهناك بعض المناهج والنصائح لتعليم السباحة وتتحدد بناءًا على عمر الطفل ومنها:

الأطفال أقل من عامين

عند تعليم السباحة للأطفال الأقل سناً من عامين، علينا اتباع بعض الخطوات الأساسية التي تمكننا من متابعة الطفل وترغيبه في التعلم ومنها:السباحة للأطفال أقل من عا مين

  • التأكد من درجة حرارة المسبح، ومدى ملائمتها لطبيعة جسم الطفل.
  • حمل الطفل، وتدريج الدخول إلى الماء (نزول المسبح ببطء) حتى لا يتملكه الخوف من الماء.
  • جعل التجربة الأولى لا تنسى، وجعلها ممتعة ومسلية، وتعليمه كيفية اللعب في الماء لنثره. 
  • عند النزول في المسبح يكون وجه الطفل في مواجهة وجه المدرب أو أحد الوالدين، والسير للخلف باستخدام الذراعين، للتوضيح للطفل طريقة ضرب الماء بقدميه.
  • ثم يأتي دور تعليم الطفل تكنيك الطفو، وكيفية التنفس داخل الماء.

تعليم السباحة للأطفال من سن 2 إلى 4 سنوات

إذا كانت تجربة الأطفال هي الأولى لهم، يجب تعريفهم على الماء، و مع كبر سن الطفل، ووصوله لسن يستطيع أن يفهم ويدرك ما يملى عليه، يجب تعليمه أهم المبادئ التى يجب اتباعها أثناء السباحة ومنها:

  • عدم سباحة الطفل وحيداً (بمفرده).
  • البعد عن أماكن تصريف المياه.
  • عدم اللعب بشكل عشوائي داخل الماء.
  • عدم خلع سترة النجاة.

بعد التنويه على تلك الأمور، يتم تدريب الطفل على التنفس داخل المسبح وركل الماء بواسطة قدماه، ثم الموازنة بين تحريك القدمين والذراعين معاً، ثم رويداً رويداً يتم استخدام تقنيات مختلفة لتمكين الطفل على السباحة بصورة أكبر، ثم تدريبه على إدخال رأسه داخل الماء، وبعد ذلك تركه للسباحة وحده مرتدياً سترة النجاة للقليل من الوقت.

تعليم السباحة للأطفال الأكبر من 4 سنوات

قبل الشروع في تعليم تلك المجموعة من الأطفال، علينا التأكد أنهم يستوعبون المهارات الأساسية للسباحة، ثم الانتقال إلى:

  • تعليمهم طريقة الدخول إلى الماء، حيث يفردون أذرعتهم للأمام قبل أجزاء جسمهم الأخرى، مع إبقاء القدمين مستقيمتين تحت الماء.
  • التنبيه على الطفل إبقاء الذقن فوق سطح الماء خلال الركل والتجديف.
  • تعليم كيفية الجمع بين الأنف والفم للتنفس وتنظيم الزفير داخل الماء.
  • تعليمهم كيفية الوقوف في الماء، بالإضافة إلى تقنيات أخرى.

اختلاف القدرات أثناء السباحة للأطفال

يوجد الكثير من القدرات والمهارات التي تتمتع بها الأطفال وتختلف فيما بينها، واستجابة تعلم الطفل للسباحة يختلف أيضًا من طفل لآخر، ومن العوامل التي تؤثر على ذلك:اختلاف القدرات أثناء السباحة للأطفال

  • المستوى الجيني والجسدي لكل طفل، حيث تؤثر الجينات والقدرات العقلية والجسدية لكل طفل على درجة تفهمه لأساليب السباحة.
  • مستوى التركيز والجهد ودرجة الاهتمام المبذولة من الطفل لتعلم السباحة، وقيامه بمجهود كبير يعوضه أي نقص في قدراته.
  • خبرة الطفل السابقة بالماء، وعمره من أهم العوامل التي تعزز الاختلاف في التعلم.

على كلا من الوالدين والمدرب أن يكونا على دراية كاملة، أنه مهما كانت قدرات الطفل سوف يتمكن من تعلم السباحة، حتى وإن استغرق ذلك الكثير من الوقت.

فوائد السباحة للأطفال

تعد السباحة من الأنشطة الضرورية للجسم وقوته البدنية، وتعتبر نشاط ممتع ومسلي ومناسبة لكافة الأعمار، ولها الكثير من الفوائد الأخرى التي تنعكس بشكل إيجابي على الطفل من جميع النواحي سواء الجسمانية أو العقلية، وسوف نشرح ذلك بالتفصيل أدناه:

رياضة ممتعة للطفل

للحفاظ على صحة الطفل البدنية والعقلية، عليه أن يمارس تمارين رياضية لمدة 60 دقيقة يومياً، وتعتبر السباحة نشاط ترفيهي وتمرين جسدي فلا يشعر الطفل إنه ملتزم بتدريبات وروتين معين ورسمي، فيستطيع ممارستها في أوقات فراغه، أو الانضمام إلى دروس منظمة، وأن يصبح جزء من فريق لتزداد الحماسة والشغف.

تمرين كامل للجسم

تعتبر السباحة من التمارين المنشطة لجسم الأطفال، ويستفيد منه الجسم بشكل كامل من الرأس حتى أصابع القدم، وتعمل على تناسق العضلات، وقوة الجسم، وتحسن الدورة الدموية، وتزيد معدل ضربات القلب بدون بذل مجهود بدني، وتزيد من القدرة على التحمل.

يوجد العديد من الأشكال والأوضاع منها السباحة كحركة الفراشة، والسباحة الجانبية، وتؤثر كل منها في عضلات مختلفة من الجسم، ويعمل الماء على إحداث مقاومة وتخفيف الضغط الواقع على المفاصل والعمود الفقري، فكلما سبح الطفل فهو يستخدم أغلبية العضلات لتحريك الجسم، والتي تعمل على تقليل الوزن لبعض الأطفال التي تعاني من السمنة.

زيادة الذكاء والقدرات العقلية والنفسية والذهنية

تأدية بعض التمارين لها القدرة علي التطوير العقلي بشكل عام ولكن السباحة على وجه الخصوص تجعل الطفل ذكياً، ومقارنة بين أطفال انتظموا في أخذ دروس السباحة مع آخرين لم يوفقوا في ذلك، تطور مهاراتهم اللغوية، والعقلية، وتطور بدني في أسرع وقت.زيادة الذكاء والقدرات العقلية والنفسية والذهنية كأهم فوائد السباحة للأطفاليعتبر تعلمها تحدي للأطفال، فيشعرهم بالقدرة على تحقيق الأمور، والقوة لمواجهة المشكلات، تعمل السباحة للأطفال على تقليل التوتر والعصبية، وتنمية روح الفريق والتعاون مع الآخرين، وتعزيز مهارات التواصل، وزيادة ثقة الأطفال في أنفسهم.

التسلية

في ظل التقدم التكنولوجي الذي نواجهه اليوم، اتجهت الأطفال إلى الأجهزة التكنولوجية والألعاب الذكية، وأصبحوا متمسكين بها، ولم يعد شغفهم بالرياضة كسابق عهده، ولكن السباحة تجمع بين الاثنين، الجانب الرياضي والتسلية في نفس الوقت، فهى طريقة لقضاء وقت أطول مع الأصدقاء، والانتعاش في الحر، والراحة بعد يوم دراسي طويل، أو ممارسة هواية نظيفة بعيد عن الإشعاعات الضارة الصادرة من الأجهزة الذكية.

فوائد أخرى لسباحة الأطفال

تتمتع السباحة بالعديد من الفوائد الأخرى من أبرزها ما يلي:

  • تعد السباحة علاج لبعض الجروح.
  • تقوي عضلة القلب، وتعلم الطفل القدرة على التحمل.
  • تساعد الطفل أن يكون اجتماعياً وليس منعزلاً، ويكون أصدقاء جديدة، عن طريق الانضمام لبعض الفرق.
  • تساعد الجسم على اكتساب اللياقة والمرونة.
  • تعد السباحة تمرين هاديء ومريح.
  • تعليم السباحة في البحر أمر مفيد للصحة، فالأملاح الطبيعية تفيد الجلد، على عكس مخاطر الالتهابات الناتجة عن الكلور، وتعمل على تقوية مناعة الطفل.
  • تنشط قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الحد من فرط الحركة لدى الأطفال، حيث تفرغ الطاقة الزائد، وتزيد من الانتباه.

قوانين السباحة للأطفال للحفاظ على سلامتهم

يوجد للسباحة العديد من الفوائد والمنافع التي تعود بشكل إيجابي على الطفل، ولكن يوجد لها العديد من الأضرار، وتعريض الأطفال للخطر في حالة إهمال بعض قوانين السباحة للأطفال ومنها:

  • شرب كميات مناسبة من السوائل، لتعويض المفقود أثناء السباحة نتيجة الجهد الكبير المبذول، ولحماية الجسم من الجفاف.
  • لتجنب الشد العضلي على الأطفال، القيام بالإحماء قبل النزول للماء، ومحاولة تجنب الإجهاد والتعب خصوصاً في المسابح الكبيرة.
  • أن يكون مسبح الأطفال مكشوفاً، حتى تعمل الشمس على قتل البكتيريا والجراثيم، مع حذر التعرض لها لفترة طويلة لعدم الإصابة بضربة شمس. قوانين السباحة للأطفال للحفاظ على سلامتهم
  • عدم السماح للأطفال السباحة بمفردهم لمن هم أقل من 7 سنوات.
  • يمكن بدء تعليم السباحة من عمر 3 سنوات، ولكن أثبتت الدراسات أن أفضل سن هو 5 سنوات.
  • في حالة تعليم السباحة للرضع، يجب عدم تركهم في الماء فترات طويلة، وتأكد من درجة حرارة الماء، وتوافر المناشف لحين خروجهم من الماء وتدفئتهم حتى لا يصاب بالبرد.
  • ضرورة تواجد منقذ بجانب المسبح أو البحر طوال الوقت، ومعرفتهم بالقيام بالانعاش القلبي والإسعافات الأولية في حين حدوث حالة غرق.
  • اختيار المسبح على أساس عمر الطفل ومهارته، فيجب التأكد من العمق قبل إنزال الطفل فيه.
  • وجود عوامل أمان وإنقاذ حول المسرح.
  • تعليم السباحة يتركز في المقام الأول على الأهل، فإن كانوا يخافون من الماء فعليهم ألا يجعلوا أبناءهم كذلك.

أطفالنا هم أهم ما في حياتنا، لذلك نحرص دائماً على تمتعهم بالصحة والطاقة، وممارستهم الرياضة إحدي الطرق التي تساعد على تحقيق ذلك، السباحة للأطفال من إحدى الطرق التي تمتع الطفل بصحة جيد، ولكن لابد من الأخذ بالأسباب ومعرفة الأشياء الضارة خلالها ومحاولة تجنبها للمحافظة عليهم، فهم قرة أعيننا.

المصادر:

إفري ون أكتف

نافيلد هيلث

لايف سترونج

زر الذهاب إلى الأعلى