الرضاعة

السن المناسب لفطام الطفل عن ثدي أمه والطريقة الصحيحة للفطام

قد يكون الاقتراب من موعد الفطام أمرًا مربكًا للأم وخاصةً مع وليدها الأول، نتيجة لتضارب الأقاويل حول هذا الموضوع، فيكون السؤال الأكثر إلحاحًا حينها، ما هو السن المناسب لفطام الطفل؟ وكيف يمكن القيام بهذه الخطوة دون تأثر مناعة الطفل، لا داعي للقلق عزيزتي حيال ذلك؛ لأننا سنقدم لك أفضل الأوقات لفطام صغيرك ولكِ أيضًا. 

مرحلة الرضاعة الطبيعية 

الرضاعة الطبيعية ما هي إلا علاقة حميمية تجمع بين الأم ورضيعها وتزيد من التقارب والألفة بينهما، فمن الخطأ وصفها بأنها مجرد عملية إطعام للطفل، بل إنها رباط وثيق بين الأم وصغيرها، وقد تخطئ بعض الأمهات بتخيل أن الرضاعة الطبيعية هي طريقة لتهدئة الطفل ووقف بكائه، لكن هذا غير صحيح، مما يجعل طفلك أكثر تعلقًا بثديك؛ لأنه السبيل لمواساته، مما يجعل عملية الفطام كابوس عظيم على الرغم من بلوغه السن المناسب لفطام الرضيع، والذي سنتحدث عنه فيما يلي. 

السن المناسب لفطام الطفل

يمكن للأم أن تختار السن المناسب لفطام الطفل، إذ تعد أكثر الأشخاص إدراكًا لحالتها وحالة طفلها النفسية والصحية، لذا يمكنها تحديد الموعد النهائي للفطام دون التعرض لأي مشاكل، ويجدر التنويه إلى أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنصح الأمهات أن يرضعن أطفالهن لمدة عام كامل رضاعة طبيعية، بالإضافة إلى تشجيع الأم على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إن أرادت ذلك. 

كما أوضحت هذه الأكاديمية إلى ضرورة الاعتماد على الحليب الصناعي الذي يختاره الطبيب المختص، أو  حليب الثدي بعد ضخه عند اتخاذ قرار الفطام قبل العام الأول، ولكن بعد بلوغ العام يمكن الاعتماد على الحليب كامل الدسم؛ نظرًا لقدرة الطفل على هضمه، ومن النصائح التي أوصت بها الصحة العالمية هي الرضاعة الطبيعية حتى عامين من عمر الطفل، لأنها تعد أكثر الخيارات الصحية للطفل في هذه المرحلة، على الرغم أن الفطام في هذا العمر يكون أصعب مقارنةً بالمراحل المبكرة. 

السن المناسب لفطام الطفل شرعًا

حدد الله عز وجل في كتابه العزيز فترة الحمل والرضاعة حيث تبلغ ثلاثين شهرًا، كما ذكر أن الفطام يُقام عند بلوغ الطفل عامين في قوله تعالى “وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا”، أوضح أهل الفقه أن غاية إرضاع المولود عامين وكان ذلك فرضًا على الأمهات، ولكن تم تخفيف ذلك فيما بعد، حيث يمكن للأم فطام صغيرها قبل العامين ولكن بشرط الاتفاق مع زوجها. السن المناسب لفطام الطفل شرعًا

حالات لا يفضل فيها الفطام المبكر

قد يطرأ على الطفل بعض الظروف التي تحتم على الأم تأجيل الفطام قليلًا، وإن كان بعمر يسمح لذلك، منعًا لحدوث أي تطورات قد تصيبه بالسوء، ومن هذه الحالات على سبيل المثال:

  • معاناة أحد الوالدين من حساسية غذائية، مما يتوجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية حتى عمر 6 شهور؛ لحمايته من هذه الحساسية. 
  • مرور الرضيع بوعكات صحية مثل نزلات البرد، التسنين أو سوء التغذية. 
  • إصابة الأم بحالة صحية أو مزاجية صعبة، مما يصعب عليها تحمل صغيرها. 
  • يفضل الفطام في الربيع أو الشتاء وليس الصيف، حيث تكثر فيه الأمراض مثل النزلات المعوية. 
  • عند وجود ظروف تصيب الطفل بالقلق وعدم الراحة مثل الانتقال إلى منزل آخر، أو عند قدوم طفل جديد. 

كيفية فطام الطفل

بعد التعرف على السن المناسب لفطام الطفل، يجب أن نستفيض قليلًا حول الخطوات الصحيحة للفطام؛ كي لا تصبح تجربة مرهقة على كلًا من الأم ورضيعها، ومن الجدير بالذكر أن عملية الفطام لابد وأن تنفذ بشكل تدريجي، لذا يجب عليكِ أن تتحلي بالصبر، لأنها قد تستمر لأكثر من شهر في بعض الحالات، وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:

الخطوة الأولى 

تتمحور هذه الخطوة حول تقليل عدد مرات الرضاعة الطبيعية عن طريق إدخال الرضاعة الصناعية إن لم يتجاوز الطفل عمر الأربعة أشهر بعد، وفي حال بلوغه عمر 6 أشهر يتم إدخال بعض أنواع الأطعمة المهروسة مثل الخضار المسلوق والمهروس أو الأرز المسلوق، كما يمكن تناول صفار البيض والقمح ومن ثم تناول اللحوم البيضاء والحمراء، إلى أن يستكمل عامه الأول ويكون حينها قد تعود على تناول كافة الأصناف والأطعمة، بجانب الاكتفاء بوجبتي رضاعة فقط على مدار اليوم. 

الخطوة الثانية 

ترتكز هذه الخطوة على عاملين، ألا وهما: تقليل المدة المستغرقة في الرضاعة الطبيعية، وتشتيت انتباه طفلك، إذ يتوجب عليك تقصير فترة الرضاعة من الثدي، وعوضًا عن ذلك يمكنك تقديم كوب حليب أو زجاجة الرضاعة، قد يرفض كوب الحليب في المحاولة الأولى، لكن يجب أن تتحلي بالصبر وتستمري في المحاولة إلى أن يستجيب. 

في بعض الأحيان قد يطلب طفلك الرضاعة الطبيعية؛ رغبةً في احتضانك وليس بسبب الإحساس بالجوع، لذا يتوجب عليكِ في هذه الحالة أن تقومي بتشتيت انتباهه من خلال تقديم وجبته المفضلة أو منحه لعبة مميزة تلفت انتباهه. 

الخطوة الثالثة

الخطوة الثالثة المساعدة على الفطام الآمنمن أكثر الأوقات التي يفضل فيها الطفل الرضاعة الطبيعية تكون قبل النوم مباشرةً، لأنها تكون من أكثر العادات التي تشعره بالأمان والاسترخاء، لذلك سيكون تجنب هذه العادة صعبًا نوعًا ما، ولكن يمكن التخلص من هذه العادة من خلال تعويد صغيرك على طقوس جديدة قبل النوم، ومنها على سبيل المثال: سرد قصة أو الاستحمام بالماء الدافئ أو هز السرير الخاص به إلى أن يستغرق في النوم. 

الخطوة الرابعة 

بعد نجاح طفلك في التعود على تناول الحليب من زجاجة الرضاعة أو الكوب، يمكنك على الفور وقف الرضاعة الطبيعية بشكلٍ نهائي، لكن في حال لم يستجب لها بعد، انتظري أسبوع آخر أو أسبوعين على الأكثر، ومن الجدير بالذكر أن هناك فئة من الأطفال قد يقبلون الفطام بسهولة عن غيرهم عندما يبدون بعض الإشارات، مثل عدم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية أو كثرة التشتت خلالها. 

أشهر الأخطاء أثناء الفطام

من الجدير بالذكر أن استجابة الأطفال تجاه الفطام تختلف من طفل لآخر، فقد تجد أن أحدهم لا يعبأ بمفارقة ثدي الأم نهائيًا، في حين أن طفل آخر قد يرفض الفطام نهائيًا، من ثم يعرض الأسرة لمأساة حقيقية، ومن أشهر الأخطاء التي يمكن أن تقع بها الأم عند الفطام ما يلي:

استخدام زجاجة الرضاعة

من الأخطاء التي يمكن أن تقع بها الأم عند فطام طفلها في الاعتماد على زجاجة الرضاعة، لتقديم الحليب أو الماء للصغير، نعم قد تكون خطوة أساسية عند تحويل الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة الصناعية، ولكن عند الفطام التام لا يفضل اتباع هذه الخطوة بتاتًا، لأن الطفل قد يعتاد عليها ويصبح من الصعب الاستغناء عنها فيما بعد، لذا يفضل الاعتماد على الكوب بدلًا من زجاجة الرضاعة. 

الفطام المفاجئ

قد تقع بعض الأمهات في مثل هذه المشكلة التي تؤثر بالسلب على نفسية صغيرها، وليس هذا فقط، بل تتأثر هي الأخرى نتيجة لاحتقان الثدي بسبب الفطام المفاجئ من الرضاعة، أما بالنسبة للصحة النفسية للصغير فتتأثر، بسبب تركه لدى الأقارب مما يشعره بحرمانه من الرضاعة ومن أمه معًا. 

نصائح تساعد على الفطام

قد تكون مرحلة الفطام تجربة جديدة عليكِ أيضًا إذا كنتِ أمًا للمرة الأولى، لذلك أنتِ بحاجة إلى بعض النصائح التي تسهل عليكِ وعلى صغيرك هذه التجربة الجديدة والتي تتلخص في النقاط التالية:نصائح تساعد على الفطام

  • ابتعدي عن ارتداء الملابس المفتوحة عند منطقة الصدر، كي يتمكن صغيرك من نسيان الرضاعة سريعًا.
  • لا يجب على الأم أن تترك طفلها مع الأقارب، كي لا يشعر بالضغط النفسي لفقدانه إياها، علاوةً على فقدانه ثديها.
  • يمكن استشارة الطبيب عن بعض الأدوية المسكنة التي تقلل من حدة الألم.
  • لا تنجرفي وراء عاطفة الأمومة وبكاء طفلك ورغبته الملحة في الرضاعة، لأنه سيستقر في غصون ثلاث أيام، فلا تقلقي.
  • قد يسبب احتباس الحليب بصدرك ارتفاع في درجة الحرارة، لذا قومي بتناول أدوية خافضة للحرارة.

في نهاية المطاف نكون قد تناولنا كافة المعلومات حول السن المناسب لفطام الرضيع، ولكن يجب عليكِ عزيزتي ألا تتعجلي بتنفيذ هذه الخطوة، حيث يجب عليك دراستها جيدًا، لأن حليب الأم يساعد بشكلٍ كبير في تقوية مناعة الطفل وبناء جسمه، مما يحميه من الإصابة بالأمراض في المستقبل. 

المصادر:

كيلي مام

مايو كلينيك

بارنتس

زر الذهاب إلى الأعلى