القلق عند الأطفال ما هي أنواعه وطرق التعامل معه؟
من المشكلات التي تواجه الآباء والأمهات تعرض أبنائهم للضغوط النفسية؛ وخاصة القلق عند الأطفال الذي قد يؤثر عليهم بشكل سلبي ومرضي؛ فيصبح غير قادر على التفاعل مع أقرانه، وإن لم يتم علاجه مبكرًا ستبقى مشكلة القلق ملازمة له حتى يكبر، للتعرف على أعراض المشكلة، وطرق العلاج تابع المقال.
تعريف القلق عند الأطفال
قد يصاب الأطفال في جميع المراحل العمرية بالقلق والخوف تجاه بعض الأشياء وهذا يعتبر من التطورات الطبيعية خلال النمو، لكن إن أصبح هذا الوضع غير طبيعي، وأثر على حياتهم وتعليمهم هنا يجب الحذر، بجانب الاهتمام بسؤال الأخصائيين النفسيين.
في بداية حياة الأطفال من سن 6 أشهر حتى 3 سنوات قد يصابون بنوع من القلق يطلق عليه الانفصال، ومن الأمور الشائعة أيضًا تعرض الطفل لمرض الفوبيا حيث يخاف من بعض الأشياء منها: الخوف من الأماكن المرتفعة، والحشرات، في أغلب الأحيان يختفي هذا القلق من تلقاء نفسه، وقد يزداد حسب الظروف، والتغييرات التي يتعرض لها الطفل خلال حياته.
أسباب القلق عند الأطفال
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث القلق عند الأطفال، منها:
- وجود خلل في المواد التي يفرزها المخ التي تؤثر على نقص أو زيادة مادة “السيروتونين”، “الدوبامين” التي تمنحنا الشعور بالفرح والسرور وعند نقصها نصاب بالتوتر، القلق.
- أيضًا أسباب تتعلق بالبيئة المحيطة وهي تعرض الطفل لبعض المشكلات النفسية مثل انفصال الأبوين أو الإصابة بمرض خطير أو حدوث وفاة لأحد المقربين منه.
- تغيير المكان الذي كان يعيش به الطفل لفترة طويلة.
- بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي يرثها الطفل من أحد والديه.
- كما يمكن أن يكتسب الطفل هذه الصفات من أصدقائه أو أقرانه في المدرسة.
أنواع القلق عند الأطفال
يوجد العديد من أنواع القلق عند الأطفال والتي يختلف التعامل معها بحسب طبيعة كل نوع، وهي كالتالي:
اضطراب القلق العام:
حالة من شعور الطفل بالقلق والتعب الشديد بالإضافة إلى توتر في عضلات الجسم وعدم القدرة على التركيز وقلة النوم.
اضطراب القلق الانفصالي:
يأتي للصغار بداية من سنة حتى 3 سنوات وهذا الاضطراب طبيعي في هذا السن، أما إن حدث للأطفال الأكبر سنا فهذا يعني تعرضهم لاضطراب نفسي يستحق الرعاية الطبية النفسية، خاصةً في حالة وفاة أحد الوالدين.
الصمت الانتقائي أو الخرس الاختياري:
قد يعاني الأطفال من عدم التحدث والامتناع عن الكلام خلال مواقف معينة بالرغم من قدرتهم الطبيعية على الكلام داخل المنزل، مع عدم رغبتهم في التفاعل داخل المدرسة.
رهبة الفوبيا:
يحدث عادةً هذا الاضطراب تجاه نوع معين من الكائنات أو مكان معين، حيث يصاب من يعاني به من الخوف الشديد ويبقى لمدة كبيرة لديه، لذلك يسمى فوبيا.
اضطراب الهلع:
يصاب من يعانون بهذا النوع بنوبات من الخوف الشديد والشعور بالضيق والخوف من أشياء كثيرة كالموت والمرض وغيرهما.
القلق الاجتماعي عند الأطفال
من أبرز أنواع اضطراب القلق عند الأطفال، هو القلق الاجتماعي ويمكن التعرف عليه بتفاصيله من خلال النقاط التالية:
- يحدث للأطفال في هذا النوع عدة أعراض على سبيل المثال: البكاء الشديد، والتمسك بأحد الأشخاص.
- أيضًا تجدهم لا يرغبون بالحركة أو يتركون المكان، لا يتحدثون خلال أي موقف أو اجتماع عائلي أو اجتماعي.
- يرفضون الذهاب إلى المدرسة ولا يحضرون الحفلات الاجتماعية و خترعون أسباب مثل شعورهم بالمرض بحيث لا يخرجون من المنزل.
- أيضًا يصيبهم شعور شديد بالخزي في حالة إجاباتهم إجابة غير صحيحة أمام زملائهم أو قول كلمات غير مناسبة.
- يشعرون بالتوتر الشديد عند تفاعلهم مع أطفال من سنهم وليس فقط مع الكبار.
القلق النفسي عند الأطفال
يعتبر النوع الأهم من أنواع القلق عند الأطفال حيث يتصف الطفل في هذا النوع بعدم إحساسه بالأمان وذلك يجعله لا يتكيف مع العالم المحيط ويصاب بفقدان الثقة بنفسه وبالآخرين، ويصاب بالجبن ويزداد شعوره بالخوف من أشياء غير مخيفة.
ما هو قلق الانفصال عند الأطفال
قلق الانفصال عند الأطفال من الأنواع المعروفة وقد ينتهي في حالة وجود الأبوين بجانبهم، لتتعرف أكثر على هذا النوع تابع النقاط التالية:
- يعد من الأنواع الشائعة التي يتعرض لها الأطفال ويشعرون في هذه الحالة بالضيق الشديد عند مغادرته للمنزل أو انشغال الأشخاص المرتبطين بهم.
- كما تجدهم يبتسمون عند رؤيتهم لمشاهد درامية أو وداع حزينة، خاصة عند فراق أحد الأبوين يصابون بالبكاء الشديد والصراخ.
- يصاب هؤلاء الأطفال بمخاوف بشأن السفر، أو مغادرة أي مكان وحدهم ولا يمكنهم النوم بمفردهم.
- كما يشعرون بالخوف من مرض أحد الأبوين أو سفرهم أو تعرضهم للاختطاف.
اختبار القلق عند الأطفال
يجب إجراء اختبار القلق عند الأطفال، لمعرفة المرحلة التي وصل إليها الطفل ومن هذه الاختبارات مقياس “سبني” الذي يكشف العديد من الأشياء الهامة في شخصية الطفل؛ و هي “الخوف من الأماكن التي بها عدد كبير من الأشخاص، الخوف من فقد الأم، الخوف من التعرض لإصابات جسدية، الخوف الاجتماعي؛ القلق المبالغ فيه، الوساوس حول الأشياء”.
متى يمكننى إجراء الاختبار للأطفال
يمكنك إجراء هذا الاختبار للأطفال من عمر 8 سنوات؛ وحتي المراهقين في عمر 15 عام؛ يجيب الطفل في هذا الاختبار على 51 سؤال؛ يتم تقييم الاختبار بعد ذلك بحسب الإجابات وسن الطفل ونوعه.
ما تأثير القلق على نفسية الطفل؟
يتساءل الأشخاص وخاصة الآباء والأمهات عن تأثير القلق على نفسية الطفل، ويمكنكم التعرف على الإجابة من خلال النقاط التالية:
- فقدان الشهية عند الإطفال والنزوح عن تناول الأطعمة.
- قد يلجأ إلى الإفراط في النظافة والذهاب للحمام وغسل يديه بكثرة.
- عدم رغبة الطفل في النوم، حيث يصبح النوم شيء صعب جدًا بسبب خوفه من الكوابيس أو الظلام.
- يعاند الطفل في جميع تصرفاته لذا نجده يقوم باعتداءات عنيفة على الأطفال المقربين منه.
- يريد التغلب على مشاعر القلق والضعف فتجده يتطاول على غيره، يزيد من نشاطه.
- يعاني صعوبات كبيرة في التركيز والذاكرة ويشعر بالارتباك.
- الاكتئاب عند الإطفال حيث يسكت كثيرًا وقد يحدث له نوبات من الحزن الشديد.
- يصاب بألم جسدي وألم شديد بالرأس.
- يشعر بعدم قدرته على تحريك أجزاء من جسمه.
- يصاب بمشاعر مؤلمة تجعله يصاب بالذعر وعدم القدرة على التحكم في تصرفاته.
- تعتبر التأتأه عند الطفل من أسباب القلق أيضاً.
- قد يصاحب القلق عند الأطفال مص الأصابع وحدوث التشنجات الجسدية.
علاج القلق عند الأطفال
يمكنك التغلب على قلق الأطفال والوصول لعلاجات تفيد في هذه الحالة وهي كالتالي:
- يبدأ العلاج من المنزل بتدخل من الوالدين وإعطاء الطفل الاهتمام الشديد.
- كذلك التعرف على ما بداخله من مشاعر وأسرار بطريقة بسيطة ولطيفة من دون ترهيب الطفل.
- يجب منحه الأمان لكي يثق بك، مع الاهتمام بمشاكله مهما كانت بسيطة.
- كما يجب على الوالدين الذهاب إلى مدرسة الطفل والتحدث مع المدرسين والاختصاصي النفسي، للتعرف على السبب الرئيسي الذي وصل به إلى هذه الحالة.
- تهيئة منزل هادئ خالٍ من المشكلات، وعدم مناقشة أي مشكلات بين الأبوين أمام الطفل.
- في حالة عدم نجاح هذه الخطوات يجب الذهاب فورًا إلى مختص في الصحة النفسية ومعالجة الطفل عن طريق العلاج السلوكي.
لقد تعرفنا في هذا المقال على مشكلة القلق عند الأطفال، مفهوم هذه المشكلة وأعراض المرض، أنواعه وأسبابه وتأثيره في نفسية الطفل، برجاء متابعة الأطفال جيدًا والوقوف بجانبهم حتى يظلوا في صحة نفسية وجسمانية جيدة.