الولادة الطبيعية الثالثة | هل تتميز بسرعتها وسهولتها عن سابقيها؟
بعد الولادة للمرة الأولى والثانية، تتساءل الحوامل المقبلات على الولادة الطبيعية الثالثة “هل علامات وأعراض الولادة في المرة الثالثة نفس التي كانت موجودة في أول مرتين”؟ أم لا؟ “وهل ستكون أصعب وأكثر مشقة من الولادتين السابقتين أم سيكون الوضع أسهل من السابق” نعرف جميعًا أن الأعراض تختلف من امرأة إلى أخرى حسب وزنها، وطولها، ووضعها وظروفها الصحية، ومدى قابلية جسمها لتحمل هذه الأعراض، وسوف نزودك بكل التفاصيل الخاصة بما تبحثين عنه.
الولادة الطبيعية الثالثة
تعد الولادة الطبيعية الثالثة من أسرع وأسهل الولادات، فهي لا تأخذ وقتًا طويلاً كما هو الحال في المرتين السابقتين، حيث أن جسم الحامل الذي يستطيع التحمل وإنجاب طفلين بشكل طبيعي بدون إجراء عمليات جراحية (العملية القيصرية)، يمكنه أن يكون بكامل استعداداته لإنجاب طفل للمرة الثالثة، ولكن في تلك المرة تمتلئ عضلات الحوض بصورة طبيعية، بل ويمتد عنق الرحم ويتسع بسرعة، وهذه الطريقة مفيدة للجنين والأم على حد سواء، لأنه يعد الجسم للولادة الطبيعية، كذلك يقلل نسبة الخطر من التعرض لـ تشوهات الجنين أو العيوب خلقية.
الفرق بين الولادة الأولى والثالثة
من المعروف أن الولادة الطبيعية غالبًا تستغرق ما بين ستة إلى ثماني عشرة ساعة، ولكنها تختلف من حامل إلى أخرى حسب درجة استجابة الجنين للطلق، والظروف الصحية التي تعرضت لها أثناء الولادة، شدة الانقباضات، ومدى سهولة اتساع عنق الرحم؛ فالولادة الأولى لا يمكن مقارنتها أبدًا بالولادة الثانية والثالثة، وكلما تكررت درجة أعراضها وآلامها؛ يقلل ذلك من مدتها الطبيعية، لذا يمكننا القول إنه عادةً ما تستغرق الولادة الطبيعية الثالثة وقت أقل عند مقارنتها بما سبقها من ولادة.
الولادة الأولى تكون أول تجربة للحامل؛ بمعنى أنها تكون مازالت بكر، لذا فمن الطبيعي استغراقها مدة أطول وقد تكون الأصعب من حيث شدة الألم، فكلما اكتسبت المرأة تجارب خلال الولادات السابقة، فإن القادمة تصبح أقل ألمًا وصعوبة، فالمخاض هنا يكون أسرع، فمن المحتمل استمرار نشاط المخاض تقريبًا لخمس ساعات في الولادة الطبيعية الثالثة، وقد تكون الأم بحاجة لمدة ما بين ساعة إلى ساعتين لدفع الجنين خارج الرحم، على عكس الولادتين، حيث تحتاج الأم ما بين ثلاث إلى أربع ساعات لدفع الجنين في الولادة الأولى.
ما هو موعد الولادة الطبيعية الثالثة؟
في الحقيقة، لا يمكن تحديد موعد الولادة الطبيعية الثالثة في أي أسبوع تقريبًا، لاختلاف حالة كل حامل كما ذكرنا، أما في حال تعلق الأمر بشأن الولادة القيصرية، فينصح إجرائها بعد مرور الأسبوع السادس والثلاثين من شهور الحمل، لأن تلك الفترة تتكون جميع وظائف الجنين ويكتمل نموها بشكل جيد، وبالتالي صحته جيدة، كما أنه يكون قد بلغ الوزن الطبيعي للخروج من الرحم بدون التعرض لأي مضاعفات.
اتساع عنق الرحم في الولادة الطبيعية الثالثة
العلامة الخاصة باتساع عنق الرحم من أهم أعراض الولادة الطبيعية، فالأطباء ذكروا أن هذا العرض خلال الولادة الأولى يتسع ما بين أربعة إلى عشرة سنتيمترات، وخلالها تستمر مدة الولادة ما يقارب ثماني ساعات، وفي المرات التالية عنق الرحم يتسع بشكل أكبر من ذلك، فانقباضات وتقلصات المخاض تساهم بشكل كبير في تسريعها، هذا بالإضافة إلى امتلاء عضلات الحوض بشكل أكثر اتساعًا، بالتالي تمدد عنق الرحم لينزل الجنين بأقل ألم وأكثر سلاسة.
كم إصبع يفتح الرحم للولادة؟
يمكن لفتحة المهبل وعنق الرحم البقاء مفتوحين طوال عملية الولادة لما يقرب من عشر سنتيمترات، أي ما يعادل خمس أصابع أثناء الولادة، وعندها تكون فتحة آمنة لنزول الجنين بسلاسة ورفق.
صحة المرأة بعد الولادة الطبيعية الثالثة
بعد الانتهاء من الولادة، قد تتعرض الحامل لانكماش الرحم بصورة بطيئة؛ فيجعلها تتعرض لالتهابات ونزيف شديد في بعض الأحيان، لذا فغالبًا ما يقوم الطبيب بوصف حقن لتحفيز التقلصات الخاصة بعضلات الرحم بعد مرحلة الولادة، وأهم ما يميز تلك الولادة؛ أن حليب ثدي المرأة يتكون أسرع، وليس بعد مرور ثلاثة أيام كما في الولادات الأخرى.
ما هي عيوب الولادة الثالثة؟
قد تظهر بعض التعقيدات خلالها، نظرًا لتمدد واتساع عضلات الحوض، فقد ينجم عن ذلك استمرار النزيف لفترة أطول في مرحلة ما بعد الولادة، مما يؤثر على صحة الأم؛ فتفقد الكثير من الدم الزائد والذي يسمى”نزيف ما بعد الولادة”، ولكن تلك الحالة تظهر عند عدد قليل من النساء الحوامل، فلا يستدعي الأمر القلق أبدًا.
في هذا الوقت يتوفر لدى العديد من المستشفيات أجهزة حديثة ومعدات ووسائل تحمي من التعرض لمضاعفات قد تحدث خلال المخاض، مما يساهم في إجراء الولادة الطبيعية الثالثة بشكل آمن، كما أن هناك بعض الحالات ممن ينصح الطبيب بتحفيز المخاض لديهم، تحديدًا في حال غياب الآلام والتقلصات خلال الولادة، فذلك يحمي الجنين من التعرض لنقص في نسبة الأكسجين، التي قد تودي بحياته.
إجراءات لتخفيف أعراض اقتراب موعد الولادة الثالثة
يمكنكِ الأخذ ببعض النصائح والإرشادات حين اقتراب الولادة الثالثة، بل ويمكنكِ تطبيقها في الولادتين السابقتين، فهي تسهل كثيرًا من عملية الولادة سواء الطبيعية أو القيصرية، ويمكنكِ استشارة الطبيب؛ للتأكد من فعاليتها لصحتك وصحة الجنين، تعرفي عليها معنا:
- يوصي السيدات في تلك الفترة بكثرة التحرك أو حتى تغيير وضعيتها؛ كي نضمن تحرك الجنين إلى الوضع الطبيعي.
- الجماع لتسهيل الولاده حيث يساعد وصول المرأة إلى النشوة الجنسية؛ من خلال إفراز الجسم نسبة كبيرة من الهرمونات التي تساعد على فتح الرحم وتمدده.
- الحرص على تناول العسل، التمر، التوابل، البقدونس، شاي أوراق التوت، الحلبة، مغلي اليانسون، كمحفزات للولادة.
- التبول بشكل متكرر والحث على إفراغ المثانة باستمرار، فذلك يساهم في انقباض عنق الرحم، وتسهيل الولادة.
- تدليك حلمة الثدي، حيث يزيد من سرعة انقباضات عضلة الرحم؛ فيزيد إفراز هرمون الأكسيتوسين القابض لتلك العضلات؛ ليسرع المخاض.
- النوم الكافي، لتهدئة الأعصاب والمساعدة في استرخائها، ويكون ذلك بما يعادل في اليوم 8 ساعات.
- القيام بالقليل من التدليك أو المساج؛ لتخفيف الآلام التي تظهر عليكِ كآلام الظهر والبطن.
- حاولي الاستحمام بماء دافئ؛ لكي تقللي من آلام التقلصات.
- ممارسة رياضتي الحركة والمشي، وبعد ممارسة رياضة المشي ينبغي اللجوء لبعض الراحة.
- مع المحافظة بقدر الإمكان على السكينة والهدء والاسترخاء.
- تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تخفف من الآلام، والابتعاد عن الكحوليات والتدخين قدر المستطاع.
الخاتمة
في خاتمة الموضوع؛ يمكن القول أن الولادة الطبيعية الثالثة تمتاز بأنها أكثر سهولة وتحتاج إلى وقت أقل مقارنةً بالولادتين السابقتين، فالأم التي استطاعت تحمل آلام الولادة الأولى من انقباضات وتقلصات وغيرها، يمكنها تحمل ما تمر به في المرة الثالثة من أعراض وعلامات، وكل ذلك تحت رعاية وإشراف الطبيب المختص.