الولادة في الماء | إليكِ مميزاتها وكيفية إجرائها وأضرارها المحتملة
يتطور العلم شيئاً فشيئاً ليقدم لنا طريقة حديثة للولادة، أي الولادة في الماء، وهي نوع من أنواع الولادة الطبيعية السهلة، ولكنها تحمل عدة شروط دقيقة لتحقيقها؛ فمنذ لحظة معرفتك بالحمل تزداد نبضات قلبك مع اقتراب موعد الولادة، وتترددين كثيراً من فكرة التعرض لآلام الولادة واختيار الطريقة الأمثل لكِ، لذلك تابعينا للتعرف على هذه الوسيلة.
الولادة في الماء
هي عبارة عن ولادة طبيعية في الماء حيث تتم في حوض مليء بالماء والتي تكون درجة حرارتها 37 ونصف درجة مئوية، حيث تساعد المياه الساخنة على تخفيف الشعور بألم المخاض، كما تكون بيئة مناسبة ومشابهة للبيئة التي يعيش فيها الطفل بداخل رحمكِ، ويمكن عمل ذلك بطريقتين إما عن طريقة خوض الولادة من بدايتها إلى نهايتها في حوض الماء، أو الخروج من الحوض في حالة ظهور جزء من الجنين.
فيتم استكمال الولادة خارج حوض الماء، ويتم كل ذلك بإشراف من دكتور توليد متخصص في هذا المجال؛ شجعت هذه الطريقة العديد من السيدات على خوض تجربة الولادة الطبيعية والابتعاد عن الولادة القيصرية، كما يمكن التعرف على مميزات الولادة في الماء من خلال الفقرة التالية.
مميزات الولادة في الماء
انتشرت الولادة في الماء في الفترة الأخيرة لأنها غطت على عيوب الولادة الطبيعية العادية والولادة القيصرية، فتحتاجين في هاتين الطريقتين إلى حقنة مسكنة أو تخدير، والتخدير يحمل العديد من المخاطر للأم، وقد يؤثر على الجنين في حالة التخدير الكلي، بالإضافة إلى احتمالية حاجتكِ إلى حدوث شق العجان في الولادة الطبيعية لتسهيل مرور الجنين، لذلك لجأت إليها العديد من السيدات للتغلب على كل ذلك، وإليكِ مميزاتها في النقاط التالية.
- لن تحتاجي إلى التخدير بكافة أنواعه.
- ستشعرين بآلام خفيفة أثناء المخاض.
- تقلل من تعرضكِ إلى حالة تمزق المهبل وشق العجان.
- تساعد على مرونة عضلات الحوض.
- يساعد الماء الدافئ على شعوركِ بالراحة والاسترخاء.
- تقلل من التوتر بالتالي تكون العضلات مرخية.
- تسريع الطلق الطبيعي والولادة.
- تحسين الحالة النفسية للأم من خلال تقديم الدعم من زوجها.
مخاطر الولادة في الماء
بعد التعرف على مميزات الولادة في الماء علينا معرفة الآثار الجانبية أو المخاطر التي قد تسببها لكِ وللجنين في حالة التعامل الخاطئ، أو في حالة خوضها وأنتِ في حالة صحية غير جيدة، أو يعاني الطفل من مشكلة صحية، فعلى الرغم من مميزاتها الرائعة إلا أنه قد يحدث عدوى للطفل أثناء الولادة الطبيعية في الماء، فلا يوجد دراسات واضحة حول فوائدها للجنين، بل ظهرت عدة تخوفات من بينها ما يلي:-
- إصابة الجنين بالعدوى أثناء الولادة نتيجة إصابة الأم بعدوى جلدية، أو تبرزها أثناء الدفع.
- حدوث انفجار للحبل السري قبل إخراج الطفل فيحتاج إلى نقل الدم.
- قد تؤثر درجة حرارة المياه على الطفل، وقد تكون ملوثة.
- قد يتنفس الطفل تحت الماء فيضر ذلك برئتيه وينخفض الصوديوم في الدم لديه.
- إصابة الطفل بالتشنجات.
- عدم وجود دكتور أطفال ورعاية كاملة أثناء الولادة.
- إصابة الأم بالنزيف مما قد يعرض حياة الجنين للخطر وحياتها.
- قد يتبرز الطفل في الماء فور نزوله، وقد يبتلعه.
- تضطرب نبضات قلب الجنين، ويعاني من مشاكل في التنفس.
أهمية المتابعة المستمرة أثناء الولادة في الماء
يجب أن يكون هناك متابعة مستمرة من قِبل طبيب توليد، وممرضة لتقوم بقياس الضغط باستمرار، ومتابعة نبض الجنين، لتجنب حدوث أية أخطار، وأخذ قرار الخروج من الماء وتكملة الولادة خارجها، كما لابد من وجود مرافق معكِ أثناء تواجدكِ في الماء، لتقديم المساعدة والدعم الكامل، فذلك يكون له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية للأم فتتخلص من القلق، وبالتالي تسهيل الولادة.
يجب أن يكون مع الممرضة جهاز لقياس نبض الجنين، وهو يسمى جهاز قياس النبضات المائي أو الدوبلر المائي، فيتم قياس نبضات الجنين كل 15 دقيقة تقريباً، ويتم قياسه بعد كل انقباضة تتم للرحم، بحيث يمكن الخروج من الماء فوراً في حالة حدوث اضطراب لنبض الجنين فجأة.
هل يمكنني تناول المسكنات أثناء الولادة تحت الماء؟
لا، فهذه الطريقة لا تحتاج إلى تناول المسكنات، فالماء الدافئ هو المسكن الوحيد لكِ في هذه الطريقة، فلا يمكن أخذ حقنة تخدير فوق الجافية في الماء، ولا حتى تناول المهدئات، فيجب أن تكوني بكامل وعيكِ فهذه هي شروط توليد النساء في الماء فلا يمكن النعاس وقتها، ولكن ستشعرين بالراحة والاسترخاء عند نزولك إلى الماء، كما يوجد عدة أساليب أخرى تساعد على الراحة وتخفيف الألم بعمل مساج للظهر والكتفين أثناء التواجد في الماء فالتدليك يساعد على تخفيف الألم،و تنظيم التنفس أثناء المخاض.
هل تكون هذه الطريقة مناسبة لجميع السيدات؟
بشكل عام يمكنكِ الولادة تحت الماء في حالة كنتِ بصحة جيدة وكانت رحلة حملكِ بدون مصاعب أو مشاكل صحية، وكذلك الجنين، ولكن إذا كان الوضع غير ذلك فلا يٌفضل خوضها بالمرة، فهناك عدة حالات غير مسموح لها بخوض تجربة الولادة في الماء الساخن، وتكون أول حالة منهم هي السيدات اللاتي يعانين من أمراض جلدية، فتكون سهلة الانتشار في الماء وتنتقل إلى الجنين أثناء نزوله إليها، فلابد من استشارة طبيب ذو خبرة قبل خوض التجربة لتجنب مخاطرها، وفيما يلي الحالات غير المسموح لها:-
- إذا كان الطفل في وضع غير مناسب للولادة الطبيعية.
- في حالة الحمل بتوأم أو أكثر.
- لا يجوز استخدام الولادة تحت الماء في حالة الولادة المبكرة.
- إصابتكِ بتسمم الحمل أو تسمم في الدم، أو مرض السكري.
- إذا كان حجم الجنين كبير للغاية.
- في حالة اضطراب نبضات الجنين.
- إذا كانت انقباضات الرحم بطيئة وغير منتظمة.
- إصابتك بارتفاع في ضغط الدم أو انخفاضه.
- إذا كان عمر الأم أقل من 17 عام، وأكبر من 35.
الوقت المناسب للنزول إلى الماء
اختلفت الآراء تبعاً لعدة دراسات أجريت حول ذلك، فهناك بعض التقارير التي نصحت السيدات بعدم النزول إلى الماء منذ بداية الطلق، فهي قد تقلل من الانقباضات الرحمية، وأشارت بضرورة النزول إلى الماء عند اتساع عنق الرحم إلى 5 سم، ولكن في حالة انتظام الطلق ومروره بشكل طبيعي لا داعي للخوف والانتظار خارج الماء فترة طويلة، فيمكن النزول ومتابعة نبض الجنين والانقباضات وفي حالة الشعور ببطء في الانقباضات يتم الخروج من الماء.
كيف يخفف الماء الدافئ من آلام الولادة؟
استخدمت المياه الدافئة لتخفيف عدة آلام منذ القدم، فهي تساعد على الاسترخاء والراحة، وإزالة الشد الملازم للعضلات، وفي حالة الولادة الطبيعية يزداد هرمون التوتر والقلق بالجسم، مما يزيد من تقلص وشد العضلات وقتها، لذلك تتم الولادة في الماء الدافئ، فيساعد على زيادة هرمون الأوكسيتوسين لتنظيم الانقباضات المسئولة عن دفع الجنين إلى الخارج، فيتم بعد ذلك إرسال رسالة إلى الدماغ لإفراز الهرمون المخفف للآلام وهو هرمون الأندروفين، ويقل حجم الألم الذي تشعرين به كلما كنتِ أكثر هدوءاً.
ما هي النسبة المحتملة لإصابة الطفل والأم بالعدوى؟
قد ذكرنا لكِ أنه قد يصاب طفلكِ بعدوى أثناء ولادته في الماء، ولكن تصل نسبة ذلك إلى 0.01% بحسب عدة تقارير أُقيمت، حيث من الوارد أن يحدث تبرز لا إرادي للأم أثناء دفعها للجنين فيتأثر الطفل ويصاب بعدوى، ولكن جاء الرد على تلك المخاوف بأن المياه الدافئة تقلل من هذا الاحتمال فهي تخفف من البكتريا وتجعل تركيزها منخفض للغاية، فلا يحدث ذلك إلا نادراً.
كيف تتم عملية الولادة تحت الماء؟
تتم عملية الولادة في الماء على مرحلتين، فتكون المرحلة الأولى هي مرحلة انقباض الرحم لدفع الطفل إلى الخارج، فعندما تكون هذه الانقباضات منتظمة، بجانب انتظام نبضات الجنين أيضاً، وانتظام الضغط والسكر لديكِ بنسب طبيعية، فيتم نزول السيدة إلى حوض الماء الدافئ، للاسترخاء وتخفيف الألم الناتج عن المخاض، ثم تأتي المرحلة الثانية :-
- وهي مرحلة خروج الجنين، عندما يصل عنق الرحم إلى الاتساع المطلوب.
- يخرج الجنين إلى حوض الماء، فتكون بيئة الحوض هي بيئة السائل الأمنيوسي بداخل الرحم.
- فيتم قطع الحبل السري والتأكد من تنفس الطفل بشكل طبيعي.
الوقت المناسب للخروج من حوض الماء
يقرر الطبيب خروجكِ من الماء أثناء الولادة في حالة حدوث بطء للانقباضات الرحمية، أو حدوث مضاعفات أثناء الولادة مثل تعرض السيدة للنزيف، أو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، وكذلك إذا كنت تشعرين بألم شديد لا تستطيعين تحمله، فيجب الخروج وأخذ مسكن، ومع متابعة نبضات الجنين فإذا كان هناك اضطراب بها فيقرر الطبيب وقف الولادة في الماء والخروج وتكملة الولادة بشكل طبيعي، خاصةً مع ظهور النعاس على الأم أو تعرضها إلى الإغماء.
هل سيتنفس الطفل بشكل طبيعي تحت الماء؟
في حالة الولادة الطبيعية يحدث التنفس الطبيعي للطفل في حالة خروجه واستنشاقه للهواء، وفي حالة الولادة في الماء لا يتنفس الطفل في الماء فهي بيئة مشابهة لرحم الأم، فيمكن بعد نزوله إلى الماء وقطع الحبل السري، إخراجه من الماء ليتمكن الهواء من ملامسة بشرة الطفل ويستنشقه ويتنفس بشكل طبيعي، ولابد من التأكد من ذلك من خلال الطبيب.
ما هي التحضيرات اللازمة لعملية الولادة في الماء؟
توجد تحضيرات واجب عليكِ تنفيذها قبل خوض تجربة الولادة في الماء، فيجب الذهاب إلى الطبيب المختص والتحدث معه حول درجة نجاح هذه العملية تبعاً لحالتكِ الصحية والتي يقرها الطبيب بعد عمل فحوصات طبية عديدة، والتأكد من وجود المعدات اللازمة للولادة لدى الطبيب، من حوض ماء نظيف، حيث أن عوامل نجاح عملية الولادة في الماء الساخن تتوقف على ما يلي:-
- ألا تزيد درجة حرارة الماء عن 38 درجة مئوية.
- شرب الكثير من المياه أثناء الولادة لتجنب الجفاف.
- وضع خطة مسبقة لتجنب حدوث مضاعفات.
- عند حدوث أية مضاعفات يجب الخروج من الماء فوراً.
- القيام بتمارين القرفصاء للمساعدة على فتح عنق الرحم.
- القيام بذلك بداخل مستشفى مجهزة والابتعاد عن قيامها بداخل المنزل.
- تعقيم حوض المياه قبل غمره بالماء.
ما هي تكلفة الولادة المائية؟
تبقى لكِ معرفة تكلفة الولادة المائية، فتكلفة الولادة تبدأ من 2500 جنيه مصري ولا تتخطى 8000 جنيه، وبشكل عام تختلف من مكان لآخر لعدة عوامل، منها خبرة الطبيب، ومكان الولادة، والمعدات اللازمة، نفس الوضع هنا بالنسبة للولادة في الماء، فيكون ذلك على حسب سعر حوض الماء المستخدم، وأدوات التعقيم، وجهاز قياس نبضات الجنين تحت الماء، ولكنها أقل تكلفة نسبياً عن الولادة الطبيعية العادية في حالة استخدام حقنة التخدير فوق الجافية، وفي حالة الولادة القيصرية أيضاً.
هل الولادة الطبيعية في الماء سهلة؟
بدون شك تكون الولادة في الماء من طرق الولادة السهلة والميسرة، حيث أن الماء الساخن للولادة يساعد على فتح عنق الرحم وتسهيل نزول الجنين، كما يخفف آلام الولادة، فهو يستعمل كمسكن طبيعي ضد التقلصات العضلية، فتكون حدة الألم أقل كثيراً عن الولادة الطبيعية العادية، كما أنها تكون أكثر أماناً من الولادة الطبيعية بدون ألم، فتتجنبين مخاطر الحقنة المسكنة وآلام الظهر الملازمة لكِ بعد عملية الولادة، كما يمكن عمل تمارين المشي والقرفصاء أثناء الولادة والنزول إلى الماء من حين لأخر لتسهيل الولادة بشكل أكبر.
تجارب الولادة في الماء
سنقوم بسرد تجربة ولادة تحت الماء مرت بها سيدة وأصرت على نقل تجربتها لجميع السيدات الحوامل ونصحتهم بضرورة خوض تجربة الولادة في الماء لتخفيف آلام المخاض بطريقة طبيعية والبعد عن تناول الحقن المسكنة الضارة، فقالت” ذهبت إلى المستشفى عند شعوري بألم الطلق، وأحضروا لي حوض مليء بالماء الدافئ، فقومت بالجلوس فيه وشعرت بالاسترخاء والراحة بعد أن كنت أموت من شدة الألم، وكان يرافقني ممرضتين، وطبيبتين، وزوجي، ألزموني بضرورة شرب كمية وفيرة من المياه”.
أكملت قائلة “بدأ الطلق يزداد مع مرور الوقت وقاموا بقياس نبضات الجنين من وقت لآخر وقياس ضغطي ونسبة السكر في الدم، ثم بدأ جنيني في الظهور، ثم قامت الطبيبة بقطع الحبل السري ورفع الجنين برقة إلى خارج الماء لمساعدته على التنفس بشكل طبيعي، وقاموا بعرض الجنين على طبيب أطفال للكشف عليه، ومرت تجربة ولادتي في الماء بطريقة سهلة للغاية فكنت أشعر بالراحة طوال وقت تواجدي في المياه”.
الخاتمة
في ختام الحديث عن موضوعنا الولادة في الماء فهي تجربة ولادة طبيعية سهلة، يمكن تنفيذها في المنزل ولكن ذلك له أضرار أو مخاوف، فإذا كنتِ تحبين تنفيذها فيجب عليكِ اللجوء إلى مستشفى لديها هذه الخدمة المميزة، فيكون من الأفضل المتابعة في مكان مجهز لتجنب حدوث مضاعفات مفاجئة أثناء الولادة.