انخفاض حرارة الرضيع | مرض يُصيب أغلب الأطفال، فكيف يمكن علاجه؟
تواجه الأمهات عدة مصاعب مع أطفالها الرضع، منها مشاكل صحية بسيطة ومنها ما هو خطير ويحتاج إلى متابعة دورية، لذلك اخترنا اليوم التحدث عن انخفاض حرارة الرضيع، فالأطفال مثلهم مثل الكبار قد يحصل لديهم اضطراب في درجة حرارة أجسامهم؛ فتعرفي معنا على عوامل الخطر وطرق العلاج المتبعة.
انخفاض حرارة الرضيع
المقصد من انخفاض درجة حرارة الرضيع هو تعرضه لدرجة حرارة منخفضة أشعرته بالبرودة التي جعلت جسمه غير قادر على رفعها بشكل طبيعي مرة أخري، فيؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل تتعلق بأعضاء جسم الطفل فتكون غير قادرة على أداء عملها بالشكل المطلوب، لذلك ننصح الأمهات بضرورة أخذ قياس مضبوط لدرجة حرارة الرضع، حتى لا تظهر لكم نتائج خاطئة، كما لا بد من التعرف على درجة الحرارة الطبيعية للرضع وهو ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية.
درجة الحرارة الطبيعية للرضع وطرق القياس
تكون درجة حرارة الرضيع في الصباح حوالي 35 درجة مئوية، ولكن في الليل تصل إلى 37 درجة مئوية، وذلك عند قياسها بالترمومتر في الفم، وذلك أمر طبيعي حسب ما تم ذكره من قِبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، على الرغم من أن قياس درجة الحرارة من الفم للأطفال لا يعطي النتيجة المطلوبة، فلا بد من وضعه تحت اللسان بشكل جيد وهذا يعد أمراً صعباً مع الأطفال، لذلك ننصح بأخذ درجة الحرارة من المستقيم، وتكون الحرارة الطبيعية هي 36 درجة مئوية بالصباح وفي الليل 37.9 درجة مئوية.
يمكن أخذ القياس أيضاً من الإبط ولكنها تعطي نتائج غير دقيقة أيضاً، فهي تعطي درجة أقل من درجة حرارة القياس من المستقيم، فلا بد عزيزتي الأم من أخذ القياس من المستقيم برفق لكي تطمئني على رضيعكِ وتستبعدي إصابته بما يسمى انخفاض الحرارة عند الرضع.
أسباب انخفاض درجة حرارة الرضيع
يُولد الأطفال ولديهم ضعف عام في أعضاء جسدهم، وذلك أمر طبيعي فيحتاج جسمهم إلى بعض الوقت حتى يتأقلم مع الجو العام، حيث أن الظروف البيئية من طقس بارد وعدم تدفئة الطفل بشكل جيد أو تعرضهم لمشاكل صحية أخرى قد يتسبب لهم في خلل في الجسم، فيكون غير قادر على ضبط درجة الحرارة، ويكون الأطفال الخدج أي المولودون بشكل مبكر أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارتهم عن الأطفال المولودين في معادهم، وفيما يلي أسباب انخفاض درجة الحرارة عند الرضع:
الولادة المبكرة
إذا وُلد الطفل مبكراً أي قبل الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل يكون معرضاً بشكل أكبر للإصابة بانخفاض حرارة الرضيع، حيث يكون وزنه قليل حوالي كيلو ونصف تقريباً، أو أقل من ذلك، بالإضافة إلى عدم اكتمال الجهاز العصبي، وعدم تحكم الجسم في الحرارة، لذلك يحتاج الأطفال إلى غرفة مخصصة للمولودين مبكراً يتم وضعهم فيها منذ ولادتهم بالمستشفى، فتكون بها مصابيح تساعد على تدفئتهم.
الطقس البارد
إذا ولد الرضيع في درجة حرارة باردة يؤدي ذلك إلى انخفاض درجة حرارة جسمه، كذلك إذا كان المكان المخصص للولادة بارداً، لذا يحتاج الرضع إلى سرائر دافئة، ومكان دافئ مخصص للولادة، مع إزالة السائل المحيط بهم بداخل رحم الأم، وتغطيته ببطانية ووضعه على سرير دافئ كي نساعده على ضبط معدل حرارة جسمه بسهولة مع تأخير أول حمام للطفل وعمل تلامس جسدي بينه وبين الأم فور الولادة.
نقص نسبة السكر في الدم
يتعرض الرضيع إلى نقص نسبة الجلوكوز في الدم، فمن المعروف أن الجلوكوز هام للحصول على الطاقة، فقد يحدث ذلك للرضيع فور ولادته، أو بعد فترة من الولادة، ويتحكم في ذلك عدة عوامل منها مدى صحة الأم أثناء رحلة الحمل، أو تعرض الطفل لعدوى، لذلك يجب عليكِ الاهتمام بنظام صحي أثناء الحمل، وعمل فحص دوري لـ سكر الحمل، وتغذية الطفل بشكل جيد لزيادة وزنه.
الإصابة بالعدوى
هناك بعض الأمراض التي قد يصاب بها الطفل الرضيع تكون وراء انخفاض درجة حرارته مثل التهاب السحايا، فقد يسبب ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها، فهو عبارة عن بكتيريا تصيب الدم، فتظهر عدة أعراض إضافية منها سرعة ضربات القلب، قلة التغذية وطفح جلدي مع شحوب في الجلد.
ضعف الجهاز المناعي
يؤدي نقص مناعة الأطفال الرضع إلى إصابتهم بانخفاض درجة حرارة جسمهم، وذلك أمر طبيعي في بداية ولادتهم، فيكون الجهاز المناعي في حالة ضعف شديد، فيكون عرضة للإصابة بأمراض مختلفة تسبب له انخفاض درجة حرارته.
أعراض إصابة الطفل بانخفاض درجة حرارته
ذكرت بعض الدراسات وجود أطفال رضع تعرضوا إلى الوفاة بعد انخفاض درجة حرارتهم عن 34 درجة مئوية فتصل درجة حرارتهم إلى 32 درجة، فيكونوا أكثر عرضة للوفاة عن الأطفال الذين درجة حرارتهم أعلى من 34 درجة، وتتم متابعة درجة حرارتهم بعد 72 ساعة من الولادة، ولكنهم توفوا بعد أسبوع من الولادة فلم يتمكن جسمهم من ضبطها، ولكي تتجنبي ذلك عليكِ معرفة أعراض الإصابة بانخفاض حرارة الرضيع وهي فيما يلي:
- عند لمس الرضيع نلاحظ وجود برودة في أجسامهم.
- وجود لون أزرق على الشفاه والأصابع.
- خمول الطفل وشعوره بالإعياء الشديد.
- نجد الطفل يبكي بشكل ضعيف.
- يجد الطفل صعوبة في الرضاعة أو التغذية.
- اضطراب في ضربات القلب.
- شحوب البشرة.
ماذا أفعل عند تأكدي من انخفاض درجة حرارة طفلي؟
انخفاض درجة حرارة الرضيع 36 هو انخفاض بسيط لا يحتاج إلى تدخل طبي فهو معدل انخفاض طبيعي عند قياسه من المستقيم بشكل دقيق، وكذلك انخفاض درجة حرارة الرضيع 35 هو انخفاض متوسط يمكن التحكم فيه منزلياً، ولكن إذا قلت عن ذلك ووصلت إلى أقل من 32 يحتاج إلى التدفئة من خلال لفه بالبطانية وإضافة قطع من الملابس مع تقليل الاستحمام، أو تجفيف جسمه بشكل جيد بعده، والحرص على قياس درجة الحرارة باستمرار بالترمومتر، فإذا لم يتحسن لا بد من اللجوء إلى الطبيب.
ننصحك بعدم الإفراط في التدفئة أو تعريض الطفل لأجهزة التدفئة بشكل مباشر، فذلك يعرضه لمشاكل صحية ومخاطر، ولكن يمكن عمل طرق أخرى سليمة لمساعدة الطفل على رفع درجة حرارته وتجنب إصابته بانخفاض حرارة الرضيع وهي فيما يلي:
- عمل تلامس جسدي بينه وبين الأم أو الأب بشرط أن يكون جلد الشخص الملامس للطفل دافئ.
- تغطية الطفل ببطانية مناسبة أثناء عمل التلامس الجسدي وتغطية رأسه والأذنين.
- يتم عمل التلامس الجسدي بدون ارتداء ملابس.
- تجفيف جسم الطفل بشكل جيد لمنع خفض درجة حرارته أكثر وإزالة الملابس المبللة.
- استخدام مصابيح حرارية في المنزل للتدفئة.
- أخذ علاج مناسب بعد الكشف من قِبل الطبيب ومعرفة السبب وراء ذلك.
- إرضاع الطفل كلما أمكن ذلك، فالتغذية تساعد على التدفئة.
طرق العلاج المتبعة بالمستشفيات
تكون مرحلة انخفاض حرارة الرضيع الشديدة هي عند وصولها إلى أقل من 32 درجة مئوية، فيحدث فيها اضطراب في النبض، وصعوبة في التنفس، ورعشة، وصعوبة في الحركة، ثم تتفاقم الأعراض وتصل إلى خلل شديد في النبض، مع اتساع حدقة العين وفقدان للوعي، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى المستشفى فهناك يتم التعامل معه بعناية شديدة.
تكون المستشفيات مجهزة بمعدات أفضل من المنزل، مثل الغرف الدافئة ومحاليل وريدية دافئة، وتزويد الطفل بالأكسجين الساخن وتزويده بمحاليل في البطن لاستعادة حرارته بشكل أسرع، وفيما يلي سنشرح كل طريقة:
التدفئة العادية
وضع الطفل في غرف دافئة مجهزة خصيصاً للأطفال الذين يعانون من مرض انخفاض حرارة الرضيع، كذلك يتم لف الطفل بالبطانية الدافئة وتقديم مشروبات دافئة له إذا كان عمره أكثر من 6 شهور، وهناك طرق أخرى يتم عملها للأطفال الأقل من 6 شهور.
عمل تدفئة للدم
يتم سحب عينة دم من الطفل الرضيع وعمل لها تدفئة على أجهزة خاصة، ثم يتم إعادته مرة أخرى إلى جسم الطفل، فتساعده على رفع درجة حرارة جسمه بشكل أسرع وتكون الأجهزة المستخدمة في هذه العملية هي أجهزة غسيل الكلى.
حقن جسم الطفل بسوائل دافئة
من طرق العلاج التي تتم بداخل المستشفيات المجهزة لذلك هو إعطاء سوائل دافئة في الوريد وذلك للأطفال التي تكون أعمارها أقل من 6 شهور أو أطفال رافضة للرضاعة والطعام، فيتم ضخ سوائل دافئة في الوريد وتكون عبارة عن ماء وملح، فتساعد على تدفئة الدم المتواجد بجسم الرضيع، فتجعل جسمه دافئاً.
مد الطفل بالأكسجين الدافئ
يتم مد الطفل المصاب بانخفاض الحرارة بأقنعة أكسجين دافئة، أو أنابيب يتم تركيبها في الأنف، فتساعد على تدفئة جسمه وضبط ضربات قلبه والنبض، فهذه الطريقة تعمل على تدفئة الشعب الهوائية فيتم رفع حرارة الرضيع.
تركيب أنابيب بالبطن
يتم استخدام أنابيب لتدفئة أجزاء معينة من جسم الرضيع، ويتم تركيبها في الأماكن الأكثر تضرراً من انخفاض درجة الحرارة، مثل الرئة، أو تجويف البطن، ويتم استخدام هذه الطريقة بالإضافة إلى المحاليل الدافئة.
متى يمكن اللجوء إلى الطبيب؟
يجب مراقبة الطفل الرضيع فإذا لاحظتِ عليه ظهور أعراض مثل التشوش، والرعشة التي لا تتوقف، وظهور علامات جفاف الفم و قلة سيلان اللعاب، وقلة في البول لفترة تصل إلى أكثر من 5 ساعات، بالإضافة إلى قلة طلب الطفل للرضاعة، وخموله وكسله حتى مع القيام بكل طرق العلاج المذكورة في المنزل، فلا بد وقتها من اللجوء إلى مكان مخصص للعناية ولحاق الطفل قبل الدخول في حالة اللاوعي، أو مرحلة الخطر.
هل يسبب التطعيم انخفاض درجة حرارة الرضيع؟
لا، فمن المعروف أن التطعيم الإجباري الذي يتم إعطائه للأطفال الرضع يساعد على رفع درجة حرارة الرضيع، فيتم إعطائه عينة صغيرة من المرض فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمتها، فبالتالي عند إصابته بالمرض ذاته يتمكن الجهاز المناعي لديه من مهاجمته بشكل أفضل، فيكون السبب في ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل هو دخول فيروس بالجسم وتعامله معه.
ما هي عوامل الخطر؟
تكون عوامل الخطر التي تتعلق بانخفاض حرارة الرضيع هي وصوله إلى مرحلة متأخرة من المرض، وهنا قد يصاب الطفل بفقد في الوعي، وقد تقل درجة حرارته بشكل مبالغ فيه، ويتسبب ذلك في حدوث خلل في أعضاء جسمه بالكامل، ومع التدخل الطبي وإجراءات التدفئة الكثيرة لا يستجيب جسم الطفل نهائياً، وقد يعرض حياته إلى الخطر، فكما ذكرنا هناك أطفال تعرضوا للوفاة بسبب ذلك، لذلك يجب الاهتمام بقياس درجة حرارة الطفل باستمرار.
طرق الوقاية من انخفاض حرارة الرضيع
يمكن الوقاية من مرض انخفاض حرارة الرضيع بكل سهولة، وذلك من خلال اتباع نصائح هامة فور ولادة الطفل، فلابد من تجهيز مكان للولادة دافئ سواء كان المكان في المنزل أو خارجه، مع تجنب تعريض الطفل لتيارات الهواء، والحرص على مسح المياه التي كانت تحيط به بداخل رحم الأم، وتأجيل الحمام الأول له بعد مرور 12 ساعة من الولادة، حتى يحتفظ الطفل بدرجة حرارة جسمه الطبيعية، بالإضافة إلى ما يلي:
- ارتداء طبقات ملابس سميكة تناسب الجو العام للولادة والمكان.
- الحفاظ على بقاء الطفل جافاً.
- عمل تلامس جسدي للطفل فور ولادته مع الأم.
- إرضاع الطفل رضاعة طبيعية.
- يتم قياس درجة حرارة الطفل باستمرار لتجنب وصولها إلى المرحلة المتأخرة.
- إلباس الطفل قفازات وجوارب وكذلك قبعات للرأس لحصوله على التدفئة فور ولادته.
- اللجوء إلى الطبيب في حالة ظهور علامات انخفاض درجة حرارة طفلكِ على الفور.
ختاماً فإن الإصابة بمرض انخفاض حرارة الرضيع يعد من الأمور الشائعة التي تحدث لأغلب الأطفال خاصةً إذا تمت ولادتهم بشكل مبكر، ويعانون من قلة في الوزن، لذلك يتم إدخالهم في غرفة التدفئة أو الحضانة، ولكن إذا لم تتم ملاحظة علامات انخفاض درجة حرارته، قد يتفاقم الأمر ويحتاج إلى عناية كاملة بداخل مستشفى ويحتاج إلى تدخل طبي لفترة من الوقت حتى يمكن حماية الطفل من عوامل الخطر.