انفجار الرحم أثناء الولادة l أسبابه وأضراره وطرق الوقاية منه
يمكن أن يهدد انفجار الرحم أثناء الولادة حياة الأم وجنينها أيضاً، هل هذا صحيح؟، إليكِ عزيزتي الأم كل ما تودين معرفته عن هذا الموضوع سواء أثناء الولادة أو في فترة الحمل، إضافة إلى أسبابه وأعراضه والمُضاعفات التي يمكن أن يسببها لكِ ولجنينك، ذلك مع إرشادك بطريقة الوقاية من ذلك الانفجار لحمايتك ولحماية جنينك، وهل يمكنك الحمل مرة أخرى بعد تعرض الرحم للانفجار أم لا؟، تعرفي على كل ذلك وأكثر، تابعي معنا.
انفجار الرحم
يعد ذلك المصطلح قويًا ومخيفاً للأمهات أو للإناث بشكل عام، فمن المعروف أن مصطلح “الانفجار” يعني تطاير للشظايا بقوة وتناثرها في كل مكان، لكن في الحقيقة هذا التعبير لا يعبر اصطلاحيًا عن ما نقصده بالضبط حول انفجار الرحم أثناء الولادة، فهو يعني تمزق الرحم أو انفجاره طبيًا بأن تعرض الرحم للتمزق في العضلات أي “التمزق الرحمي”، وهو أكثر دقة وأقل حدة في تعبيره، والجانب الإيجابي في ذلك الأمر أنه يندر حدوثه إلا في بعض الحالات الشاذة المذكورة بالأسفل.
فيمكن أن تتعرض الأم الحامل لهذا التمزق خاصةً عند قرب موعد الولادة أو خلال الولادة نفسها، وهو أمراً ليس سهلاً على الإطلاق، فإذا لم يتم التدخل فوراً من قبل الأطباء وإنقاذ الوضع، قد يؤدي ذلك خلال دقائق فقط إلى وفاة الجنين أو وفاة الأم نفسها أثناء الولادة، لذلك عليكِ بمتابعة هذا الموضوع لمعرفة الإجراءات اللازمة إذا حدث مثل ذلك الأمر، وطرق الوقاية لحماية نفسك وجنينك من هذه الكارثة.
أسباب انفجار الرحم أثناء الولادة
يمكن أن تتعرض الأم كما ذكرنا سابقاً إلى انفجار الرحم، حيث تتمزق عضلات وخلايا الرحم، ويبدأ الجنين بالانزلاق إلى داخل خلايا البطن؛ مما قد ينتج عنه تعرض الجنين إلى الاختناق مما يؤدي إلى وفاته، ويمكن أن يسبب لكِ نزيفاً حاداً، ذلك وغيرهم من المضاعفات والمخاطر التي يجب أن تكوني على دراية بها والمذكورة بالأسفل، أما الآن إليكِ أشهر الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك الانفجار أو التمزق الرحمي، وهي كالتالي:
- إجرائك لجراحات سابقة أدت إلى وجود بعض الندوب بمنطقة الرحم: كالجراحة القيصرية، أو الإجهاض، أو استئصال ورم ما بهذه المنطقة.
- وجود بعض العيوب الخلقية بالرحم، وقد تكون وراثية أو مكتسبة نتيجة قيامك ببعض الأمور غير الصحيحة أثناء الحمل وسنذكرها لاحقاً.
- تعرضك لحادث ما تسبب في إصابة خلايا وعضلات البطن مما أثر على الرحم.
- إصابتك بخطر الاستسقاء السلوي، ويعد من الأسباب التي قد تؤثر مباشرة على الرحم وتؤدي إلى تمزقه.
- تعرض جنينك لبعض العيوب الخلقية، وهذا الحدث يمكن أن تكوني أنتِ السبب به بنسبة كبيرة، وسنخبرك كيف لاحقاً.
- إصابة المشيمة ببعض المشكلات أو الأمراض: كسرطان المشيمة.
- تجاوز الحمل لمدته الطبيعية، خاصةً إذا وصل إلى 40 أسبوعاً.
- الإفراط في استعمال العقاقير ومقويات العضل الرحمي.
- عجز الأطباء عن تفسير حالة العسر التي قد تمرين بها، مما يعني التأخر في اتخاذ القرارات اللازمة، وفوات الأوان.
- إنجابك لأكثر من خمسة أولاد يؤثر على الرحم بشكل كبير ويؤدي إلى انفجاره بسهولة.
- كبر حجم جنيك داخل الرحم عن الحجم الطبيعي، مما يؤثر على تمدد خلايا الرحم، أو انغراز المشيمة بداخل جدار الرحم.
أسباب أخرى للانفجار
إليكِ العديد من الأسباب الأخرى، والتي تعد أكثر تأثيراً على الرحم مما قد تؤدي إلى إتلافه بشكل كبير، والتي يمكن إيجازها بالسطور التالية:
عملية المخاض
يقصد بهذه العملية فترة تعرضك “للطلق”، فعندما يتعرض الرحم إلى ضغط متزايد يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفجاره، خاصةً إذا كان عنق الرحم ضيقاً، مما قد يصعب على جنينك المرور من خلال القناة المهبلية لـ الولادة الطبيعية.
الولادة الثانية
قد يتعرض الرحم إلى الانفجار في الولادة الثانية، وذلك إذا خضعتٍ سابقاً أو في ولادتك الأولى إلى الولادة القيصرية ولم يقم الطبيب فيها بخياطة أنسجة الرحم بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى سرعة انفجار الرحم إذا تعرض لأي ضغط، خاصةً إذا شعرتِ بالمخاض وقام جنينك بالضغط على الرحم الملتئم بطريقة غير جيدة وخلال دقائق يؤدي ذلك إلى “التمزق الرحمي”.
ورم والتهابات
يعتبر الورم أو تعرض الرحم للالتهابات من الداخل من الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى “التمزق الرحمي”، أو انفجار الرحم أثناء الولادة خاصةً إذا كانت تلك الالتهابات أو هذا الورم داخل الغشاء المبطن من الرحم.
الولادة الطبيعية بعد القيصرية
يمكن أن يحدث انفجار الرحم إذا خضعتِ مسبقاً إلى ولادة قيصرية، وتحاولين أن تجعلي الولادة الثانية طبيعية بالرغم من استحالة هذا الأمر إلا في بعض الحالات الشاذة؛ وذلك لضيق الرحم أو كبر حجم جنينك عن الحجم الطبيعي داخل الرحم، مما يضطر الطبيب إلى إجراء الولادة القيصرية، وبهذه الحالة يستمر الرحم في الانقباض مما يؤثر على الأنسجة والخلايا ويؤدي إلى انفجاره، لذلك لا تحاولي الخضوع إلى الولادة الطبيعية إذا كانت لكِ ولادة قيصرية تسبق ذلك الحمل.
أعراض انفجار الرحم
إليكِ بعض الأعراض الشائعة التي تدل على تعرضك لانفجار الرحم، وحينها عليكِ التوجه إلى الطبيب لمعالجة الأمر وإنقاذ جنينك من الاختناق والوفاة؛ نتيجة خروجه من الرحم وتواجده في البطن، ومن أهم هذه الأعراض:
- تعرض نبض القلب لدى الجنين إلى اضطرابات مستمرة، لذلك عليكِ المتابعة من الطبيب للفحص عن نبضات الجنين.
- تعرضك لنزيف مهبلي حاد، مما قد يؤدي ذلك إلى هبوط ضغط الدم، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على صحتك وصحة جنينك والرحم.
- ملاحظة تراجع رأس الجنين للخلف، وعودته لقناة الولادة، وذلك من خلال الأشعة المصورة.
- تباطؤ انقباضات الرحم، وملاحظة تناقص في عددها مع كل ألم بعد انقباضتين متتاليتين.
- شعورك بآلام حادة في البطن عن المعتاد، وملاحظة انتفاخ أسفل منطقة العانة.
- وجع مبالغ بمنطقة الصدر، وارتفاع معدل ضربات القلب لديكِ نتيجة تعرضك للنزيف الداخلي.
- طلق أو مخاض غير طبيعي، أو شعورك بألم شديد بمنطقة الحوض شبيه بالطعن الداخلي.
انفجار الرحم بعد قيصريتين
أكدت عدة دراسات على أن الأم التي خضعت للقيصرية لأكثر من مرتين، يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الرحم وتمزيقه، خاصةً إذا وصلت مرات الولادة القيصرية إلى 4-5 حالات؛ وذلك لما له تأثير على الرحم مما يؤدي إلى إضعافه وعدم قدرته على تحمل وزن جنينك بعد ذلك كلما تقدمتِ في فترة الحمل، وحينها يصبح حدوث الولادة وأن يصبح الجنين طبيعيًا مستحيلاً؛ لخروج الجنين من الرحم وتعرضه للاختناق مما يؤدي إلى وفاته.
مضاعفات ومخاطر انفجار الرحم
قد يتسبب انفجار الرحم أثناء الولادة أو ما بعد الولادة في العديد من المضاعفات أو المخاطر التي يمكن أن تؤثر عليكِ فيما بعد في مراحل الحمل التالية، والتي يمكن إيجازها بالتالي:
- تعرضك للعدوى التي يمكن أن تؤثر عليكِ بالسلب بعد الولادة أو أثناء الولادة.
- اضطرابات شديدة في معدل ضربات القلب لديكِ ولدى الجنين.
- التهاب الرحم أو تعرضه للأورام الليفية؛ مما قد ينتج عنه استئصال الرحم لإنقاذك من الوفاة.
- تلف الرحم، حيث يمكن أن يؤدي إلى عدم صلاحية الرحم إلى حمل أجنة مرة أخرى.
- تعرضك لنزيف حاد نتيجة تمزق الرحم، أو تعرض الغدة النخامية إلى التلف.
- إمكانية إصابتك بالتخثر المنتشر بمنطقة الأوعية من الداخل.
- يمكن أن تصيبي بانصمام حاد في السائل الأمنيوسي.
- وفاة الجنين؛ نتيجة نقص الأكسجين إذا لم يتم إنقاذه فور خروجه من الرحم بين فترة من 10-40 دقيقة من انفجار الرحم.
العلاج والتشخيص لانفجار الرحم
بمجرد حدوث انفجار الرحم أثناء الولادة، يقوم المختصين والأطباء على الفور بإجراء جراحي يطلق عليه “بضع البطن”، ويكون ذلك مصحوباً بإجراء عملية قيصرية فوراً؛ لإنقاذ الجنين والأم، لكن في بعض الحالات الخطرة خاصةً انفجار الرحم خارج المشفى مما يعني فوات الأوان، أو عدم قدرة الأطباء على السيطرة ووقف النزيف الحاد داخل غرفة العيادة، مما يؤدي إلى ضرورة استئصال الرحم كاملاً، وقد تحتاج الأم أيضاً إلى نقل دم نتيجة ما تعرضت له من نزيف حاد.
يمكن أيضاً في بعض الأحيان أثناء التعرض لانفجار الرحم أن يقوم الأطباء بعلاج هذا التمزق وإنقاذ الحمل وجعله طبيعيًا بدلاً من الخضوع للقيصرية، وذلك من خلال إجراء عملية جراحية خاصة يقوم فيها الأطباء العمل على التئام ذلك التمزق بجدار الرحم، وحينها يوصي الطبيب المريضة بتجنب الحمل إلا بعد مرور سنة من إجراء تلك العملية لضمان سلامة الرحم وقدرته على تحمل الأجنة بشكل صحي.
كيفية تجنب انفجار الرحم
لتجنب حدوث انفجار الرحم أثناء الولادة أو خلال فترة الحمل، عليكِ بالمتابعة الدورية مع الطبيب الخاص بكِ؛ وذلك لمراقبة وضع الجنين بواسطة الأشعة المصورة والتي توضح حالة الجنين ووضعيته ووزنه، ومراقبة حالة الرحم لسرعة التصرف إذا كان هناك تمزق به أم لا، ويمكن أن يُستنتج من هذه الأشعة إذا كنتِ ستخضعين للولادة القيصرية أم الطبيعة، وذلك من خلال تحديد حالة الأم والجنين ومعدل نبضات قلبه ووزنه.
هل يمكن الحمل بعد انفجار الرحم؟
ذكرنا سابقاً أن انفجار الرحم قد ينتج عن تعرضك مسبقاً لعملية قيصرية، أو ضيق الحوض مما يصعب مرور الجنين منه، أو تعرضك لتقلصات شديدة، مما قد يؤثر عليكِ ويؤدي إلى انفجار الرحم وحدوث نزيف حاد قد يعرضك ويعرض جنينك للخطر، وحينها يضطر الطبيب إلى أخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذك أو إنقاذ جنينك، وفي جميع الأحوال إجراءات الطبيب المأخوذة يمكن أن تكون قاسية مثل: استئصال الرحم، أو منعك من الحمل مرة أخرى لأنه يهدد حياتك.
أما رغبتك بالحمل بعد تعرضك لانفجار في الرحم مسبقاً، يمكن أن يحدث في حالة إذا لم يتعرض الرحم إلى تمزق شديد أدى إلى إضعافه، أو تم التئامه جيداً ومر على هذه العملية عام أو أكثر؛ حتى يتمكن من حمل الأجنة بالشكل الصحي، ولتجنب تعرضك للانفجار مرة أخرى كما قد يودي بحياتك أو بحياة الجنين هذه المرة، لذلك عليكِ استشارة الطبيب أولاً قبل اتخاذك لهذه الخطوة؛ لأنه يدرك تماماً الحالة الصحية التي يمر بها الرحم الخاص بكِ وهل يمكن أن يتحمل الحمل مرة أخرى أم لا.
نصائح لتجنب انفجار الرحم أثناء الولادة
إليكِ العديد من النصائح الهامة التي قد تقيكِ من التعرض لانفجار الرحم مما يؤثر بالسلب على حياتك وعلى حياة الجنين أيضاً، والتي يمكن إيجازها بالتالي:
- المتابعة الدورية مع الطبيب الخاص بكِ خاصةً في الفترة الأخيرة من الحمل بداية من الشهر الثامن.
- ممارسة رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة أو أكثر حسب القدرة؛ لتوسيع منطقة الحوض وتسهيل الولادة.
- ممارسة تمارين اليوجا أو التأمل طوال فترة الحمل؛ لأنها تساعدك على التخلص من التوتر الذي يسبب الضغط على أعضائك بالسلب.
- تناول الأطعمة الصحية مما يساعدك ذلك بشكل كبير على مرور حملك بسلام دون حدوث أي أضرار تؤثر على الرحم.
- تناولي الأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات طوال فترة الحمل؛ لحمايتك من أي عرض يمكن أن يؤثر على الرحم ويتلفه.
- لا تقومي بحمل الأشياء الثقيلة أو القيام بأعمال المنزل الشاقة؛ لتجنب تعرض البطن أو الظهر للضغط الزائد.
- لا تتناولي العقاقير بإفراط دون استشارة الطبيب؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى إتلاف المعدة أو تحرك المشيمة مما يتلف الرحم، خاصة إذا كانت مقوية للرحم، فيمكن أن لا يتحمل جدار الرحم ذلك وينفجر.
- تجنب الجلوس بشكل مستمر؛ لتجنب إرخاء عضلات البطن والرحم.
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون؛ لأنها غير صحية على جنينك، وقد تؤدي إلى زيادة وزن الجنين وضغطه على الرحم.
- أخيراً، ننصحك بتجنب الحمل بعد تعرضك لانفجار مسبق في الرحم حتى لا يتكرر ذلك الانفجار مرة أخرى لمدة عام وأكثر.
الخاتمة
أخيراً، بعد التعرف على أسباب انفجار الرحم أثناء الولادة وما الذي يمكن أن يتسبب فيه من مضاعفات قد تؤثر عليكِ أو على جنينك مما قد تودي بحياته، عليكِ المتابعة الدورية مع الطبيب الخاص بكِ للكشف عن الحالة الصحية التي يمر بها الرحم، ومعرفة إذا كان مُعرض للتمزق أم لا؛ استعدادًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذك وإنقاذ الجنين، وحمايتك من التعرض لأي مضاعفات أو الأخطار سابقة الذكر، وذلك لإتاحة الفرصة لديكِ أيضاً للحمل مرة أخرى دون حدوث ذلك الانفجار مجدداً أو اضطرار الطبيب إلى استئصال الرحم لا قدر الله، وذكرنا سابقاً أن الجانب الإيجابي بهذا الأمر أنه يندر حدوثه، أي يحدث بنسبة 1% فقط للنساء، وفرصة عيش الجنين والأم كبيرة إذا قام الطبيب بالإجراءات اللازمة بالوقت المناسب.