تحجر البطن في الشهر السابع، هل يشبه تحجر الولادة؟
يشيع لدى الحوامل الشعور بتقلص مع تحجر البطن في الشهر السابع من الحمل، ولأن الحامل تخاف من فكرة المخاض المبكر وتنتابها الوساوس مع دخول الشهر السابع بسبب ذلك، حيث أنه من الشائع حدوث ذلك في هذا الشهر من الحمل، عليها معرفة كل ما يتعلق بهذا التحجر، من حيث الأسباب وطرق التعامل معه والفرق بينه وبين ألم الولادة والحالات التي تستدعي اتخاذ إجراءات سريعة والتوجه الفوري إلى الطبيب المتابع، واصلي القراءة لتتعرفي على كل ذلك وأكثر.
تحجر بطن الحامل في الشهر السابع
هو شعور بالتحجر والشد الناتج عن انقباضات براكستون هيكس، أو الطلق الكاذب، والذي يشيع الشعور به على مدار الثلث الثالث من الحمل، وتحدث هذه الانقباضات بشكل متقطع على هيئة تحجر في البطن، وعلى الرغم من أن تحجر بطن الحامل في الشهر السابع يحدث في فترة مبكرة من عمر الحمل، بعد مرور 6 أسابيع من عمره، إلا أن الشعور بها من قبل الحامل يكون خلال الثلث الأخير منه، وعلى الرغم من أنه يكون غير مريح وقد يشعر الحامل ببعض الألم، يعتبر هذا التحجر طبيعي ولا داعي للقلق منه.
هل تحجر البطن في الشهر السابع طبيعي أم خطير؟
لا يجب على الحامل القلق من حدوث تحجر البطن في الشهر السابع وشعورها ببعض الآلام الناتجة عنه في منطقة أسفل البطن أو العانة أو أحد جانبي الجسم أو كليهما، حتى ولو كان الألم شديدًا، فهو من الظواهر الشائعة التي تشعر بها كل حامل والأعراض التي عادةً ما تصاحب الثلث الأخير من الحمل ويبدأ ظهورها في الشهر السابع منه.
هل تحجر البطن يفتح الرحم؟
بحسب ما يقول أخصائي النساء والتوليد، فإن تحجر البطن خلال الشهر السابع من الحمل لا يتسبب في فتح الرحم، وإنما يمرنه على الانقباض والانبساط ليكون جاهزًا عند مجيء موعد الولادة، نعم إذا حدث هذا التحجر خلال الشهر التاسع فإنه يعمل على توسيع الرحم وفتحه بمرور الوقت، أما في الشهر السابع فلا يحدث ذلك إلا في حالات المخاض المبكر.
أسباب تحجر البطن في الشهر السابع من الحمل
هناك العديد من الأسباب التي تعود وراء تحجر بطن الحامل في الشهر السابع، والتي تحتاج الحامل لاستشارة الطبيب لمعرفة وتحديد أي منها هو السبب الحقيقي وراء ما تشعر به، ولا يفضل تخمين هذه الأسباب من قبل الحامل وحدها، فقد تعمد إلى محاولة حل المشكلة بشكل غير سليم مما يؤدي إلى تفاقمها أو التأثير السلبي على الحمل في نواحٍ أخرى، ونورد فيما يلي أسباب تحجر البطن في الشهر السابع من الحمل:
جفاف جسم الحامل
لأن هناك جنين ينمو في أحشاء الحامل، فإنها تحتاج لكميات من المياه أكبر من الكميات التي يتجرعها الشخص العادي، حيث تحتاج لنحو 10 إلى 12 كوب من الماء والسوائل الطبيعية الصحية على مدار اليوم، ولا يجب أن تتهاون الحامل في أمر شرب الكميات الكافية لها ولجنينها من الماء حتى لا تعرض جسمها للجفاف الذي يؤثر بالسلب على جميع الأعضاء، إلى جانب أن الجفاف يعتبر مسببًا رئيسيًا لحدوث تحجر البطن في الشهر السابع والشعور بالتقلصات التي تشعرها بأنها على وشك الولادة، ولأن نسبة الجفاف تكون أشد في فصل الصيف فإن احتمالية تعرض الحامل للتحجر تكون أكبر.
النشاط البدني الزائد
يمكن أن تقوم الحامل ببعض الأنشطة التي تتسبب عن حدوث تحجر وتقلصات بالرحم، وقد سمعنا من بعض الحوامل أنه خلال الشهر السابع من الحمل لم تكن تمارس المشي لمسافات قصيرة إلا وتشعر بهذا التحجر المؤلم، وعلى الرغم من أنه من المستحب أن تتحرك الحامل بشكل جيد للحفاظ على صحتها وضمان صحة الحمل وتسهيل الولادة، إلا أن ممارسة التمارين الشاقة والوقوف لفترات طويلة ليس في صالحها، وتزداد المعاناة من فرط النشاط البدني كلما كبر حجم البطن، وفي حال لاحظت الحامل الشعور بانقباضات مؤلمة أو الدوار والدوخة أو وجود نزيف دموي مهبلي أو ألم في الصدر، فإن عليها التوقف على الفور عن ممارسة أي نشاط بدني يسبب لها التعب والإرهاق.
ضغط المثانة على الرحم لامتلائها
في كثير من حالات الحمل تشكو السيدات من تسريب البول خارج المثانة بشكل متكرر، والذي يعود إلى امتلائها بشكل كبير وحدوث ضغط منها على الرحم، ويتسبب ضغط المثانة على الرحم في شعور الحامل بالتحجر في البطن والانقباضات الرحمية المؤلمة، وكلما زاد حجم الجنين زاد الضغط منه على المثانة، وهنا لا تكاد الحامل تضحك أو تعطس أو تسعل إلا وتتعرض لتسريب البول رغمًا عنها.
العلاقة الحميمية
تؤثر النشوة الجنسية على الرحم، حيث يقوم الجسم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين عند شعور المرأة بالنشوة الجنسية، وهو يعمل على حدوث انقباضات في الرحم وتحجر بالبطن، ولأن السائل المنوي للرجل يحتوي على هرمون البروستاجلاندين، فإنه يزيد من حدة هذه الانقباضات، وفي نهاية فترة الحمل تكون هذه الانقباضات أكثر حدة، ولكنها تهدأ بعد وقت قصير.
التحرك بشكل مفاجيء
هناك مجموعة من الأنسجة والأربطة القوية التي تعمل على دعم الرحم، ومن ضمن هذه الأربطة أربطة الرحم المستديرة، والتي تصل بين مقدمة الرحم والعانة، وطبيعة هذه الأربطة أن تنقبض وتنبسط بوتيرة بطيئة، وكلما تقدم عمر الحمل وزاد حجم الرحم يحدث تمدد لهذه الأربطة، وهو ما يعرضها للشد الحاد، ما يجعل قيام الحامل بأي حركة مفاجئة تسبب لها التقلص والألم، كأن تقف بسرعة بعد الجلوس لفترة طويلة أو تقوم بالضحك والقهقهة أو التقلب أثناء النوم أو السعال أو العطس، ولكن لا يستمر الألم الناتج عن التحرك بشكل مفاجيء لأكثر من ثوانٍ عدة.
خضوع الحامل لفحص الحوض والمهبل
في كثير من حالات الحمل يتسبب فحص المهبل أو فحص الحوض الذي يقوم طبيب النساء بإجرائه بهدف الكشف عن أي بكتيريا بالمهبل والرحم أو لرؤية مدى اتساع عنق الرحم وتقييمه شعورها ببعض الانقباضات الرحمية المزعجة، والتي تسبب لها الشعور بعدم الراحة والألم لبعض الوقت.
الفرق بين تحجر أعلى البطن في الشهر السابع وعند الولادة
هناك العديد من الفروق بين تحجر أعلى البطن في الشهر السابع والتحجر الذي يحدث عند دخول الحامل في الولادة بالفعل، وعلى الحامل معرفة هذه الفروقات حتى لا تشعر بالتوتر كلما حدث لها تحجر بالبطن وتظن أنها الولادة، ونوضح فيما يلي الفروقات بين كلا النوعين من التحجر:
- يكون تحجر المخاض الكاذب غير منتظم في تكراره وشدته، تكون انقباضات الولادة قريبة من بعضها وتشتد في حدتها.
- عند حدوث تحجر البطن في المخاض الكاذب تشعر الحامل بعدم الارتياح، بيمنا يكون هناك ألم شديد عند الولادة.
- عند شرب الماء والتنفس الجيد وتغيير وضعية الجسم تختفي انقباضات الطلق الكاذب، ولا يحدث الشيء نفسه عند الولادة.
- لا تصاحب انقباضات الطلق الكاذب علامات أخرى للولادة، في حين أنه عند مجيء موعدها تجتمع عدة علامات لها سويًا.
- تتركز آلام انقباضات المخاض الكاذب أسفل البطن فقط، بينما عند الولادة تنتشر بأسفل البطن والظهر والساقين.
متى يجب عليك التواصل مع الطبيب على الفور؟
مما سبق تبين أن أعراض تحجر البطن للحامل في الشهر السابع لا تستدعي القلق ولا تحتاج سوى التعامل الصحيح معها حتى تزول ويزول الألم الناتج عنها، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي الاتصال بالطبيب على الفور، والتي تشمل الآتي:
- الشعور بالألم الشديد الذي يدوم لدقائق عدة متواصلة.
- ارتفاع درجة الحرارة والحمى والقشعريرة.
- الشعور بالألم عند التبول والحرقان.
- وجود صعوبة شديدة في المشي والتحرك.
- حدوث أكثر من 4 انقباضات خلال ساعة واحدة.
- نزول إفرازات مهبلية دموية.
- شعور الحامل بكثرة حركة الجنين بشكل غير طبيعي وتغيير وضعيته.
- ظهور بعض الإفرازات المائية غير الطبيعية.
- تعرض الحامل للقيء والإسهال وشعورها بالغثيان.
الأسباب الخطيرة التي تسبب تحجر البطن في الشهر السابع
عادةً ما تدل الأعراض المخيفة التي ذكرناها في الفقرة السابقة، والتي تتزامن مع شد البطن في الشهر السابع من الحمل، تدل على إصابة الحامل بإحدى مشاكل الحمل الخطيرة، والتي تشكل تهديد عليها وعلى جنينها، وهذه الأمراض تشمل ما يلي:
- حدوث مشاكل صحية في الكبد أو الكلى أو المعدة.
- كون الحامل على وشك الولادة المبكرة.
- دخول الحامل حالة ما قبل تسمم الحمل.
- حدوث انفصال مبكر للمشيمة.
- التهاب الزائدة الدودية.
نصائح لتخفيف تحجر البطن في الشهر السابع
بعد أن تعرفتِ على الفروقات بين تحجر أعلى البطن في الشهر السابع الذي لا يدل على مجيء وقت الولادة وبين تقلصات الولادة، يمكنك التمييز بين كل منهما والتعامل الصحيح مع تقلصات الطلق الكاذب للتخفيف من ألمها والتخلص منها في أسرع وقت، وإليك بعض النصائح التي تمكنك من ذلك:
تجرع الماء والمشروبات الدافئة
يساعد كثرة شرب الماء للحامل على إسترخاء عضلة الرحم، وتقوم المشروبات الدافئة بالدور نفسه، وهو ما يخفف من حدة تقلصات براكستون هيكس ويخلصك منها خلال ثوانٍ عدة، ويمكنك شرب الحليب الدافيء أو شاي الأعشاب لتتخلصي من الجفاف المسبب لتحجر البطن وتمنحي جسمك الراحة والاسترخاء، حيث أنه، كما ذكرنا سلفًا، يعتبر الجفاف من المسببات الرئيسية لهذا التحجر.
تفريغ المثانة بشكل منتظم
لأن امتلاء المثانة يتسبب في الضغط على الرحم ويحفزه على الانقباض الذي يسبب لك الشعور بتحجر في البطن وعدم الراحة، بل والألم في بعض الأحيان، يفيد تفريغ المثانة بشكل متكرر على مدار اليوم في تخفيف هذا الضغط على الرحم، وهو ما يجنبك الألم الناتج عن تقلصات الرحم وتحجره.
الاستحمام بالماء الدافيء والاسترخاء
يساعد الاسترخاء في الماء الدافيء لبعض الوقت في تخفيف ألم العضلات المجهدة والمشدودة، كما أنه يخفف من تقلصات الرحم التي تحدث على مدار الشهر السابع من الحمل، ولكن لا يحبذ المكوث لمدة تزيد عن 15 دقيقة في الماء الدافيء، فالاسترخاء بشكل يزيد عن الطبيعي والمكوث في مكان غير جيد التهوية كالحمام، يتسببان في انخفاض ضغط دم الحامل، وهو ما قد يتسبب لها في الإغماء داخل الحمام وحدوث مشكلة كبيرة لها ولحملها.
الحد من القلق والتوتر
مما يزيد من وتيرة انقباضات الرحم التي تحدث تحجر في البطن في الشهر السابع معاناة الحامل من القلق والتوتر وعدم الراحة النفسية، وعلى العكس، يساعدها الاسترخاء والتخلص من التوتر والأفكار السلبية على إرخاء جميع عضلات الجسم، بما فيها عضلة الرحم، وهو ما يشعرها بالراحة ويجنبها الكثير من الألم، ويمكن كذلك القيام ببعض الأنشطة الممتعة والمريحة لإرخاء عضلة الرحم.
الاستلقاء أو تغيير الوضعية
عند حدوث انقباضات براكستون هيكس وتسببها في شعورك بتحجر في البطن خلال الشهر السابع من الحمل، فإنه يمكنك التنفس بشكل جيد وتغيير وضعية جسمك أو الاستلقاء على أحد جانبيك أو على الظهر لوقت قصير، ويساعد ذلك في تخفيف الألم الناتج عن هذا التحجر، وخلال وقت قصير يختفي تمامًا.
بعض النصائح الأخرى
إلى جانب النصائح التي ذكرناها سلفًا لتخفيف حدة شد البطن في الشهر السابع من الحمل والتخلص من ألمه، يمكنك اتباع الآتي:
- ممارسة بعض التمارين الرياضية للحامل التي تكسب عضلات جسمك القوة والمرونة وتجنب الحركات المفاجئة.
- استخدام الكمادات الدافئة على مكان الألم وعمل تدليك لطيف له.
- ارتداء المشدات الطبية التي تدعم الحوض والظهر وتخفف من الضغط عليهما.
- يمكن استشارة الطبيب في تناول بعض المسكنات التي تساعد على تخفيف الألم دون تأثيرها بالسلب على صحة الحامل وجنينها.
بعد أن ألممنا بكل ما يتعلق بمشكلة تحجر البطن في الشهر السابع، أعتقد أن هذا سيزيدك اطمئنانًا، فليس هناك داعٍ للقلق أو الخوف من أمر طبيعي يحدث لكل حامل ولا يؤثر بالسلب على حملها على الإطلاق، وكل ما عليك فعله هو محاولة تجنب الأسباب المؤدية لهذا الشد والقيام بالأمور التي تخفف منه وتزيله عند التعرض له.