تحجر الثدي للمرضع | أسبابه وأعراضه والطرق المختلفة لعلاجه والوقاية منه
الرضاعة الطبيعية تعد وسيلة ممتازة كي تغذي الطفل بطريقة صحية ومن خلالها يتم تعزيز الروابط العاطفية بينه وبين الأم، كما تتضمن العديد من المميزات الأخرى، ولكن خلال هذه الفترة، تتعرض لعدة مشكلات مثل تحجر الثدي للمرضع وتورمهم أو الشعور بآلام، لذا سنتعرف اليوم على أعراضها وأسبابها والطرق المختلفة لعلاجها.
ما هو تحجر الثدي للمرضع
يعرف تحجر الثدي أو ما يطلق عليه احتقان الثدي، أنه التورم أو الانتفاخ في أحد الثديين أو كليهما مما ينتج عنه آلام نظرًا لزيادة تدفق الدورة الدموية، وزيادة إدرار الحليب في الثدي أثناء الأيام الأولى فيما بعد الولادة، وفي العادة تتراوح من يومين وحتى خمسة أيام، وبذلك تكون الكمية المتراكمة من الحليب في الثدي أكثر من التي يتناولها الرضيع، الثدي يصبح متحجرًا صلبًا ومتورمًا عند لمسه، كما تبدأ الأوردة في الظهور والبروز على الثدي، وقد يمتد ليصل إلى الإبط، فيصعب من الرضاعة الطبيعية.
أسباب تحجر الثدي أثناء الرضاعة
هناك الكثير من العوامل التي ينتج عنها تحجر الثدي عند المرضع، تحديدًا في الفترة ما بين أسبوع إلى أسبوعين بعد ولادة الطفل، تحديدًا إذا امتنعت المرأة عن الرضاعة الطبيعية، وإليكم باقي الأسباب:
- من أسباب تحجر الثدي اثناء الرضاعة، عدم التفريغ الكامل للثدي.
- زيادة إدرار اللبن عن حاجة الطفل.
- التوقف بدون مقدمات عن الرضاعة الطبيعية.
- استعمال الحليب الصناعي للرضيع ما بين الرضعات الطبيعية وبعضها، فيقلل لاحقًا من الرضاعة الطبيعية.
- الفطام السريع.
- رضاعة طفلك وهو يعاني من أمراض، الأمر الذي يجعله يجد صعوبة في الرضاعة بسبب انسداد الأنف، أو كنتيجة لوجود آلام في الأذن.
- صعوبة الرضاعة “المص” عند الطفل.
- الانتظار فترة طويلة من آخر مرة تم إرضاع الطفل فيها.
- التغير في نظام الرضاعة لدى الطفل.
- رفض الثدي من قبل الطفل.
- تفويت موعد ضخ اللبن من الثدي.
- توافر أداة يتم زراعتها في الثدي إما لتكبيره أو تصغيره على حد سواء، حيث تمتع تدفق اللبن منه.
- الانخفاض المفاجئ في رغبة الطفل للرضاعة الطبيعية، تحديدًا حال البدء في تناول الأطعمة الأكثر صلابة، أو عند إصابته بمرض.
كم يستمر التحجر بعد الولادة؟
قد يظل زمن تحجر الثدي للمرضع بعد ولادة الطفل في الفترة ما بين اليومين وحتى ثلاثة أيام، وذلك عند الاستمرار في إرضاع الطفل من الثدي “رضاعة طبيعية”، وقد يستمر عدة أسابيع، وحتى إذا قامت المرأة برضاعة طفلها الرضاعة الصناعية، في غضون أيام قليلة يختفي تحجر الثدي، وفي حال استمر وقت اطول من ذلك، لا تنتظري واستشيري الطبيب فورًا.
أعراض تحجر الثدي للمرضع
وبعدما تعرفنا على أسباب تحجر الثدي للمرضع، سنتعرف الآن على أعراضها، ولكن أعراض تحجر الثدي في الرضاعة تختلف من امرأة إلى أخرى، ولكن تنتشر هذه العلامات بين النساء الاتي تعرضن له:
- الشعور بالانزعاج والألم حال لمسه.
- الشعور بامتلاء وثقل في الثدي.
- تورمات وانتفاخات في الثدي.
- حمى ذات درجة حرارة منخفضة.
- إرهاق وتعب شديد خلال الأيام الأولى من إدرار اللبن، وأحيانًا يطلق عليها “حمى الحليب”.
- تسطح حلمة الثدي، فالهالة الداكنة حول الثدي تصبح قاسية جدًا، وتصعب الرضاعة على الطفل.
- انتفاخ وآلام تحت الإبط متعلقة بالعقد اللمفاوية.
متى يجب استشارة الطبيب المختص؟
في حال تعرضت الأم لتحجر الثدي؛ أو إختلاف حجم الثديين بسبب الرضاعه أو لأسباب أخرى غير التي تم ذكرها خاصةً إذا كان التحجر مصحوب بآلام مزمنة أو نزول إفرازات أيًا كان لونها من الحلمة، أو كان في ثدي واحد دون الآخر، أو لاحظت تغيرات غير طبيعية في الشدي أو نفسه أو الحلمة، فيجب استشارة الطبيب المختص على الفور، فقد تكون هذه العلامات تحذير من تعرضك لأي نوع من العدوى والأخطر الأورام السرطانية.
أمور يجب تجنبها عند تحجر الثدي للمرضع
هناك عدد من التصرفات الخاطئة التي تقوم بها المرضع، من شأنها زيادة آلام وانتفاخات تحجر الثدي بعد الولادة، بل وقد يزداد تفاقم المشكلة وازديادها سوءًا، ومن أهم تلك الأمور:
- التقليل من شرب السوائل، فهذا التقليل لا يمكنه تقليل التورم أو تحجر الثدي.
- وضع الكمادات الباردة على أحد الثديين أو كلاهما لفترات طويلة، فهذا الأمر قد يزيد من شدة الانتفاخ والتورم وتحجر الالتهاب والثدي.
- الإفراط في تحفيز حلمة الثدي، مثل التوجيه المباشر لرذاذ الاستحمام على الثدي، حيث يزيد من إنتاج اللبن، فيتراكم بشكل أكبر ويزيد من تفاقم المشكلة.
علاج تحجر الثدي عند الرضاعة
والآن سنتعرف على طرق علاج تحجر الحليب في الثدي أثناء الرضاعة، ولكن في البداية وجب التنويه إلى أن مشكلة التحجر طبيعية تواجه العديد من النساء بعد الولادة، ولكن المشكلة هنا أن الطفل لا يتمكن من الحصول على الغذاء الذي يحتاجه، وإليكم أهم طرق العلاج:
إرضاع الطفل بصورة متكررة
تساهم الرضاعة الطبيعية في التقليل من مشكلة تحجر الثدي للمرضع، حيث تقلل من امتلاء الثديين باللبن، بحيث يتم تكرار مرات الرضاعة من ثماني وحتى الثانية عشر مرة في غضون أربع وعشرون ساعة يوميًا، بحيث كل مرة على الأقل يرضع الطفل لمدة عشرة دقائق.
استعمال كمادات ساخنة وباردة بالتناوب
استخدام كمادات ساخنة وباردة من شأنها التخفيف من تحجر الثدي عند المرضع، حيث يمكن إنتاج اللبن من الثدي من خلال تطبيق كمادة دافئة أو أخذ حمام دافئ مباشرةً قبل الرضاعة، وبعدما تنتهي من رضاعة الطفل؛ ثم تطبيق كمادات ماء بارد على الثدي أو استعمال ورق ملفوف بارد، للتقليل من انتفاخ واحتقان الثدي بل وتحفيز تدفق اللبن من الثدي.
الضغط العكسي على الثدي ثم شفط اللبن منه
قد تتمكن المرضعة من الضغط على الهالة التي تحيط بالثدي ونزولاً نحو الحلمة برفق وبلطف لمدة تتراوح ما بين عشرة إلى عشرين دقيقة قبل وخلال الرضاعة الطبيعية، حيث تساهم في تليين الثدي وإفراغ ما به من حليب سواء بشكل يدوي أو باستعمال مضخة مخصصة للثدي، وتقليل انتفاخ الثدي وتورمه، كما يمكنكِ النوم على ظهرك وتدليك محيط الثدي للتقليل من هذه التورمات.
مساعدة الطفل على الرضاعة
هناك بعض الحالات التي يعاني فيها الطفل من إمساك الثدي، والتقاط الحلمة، ولكي تتمكني من حل ذلك، فيمكنكِ شفط نسبة صغيرة من اللبن بواسطة اليد أو باستعمال المضخة، الأمر الذي يساهم في تليين الحلمة وبالتالي يسهل إمساكها من قبل الطفل.
ارتداء حمالات صدر ناعمة
خلال هذه المرحلة بالتحديد، لا يمكنكِ ارتداء أي نوع من حمالات الصدر، فهناك بعض النوعيات منها تحوي بداخلها على كمادات دافئة، ويوصي دائمًا بأنه خلال هذه الفترة؛ يوصي باختيار الأنواع المريحة والواسعة، والتي تقلل بقدر الإمكان من حركة الثديين، وفي نفس الوقت لا تمنع تدفق الحليب منها.
تغيير وضع الطفل خلال الرضاعة الطبيعية
التناوب بين الوضعيات المختلفة خلال الرضاعة الطبيعية من طرق علاج تحجر الثدي في الرضاعة، حيث تضمن إفراغه مما يتراكم به من حليب، فمثلاً يمكن التناوب مرة على حمله بوضعية المهد، والمرة الأخرى حمله بوضعية حمل الكرة، وهكذا.
الفطام التدريجي للطفل
تجنبي فطم الطفل بصورة مفاجئة،وإتبعي طريقة الفطام التدريجي وعليه فيجب التدريج لفطم الطفل كي لا تزداد المشكلة سوءًا فيتحجر الثدي بصورة أكبر ويزداد الاحتقان فيه، كما يمكن للمرضع تناول المسكنات الآمنة التي تساهم في تقليل الآلام، والتي تؤخذ بعد الانتهاء من الرضاعة الطبيعية، ولكن يجب استشارة الطبيب في المقام الأول.
نصائح للوقاية من تحجر الثدي عند المرضع
يمكن للمرضعات حماية أنفسهم من الإصابة بمشكلة تحجر الثدي عند المرضع بعد الولادة، في حال محافظتها على استمرارية إنتاج اللبن من الثدي، وعدم ملئه بصورة مفرطة، من خلال الآتي:
- رضاعة الطفل فورًا حال ملاحظتك بعلامات الجوع عليه، كمص الأصابع مثلاً، ويجب التأكد من رضاعته بصورة جيدة.
- بعد الولادة بأسابيع قليلة؛ يجب رضاعة الطفل مل من 1إلى 3 ساعات، وإذا لم يكن جائعًا؛ فيمكنكِ شفط اللبن بواسطة مضخة الثدي.
- إفراغ الثدي في كل مرة يتم إرضاع الطفل فيها، قبل الرضاعة من الثدي الآخر، ويمكنكِ التعرف على ذلك عن طريق ملاحظة الطفل يتباطأ في مص الثدي، أو حال توقف سماعه وهو يبتلع الحليب.
- يفضل عمل مساج للثدي وقت الاستحمام، من أجل تنشيط الدورة الدموية.
- تعقيم الثدي باستمرار، تجنبًا لتراكم الفطريات عليه، أو الأمراض التي قد تصيب الحلمة.
- ارتداء حمالة مريحة وواسعة، بحيث لا تمنع إنتاج اللبن من الثدي.
- تدليك الثدي بواسطة زيت الزيتون، فهو من الزيوت المضادة للبكتيريا.
- قبل الرضاعة، ينبغي التخلص من حمالات الصدر.
لذا وبعدما تعرفنا على كل التفاصيل المتعلقة بـ تحجر الثدي للمرضع، يجب الإشارة بأنها مشكلة شائعة سواء لديهن أو حتى لغير المرضعات، مما يسبب لهن قلق وخوف من التسبب فيما بعد بأورام سرطانية، وغيرها من الأمراض المزمنة.