تسمم الحمل في الشهر الثامن.. تأثيره وطرق علاجه المضمونة
هل تعرضتِ من قبل إلى نوبات تسمم الحمل؟ إذا لم تتعرضي لهذا من قبل فربما تجهلينه، وقد يكون تسمم الحمل في الشهر الثامن مشكلة بالنسبة لكِ ولكثير من النساء؛ لأنه في كثير من الأحيان قد يضطر الطبيب لإجراء الولادة المبكرة، ويكون الجنين حينها غير مكتمل النمو، ومع ذلك لا تقلقي فهناك حلول أخرى غير الولادة المبكرة سنعرضها في هذا المقال، وسنطلعكِ على الأعراض وكيفية التشخيص، وكيفية الوقاية كذلك.
تسمم الحمل في الشهر الثامن
تسمم الحمل هو عبارة عن ارتفاع معدل البروتين في البول وارتفاع ضغط الدم، ويحدث هذا بعد الأسبوع العشرين من الحمل، فحتى إذا كان الارتفاع في الضغط طفيفًا فهذا يعد تسمم حمل أيضًا، وهذا يكون بالغ الأثر في صحتك وصحة جنينك، ويلزم التدخل على الفور من أجل التخلص من الأعراض الحادة، والتي تسبب مضاعفات عدة، فما هي توقعاتك حول تلك الأعراض التي تظهر على المصابات بتسمم الحمل؟
ما هي علامات تسمم الحمل في الشهر الثامن؟
إذا لاحظتِ ظهور علامات تسمم الحمل في الشهر الثامن لا يجب عليكِ إهمال هذا إطلاقًا، فكلما تغافلتِ عن زيارة الطبيب في تلك الحالة زاد الوضع سوءًا، ولهذا يجب أن تكوني على دراية بهذه الأعراض المتمثلة في الآتي:
- الشعور بالصداع الشديد.
- عدم القدرة على الرؤية المؤقتة، أو الحساسية تجاه الضوء، والزغللة.
- تورم اليدين والأرجل والوجه، ولكنه ليس من أعراض تسمم الحمل في الشهر الثامن المميزة؛ إذ يمكن أن يحدث هذا كعرض من أعراض الحمل الطبيعي في الأشهر الأخيرة.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- زيادة الوزن بشكل مفاجئ، كأن تزداد المرأة الحامل تسعة كيلوجرامات في الأسبوع.
- الإحساس بالألم في منطقة أعلى البطن، والذي يميل في الغالب إلى جهة اليمين.
- نقص كمية البول.
- الشعور بالدوار وفقدان الوعي.
تشخيص تسمم الحمل في الشهر الثامن
إذا قمتِ بزيارة الطبيب بعد ملاحظتكِ لهذه الأعراض فسيقوم بفحص ضغط الدم، وإذا اشتبه بحدوث التسمم سيطلب منكِ القيام ببعض الفحوصات؛ للتأكد من الإصابة وتحديد الحالة إذا كانت مبكرة أو متأخرة، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- فحص زلال البول من خلال جمع عينات من البول على مدار اليوم.
- اختبار الدم؛ للتعرف على كمية الصفائح الدموية.
- فحص وظائف الكبد والكلى.
- فحص نمو الجنين ومراقبة نبضه باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- تصوير دماغ المرأة الحامل بالموجات فوق الصوتية، أو بالرنين المغناطيسي، أو بالأشعة المقطعية للكشف عن حدوث سكتة دماغية.
عوامل خطر الإصابة بتسمم الحمل في الشهر الثامن
قد تتساءلين لماذا تزداد احتمالية التعرض إلى تسمم الحمل لدى بعض السيدات مقارنة بالأخريات، والحقيقة أن هذا يعتمد على عدة عوامل، حيث تزداد إصابتكِ بالتسمم إذا أصبتِ به في حملك السابق، أو إذا أُصيب به أحد من عائلتك من الدرجة الأولى، أو إذا كنتِ تعانين من بعض المشكلات الصحية، مثل: مرض سكري الحمل، والذئبة الحمراء، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وأمراض الكلى.
السن هو عامل مهم جدًا في الإصابة بتسمم الحمل، فإذا كنتِ حاملاً وأنتِ في سن المراهقة، أو إذا كنتِ قد تعديتِ عمر الخامسة والثلاثون هنا تزداد احتمالية التعرض للتشنجات الخاصة بتسمم الحمل، كما يحدث هذا في حالة دمار الأوعية الدموية، وقلة الإمداد الدموي للجنين، والإصابة بسوء التغذية، أو حدوث خلل في النظام المناعي، وارتفاع ضغط الدم، وهذا له العديد من المضاعفات الخطرة التي تؤثر بالسلب في صحتكِ وجنينك.
مضاعفات الإصابة بتسمم الحمل
تلد معظم النساء الحوامل المصابات بتسمم الحمل أطفالاً أصحاءً، وعلى الرغم من ذلك تزداد نسبة الخطر على الطفل كلما تفاقمت الأعراض، وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى تحفيز الولادة المبكرة حسب عمر الجنين، فإذا كان صغيرًا يصعب القيام بهذا، ويضطر إلى إجراء الولادة القيصرية، وفي كل الأحوال يؤثر هذا في الجنين، حيث تحدث له بعض الأضرار، منها:
الانفصال المبكر للمشيمة
إذا أُصيبت الأم بتسمم الحمل تزداد نسب انفصال المشيمة في وقت مبكر؛ مما يتسبب في تدمير المشيمة، وحدوث نزيف حاد يودي بصحة الأم والجنين.
الإصابة بتشنجات تسمم الحمل
لا تمر أعراض تسمم الحمل في الشهر الثامن مرور الكرام، حيث يمكن أن تكون سببًا في دمار الأعضاء الداخلية للجسم، حيث تسبب أضرار بالغة في الكلى والكبد والمخ والأوعية الدموية، وتزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب للحامل، وفي حين لم تهتم الأم بالعلاج سيشكل هذا خطرًا على حياتها وحياة جنينها.
قلة الإمداد الدموي للجنين
يضر تسمم الحمل الأوعية الدموية التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين والغذاء إلى المشيمة؛ لتنقلهم إلى الجنين، وبالتالي يعاني الجنين من قلة المواد الغذائية والأكسجين، وهذا ما يتسبب في حدوث مشكلات أخرى، مثل: الولادة المبكرة، صعوبة التنفس لدى الجنين، تأخر نمو الجنين، قلة وزنه عن المعدل الطبيعي عند الولادة.
الإصابة بمتلازمة هيلب HELLP
وهي تصيب الأم المصابة بتسمم الحمل، حيث ينتج عنها تكسر كريات الدم الحمراء، وقلة الصفائح الدموية، وزيادة معدلات إنزيمات الكبد، وبالطبع تلك المتلازمة تعرض حياة كلاً من الأم والجنين إلى الخطر، ويصاحب تلك المتلازمة أعراض عدة، مثل: الشعور بألم أعلى البطن، والصداع الشديد، والغثيان والقيء.
علاج تسمم الحمل في الشهر الثامن
لا تقلقي من مضاعفات تسمم الحمل في الشهر الثامن ما دمتِ تستشيرين الطبيب بشكل دائم، وتلتزمين بالعلاج الذي سيصفه لكِ، حيث يمكن للطبيب أن يسلك عدة سبل في العلاج، ومنها:
أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم
تحتاج بعض النساء اللاتي يعانين من تسمم الحمل إلى تناول بعض الأدوية المساعدة على خفض ضغط الدم المرتفع أثناء الولادة أو بعدها، ويجب الاستمرار عليها لبضعة أسابيع، وذلك لخفض ضغط الدم الانقباضي، ومن الأدوية التي تساعد على هذا: اللابيتالول، النيفيديبين، الهيدرالازين، ويجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
أدوية لعلاج التشنجات
يمكن علاج النوبات التشنجية التي تصيب النساء المصابات بتسمم الحمل باستعمال دواء كبريتات المغنيسيوم، والذي يصفه الطبيب في بعض الأحيان للوقاية أيضًا، ويمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية المساعدة في وقت حدوث النوبة، مثل: اللورازيبام، والجدير بالذكر أن هدف تلك العلاجات إبقاء الجنين داخل الرحم لأطول ما يمكن حتى يكتمل نموه قبل إجراء عملية الولادة القيصرية.
أدوية تحفيز الولادة
قد يصف الطبيب هرمون الأوكسيتوسين الذي يحفز الطلق؛ لتقليل مدة الولادة حينما يكون عمر الحمل أكثر من أربعة وثلاثين أسبوعًا.
كيف أتجنب تسمم الحمل في الشهر الثامن؟
من الجيد أن تهتمي بصحتك طوال فترة الحمل، فإذا كنتِ تخشين الإصابة بتسمم الحمل في الشهر الثامن يجب عليكِ اتباع عدة نصائح، منها:
- احرصي على المتابعة الدورية عند الطبيب المختص طوال فترة الحمل.
- حافظي على وزن صحي قبل حدوث الحمل، واحرصي على أن تكون زيادة وزنك ضمن المعدل الطبيعي خلال فترة الحمل.
- استشيري طبيبك حول ضرورة تناول حمض الأسيتيل ساليسيليك للوقاية من تسمم الحمل، حيث يقي من الإصابة به.
متى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟
يجب عليكِ عدم التأخر عن التوجه إلى الطبيب على الفور في حال لاحظتِ حدوث التشنجات، أو الشعور بالصداع الحاد، أو انعدام حركة الجنين أو قلتها، أو في حالة عدم القدرة على الرؤية، أو حدوث الغثيان والقيء، أو حدوث نزيف مهبلي ذو لون أحمر فاتح، أو في حالة فقدان الوعي.
إذا ظهرت عليكِ أعراض تسمم الحمل في الشهر الثامن لا يجب عليكِ عزيزتي التصرف من تلقاء نفسك، فلا تقتني الأدوية التي ذكرناها أعلاه دون استشارة الطبيب؛ لأنها يمكن ألا تجدي نفعًا في حالتك، وتسبب مضاعفات عدة، بل يجب عليكِ زيارة طبيب متخصص ليحدد العلاجات المناسبة لحالتك، وقبل كل هذا يجب أن تُشخص الحالة بشكل دقيق من قبل طبيب؛ إذ يمكن ألا تكون بالضرورة حالة تسمم حمل.