تطعيم الأنفلونزا للأطفال للوقاية من النزلات الموسمية المتكررة
في ظل حرص كل أب وأم على كل ما من شأنه تعزيز صحة أبنائهم وحمايتهم من أي مخاطر صحية قد تهددهم، كان من الضروري الاهتمام بالبحث عن كافة اللقاحات والتطعيمات المختلفة على امتداد مراحل طفولتهم، على رأسها تطعيم الأنفلونزا للأطفال أو النزلة الوافدة، والذي يمتاز بقدر كبير من الأمان والفاعلية في وقاية الطفل من الإصابة بهذه العدوى التنفسية بفيروس الأنفلونزا والتي تسبب التهابات حادة بالجهاز التنفسي، وتزداد خطورتها مع كونه مرض سهل الانتقال بين الأطفال بشكل كبير خاصةً بين الأعداد الكبيرة منهم في المدارس والحضانات.
آلية عمل تطعيم الأنفلونزا بالجسم
تعتمد فاعلية تطعيم الأنفلونزا على حقن الجسم بفيروس خامل غير حي، يعمل على تعريف الجهاز المناعي بالسلالة التي ينتمي إليها الفيروس في هذا الموسم ليسهل على الجسم التعرف على هذا الفيروس بمجرد الإصابة به و القضاء عليه فورًا باستخدام الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي بعد الحصول على التطعيم لتستمر فترة المناعة ضد فيروس الأنفلونزا بعدها لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهر من الوقاية والعافية، للاستمتاع بفصل الشتاء دون القلق من نزلات الأنفلونزا الموسمية المتكررة.
ما هو تطعيم الأنفلونزا للأطفال
نظرًا لحساسية صحة الأطفال في مراحل نموهم المبكرة وضعف جهازهم المناعي وحاجتهم لبعض المدعمات في تلك الفترة، أوصت العديد من المنظمات والمراكز الطبية المتخصصة بحصول الطفل على لقاح الأنفلونزا للوقاية من الإصابة المتكررة بواحدة من أكثر أمراض الجهاز التنفسي انتشارًا وتهديدًا لصحة الأطفال والتي قد تهدد حياتهم في كثير من الحالات خاصةً مع وجود بعض الأمراض التنفسية الأخرى، تبدأ إمكانية الحصول على هذا اللقاح بدايةً من عمر 6 أشهر بشكل سنوي في صورة الحقن العضلي أو الرزاز الأنفي، وطبقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية قد يترتب عليه بعض الآثار الجانبية المؤقتة والتي تتفاوت حدتها من طفل إلى آخر بعد الحصول على اللقاح وتظهر في صورة:
- تورم مكان الحقن واحمراره، والذي يستمر لمدة لا تزيد عن اليومين ليزول تلقائيًا بعدها.
- ارتفاع في درجات حرارة الطفل يحتاج للقليل من خافض مناسب للحرارة.
- التهاب وآلام العضلات، مع الشعور بالإرهاق والضعف العام لبعض الوقت والتي ما تلبث أن تختفي.
- الصداع نتيجة لتفاعل الجسم والجهاز المناعي للطفل مع التطعيم وإنتاج الأجسام المضادة للفيروس.
- سيلان ورشح الأنف والتي تعتبر من أشهر الأعراض المؤقتة بعد جرعة تطعيم الأنفلونزا الموسمية للأطفال.
آلام الكتف في حالة الحقن في عضلة الذراع، ويتم تناول نوع مناسب من المسكنات للتغلب على هذا العرض.لكن من الضروري الانتباه إلى كون تطعيم الأنفلونزا للأطفال هو جرعة وقائية مؤقتة ولا يستخدم كـ علاج للزكام عند الرضع في حد ذاته، كما يحتاج إلى ما يقارب الأسبوعين لتبدأ فاعليته في رفع مناعة الجسم أمام الإصابة بفيروس الأنفلونزا لدى الأطفال ، على أن يتم الحصول عليه في فصل الخريف من كل عام.
أهمية تطعيم الأنفلونزا للأطفال
ترجع أهمية الحصول على تطعيم الأنفلونزا بشكل دوري كل عام إلى تحور الفيروس وتركيبه بشكل سريع ومستمر مع قدرته على التكيف الكبير مع اللقاح المستخدم، لذا يتم تصنيع اللقاح سنويًا بما يتناسب مع الشكل الجديد له، كما لا يكفي الحصول على التطعيم لمرة واحدة كسائر اللقاحات الأخرى، هذا بجانب انخفاض نسبة الأجسام المضادة للفيروس تدريجيًا مما يستدعي الحصول على التطعيم مرة أخرى.
كما يجب الإشارة إلى أهمية ذلك التطعيم للعديد من الفئات الأخرى بالإضافة إلى الأطفال، وهم كبار السن والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة، بحسب ما أوصت لجنة التطعيم الدائمة الألمانية وغيرها من مؤسسات المصل واللقاح على مستوى العالم.
مخاطر محتملة للتطعيم
في حالات نادرة لا تتعدى الواحد من المليون حالة حول العالم قد ينتج بعض المخاطر الصحية الناجمة عن هذا اللقاح مثل الإصابة ببعض الالتهابات الحادة والخطيرة مثل الالتهاب النخاع أو الدماغ أو العصب البصري، كما قد يصاب الفرد بمتلازمة جيلان باري والتي قد تصل مضاعفاتها إلى ضعف العضلات والشلل التام أحيانًا.
لكن يجدر التأكيد على ندرة أضرار تطعيم الأنفلونزا الموسمية للأطفال، مع عدم صحة بعض المعتقدات المنتشرة عن تطعيم الأنفلونزا الموسمية للأطفال كاعتقاد تسبب التطعيم في الإصابة بالأنفلونزا بعد الحصول عليه، أو الحاجة لتكرار التطعيم في نفس الموسم، أو حتى خطورة التطعيم على الأطفال أو الحوامل.
الجرعة المناسبة للأطفال من الطُعم
تختلف الجرعة الموصوفة لكل طفل بحسب عمره وإذا ما سبق الحصول على جرعات سابقة من التطعيم في مواسم سابقة، فقد يحتاج الطفل إلى جرعة واحدة منه إذا سبق حصوله على اللقاح في السنوات المنقضية حتى وإن لم تكن جرعات متتالية، ذلك في حال بلوغ الطفل سن الـ 9 سنوات أو أكثر.
أما في حالة عدم تجاوز الطفل ذلك السن أو حصوله على التطعيم لأول مرة فيحصل الطفل على جرعتين لا يقل الفترة الزمنية بينهم عن 4 أسابيع وهي الفترة التي يستغرقها الجسم في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس نتيجة لتحفيز التطعيم له، مما يجعل هناك احتمالية الإصابة الجسم بالأنفلونزا خلال تلك المدة.
نصائح عند التخطيط للحصول على لقاح الأنفلونزا للأطفال
يجب الالتفات إلى بعض النقاط الهامة عند الرغبة في تطعيم الطفل بهذا اللقاح الهام وذلك للتعامل المناسب مع أيٍ من آثاره الجانبية والاستفادة بفوائده الكبيرة لصحة الطفل وحمايته، دون التعرض لأي مخاطر أو مشكلات صحية قد يتعرض لها الطفل في هذه الفترة الحساسة من حياته والتي تجعل من فصل الشتاء كابوسًا للكثير من الآباء كل عام، مثل:
- يجب استشارة الطبيب أولاً قبل الحصول على التطعيم لتحديد الجرعة المناسبة ومدى مناسبة التطعيم للطفل.
- ضرورة تجنب الحصول على التطعيم في حالة إصابة الطفل بأحد الأمراض وتأجيل ذلك حتى يُشفى تمامًا.
- قد يتعارض مفعول تطعيم الأنفلونزا مع بعض الأدوية والعقاقير الطبية .
- الحرص على الحصول على التطعيم قبل دخول فصل الشتاء بفترة كافية لحماية أفضل.
- يُمنع المصابين بمرض الربو أو أحد أمراض تضرر الرئتين من تطعيم الأنفلونزا للأطفال.
- لا يناسب التطعيم باستخدام الرذاذ الأنفي للأطفال المصابين بالسيلان الأنفي.
- يحتاج كل طفل إلى جرعة واحدة من التطعيم في الموسم الواحد ولا داعي لتكراره في نفس الموسم.
- في حالة إصابة الطفل بأي رد فعل تحسسي عند التطعيم يجب اللجوء الفوري للطبيب المختص.
- الغذاء الصحي مع ممارسة الرياضة والاهتمام بالنظافة هي أولى خطوات الوقاية من مرض الأنفلونزا.
- لا يتعارض الحصول على التطعيم مع حساسية البيض أو الحليب أو غيرها من الأنواع المنتشرة بين الأطفال.
في نهاية سطورنا برغم من أن فاعلية تطعيم الأنفلونزا للأطفال ليست كاملة إلا أنه من أهم التطعيمات التي تساعد الطفل ووالديه في التخلص من مشكلة لطالما أرقتهم لفترات طويلة، والتي أثبتت بعض الدراسات تهديد مضاعفاتها لحياة عدد كبير من الأطفال على مستوى العالم، فلم يعد فصل الشتاء بأمراضه المزعجة مصدر قلق كبير مع لقاح الأنفلونزا الموسمية للأطفال بشكلٍ خاص.