تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية | ما هي وكيف تتعاملي معها
أن تنمو بداخلكِ روح أخرى ليس بالأمر الهين، خاصةً وأن الأمر يستغرق تسعة أشهر يتغير فيها جسمكِ بشكل كبير، فلا عجب ألا تعودي إلى طبيعتكِ فور انتهاء الحمل وقدوم صغيركِ إلى الحياة وبخاصة إذا لم تكن ولادتك مهبلية طبيعية، لذا نحن هنا اليوم لتهيئتك معنويًا ومعرفيًا لتقبل تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية بصدر رحب، والتي تتنوع ما بين تغيرات صحية ونفسية وجمالية، بعضها يدوم لأيام وأخرى لأسابيع، ولكن اطمئني؛ فإن أكثرها لا يحتاج إلى تدخل طبي وسيختفي تمامًا في غضون بضعة أشهر على الأكثر. فإليكِ دليل شامل لما أنتِ مقبلة عليه من تغيرات بعد الولادة القيصرية وكيفية التعامل معها.
لماذا يتغير جسم الأم بعد الولادة؟
أول ما يجب عليكِ معرفته هو أن تغيرات بعد الولادة ليست جميعها واحدة لدى كل النساء، فبالرغم من أن بعضها يكون أمرًا طبيعيًا نتيجة محاولة جسمكِ للتكيف والتأقلم مع الوضع الجديد، إلا أن البعض الآخر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحالتكِ الصحية أثناء الحمل خاصةً في الأشهر الأخيرة منه، فمثلًا إذا عانت الحامل من الإمساك الشديدِ فإنك تكونين أكثر عرضة لآلام البواسير بعد الولادة، كذلك يؤثر نقص الحديد وغيره من العناصر الغذائية بشكل كبير على حالة جسمكِ في الأسابيع التي تلي الولادة، ولكن هل يؤثر نوع الولادة على جسمكِ بشكل أو بآخر؟ إليكِ الجواب في السطور التالية.
تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية مقابل الولادة الطبيعية
خلال الأسابيع الأولى التي تلي الولادة المهبلية الطبيعية تعاني بعض النساء من عدم الراحة في منطقة الأعضاء التناسلية، ما بين آلام في المهبل، أو الإصابة بالبواسير التي قد تنتج عن الدفع بطريقة خاطئة أثناء الطلق، ويزداد الشعور بالانزعاج والألم حال التعرض لشق العجان، وبالتالي يستغرقن وقتًا أطول قبل أن يتمكن من ممارسة العلاقة الحميمية بشكل طبيعي، في حين تعاني نسبة قليلة منهن من آلام حادة أسفل الظهر تستمر عادةً لعدة أسابيع.
أما تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية -التي تصنف ضمن الجراحات الكبرى- فتكون منحصرة في منطقة البطن، وأصعبها ألم حاد واحتقان وحرقة في مكان الجراحة تزداد حدته مع الحركة حال القيام أو الجلوس، ويستمر الشعور بالألم لعدة أسابيع قبل التعافي بشكل كامل، بالإضافة إلى أن وظائف الجهاز الهضمي تستغرق بعض الوقت إلى أن تعود إلى طبيعتها مرة أخرى، كذلك يتغير شكل البطن ولا يعود مسطحًا كما كان قبل الحمل بسهولة، فيما عدا ذلك تحدث بعض التغيرات في الجسم بشكل عام بغض النظر عن نوع الولادة تعرفي عليها من خلال السطور التالية.
تغيرات الجسم بعد الولادة بشكل عام
ربما تتفاجئي بعد الولادة من شكل جسدكِ أو بعض الظواهر الصحية التي لم تشهديها من قبل، ولكن لا تقلقي؛ فهذه أمور طبيعية لا تستدعي الخوف على الأرجح، حيث يتعرض جسم الأم لعدد من التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليه بصورة مؤقتة بسبب التقلبات الهرمونية الطبيعية أثناء فترة النفاس، في حين أن بعض تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية قد تمتد معكِ لمدة 6 أشهر وبعضها لا يزول إلا بعد الفطام، تعرفي عليها جميعها فيما يلي:
الدماغ والهرمونات
خلال الأيام التي تلي الولادة يتغير معدل إنتاج بعض الهرمونات بنسب كبيرة تؤثر بالتبعية على حالتك النفسية والمزاجية، ففي الأسبوع الأول مثلًا تنخفض معدلات هرموني الاستروجين والبروجسترون انخفاضًا كبيرًا بعد أن كانت في أعلى مستوياتها أثناء فترة الحمل، هذا يتسبب لكِ في مشاعر سلبية تتمثل في التقلبات المزاجية والقلق والحزن والكآبة، ولكن غالبًا ما تختفي هذه الانفعالات في غضون أيام قليلة، بينما تواجه بعض الأمهات هذه المشاعر بشكل أكثر حدة وتستمر معهن لفترات أطول مخلفةً ما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة، وهو ما يستدعي التدخل الطبي والإرشاد النفسي لمواجهته والسيطرة عليه.
بينما تشهد هرمونات أخرى ارتفاعًا غير مسبوق، مثل هرمون الأوكسيتوسين أو “هرمون الترابط” المرتبط بالأمومة ارتباطًا وثيقًا، فهو الذي يكسبكٍ القدرة على استشعار الخطر الذي قد يحيط بوليدك، وبالتالي يزيد من الشعور بالقلق. أيضًا تتأثر هرمونات الغدة الدرقية، فنحو 5-10% من الأمهات يتعرضن لالتهاب الغدة الدرقية عقب الولادة لأسباب غير معلومة، وتشمل أعراضه التي قد تستمر من شهر إلى ثمانية أشهر: الإرهاق، والقلق، والأرق، وارتفاع معدل ضربات القلب، وزيادة الوزن، والكآبة، والإمساك،
ليس هذا فحسب، بل إن الهرمونات تؤثر على بعض المناطق في دماغك المسؤولة عن تنشيط غريزة الأمومة وما يتعلق بها من مشاعر كالحب والقلق والحماية، ويمتد تأثيرها كذلك إلى عظامكِ ومفاصلكِ، فخلال الحمل كان جسمك ينتج هرمون يدعى ريلاكسين يعمل على إكساب مفاصلكِ المزيد من المرونة، ولكن بمجرد الولادة يتوقف إفرازه، لذلك من الطبيعي أن تعاني من بعض الآلام في مفاصلك لمدة قد تصل إلى خمسة أشهر لحين عودتها إلى ثباتها السابق.
مستويات الفيتامينات والمعادن
أحد أبرز تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية وأيضًا الطبيعية هو تعرضه لنقص بعض المغذيات الهامة، فمثلًا تتعرض نسبة ليست بالقليلة من الأمهات لارتعاش الجسم أو الأطراف خلال الأسابيع الأولى التي تلي الولادة، ويتم ربط هذا العرض بانخفاض نسبة الحديد، والذي يحدث بشكل طبيعي نتيجة فقد كميات كبيرة من الدماء أثناء الولادة وخلال فترة النفاس، ولكن حال نقصه بصورة حادة فإنه يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل: ضيق التنفس، برودة الأطراف، تورم اللسان، جفاف الجلد وشحوبه، الدوخة، واشتهاء تناول أشياء ليست غذائية كالثلج.
لذلك لا تتوقفي عن تناول مكملات الحديد، بل واظبي عليها بعد الولادة أيضًا وطوال فترة الرضاعة الطبيعية، مع ضرورة الاهتمام بتناول المأكولات الغنية بعنصر الحديد كاللحوم الحمراء، والبقوليات، والخضراوات الورقية، هذا بالإضافة إلى ضرورة تدعيم نظامكِ الغذائي بالأطعمة الغنية بفيتامينات (أ) و(ج) و(هـ)، وفيتامينات (ب) المركبة، وعناصر الكولين والنحاس والزنك واليود والكروم والسيلينيوم، وكلها متوفرة في الخضراوات والفواكه والبقول.
كبر حجم الثديين واحتقانهما
يتزامن انخفاض هرموني الاستروجين والبروجسترون في جسم الأم بعد الولادة مع ارتفاع هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج حليب الأم وتصنيعه في الثديين، فيزداد تدفق الدم والحليب فيهما بدءًا من اليوم الثاني أو الثالث من الولادة، مما يتسبب في جعلهما أكبر حجمًا مما كانا عليه خلال فترة الحمل، فتبدئين في الشعور باحتقانهما ويصبح ملمسهما قاسيًا ومؤلمًا، ولكن إذا كنتِ ترضعين طفلكِ طبيعيًا فنبشرك أن الألم سيختفي في غضون أيام قليلة، بخلاف ما إذا كنت ترضعينه صناعيًا فيمكن أن تطول فترة الاحتقان بعض الشيء.
في كل الأحوال ننصحكِ بشفط كمية من الحليب من الثديين لتخفيف الاحتقان، وعمل كمادات دافئة عليهما قبل إرضاع طفلك مباشرة تليها كمادات باردة، مع ضرورة ارتداء حمالات صدر قطنية مريحة، وإذا لم تُجدِ هذه الحيل نفعًا فاستشيري طبيب مختص وسيصف لك أحد مضادات الالتهابات الآمنة خلال فترة الرضاعة.
تقلصات الرحم (آلام ما بعد الولادة)
يتمدد رحمكِ خلال الحمل بدرجة كبيرة ليصل إلى أضعاف حجمه الطبيعي، لذلك من البديهي ألا يعود إلى طبيعته ووضعه السابق بين عشية وضحاها، ولكن يتطلب ذلك نحو ستة أسابيع من الولادة هي فترة النفاس، خلالها ستتعرضين لآلام وتقلصات متلاحقة مصحوبة بنزيف، تشبه تلك التي تتعرضين لها أثناء الدورة الشهرية، تكون ذروتها في الأيام الثلاث الأُوَل التي تلي الولادة مباشرة والتي ستلاحظي فيها أن بطنكِ مازال منتفخًا وكأنكِ ما زلت حاملًا.
ولكن سيقل الألم والانتفاخ شيئًا فشيئًا في الأيام التالية، ويأخذ في التقلص والانكماش إلى أن يعود إلى حجمه وموضعه الأصلي خلف عظم العانة. وعلى الرغم من كون هذه التقلصات مزعجة ومؤلمة إلا أنها أحد تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية والطبيعية ذات الأثر الجيد؛ إذ أنها تساعد على تقليل النزيف لكونها تتسبب في الضغط على الأوعية الدموية الموجودة في رحمك.
إذا كنتِ ترضعين طفلكِ طبيعيًا فستكون آلام ما بعد الولادة أكثر حدة قليلًا نتيجة إفراز هرمون الأوكسيكونتين، الأمر الذي يجعلكِ تتعافين في فترة أقصر مقارنةً بمن يرضعن صناعيًا، وبإمكانكِ تخفيف الألم بتناول أحد المسكنات الآمنة خلال الرضاعة التي سيصفها لكِ طبيبك.
الإمساك
من الشائع تعرض الأم للإمساك خلال الأيام الأولى التي تلي الولادة مباشرة وربما يستمر معها لأسبوع؛ ويحدث ذلك إما بسبب الجفاف، أو كأثر جانبي لمسكنات الألم، كما أن إجراء جراحة في منطقة البطن يجعل الأمعاء في وضع أهدأ وتتطلب بعض الوقت إلى أن تعود إلى العمل بالنمط المعتاد، لذلك ننصحكِ خلال هذه الفترة بالإكثار من شرب الماء والسوائل الطبيعية كعصير البرقوق أو البرتقال أي فاكهة تفضلينها ولكن إحذرى أضرار شرب الماء بعد القيصيرية، ويمكن اللجوء إلى الملينات إذا رأى الطبيب الحاجة إليها.
مشاكل البشرة
قد تتسبب مستويات الهرمونات المتقلبة في فترة ما بعد الولادة في إحداث تغيرات في بشرتكِ، مثل ظهور حب الشباب أو البقع الجافة أو التصبغ، وفي حال عدم التحسن بعد أيام أو إذا التهبت البثور وأصبحت مؤلمة أو إذا وجدت التصبغ آخذًا في الازدياد فاستشيري طبيب أمراض جلدية ليمنحكِ العلاج المناسب لحالتك. أما عن علامات التمدد التي تنتشر عادةً على البطن والصدر في فترة الحمل فسيبدأ لونها في التغير من الأحمر إلى الأبيض بالتدريج.
تساقط الشعر
المتهم الأول في حدوث تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية هو تغير مستوى الهرمونات في جسمكِ، وينطبق الأمر تمامًا على حالة شعركِ؛ حيث يتسبب انخفاض معدلاتها بعد الولادة في تساقط الشعر تدريجيًا بشكل ملحوظ، ومن المتوقع أن تفقدي نحو ثلث شعركِ بعد انقضاء ثلاثة أشهر من تاريخ الولادة، ولكن عادةً ما يبدأ الوضع في التحسن من الشهر السادس وبخاصةً إذا كنت تواظبين على تناول مكملات الحديد وتأكلين غذاءً متوازن العناصر.
الوزن وشكل الجسم
إذا كنتِ تتوقعين أنكِ بمجرد وضع صغيركِ ستتخلصين من الوزن الزائد الذي اكتسبته أثناء حمله فأنت واهمة، نعم ستفقدين في اليوم الأول نحو 6 كيلوجرامات دفعة واحدة هي وزن المشيمة والجنين والسوائل التي كانت تحيط به، لكن سيستغرق الأمر لتعودي إلى وزنكِ السابق قبل الحمل بضعة أشهر، وقد لا تتمكني من ذلك إلا بعد الفطام.
وننصحكِ ألا تتعجلي في بدء حمية غذائية قبل انقضاء شهرين على الأقل خاصةً إذا كنتِ تُرضعين طبيعيًا؛ لضمان أن مخزون الحليب لديك تشكل بالفعل بحيث لا يتأثر نمو طفلك، ونبشرك أنك أثناء هذين الشهرين ستفقدين بعض الوزن بدون حمية بسبب أن جسمكِ يتخلص فيهما من السوائل الإضافية التي كانت محتبسة فيه في أواخر شهور الحمل، بعدها يمكنكِ استشارة طبيب مختص ليصف لكِ نظامًا غذائيًا يلائم مرحلة الرضاعة، ويرشدكِ لتمارين اللياقة المناسبة لوضعك الصحي.
مشاكل المسالك البولية
تتأثر المثانة كثيرًا أثناء الحمل وبخاصة في الشهور الأخيرة نتيجة زيادة الضغط عليها، فتعاني نسبة كبيرة من الأمهات من مشاكل متنوعة في المسالك البولية في الأيام الأولى عقب الولادة، ما بين الشعور بالألم والحرقة أثناء التبول، أو عدم القدرة على التبول رغم الشعور بالرغبة في ذلك، أو قد يحدث العكس بحيث يفقدن التحكم في المثانة فتتسرب بضع قطرات من البول دون قصد وبخاصة عند الضحك أو العطس فيما يعرف بسلس البول، ولكي تتجنبي كل ذلك عليكِ بتقوية عظام الحوض من خلال الانتظام على أداء تمارين كيجل قبل وبعد الولادة.
تغير مقاس الحذاء
أحد أغرب تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية والطبيعية على حدٍ سواء هو تغير مقاس الحذاء، وربما تلاحظي هذا حتى قبل الولادة في أواخر أسابيع الحمل، ويرجع السبب في ذلك إلى عاملين، الأول: هو أنكِ ستكتسبي في الحمل ما بين 11-16 كيلوجرام في المتوسط، هذه الزيادة في الوزن تتسبب في تسطح القدم. والعامل الثاني هو هرمون ريلاكسين الذي يُفرز أثناء الحمل بكميات كبيرة ليحفز عظام وأربطة الحوض على التمدد ولكنه يؤثر أيضًا على باقي الجسم بما في ذلك أربطة القدم فيجعلها رخوة أكثر وأكبر حجمًا.
الإفرازات المهبلية
مع خروج طفلكِ إلى الحياة يبدأ الرحم في تنقية نفسه من الدم والأنسجة المتخلفة عن المشيمة، وفي الأيام الأولى يمكنكِ ملاحظة أن تدفق الإفرازات المهبلية يكون كثيفًا وذو لون أحمر داكن، لكن بمرور الأيام تقل كثافتها وتدفقها رويدًا رويدًا وتكتسب لونًا أفتح إلى أن تتوقف تمامًا خلال 4- 6 أسابيع على الأكثر، وفي حال استمرارها أكثر من ذلك يجب استشارة الطبيب على الفور.
ضعف عضلات الذراعين
ربما تجدي ألمًا في ذراعيك عند حمل صغيركِ في الأيام الأولى عقب الولادة وخلال فترة النفاس بشكل عام، والمتهم في ذلك هو هرمون الريلاكسين الذي تحدثنا عنه قبل قليل، ويزداد الأمر سوءًا في حال إهمال ممارسة التمارين الخاصة بالذراعين والجزء العلوي من الجسم أثناء الحمل. وعليه، إذا كنتِ لم تضعي صغيركِ بعد فابدئي من الآن في الانتظام في تمارين تقوية الكتفين والذراعين والظهر، أما إذا كنتِ تواجهين هذه المشكلة فعليًا فاستشيري طبيبكِ وسيصف لكِ بعض المقويات التي ستساعدك إلى أن تتمكني من بدء ممارسة الرياضة بأمان بعد شهرين من الولادة على الأقل.
ما يجب توقعه بعد الولادة القيصرية
بالرغم من أن تجربة كل أم في الولادة القيصرية تختلف عن الأخرى إلا أن هناك نقاط محورية أساسية لابد أن يمر بها كل من يخضع لهذا النوع من الولادة، ويجب أن تكوني ملمة بها جيدًا؛ إذا أن التخطيط الجيد يساعدكِ على تقبل تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية والتعامل معها بطريقة صحيحة، وبالتالي تتمكني من التعافي بشكل أسرع، وإليكِ ما يجب أن تتوقعيه،لـتعجيل التعافي بعد الولادة.
يوم الولادة
عقب إجراء الجراحة القيصرية ستجدي بعض الصعوبة في المشي والحركة، إذ أنهما يتسببان في شعوركِ بالألم في مكان الشق الجراحي، وستحتاجين إلى مساعدة من حولك في الجلوس والنهوض والاستلقاء وأيضًا المشي، ولكن مع ذلك لابد من أن تتحامل على نفسكِ قليلًا وأن تنهضي وتتحركي من وقت لآخر لتفادي حدوث جلطات، ولتسريع التئام الجرح والتعجيل بالشفاء.
كذلك يساعدكِ المشي على التخلص من الغازات بعد الولادة القيصرية وبالتالي تتمكني من تناول بعض الأطعمة الخفيفة. قد يتطلب الأمر مكوثكِ في المشفى لثلاث أيام حسب حالاتكِ الصحية، ولكن على الأرجح إذا كانت ولادتكِ ببنج نصفي أو بدون ألم فسيكون بإمكانكِ المغادرة في نفس اليوم بمجرد تمكنكِ من النهوض من السرير بعد العملية القيصرية.
اليوم الثاني
في اليوم الثاني يستمر الشعور بالألم حال النهوض والجلوس، ولكن يصبح بإمكانك الاستحمام كالمعتاد، ولكن قد يزعجكِ تعرضكِ للإمساك نتيجة أن حركة الأمعاء لمَّا تنتظم بعد، ولتجاوز هذا الأمر عليكِ تناول أطعمة غنية بالألياف والإكثار من الماء والسوائل الطبيعية، أو استشيري طبيبكِ ليصف لكِ ملينًا مناسبًا.
اليوم الثالث
ما زال جرح الولادة يؤلمكِ، لكن من المرجح أن الألم سيقل تدريجيًا ابتداءً من اليوم، ولكن أبرز تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية في اليوم الثالث أنه من المتوقع وصول الحليب الناضج وتدفقه في ثديكِ بعد أن كان رضيعكِ يتغذى في الأيام السابقة على اللبأ أو ما يعرف بلبن السرسوب، ولكن أحيانًا يتأخر وصوله إلى اليوم الرابع.
بعد أسبوع
بمرور الأسبوع الأول من المتوقع أن حالتكِ الجسدية تحسنت بشكل كبير، وإن كان من الممكن أنكِ ما زلت تشعرين بالقليل من الألم أو الحكة في مكان الجرح، ولكن يجدر بنا تنبيهكِ إلى ضرورة الراحة وتجنب بذل أي مجهود شاق أو حمل أو جر أشياء ثقيلة، وذلك طوال فترة النفاس.
أما عن حالتكِ النفسية فإن كنت تشعرين بالكآبة والحزن والقلق فهذا عرض طبيعي تمر به نسبة كبيرة من النساء ضمن تغيرات بعد الولادة، أما إذا وجدتِ أن علاقتكِ بمولودك غير جيدة أو أنك المشاعر السلبية تسيطر عليكِ بشكل كبير أو إذا كانت لديك أفكار انتحارية أو ترغبين في إيذاء شخص آخر فعليكِ التحدث فورًا إلى طبيبك، فهذه مؤشرات على إصابتكِ بما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة (PPD).
بعد 4 إلى 6 أسابيع
الآن لابد أنك أنهيت فترة النفاس أو على وشك الانتهاء منها، ولابد أن ألم الجرح اختفى بشكل كلي في حين أنكِ ربما ما زلت تشعرين ببعض الخدر فيه وفي المنطقة المحيطة به، ومع ذلك أصبح بإمكانك العودة إلى ممارسة حياتكِ بشكل طبيعي أو البدء في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، ومع ذلك يفضل مراجعة الطبيب أولًا.
متى تتصلي بالطبيب؟
كل ما ذكرناه أعلاه هو من تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية التي تحدث بصورة طبيعية خلال الأسابيع الستة الأولى التي تلي الولادة، ولكن هناك تغيرات أخرى لابد من إبلاغ طبيبكِ بها فور ظهورها، وهي:
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
- النزيف الحاد، أي الذي تغيرين فيه أكثر من فوطة صحية خلال ساعة واحدة.
- أن يكون النزيف مصحوبًا بالكثير من التجلطات كبيرة الحجم.
- إفرازات مهبلية غريبة ذات رائحة كريهة.
- حكة شديدة أو ألم غير محتمل أو احمرار موضح الجراحة.
- الغثيان أو التقيؤ أو فقدان الوعي.
- استمرار الإمساك لأكثر من ثلاثة أيام.
- تورم الثديين والشعور بالألم المصحوب بارتفاع درجة الحرارة.
- تألم أو انتفاخ أو احمرار أي موضع في ساقيكِ أو بطنك؛ فقد تكون مؤشرًا على تكون جلطات بالأوردة.
- تغير في الرؤية أو الشعور بالصداع المستمر.
- تورم الوجه أو الأصابع أو الأطراف بصورة مفرطة.
- الحزن الشديد والاكتئاب الذي يعيقكِ عن الاعتناء بنفسك أو رعاية صغيركِ.
ختامًا.. إن إلمامكِ بكافة تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية وكيفية التفريق بين ما هو طبيعي منها وما هو غير ذلك من شأنه أن يساعدكِ على تجاوز هذه الفترة بسلام، وبدون أن تتأثر حالتك الصحية أو النفسية، لذلك لا تترددي في طرح أسئلتك ومخاوفكِ على طبيبكِ سواء قبل الولادة أو بعدها.