تقشر جلد الرضيع | الأسباب الطبيعية والمرضية مع طرق العلاج وأهم النصائح
يستمر رضيعك في جذب انتباهك واهتمامك طوال الوقت، وربما مر بالكثير من التغيرات التي قد تسبب لكِ الكثير من القلق والحيرة، حول ما إذا كان الكثير منها أعراض طبيعية أم مرضية، مثل تقشر جلد الرضيع خاصةً لحديثي الولادة، وكيفية العلاج المناسبة لكلا الحالتين، وهذا ما نقدمه لكِ الآن من خلال هذا الموضوع بالشرح والتفصيل.
مظاهر تقشر جلد الرضيع
يعد تقشر الجلد من الأمور الشائعة خاصةً عند حديثي الولادة، حيث يبدو الجلد جافاً ومقشراً باليدين أو القدمين، أو كلاهما، حتى أنه ربما شمل الجسم كله، لأسباب كثيرة، الكثير منها طبيعي يحتاج لطرق طبيعية مناسبة للعلاج، والبعض منها علامةً على الإصابة ببعض الأمراض، مثل الحساسية أو أمراض المناعة الذاتية، وهي إصابات متراوحة بدرجات الخطورة وتستلزم العلاج والتدخل الطبي.
أسباب تقشر جلد الرضيع الطبيعية
تأتي أسباب تقشر الجلد عند الأطفال حديثي الولادة الطبيعية على هيئة سلوكيات خاطئة في التعامل مع الرضيع، أو التعرض للكثير من المؤثرات التي قد لا تناسب طبيعة الوليد، غير أنها من الأمور الطبيعية والتي يسهل علاجها وتزول بزوال أسبابها، كما أنها تصيب الطبقة الخارجية من الجلد وليست الداخلية، وتتمثل أهم هذه الأسباب في النقاط التالية:
الإفراط بغسل اليدين
قد تأتي المبالغة بنظافة أيدي الأطفال ببعض الأحيان ببعض المشكلات، حيث يعتبر الغسل المتكرر والمبالغ فيه بالصابون والمنظفات من أسباب تقشير الجلد، لإزالته للزيوت الطبيعية الموجودة بالجلد والواقية له بشكل كبير.
مص الرضيع لأصابعه
تعد عادة مص الأصابع من العادات السيئة التي قد يلجأ إليها الرضيع عند البكاء أو الخوف أو الكثير من الأسباب، إلا أن لهذه العادة آثاراً سلبيةً على جلد الرضيع، حيث تسبب التقرح والتقشير بجلد اليدين.
التعرض للشمس الحارقة
يتسبب التعرض للشمس بالأوقات الخاطئة بالكثير من المشكلات للرضع، منها تقشير الجلد، يتسبب به التعرض لأشعتها البنفسجية والتي تسبب التلف، وتسبب الاحمرار والتقرح، ويسبب الكثير من الألم.
البيئة والمناخ
تأتي الظروف المناخية كأحد أهم أسباب تقشر جلد الطفل حديث الولادة، لما يتميز به من رقة ونعومة، فتعرض الرضع للظروف المناخية القاسية الحارة والجافة تتسبب بالتقشير والتشقق لجسم الرضع، خاصةً حديثي الولادة منهم.
الطلاء الجبني أو الدهني
هو الطلاء المحيط بالجنين بالرحم والذي يبدأ بالتكوين بالأسبوع العشرين، إذ يتقشر جلد الوليد بعد إزالته بالولادة، ويظهر التقشير بالغالب بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ويقل هذا الطلاء مع المكوث بالرحم لنهاية أسابيع الحمل الأربعين، لطول مدة تعرضه للسائل الأمنيوسي، لذا فالأطفال المولودين باكراً أشد عرضةً للإصابة بالتقشير، وتختلف درجته حسب عمر الجنين ومكوثه داخل بطن الأم.
طاقة المهد
تظهر طاقة المهد نتيجة وجود الجنين بالرحم، وتتحكم به هرمونات الأم بشكل كبير، وتتسبب طاقة المهد بظهور بعض البقع الحمراء بالجلد والتقشير، خاصةً بفروة الرأس، وهي من الأسباب الطبيعية التي لا تستدعي الكثير من القلق.
أسباب تقشر جلد الرضيع المرضية
لا تقتصر أسباب تقشر جلد حديثي الولادة على الأسباب الطبيعية، بل هناك الكثير منها يأتي نتيجة التعرض للإصابة ببعض أمراض الجلد، والتي تستدعي التدخل الطبي الفوري والبدء بالعلاج، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
الأكزيما
تعد الأكزيما من الأمراض المجهولة الأسباب حتى الآن، والتي نادراً ما تصيب الرضع وحديثي الولادة، إلا أنها تظل واردة الحدوث للتعرض لمسبباتها من تهيج للجلد، يحدثه استخدام مساحيق غير مناسبة، أو منظفات وشامبوهات وأدوات العناية الشخصية للرضع بطريقة مبالغ فيها، أو لتحسس الطفل منها، وقد تأتي من التحسس من تناول الأطفال والرضع المتناولين للطعام لبعض الأطعمة مثل الصويا وبعض منتجات الألبان.
السماك
يأتي السماك كسبب تقشر جلد الرضيع بشكل وراثي، فعادةً ما تكون الجينات الوراثية العائلية السبب بظهوره، أو مرتبطاً بأمراض المناعة الذاتية، أو مرض السرطان كمرحلة سابقة لظهور الورم، كما أن للاسم دلالة على المظهر حيث يغطي الجسم قشور وحراشف، مسببةً الحكة والتقشير بالجلد، والكثير من التهيج، لكنها تتساقط سريعاً مع الوقت بحديثي الولادة، ويشخص بسهولة بالكشف المبدئي والتحاليل الطبية للدم.
التهاب الجلد الدهني
يعد التهاب الجلد الدهني أحد الأمراض الشائعة عند الأطفال، يظهر بالبداية بمنطقة الإبطين، الرقبة، الحاجبين، وفروة الرأس، ويأتي نتيجة وجود الفطريات والخميرة بالجلد، كما يمكن أن تتسبب به هرمونات الأم بالرحم بشهور الحمل.
أمراض أخرى تسبب تقشر جلد حديثي الولادة
الكثير من الأمراض الأخرى قد تأتي كسبب تقشر جلد الرضيع، مثل أمراض المناعة الذاتية، والتي يأتي التقشير بالجلد كأحد أهم علاماتها، كما قد تتسبب الأمراض التالية في ظهوره أيضاً:
- الصدفة وردات الفعل التحسسية.
- الالتهابات الجلدية الخمرية والعنقودية.
- تناول الأدوية الخاصة بمرض السرطان.
- مرض كاواكسي، وهو من الأمراض التي قد يتعرض لها الأطفال دون سن الخامسة.
- المتلازمة الوراثية لتقشير الجلد والقدم الرياضية.
نصائح هامة لعلاج تقشر جلد الرضيع لأسباب طبيعية
بأغلب الأحيان يختفي التقشير من تلقاء نفسه، غير أن هناك الكثير من النصائح التي تعمل على تسريع التقشير، والتخلص منه، والتخفيف من آلامه، مثل استخدام المنتجات الطبيعية الخالية من الكيماويات في منظفات ومرطبات بشرة الرضع والأطفال، والكثير من النصائح الأخرى التالية:
- استشارة الطبيب لتحديد الأدوية المناسبة لسرعة العلاج.
- ترطيب الجلد بلطف لمرتين باليوم، لعلاج الجفاف وسهولة التغلغل لأعماق البشرة، والتي يمكن تحديدها بدقة بواسطة الطبيب.
- ضبط مستوى الماء والسوائل بالجسم، سواء بالرضاعة الطبيعية الكافية، أم بشرب الماء، لمعالجة الجفاف بالبشرة وسرعة الشفاء، للأطفال فوق 6 أشهر.
- الحمام اليومي الدافئ، على ألا يزيد مدته عن عشر دقائق لعدم إزالة الزيوت الطبيعية بالبشرة، مع استخدام صابون طبيعي خالي من العطور.
- تجنب المساحيق والمنظفات العنيفة الروائح والتركيب بملابس الرضيع.
- الابتعاد عن التيارات الباردة، والطقس الجاف، وأشعة الشمس الحارة والمباشرة، والحرص على تعديل درجات الحرارة بمكان إقامة الرضيع.
- تقليل جفاف الجو المحيط بالرضيع بأجهزة الترطيب، والحد من استخدام المكيف الذي يمنع الرطوبة الطبيعية بالجو، ويفاقم من تقشير جلد الرضيع.
- عدم ملامسة الرضيع لأي مهيج للجلد، والتدقيق بمكونات نظامه الغذائي لمتناولي الطعام من الرضع.
علاج تقشر جلد الطفل حديث الولادة لأسباب مرضية
بعض أنواع التقشير لجلد الرضع قد تختفي من تلقاء نفسها مع الوقت، مثل التقشير المرتبط بمرض الالتهاب الجلدي الدهني، غير أننا سنورد بعض الطرق المساعدة على سرعة الشفاء السريع، كما نورد بعض طرق التخفيف من حدة التقشير المرتبط بالوراثة، وبوجه عام تختلف طرق العلاج حسب السبب ورائه، والتي نجمعها لكِ بالأسطر التالية:
علاج الأكزيما
ينصح بالاستحمام بالماء الفاتر بحالة الأكزيما، واستخدام الصابون الصحي الملطف للبشرة، والابتعاد عن فرك الجلد، كما ينصح الطبيب بأغلب الحالات استخدام المرطبات المناسبة والابتعاد عن الأسباب المهيجة للجلد، مع استخدام المراهم والمضادات الحيوية الموصوفة طبياً، والكمادات الباردة، كما يجنب تناول الصويا والمنتجات المتحسس منها، مثل تغيير نوع لبن الرضاعة، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل الهيستامين والمضادات الحيوية.
علاج السماك
بحالة تقشر جلد الرضيع بسبب مرض السماك فلا يوجد علاج نهائي له، لكن هناك بعض الطرق للتخفيف من أعراضه، مثل استخدام الماء العادي بالاستحمام، وتقليل نسبة الصابون المستخدم، واستخدام الأنواع الخفيفة منه، مع المرطبات المناسبة والتي غالباً ما تكون ذات قاعدة بترولية، بغاية ترطيب الجلد والحد من تهيجه، والابتعاد عن المرطبات المحتوية على مواد كيميائية تماماً.
علاج طاقة المهد
غالباً ما تختفي طاقة المهد تلقائياً مع الوقت، خلال شهور من ظهورها بدون استخدام الأدوية، غير أنه يمكن تسريع الشفاء منها وإنهاء التقشير عن طريق الاستحمام بشامبو لطيف مناسب، مع استخدام فرشاة ناعمة، خاصةً بفروة الرأس لسهولة الإزالة، والفرك لها بزيت الزيتون أو زيت جوز الهند، لترطيب القشور وسهولة التخلص منها.
علاج التهاب الجلد الدهني
رغم شيوع هذه الحالة بين الرضع والأطفال، فقد تختفي من تلقاء نفسها، بعد استمرار العلاج الموصوف لها خلال شهرين، غير أنه يمكن أن تخفف الأعراض عن طريق غسل الرأس بالشامبو اللطيف المناسب، والتمشيط بفرشاة ناعمة، كما يوصى بفرك الجلد بزيت الزيتون، أو زيت جوز الهند، كما ينصح بوضع لبن الأم على الرأس والتنظيف بعد الجفاف، وغالباً ما ينصح الطبيب بالمراهم والكريمات المتحكمة بالالتهاب ومضادات الفطريات.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يعتبر اللجوء للطبيب أمر طبيعي بمثل هذه الحالات، فالأعراض متشابهة ومختلطة بين كونها طبيعية أم مرضية، هنا يأتي دور الطبيب بالتشخيص السليم ووصف العلاج المناسب، إلا أن هناك بعض الحالات الخطرة التي تتطلب المزيد من الدقة والسرعة بالتعامل الطبي، مثل:
- عدم استجابة التقشير للعلاج الموصوف، والشك بالتعرض للعدوى.
- زيادة سوء الأعراض وتفاقمها، مثل تساقط شعر الرضيع.
- عدم زيادة وزن الرضيع بشكل طبيعي، وتعاملك للمرة الأولى مع طاقة المهد.
- المناعة الضعيفة للمولود، أو وجود تاريخ مرضي لأي من الأمراض المذكورة والمتسببة بالتقشير لدى أحد الوالدين.
- ويمكنك التعرف علي كافة التفاصيل المساعده لك في رحلتك مع رضيعك خلال عامه الأول يمكنك الرجوع إلي الصفحة الرئيسية لموقع مليون صحة.
ختاماً، الكثير من الأسباب قد تتسبب في تقشر جلد الرضيع، والكثير من طرق العلاج والرعاية المختلفة قد تسبب لكِ الحيرة، هنا نؤكد على ضرورة استشارة الطبيب فور ظهور التقشير، خاصةً بالحالات الخطرة والمذكورة سلفاً، لتحديد العلاج الأنسب والأسرع والأنجح، لتتخلصي من هذه المشكلة عند رضيعك نهائياً وإلى الأبد.