أهم الخطوات والطرق الفعالة في تقوية شخصية الطفل بالسنوات الأولى
السنوات الأولى في العمر هي أهم فترة يمكن خلالها تقوية شخصية الطفل وتعزيزها، فأسلوب التربية الذي يتم اتباعه والبيئة المحيطة بطفلك تؤثر كثيرًا عليه، وإن لم تنتبهي لهذا الأمر وتتعرفي على الأسلوب السليم لمساعدته على تخطي هذه المرحلة دون أن يتأثر بها، فسوف يعاني من مشكلة ضعف الشخصية عند الطفل، ولذلك سنقدم لكِ أهم الأسس والحلول التي يجب عليكِ الاهتمام بها، لكي تتجنبي هذه المشكلة، والتي ستجدينها عند متابعتك للسطور القادمة.
أهمية تقوية شخصية الطفل
توجد أهمية كبيرة لتقوية شخصية الطفل منذ صغره، ففي الأعوام الأولى من عمره تتشكل شخصيته التي ستصاحبه مدى حياته، ولذلك يجب على الآباء الاهتمام بـ التربية الصحيحة للأطفال على أسس علمية وصحيحة تجعلهم يتمتعون بشخصية قوية وجذابة حتى يزيد تقديره لذاته، ولفعل ذلك يجب الحرص على توفير بيئة مناسبة له تضمن تحقيق هدفك من خلال منحه الحب والحنان والتقدير الجيد لشخصيته حتى يكون في المستقبل شخص إيجابي، وسعيد وأكثر تأثيرًا في حياته الشخصية وفي المجتمع بشكل عام.
أهم أسباب ضعف شخصية الطفل
هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تنشئة طفل ضعيف الشخصية من الممكن ألا ننتبه لها كخطأ من أخطاء التربية دون أن نشعر بذلك أو نتيجة لوجود مشاكل أسرية تنعكس على الطفل سلبيًا وتجعله يعاني من ضعف في تقديره لذاته، إضافةً إلى الكثير من الأمور الهامة التي تؤثر على شخصية طفلك بشكل عام، ومنها ما يلي:
- الخوف عليه بشكل زائد عن اللازم يمنعه من اكتساب خبرات جديدة، مما يؤدي إلى ضعف شخصيته مع الوقت.
- التدليل المبالغ فيه يؤثر على شخصيته ويجعل منه شخص غير راشد، وغير متحمل أي قدر من المسئولية عندما يكبر.
- قلة احتكاكه بالأشخاص الآخرين سواء كبار أو صغار تجعل منه طفلًا انطوائي لا يعلم كيف يتصرف عند تعرضه للمواقف الصعبة.
- تعرضه للتنمر سواء داخل المنزل أو بالمجتمع يضعف من شخصيته ويؤثر عليه كثيرًا.
- السخرية منه أو التقليل من شأنه يؤدي إلى قلة ثقته بذاته.
- وجود خلافات في محيط العائلة يقلل من شعوره بالحب والأمان، وتجعله انطوائيًا، وتقلل من ثقته بنفسه.
- وضعه داخل مقارنة دائمة مع أصدقائه أو أقرانه يجعله يشعر بأنه ضعيف وغير قادر على فعل شيء.
- تعرضه للإهانة الدائمة من أحد الوالدين مما يؤثر على شخصيته كثيرًا ويجعله انطوائيًا.
طريقة تقوية شخصية الطفل
تعتبر الأسرة هي النواة الأولى لبناء شخصية الطفل، وتقع عليها مسئولية كبيرة في تحقيق هذا الأمر وتنشئة طفل قادر على تحمل كل مواقف الحياة التي يمر بها، ولذلك يجب معرفة الأسس السليمة لتربية الطفل والتي يمكنك من خلالها الحفاظ على طبيعته وفطرته، وجعله ذا شخصية قوية دون أن تؤثر عليه البيئة المحيطة وما قد يوجد بها من تنمر وعنف وغيرهما من الأمور المشابهة التي تؤثر عليه سلبيًا.
وفي الحقيقة تبدأ تقوية الشخصية منذ السنوات الأولى بعمر الطفل؛ ففي سن عامين يكون قادرًا على الاستيعاب والتعبير عن نفسه، ولذلك يجب منحه قدرًا كافيًا من الحب والحنان، والاهتمام بكل أسس التربية بشكل سليم.
كيفية تقوية شخصية الطفل سنتين
الطفل في عمر سنتين تبدأ مهاراته بالتزايد مع الوقت، فيعرف كيفية الربط بين حصيلته اللغوية والأشياء التي يراها أمام عينه، ولديه أيضًا القدرة على التمييز بين الأنواع والأشكال المختلفة وغيرها من المهارات البسيطة التي يبدأ بتعلمها وإتقانها سريعًا، ولذلك يمكنك استغلال هذا الأمر الاستغلال الأمثل؛ حتى يصبح ابنك أو بنتك شخص فعال مستقبليًا، وهناك عدة أشياء عليكِ اتباعها لتحقيق ذلك سنوضحها لكِ فيما يلي:
توفير الأمان الأُسري
الحرص على تنشئة الطفل في بيئة آمنة خالية من المشاكل، ووسط أسرة تتمتع بالسعادة والحب، وحفاظ الآباء على مساحة من الاحترام المتبادل بينهما يعتبر أمر هام لاتزان شخصية الطفل وتقويتها، حيث أنها تنعكس إيجابيًا عليه، وعلى نفسيته، وتجعله أكثر سعادة وراحة وثقة بذاته.
اتباع نظام غذائي متوازن
النظام الغذائي الصحي الذي يحتوي على كافة العناصر الطبيعية من فيتامينات، ومعادن وغيرها يساعد طفلك على التمتع بصحة جيدة، وينمي عقله، ويزيد من ذكائه واستيعابه للأمور من حوله، مما يسهل عليكِ مرحلة التربية بشكل كبير، وفي الحقيقة أن تغذية الطفل تبدأ منذ الحمل، فاهتمامك به في هذه المرحلة يؤثر عليه إيجابيًا بعد الولادة، ويقلل من المشاكل اللاحقة لها مثل تأخر النطق عند الأطفال أو أي مشاكل صحية بشكل عام.
تجنبي المقارنة
المقارنة من أكثر الأشياء التي تؤثر سلبيًا على شخصية الطفل وتدمرها؛ وتعتبر من أقوي أسباب عدم ثقة الطفل بنفسه، وتزيد من المشاعر السيئة والحقد بداخل قلبه تجاه الشخص الذي تضعيه معه بداخل مقارنة، فلا تحاولي مطلقًا أن تقارنيه بصديق له متميز عنه في شيءٍ ما؛ فلكل طفل قدرات خاصة به لا يشاركه فيها أحد وهبها الله له دون غيره.
فإن كان طفلك متميزًا في الرسم على سبيل المثال فهذا لا يعني أن كافة الأطفال في عمره متميزون أيضًا في ذات الشيء، ولذلك يجب أن تثقي بقدرات طفلك مهما كانت قليلة حتى يثق هو الآخر بذاته، فلا يمكن أن يشعر بقوة شخصيته إلا إذا كنت تثقين به وبقدراته.
اختاري عقابًا خفيفًا
طفلك الصغير بعمر السنتين لا يعلم جيدًا ما هو الخطأ وما هو الفعل الصحيح، ولذلك عندما يخطئ في شيء يكون هذا دليلًا على رغبته في تعلم شيء معين أو اكتشاف العالم من حوله، ولذلك احسني التصرف، فعلى سبيل المثال إن كان طفلك دائمًا شغوفًا بلمس أسلاك الكهرباء فلا يمكن أن تعاقبيه مباشرةً، فهو لا يعلم مدى خطورتها ولكن يمكنك ملاحظة ما يفعل ومراقبته وعندما يقترب منها احمليه سريعًا بعيدًا عنها، والعبي معه حتى ينسى ما كان يفعله.
وإن كان يصر على العودة مجددًا للفعل ذاته، وضحي له الضرر الذي يمكن أن يلحق به بلطف ودون عنف، فالطفل في هذه المرحلة يمكنك السيطرة عليه بسهولة، فـ عقاب الطفل بطريقة خاطئة قد يضره ويؤثر على شخصيته سلبيًا في المستقبل.
اتركيه يلعب
اتركي طفلك بهذه المرحلة يفعل ما يشاء طالما لا يحدث أي مشكلة أو ضرر، ولا تعلقي على أي أمر عادي يقوم به، ولا تكثري من إصدار الأوامر والتنبيهات حتى لا تقللي من ثقته بذاته، فاتركيه داخل عالمه يستمتع به كما يشاء، ويمكنك ترتيب ما أفسده طوال يومه في الليل عندما ينام دون أن تغضبي؛ فهي مرحلة مؤقته يتعلم بها كل شيء، فلا تُحجمي أو تقللي من الأفكار الموجودة في عقله حتى يكون شخصًا سويًا، وقادرًا على اختيار ما يريد حين يصبح بمرحلة الشباب.
اقرئي له قصصًا مفيدة
القراءة من أفضل الأشياء التي تساعد على تقوية شخصية الطفل سنتين وتزيد من الترابط العائلي بين الآباء والأبناء، وتزيد من الحب والأُلفة بين أفراد العائلة، ويمكنك بهذه المرحلة اختيار القصص الصغيرة التي تحتوي على رسومات كرتونية يحبها طفلك ثم قراءتها له، ومع الوقت ستجدينه يتجاوب معك، وستصبح من هواياته المفضلة في المستقبل، تملأ وقت فراغه وتساعده على تعلم الكثير من القيم الجيدة في حياته.
كوني قدوة جيدة له
قبل أن تعلمي طفلك أن يكون ذو شخصية قوية يجب أيضًا أن تكوني على قدر عالٍ من الثقة بالنفس، وأن تكوني قدوة حسنة له في كافة الأعمال، ويمكن القول بأن تربية الطفل تحتاج إلى تربية أنفسنا كآباء أولاً قبل أن نُقدم على تربيته كما نتمنى، ولذلك كل فعل تريدين أن يكتسبه طفلك الصغير يجب أن تقومي به أولاً، فلا تتوقعي منه الصدق إن كنتِ تكذبين، لذلك انتبهي إلى أفعالك إن كنتِ تحلمين بتنشئة شخص جيد وفعال على المدى البعيد.
اتركيه يعبر عما يريد
استمعي لطفلك الصغير حتى وإن كانت كلماته غير مفهومة بالنسبة لكِ أو كان يبكي، فاتركيه يفعل ما يشاء وانتبهي له وعبري له عن اهتمامك بما يقول حتى يشعر بالأمان، وتزيد ثقته بكِ وبنفسه، مما يؤدي إلى تقوية شخصيته، ويتمكن من التعبير عن آرائه دون قلق أو خوف من أي رد فعل يصدر ممن حوله.
كيفية تقوية شخصية الطفل 3 سنوات
يحتاج الطفل بعمر الثلاث سنوات إلى الاحتواء والحنان والتدليل والحب من الآباء، فهو ما زال في سنٍ صغير، ولذلك عليكِ الاهتمام به كثيرًا لتزيد ثقته بنفسه، ويصبح قوي الشخصية حين يكبر، وهناك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتساعدك على بلوغ هدفك بسهولة، وتنشئة شخص سعيد قادر على تحمل المسئولية، واثق من اختياراته وآرائه في الحياة، وأهم هذه النصائح سنوضحها لكِ تفصيلاً فيما يلي:
- اهتمي بتقديم الألعاب التي تساعده على التفكير بشكل جيد مثل كراسات الرسم والتلوين ويمكنك مساعدته في استخدامها.
- ابتعدي عن التدليل الزائد لطفلك حتى لا يعتاد على ذلك فيصبح اعتمادي مع مرور الوقت.
- اجعليه يساعدك بالمهام المنزلية البسيطة حتى ولو كانت إلقاء الورق بسلة القمامة، فهذا ينعكس إيجابيًا على شخصيته.
- علميه دون عنف، فعندما يخطئ وضحي له التصرف الصحيح بسهولة وبرفق، ومع الوقت سيفعل الشيء المناسب.
- ابعديه عن أي خلافات عائلية حتى لا يوثر ذلك سلبيًا على شخصيته ويشعره بعدم الاستقرار.
- قللي من الألعاب الإلكترونية بهذا العمر؛ لأنها تؤثر عليه من الناحية النفسية والجسدية.
تقوية شخصية الطفل 4 سنوات
لكي تعرفي كيف تقوي شخصية ابنك بعمر الأربع أعوام يجب العلم بأن الطفل بهذه المرحلة قادر على التعبير عن نفسة بطريقة جيدة، ويمتلك حصيلة لغوية تساعده على التحدث معك بشكل جيد، ولذلك يمكنك استغلال هذا الأمر وتعليمه الكثير من الأشياء الجيدة التي تزيد من ثقته بنفسه، ففي هذا العمر يكون طفلك أكثر قابلية للتعلم، وأهم هذه الأشياء سنوضحها لكِ فيما يلي:
اجعلي أمامه الكثير من الخيارات
اسألي طفلك عما يفضله، فعلى سبيل المثال عندما يأكل الطعام يمكنك عرض بعض الأصناف عليه، واتركيه يختار ماذا سيأكل بنفسه من بينها دون تدخل في ذلك، أو اعرضي عليه أشكالًا وألوانًا معينة من الملابس واتركي له الخيار المناسب، فتعلمه اختيار الأشياء البسيطة منذ الصغر يؤهله إلى اختيار الأمور المناسبة عندما يوضع أمام خيارات كبيرة بحياته حين يكبر.
خصصي وقت محدد لقضائه معه
طفلك بهذا العمر يحتاج للاحتواء، ولذلك يجب عليكِ أن تخصصي ولو وقت بسيط يوميًا لتقضيه مع أطفالك، احتضنيهم، واقرئي قصة لطيفة لهم، أو العبي معهم أي لعبة يحبونها، هذا الأمر يساعد على زيادة الروابط الأسرية بينك وبينهم من جهة، وبين الطفل وإخوته من جهة أخرى.
لا تسخري منه
لا تحاولي السخرية من طفلك حتى ولو على سبيل المزح، ولا تناديه بلقب لا يحبه، فسوف ينعكس هذا الأمر على شخصيته بالمستقبل ويقلل من ثقته بنفسه، فيجب ألا يرى في عينيكِ عدم تقديرك له، فهذا سيزيد من فرص تعرضه للتنمر عندما يختلط بالمجتمع، ولذلك حاولي دائمًا تلقيبه بأحب الأسماء له، ولا تسخري من تصرفاته مهما كانت، وشجعيه على فعل الأشياء الصحيحة بلطف، حتى يصبح شخصًا قوي الشخصية لا يتأثر بآراء الآخرين تجاهه.
تقوية شخصية الطفل 5 سنوات
بعمر الخمس سنوات يكون طفلك قادرًا على التعبير عن نفسه بشكل جيد، ويفضل أشياءً معينة في حياته وقادرًا على اختيارها بدقة، كما أنه يعلم جيدًا الأشياء التي يجب فعلها والأمور التي عليه تجنبها ويميز بشكل كبير الأفعال الخاطئة والصحيحة، وسوف تلاحظي عليه إن كان جريئًا أو يشعر بالخوف وانطوائيًا، وإن كنت تلاحظين أنه يعاني من الانطواء ومستسلم وضعيف الشخصية فلا تقلقي، يمكنك اتباع بعض الأمور البسيطة التي ستحسن من طباعه كثيرًا، وهي كالتالي:
حافظي على خصوصيته
اعطي لطفلك بهذا العمر مساحة من الخصوصية، ويجب أن تفرضي على باقي أفراد العائلة احترام هذه الخصوصية؛ لكي يتعلم من ذلك أن حياته الشخصية وخصوصيته لا يمكن لأحد أن يتدخل بها مطلقًا مما يزيد من ثقته بنفسه، ويقوي من شخصيته، ويعلمه أيضًا عدم الاعتداء على خصوصية الآخرين.
لا تسمحي لأحد بإهانته
طفلك الصغير بعمر الخمس سنوات يجب أن تحتضنيه وتغمريه بمشاعر الحب والحنان والاهتمام، وإن صدر خطأ منه حاولي ألا يكون العقاب شديدًا، ولا تسمحي لأي شخص بأن يهينه أو يقلل من شأنه، حتى يكبر وهو يعلم أن عائلته هي مصدر الأمان بالنسبة له، مما يجعله شخصًا متزنًا اجتماعيًا عند تعامله مع الآخرين، وتكون شخصيته قوية، ويعلم متى يقول نعم ومتى يقول لا حين تعرضه لموقف معين.
لا تهدديه
ابتعدي عن تهديد الطفل بالعقاب إن أخطأ وتجنبي الإكثار من ذلك دائمًا حتى لا يشعر بعدم الأمان، ودائمًا احرصي على دعم شخصيته، واهتمي بصفاته الجيدة المميزة التي يتمتع بها، ولا تقارني بينه وبين أصدقائه حتى لا تدعي مجالًا للغيرة وتقللي من ثقته بقدرته على عمل أي شيء يريده، واحرصي دائمًا على مدحه إن فعل أفعالًا جيدة حتى يشعر بالقوة.
ابتعدي عن توبيخه أمام الآخرين
توبيخ الطفل والتقليل من شأنه أمام الآخرين يسبب ألمًا كبيرًا في نفسه، ويهز ثقته بذاته ويقلل من قدره في نظر الآخرين، فلا تقدمي على هذا الفعل مهما كان السبب ومهما كانت درجة القرابة، فإن كان لديكِ أي تعليق على تصرفات طفلك انتظري إلى أن تكونا بمفردكما وقولي ما تريدين وعلميه التصرف الصحيح دون عنف، واعلمي أنه لا يمكنه أن يتعلم الشيء الصحيح دون أن يخطئ أولاً فتقبلي هذا الأمر بصدر رحب.
اجعليه يتحمل المسئولية
لا تقرري لطفلك بهذا السن كل شيء، حاولي أن تتركيه يختار ملابسه بنفسه وطعامه، ويمكنك أيضًا تعليمه أن يختار العقاب المناسب لأي خطأ يفعله أو اختيار المكافأة المناسبة عندما يفعل أشياء جيدة تستحق التقدير، ويمكنك أيضًا أن تستعيني به في إنجاز بعض المهام المنزلية البسيطة المناسبة لعمره مما يزيد من ثقته بذاته، ويقوي شخصيته مع الوقت.
صدقيه
عندما يقول طفلك شيئًا صدقيه ولا تكذبيه، واحترمي رغباته وآرائه ولا تحاولي فرض آرائك عليه، يمكنك فقط توجيه النصح له بطريقة لطيفة، وحينها سيقرر بنفسه ماذا عليه أن يفعل وهو واثق من اختياره دون ضغط من تجاهك مما يزيد من ثقته بذاته، ويجعله قادرًا على التعبير عما يريد بكل حرية.
شجعيه
تشجيعه على إبداء آرائه في شيءٍ معين دون أن يشعر بالخوف أو القلق من أي رد فعل يعتبر على رأس الأمور التي تعمل على تقوية شخصية الطفل وتجعلك صديقة قريبة من قلبه، وتعلمه الكثير من المبادئ الجيدة والمفيدة لحياته، وتشعره بالأمان والحب، لذلك احرصي على احتوائه وسماع ما يقوله جيدًا دون أن تغضبي أو تعلقي عليه.
علميه البعد عن الوصول للكمال
من المعروف أنه لا يوجد على وجه الأرض شخص كامل وخالٍ من العيوب، ولذلك لا تبالغي بأن يكون طفلك مثالي، ففي بعض الأحيان المبالغة في الحصول على الكمال يشكل خطرًا على الطفل، ولذلك علميه أن الكمال لله وحده، وأن الإنسان لا يمكن أن يتعلم أي شيء دون أن يخطئ أولاً، ولا تجعليه يشعر بالإحباط حينما يواجهه عائق بسيط أو يرتكب خطأ؛ حتى تزيدي من ثقته بذاته ويعرف أنه لولا الخطأ لما تعلمنا أي شيء بحياتنا.
كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس
حتى تتعلمي كيف تقوي شخصية طفلك الحساس يجب أن تتقبلي شخصيته، وتتعاملي معه بطريقة مناسبة، ولا تنتقدي تصرفاته؛ حتى لا تزيد هذه المشكلة لديه، ولكن عليكِ الانتباه لبعض الأمور التي تساعدك على تقوية شخصيته وتقلل من هذه المشكلة مع الوقت، فالشخص الحساس غالبًا يكون انطوائيًا، ولا يختلط كثيرًا بالآخرين، وينفعل بمجرد حدوث أي رد فعل تجاه تصرفاته، ويمكنك التخلص من هذه المشكلة باتباع بعض الخطوات الهامة التي سنوضحها لكِ فيما يلي:
الاختلاط مع الآخرين
يجب أن يشترك الطفل بنشاطات جماعية مثل مسابقات الرسم وغيرها مما يزيد من التواصل بينه وبين أشخاص آخرين، مما يساعده في معرفة كيفية التعامل بالمواقف، فتعرضه للكثير من المواقف المختلفة يقلل من حساسيته تجاهها ويساعد على زيادة الثقة بالنفس.
تدريب الطفل ألا يكون حساسًا
إن حساسية الطفل كثيرًا تجاه الآخرين تجعله يفرط في حقه مقابل إرضاء الطرف الآخر، فأحيانًا قد يتنازل عن لعبته إذا طلب منه أحدهم أن يأخذها حتى لا تحدث مشكلة أو يغضب منه، ولذلك يجب أن تعلميه ألا تقوده مشاعره ناحية الآخرين، وعلميه ألا يفرط في حقه حتى ولو كان ذلك على حساب غضب من أمامه؛ حتى يعرف متى يقول نعم، ومتى يقول لا.
التركيز على نقاط القوة
امدحي نقاط القوة لدى طفلك، فإن كان يتمتع بأي صفة جيدة عليكِ تشجيعه ومدحه على الاستمرار بها، فمثلًا إن كان يتمتع بموهبة معينة عليكِ تنميتها أو سلوك جيد يجب أن تساعديه على فعله دائمًا؛ حتى تزيدي من ثقته بتصرفاته وتقوى شخصيته مع مرور الوقت.
ممارسة الرياضة
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية من الأشياء الهامة التي تقوي عضلات الطفل الصغير وتزيد من ثقته بنفسه خصوصًا عند ممارستها بشكل جماعي سواء مع العائلة أو داخل فرق جماعية لأطفال من نفس عمره، حتى تزيد دائرة معارفه، ويختلط مع أطفال آخرين بشكل إيجابي، ويتعلم من المواقف التي يتعرض لها.
تربية الحيوانات الأليفة
إن كان طفلك الصغير يجب الحيوانات الأليفة يمكنك شراء قطة صغيرة له أو عصفورة ليقوم برعايتها وتحمل مسئوليتها؛ فتحمله لمسئولية أشياء صغيرة ينعكس عليه مستقبليًا عندما يكون مسؤولًا عن أمور هامة وكبيرة في حياته، فحينها سيحسن التصرف ويكون شخصًا إيجابيًا قادر على تحمل أعباء الحياة.
صفات الطفل ضعيف الشخصية
هناك بعض الصفات الهامة التي يتميز بها الطفل ضعيف الشخصية، يجب على كل أم معرفتها حتى تكون قادرة على ملاحظتها عند التعامل مع ابنها، وتعرف من خلالها إن كان لديه بدايات لضعف الشخصية أم لا، حتى تتمكن من حل المشكلة بأسلوب تربوي مناسب يساعد على تنميته من الناحية الفكرية، ويصبح مستقلًا في أفكاره، وقادرًا على اتخاذ قراراته، وأهم هذه الصفات سنوضحها فيما يلي:
- الطفل الضعيف يهتم كثيرًا بآراء الناس به.
- لا يكون قادرًا على تقبل النقد أو المديح.
- دائمًا يرى نفسه سيء في عيون الآخرين، ويحدث نفسه ببعض الجمل، مثل أنا فاشل، أو لا يوجد أي شخص يحبني، وغيرها.
- يعاني من مزاج متقلب في الكثير من الأوقات، ويشعر بالحزن بدون سبب معلوم، ويبكي بكثرة، ويغضب سريعًا.
- لا توجد لديه القدرة على التواصل مع الأشخاص الآخرين.
- يفقد الاهتمام بأي أنشطة، ومستواه الدراسي ضعيف.
- دائمًا يلوم الظروف الموجودة حوله ويكثر من الأعذار.
- يدعي أنه مسيطر على كل شيء حتى يخفي مشاعره.
- دائمًا يخاف من الفشل؛ ولذلك يتجنب الدخول بأي مغامرات جديدة، وإن حاول فإنه يتوقف قبل اكتمالها أو يستسلم سريعًا.
- غير قادر على إبداء رأيه في أي شيء أو التعبير عن رغباته بشكل دقيق.
- لا يصدر أي رد فعل أو مقاومة عندما تؤخذ ممتلكاته ولا يستطيع قول لا على أي شيء.
- يتأثر بأفكار أصدقائه ويحب أن يجامل من حوله كثيرًا على حساب اهتماماته وعاداته.
كيفية تقوية شخصية الطفل الضعيف
الطفل الضعيف عادةً هو الذي يتعرض للتنمر من أصدقائه في سن الدراسة، إضافةً لذلك عندما يتعرض للتعدي لا يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه بشكل مناسب، ولذلك يوصف بأنه ضعيف، ويمكنك تقوية شخصيته لكي يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه عندما يتعرض لأي موقف في حياته من خلال اتباع بعض الخطوات الهامة والبسيطة وهي كالتالي:
تحسين قدرة الطفل العقلية
عليك بالإهتمام والإلتزام بـ تنمية مهارات الطفل، وحاولي اكتشاف مواهبه وتنميتها وتشجيعه على هذا الأمر برفق دون أي ضغط عليه، ويمكنك أيضًا قراءة القصص له إن كان يحب القراءة حتى تتسع أفكاره وإدراكه ويكتسب الكثير من المعلومات والثقافات، وحاولي دائمًا أن تجيبي على جميع أسئلته التي تدور بعقله بشكل مقنع، وكوني له الأم والصديقة والأخت حتى يثق بكِ وتقوى شخصيته.
اجعليه يشارك بأحداث مختلفة
عزل الطفل عن العالم خوفًا عليه سيؤدي إلى تحوله إلى شخص انطوائي ومنعزل عن المجتمع مع مرور الوقت، لذا يجب عليكِ إشراكه بأنشطة اجتماعية متنوعة مما يزيد من احتكاكه بأطفال آخرين من نفس عمره، ويتفاعل معهم مما يزيد من قدراته، ويساعد على تقوية شخصيته بشكل كبير.
تحفيزه بشكل مستمر
تحفيز الطفل من الأشياء الهامة التي تدفعه إلى تحقيق المزيد من النجاح في حياته وتقوي من شخصيته كثيرًا، ولذلك يجب أن تجعليه يعرف قدراته ونقاط القوة التي يمتلكها، مما يزيد من ثقته بنفسه ويجعله يتعامل مع الآخرين دون خوف ويجعله شخصًا اجتماعيًا ناجحًا وسعيدًا.
اتركيه يجرب ويكتشف
الخوف على الطفل من الأشياء المدمرة لشخصيته، ولذلك اتركيه يجرب ما يتمناه ويكتشف أي شيء يريده دون أن تتحكمي بتصرفاته ما دام لا يفعل شيئًا خاطئًا أو يشكل خطورة عليه؛ حتى يتعلم الاستقلالية في آرائه، وتزداد قوة شخصيته مع الوقت، ويكون قادرًا على فعل الكثير من الأمور دون قلق أو توتر.
تأثير القدرات العقلية على بناء شخصية الطفل
القدرات العقلية التي توجد عند الطفل بعد أن يولد تكون ناتجة عن التكوين الجيني، ولكن للآباء دور هام أيضًا في تنمية ذكاء الطفل الصغير وبناء شخصيته في أول مرحلة من عمره من خلال اتباع بعض الأساليب التربوية الجيدة التي تعتمد على اهتمام الأبوين ببعض الأشياء الهامة التي تعمل على زيادة قدرة الطفل من الناحية العقلية وتزيد معدل ذكائه، مثل التشجيع على القراءة أو تنمية مهاراته من خلال الألعاب المفيدة المخصصة لتنمية معدل ذكاء الطفل.إضافةً إلى ذلك فهناك بعض الدراسات التربوية الحديثة التي أكدت أن عطف الأم وحنانهاعلى أبنائها له أثر كبير جدًا في تطوير قدراتهم، وزيادة معدل ذكائهم بشكل كبير، لذا يجب عليكِ كأم الاهتمام بكل الأمور التي تزيد من انتباه طفلك وتنمي عقله حتى يتوسع إدراكه وتقوى شخصيته بشكل سريع.
المهارات السلوكية ودورها في تقوية شخصية الطفل
لا توجد شخصية سوية ومتزنة في المجتمع إلا من خلال المهارات السلوكية الجيدة، وأول شيء يحرص عليه الآباء عند تربية أبنائهم هو تقويم سلوكياتهم الخاطئة، ولذلك فإن المهارات السلوكية لها دور فعال جدًا في تقوية شخصية الطفل ويجب عليكِ كأم الاهتمام بها كثيرًا إلى جانب الاهتمام أيضًا بالقدرات العقلية.
وبناءً على ذلك يجب وضع قوانين بسيطة في حياة الطفل ينظم حياته على أساسها؛ حتى يكون لديه مبادئ محددة في حياته، مع ضرورة تجنب توجيه النقد وتعليمه احترام الكبار وعدم تجاوز حدود المعاملة معهم، وتعلم آداب المناقشة والحوار وغيرها من السلوكيات التربوية الجيدة التي تضمن لكِ بناء شخصية قوية لابنك بكل سهولة.
الجانب النفسي ودوره بتقوية شخصية الطفل
الجوانب النفسية للطفل من أهم الأمور التي يجب أن تحرص على الاهتمام بها كل أم؛ لأنها من أولى الأشياء المؤثرة بشخصيته، فيمكن لنفسية الطفل أن تجعله قوي الشخصية وقادر على مواجهة الحياة بكل أعبائها، أو على النقيض من ذلك تجعله ضعيفًا وهشًا ولا يوجد عنده أي شغف أو اهتمام بفعل أمور مؤثرة بالمجتمع.
ولتقوية الجانب النفسي لدى طفلك يجب الاهتمام بتوفير البيئة الهادئة الخالية من المشاكل العائلية المتنوعة؛ لأنها تعمل على تدميره نفسيًا، وامنحيه الحب والحنان والرعاية الكاملة منذ ولادته حتى لا يشعر بأي نقص عاطفي، ويشعر بالأمان بحضن أبويه، إضافةً للكثير من الأمور التي تعمل على الدعم النفسي للطفل وجعله شخص إيجابي ومؤثر في المجتمع.
أهم الألعاب لتقوية شخصية الطفل
الألعاب في أول خمس سنوات من عمر طفلك لها دور كبير أيضًا في بناء شخصيته، وبما أن الأطفال بشكل عام تفضل اللعب عن غيره من الأشياء الأخرى بل تتعلم من خلاله، يمكنك الاستعانة ببعض الألعاب البسيطة التي تساعد على تقوية شخصية الطفل وزيادة ثقته بنفسه بطريقة ممتعة جدًا وغير مباشرة، وتزيد من الروابط الأسرية بين الآباء والأبناء بشكل عام وهي كالتالي:
لعبة الفوازير
تعتبر من الألعاب الهامة والبسيطة بذات الوقت وتساعدك على تقوية شخصية الطفل، فعندما يقف طفلك أمام الآخرين يشعر بأنه يجذب انتباههم؛ لأنها كفكرة تقوم في الأساس على عمل فزورة من اسم فيلم أو أغنية، والتعبير عنها بلغة الجسد مما يتيح للطفل تجربة جيدة بالتعبير عما يريده، واستدعاء أداء معين بذات الوقت.
لعبة دوران الكراسي
تقوم هذه اللعبة على وضع الكراسي بوسط الغرفة بشكل دائري، ويجلس عليها الأطفال، ثم يطلب منهم الأبوين عمل أي مهمة دون النهوض من على الكراسي، ومنها سيتعلم الطفل مبادئ التعاون والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف الخاصة بهم، كما أنها وسيلة بسيطة تشعر كل طفل بمدى أهميته مما يزيد من ثقته بذاته، ويعمل على تقوية شخصيته مع مرور الوقت.
عزف الأنغام الموسيقية
الموسيقى من أروع الأشياء التي تنمي شخصية الطفل، فيمكنك دعوة أصدقائه من نفس عمره، وإحضار بعض الآلات الموسيقية البسيطة التي يستخدمونها في عزف الأنغام الجميلة عليها وتجربتها، حتى يشعر كل طفل بأهمية العمل الجماعي، مما يجعله قادرًا أيضًا على التعبير عما يشعر به بسهولة عبر الآلة الموسيقية، ويزيد من قدراته الذهنية ويقوي شخصيته.
وأخيرًا نود القول بأن تقوية شخصية الطفل من التحديات الكبيرة التي يجب عليكِ الاستعداد لها بالبعد عن أساليب التربية الخاطئة التي تعتمد على العنف أو الإهانة واللوم، واستبدالها بأخرى تربوية سليمة تساعد طفلك الصغير على التمتع بطفولته بشكل طبيعي، وتعلمه كيف يتعامل مع المواقف التي تواجهه بسهولة، وتزيد من ثقته بذاته، وتنشئ شخص مستقل وقادر على تحقيق النجاح في حياته بشكل عام.