جلوس الرضيع في الشهر الثالث جلوس مبكر وعادة خاطئة تضر بطفلك
كم مرة أشارت عليكِ الجدة بدفع طفلك للجلوس منذ الشهر الثاني والثالث؟ اعتقادًا منها بأن تأخر جلوسه يعني تأخره في النمو، الأمر ليس بصحيح، فطفلك ما زال صغيرًا يكتفي فقط بالاستلقاء مطمئنًا في حضنك؛ لذا سنسرد لكِ أبرز أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث، والموعد المناسب لدخوله مرحلة الجلوس.
عمر جلوس الطفل
مرحلة جلوس الرضيع من أهم مراحل التطور البدني والعقلي التي تنتظرها الأم، فها أنتِ لأول مرة تشعرين باستقلالية طفلك في الجلوس والحركة والنظر حوله؟ مع الاطمئنان على صحته البدنية والعضلية، ولكن اختلاف توقيت ومدة التطور الحركي بين الرضع ومنه تطور الجلوس؛ تجعل الأم في حالة مقارنة دائمًا بين طفلها وبين الأطفال الآخرين، وهو الأمر الذي يسبب قلق مستمر بشأن جلوس الرضيع، ويتطلب جلوس طفلك أولًا قدرته على التحكم في رأسه وتثبيته، وهو ما لا يحدث قبل الشهر الثالث على أقل تقدير.
لذا من المهم إعطاء طفلك فرصة التحكم في عضلات الرأس والرقبة جيدًا قبل جعله جالسًا، لأن تطوره البدني يبدأ من رأسه ثم رقبته ثم باقي الجسد، وهو ما يجعل الرضيع يبدأ في الجلوس بين 4-7 أشهر بحسب طبيعة كل طفل، وهذا الأمر لا ينطبق على الأطفال المبتسرين أو المولودين بمشكلات صحية أو ممن ولدوا مبكرًا قبل الأسبوع السابع والعشرين، حيث يمكن أن تتأخر لديهم القدرة على الجلوس والمشي؛ لذا من المهم عدم القلق بشأن تأخر طفلك في الجلوس أو المشي، مع الحذر من جعل طفلك يجلس مبكرًا، خاصة في الشهر الثالث.
مهارات الجلوس
متى يمكن القول باستعداد طفلك الجسدي والإدراكي للجلوس؟ يصبح طفلك جاهزًا لمرحلة الجلوس عند اكتمال نمو قدراته البدنية والعقلية معًا في بداية الشهر الرابع، خاصة مع اكتسابه لهذه المهارات:
- التحكم في الرأس بثبات عند النوم على البطن، والقدرة على رفع الرأس لأعلى.
- التأكد من تقوية عضلات الرقبة للرضع.
- التحكم في حركة اليدين، والقدرة على الاستناد عليهم.
- استقامة العمود الفقري والقدرة على التمايل يمينًا ويسارًا.
الوضعية المناسبة لجلوس الرضيع في الشهر الثالث
إجبار الطفل على الجلوس مبكرًا عامة مضر لنموه وتطوره فيما بعد، ولكن يمكنك وضع طفلك بين رجليك جالسًا لمدة لا تتعدى 5 دقائق يوميًا، مع جعله مستلقيًا على بطنه؛ ليتمكن من رفع رأسه والتحكم فيها، كما يمكن وضع وسادة له تحت بطنه؛ ليتمكن من رفع يديه إلى رأسه.
متى يجلس الطفل مستقلًا؟
جلوس الطفل في الشهر الثالث بثبات معتمدًا على نفسه يمكن أن يتأخر إلى الشهر التاسع دون أي قلق، وهو ما يختلف من طفل لآخر، ولكن في بعض الحالات قد يتأخر الطفل في الجلوس لما بعد الشهر التاسع؛ مما يستدعي الرجوع إلى الطبيب لتشخيص المشكلة، وعلاج أي عراقيل قد تعيق نمو طفلك، ومن الحالات التي تحتاج مشورة الطبيب:
- عدم القدرة على رفع الرأس والتحكم فيه لما بعد الستة أشهر.
- ضعف التحكم في اليدين وعدم القدرة على رفعهما حتى عمر الستة أشهر.
- التأخر في الجلوس مستقلًا بدون وسائد أو مساعدة حتى عمر السنة.
- صعوبة توجيه الرأس، أو تدويره يمينًا ويسارًا بعد ستة شهور.
- عدم تفاعل الطفل مع الأصوات أو الأشخاص المحيطين به.
هل يمكن جلوس الطفل في المشاية في الشهر الثالث؟
المشاية تساعد طفلك على الجلوس والمشي، ولكن هذا لا يعني استخدامها في الشهر الثالث، لأن طفلك ما زال غير قادر على التحكم في عضلاته؛ لذا من المضر وضع طفلك في المشاية في الشهر الثالث، بل يمكن البدء من الشهر السادس والسابع ووضعه في المشاية؛ لمساعدته على الحركة، مع اختيار نوع مشاية مناسب لعمر طفلك.
أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث
تتعامل الجدات مع الأطفال الرضع من واقع بعض الاعتقادات الخاطئة المتوارثة لديهم سواء: في التغذية أو أساليب التأهيل البدني والسلوكي والعقلي، ومن هذه المعتقدات حثّ الطفل على الجلوس منذ بداية الشهر الثالث؛ اعتقادًا منهم بأن ذلك سيقوي عضلاته، وسيساعده على الحركة والمشي سريعًا، ولكنه أمر خاطئ، لأن طفلك في الشهر الثالث ما زال غير قادرًا على رفع رأسه وتثبيت رقبته، لضعف عضلاته، وعدم اكتمال النمو العضلي والعصي؛ لذا عليكِ عدم العجلة لجلوس طفلك، بل إعطائه الوقت الكافي لاكتمال نموه بصورة طبيعية دون الضغط على عضلات جسمه، لأن ذلك سيؤدي إلى مشكلات عدة أبرزها:
إبطاء النمو الجسدي للرضيع
أبرز أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث وبشكل مبكر هو: قصور التطور العضلي والمهارى لأعضاء جسمه، وهو ما يسبب إعاقات حركية وتأخر في النمو في الشهور التالية، فعلى سبيل المثال: ستتأخر لديه القدرة على الجلوس ومن ثم الحبو ثم القدرة على المشي والوقوف بثبات؛ فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية تأثير جلوس الطفل مبكرًا واستخدام المشاية قبل سن الستة أشهر على تطور المهارات الحركية لديه.
تباطؤ الثبات الجسدي للطفل
التطور الطبيعي يبدأ من رفع الرقبة وتثبيت الرأس ثم الدوران والتدحرج والرجوع للخلف، ومن ثم القدرة على الجلوس والزحف للأمام؛ لذا أي خطوة لدفع الطفل لمرحلة الجلوس في الشهر الثالث ستقلل من مهارات الطفل المكتسبة للجلوس بثبات أو الزحف مستقيمًا، وهو ما يزيد من فرص الخطورة التي ستقابل الطفل في كل مرحلة.
الضرر بالعمود الفقري للطفل
يتطور العمود الفقري في الشهور الأولى من حياة الرضيع، فحينما يولد يكون الشكل المعتاد له حرف C، ومع الشهور الثلاث الأولى يبدأ في اتخاذ شكل مستقيم ليساعد الطفل على الجلوس والزحف والمشي؛ لذا إجبار الطفل على الجلوس في الشهر الثالث يؤثر سلبًا على استقامة العمود الفقري مسبب انحناءات غير طبيعية.
نصائح لمساعدة الطفل على الجلوس
كما أشرنا سابقًا؛ جلوس طفلك مبكرًا ليس أمرًا جيدًا، بل له الكثير من المخاطر؛ لذا يجب عليكِ تجنب أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث، ومساعدته على تطور مهاراته الحركية وثباته البدني بالمعدل الطبيعي، سنساعدك بمجموعة من النصائح القيمة، اتبعيها مع طفلك لمساعدته على الجلوس:
- النوم على البطن لطفلك لمدة ربع ساعة يوميًا في الشهر الثالث، مهم لتقوية عضلات الرقبة والرأس ومساعدته على رفعه.
- مع بداية الشهر الرابع، احرصي على جعل الطفل جالسًا بين أرجلك، مع بعض ألعاب الطفل في الشهر الثالث أو قراءة قصة.
- مع نصف الشهر الرابع وبداية الخامس، يجلس طفلك محاطًا ببعض الوسائد للاستناد عليها؛ لكي يستطيع الجلوس بمفرده دون مساعدة الأم.
- بعد الشهر الرابع ضعي بعض العاب الرضع المناسبة نصب عينيه مع نومه على بطنه؛ ليحاول الوصول إليها ويرفع رأسه ورقبته.
- ترك الطفل يلعب على الأرض مستلقيًا سواء: على البطن أو الظهر؛ ليفهم حركات جسده.
- تنمية مهارات الطفل في الشهر الثالث مثل النظر والسمع والاستجابة البصرية للمؤثرات المحيطة مهمة؛ للمساعدة على جلوس الطفل في الشهر الثالث.
أخيرًا… جلوس الرضيع في الشهر الثالث مضر له، وهو ما يستدعي منكِ عدم التعجل في وضع الجلوس له، بل يمكنك مساعدته على تخطي المراحل السابقة للجلوس ثم المشي بأمان.