الرضاعة

حرارة التسنين وما يصاحبها من أعراض مزعجة للطفل والأسرة

إذا وصل طفلكِ إلى مرحلة التسنين وبدأت أسنانه اللبنية في الظهور فبالتأكيد لاحظتي عدد من الأعراض المزعجة التي طرأت عليه، ومنها حرارة التسنين والإسهال؛ ولكن لا داعي للقلق فهي فترة مؤقتة لا تلبث إلا أن تمر بسلام، لتكتمل فرحتكِ بظهور أول أسنان صغيركِ وابتسامته الساحرة.

حرارة التسنين

مع وصول طفلكِ إلى الشهر الثالث يبدأ جسمه الصغير في التهيؤ لبداية ظهور الأسنان والضروس، وذلك من خلال إفراز هرمون معين يعمل على وقف نمو خلايا اللثة في مكان خروج السن وإزاحة تلك الخلايا الميتة لتظهر الأسنان اللبنية مع وصوله إلى الشهر السادس من عمره ليمتلك أسنانه العشر الأولى في شهره التاسع، ستلاحظين عزيزتي الأم في تلك المرحلة مرور طفلكِ ببعض التغيرات المزعجة والمشكلات الصحية التي تتفاوت من طفل إلى آخر مثل ارتفاع درجة حرارته بمعدل لا يتجاوز 38 إلى 39 درجة.

هل ترتبط فترة التسنين بحرارة التسنين؟

على عكس المشهور فإن ارتفاع درجة حرارة الرضيع عند التسنين ليست دليلاً أكيدًا للمرور بتلك المرحلة، فقد يمر طفلك بها دون الإصابة بأي ارتفاع في درجة الحرارة؛ وذلك طبقًا لما نُشر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ولكنها عرض للإصابة ببعض المشكلات الصحية الملازمة للطفل في تلك الفترة، والتي لا تشكل أي مخاطر صحية يمكن القلق بشأنها إلا إذا صاحبها بعض الأعراض الأخرى أو زادت الفترة الزمنية لها.

أسباب حرارة التسنين

قد يرجع ارتفاع درجة حرارة الطفل عند التسنين إلى العديد من العوامل والتي ترتبط بخروج الأسنان من اللثة وما تسببه من التهابات وآلام قاسية، حيث تتسبب أحيانًا وصول بعض البكتيريا إلى فم الطفل نتيجة لانزعاجه ووضع يده في فمه في محاولة للتخفيف من تلك الآلام، بالإضافة إلى مقاومة الجهاز المناعي الضعيف للطفل في تلك الفترة للتغيرات الفسيولوجية التي يمر بها لتكوين الأسنان وخروجها والإصابة بنوع من أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية.

كيف أعرف حرارة التسنين؟

تتفاوت حدة الأعراض الناتجة عن عملية التسنين وتختلف من طفل إلى آخر وكذلك من سن إلى آخر، فظهور الأسنان أقل إزعاجًا من ظهور الضروس، وأهمها وأكثرها انتشارًا بين الأطفال:

  • انتفاخ اللثة وظهور بعض الفطريات والتقرحات عليها.
  • ألم مزعج يعبر عنه الطفل بالبكاء المستمر والعصبية.
  • سيلان كمية كبيرة من اللعاب من فم الطفل.
كيف أعرف حرارة التسنين؟
  • اضطرابات النوم وعدم الحصول على القدر الكافي من الراحة.
  • فقدان الشهية مما ينتج عنه الضعف العام وشحوب الطفل.
  • التهاب المنطقة المحيطة بالفم.

كم يوم تستمر حرارة الأطفال عند التسنين

تبدأ أعراض التسنين عند الأطفال وعلى رأسها سخونة التسخين في الغالب قبل خروج السن بحوالي 5 أيام وتستمر معه لفترة لا تتعدى الـ 4 أيام، ولكن قد تستمر في بعض الحالات لفترة أطول إذا ما ارتبطت بالإصابة بأحد أنواع العدوى أو المشاكل الصحية،  لتختفي بمجرد علاج ذلك المسبب الرئيسي لها.

ما الفرق بين حرارة التسنين وحرارة الالتهاب؟

ولكن إذا ما طرأ على صغيركِ أي تفاقم لهذه الأعراض أو استمرت لفترات طويلة فيجب استشارة طبيب مختص فورًا، وذلك للكشف عن وجود أي مشكلات صحية أو أمراض قد تسبب خطورة على صحة الطفل، مثل فيروس الهربس (HHV-6) والذي تتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض التسنين عند الطفل، كما يُشاع الإصابة به بالتزامن مع عملية التسنين.

عوامل خطورة سخونة التسنين

تكمن خطورة أعراض التسنين وارتفاع درجة حرارة الطفل في فقد الصغير للمناعة الطبيعية، والتي اكتسبها خلال فترة حياته برحم أمه، فيبدأ الطفل في التعرض للعديد من الأمراض والعدوى والتي قد تختلط على الأم نتيجة لاعتقادها أن مرور طفلها بمرحلة التسنين هي السبب في سخونة الطفل، في حين وجود احتمالية إصابة الطفل بمرض أو عدوى ما، مما قد يؤدي إلى تفاقم حدة المرض لعدم تلقي التدخل الطبي المناسب، خاصةً مع استمرار السخونة لفترة طويلة. 

علاج أعراض التسنين

نادرًا ما تحتاج حرارة الأطفال بسبب الاسنان إلى التدخل الطبي أو العلاجي، حيث تختفي بانتهاء شق اللثة وخروج السن الجديد لينير وجهه بإطلالة رائعة، ستحتاجين وقتها لاحتضان صغيركِ وملاحظة ما يظهر عليه من أعراض مع الاهتمام بنظافته الشخصية ونظافة المكان من حوله، إلا إذا زادت حدة تلك الأعراض أو ارتفعت درجة حرارة الرضيع عند التسنين بشكل مبالغ فيه ولفترة طويلة؛ حيث تصل حرارة التسنين 39 درجة فأكبر، فيُفضل وقتها استخدام دواء خافض للحرارة مناسب لعمر الطفل وحالته الصحية وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.

كيفية التعامل مع سخونة التسنين

الهدوء والحنان هو كل ما يحتاج إليه صغيركِ في تلك المرحلة القاسية، كما ستساعد بعض الخطوات في تجاوز أعراضها المزعجة بأقل قدر من الانزعاج والتعب، نذكر منها:

كيفية التعامل مع سخونة التسنين
  • قومي بتقديم أداة العض الخاصة بالرضع للتخفيف من آلام لثته وتهدئتها، على أن تكون من مواد أمنة وألوان جذابة.
  • يمكن تدليك لثة الطفل مع الحرص على نظافة اليدين قبل التدليك.
  • كما سيساعد حصول الصغير على حمام دافئ لرجوع درجة حرارة الطفل إلى معدلها الطبيعي.
  • استشيري طبيبكِ ولا تعتمدي على نصائح المحيطين بكِ للتعامل في تلك المرحلة، فلكل طفل طبيعة خاصة تميزه عن غيره من الأطفال.
  • قدمي الدعم النفسي والعاطفي للطفل بكثافة في تلك الفترة بالتعاون مع والده، للتخفيف من وطأة أعراض التسنين على جسمه الصغير.

في الختام كل ما عليكِ عزيزتي الأم هو الهدوء وملاحظة تلك التطورات اللطيفة التي يمر بها صغيركِ في سبيله للنمو الطبيعي، دون جزع أو قلق فلا تمثل سخونة الرضع بسبب الاسنان إلا استجابة قوية من قِبل الجهاز المناعي بالجسم تجاه ما يقابله من تغيرات مزعجة ليست للطفل فقط وإنما للأسرة كاملة، مع الانتباه إلى عدم المقارنة بين الأطفال في ذلك الصدد.

المصادر:

جرو باي ويب إم دي

هيلث لاين

هيلثي تشيلدرن

زر الذهاب إلى الأعلى