حركات الطفل في الشهر الثاني متى تكون طبيعية أو مثيرة للقلق
ها قد أصبح طفلك في الشهر الثاني من عمره، وقد زاد وزنه عن مرحلة الولادة، وأصبحت حركات الطفل في الشهر الثاني أكثر نشاطًا وحيوية، وأصبحت حواسه أكثر تنبهًا، وفي هذا الموضوع سنوضح تطور حركة الرضيع في الشهر الثاني، وسبل تدعيم هذا التطور، مع ملاحظة أي ظواهر غير طبيعة تطرأ على حركة الطفل.
ما هي مراحل تطور حركات الطفل في الشهر الثاني؟
يتطور الطفل تطورا ملحوظا بعد الشهر الأول من عمره، نتيجة النمو الجسدي والعضلي والعقلي له ويمكن توصيف هذا التطور في عدة نقاط:
- يزيد وزن الطفل في الشهر الأول بمعدل حوالي 900 جرام عن وزنه عند الولادة، والذي كان يتراوح من 2.5 إلى 4 كجم.
- أما في نهاية الشهر الثاني؛ فيكتسب حوالي 1 كجم أخرى؛ ليصل وزن الطفل الذكر إلى حوالي 5.6 كجم.
- تصل الأنثى إلى حوالي 5.1 كجم في المتوسط، وقد يصل وزن الطفل في نهاية شهره الثاني إلى 6 كجم، ويعتبر هذا وزنًا طبيعيًا للطفل.
- تصبح عضلات الطفل في الشهر الثاني أقوى وخاصة عضلات الرقبة واليدين؛ مما يجعله قادرًا على رفع رأسه وتحريكها.
- لا يزال بكاء الرضيع هو وسيلة الطفل للتواصل والتعبير عن رغباته، وقد يبدأ في إصدار بعض الأصوات الغير مفهومة مثل المناغاة.
- أما حاسة البصر فما زالت في مرحلة التطور، حيث يستطيع الطفل الإدراك في حدود 15 سم أمامه، كما يمكنه التمييز بين وجوه الأشخاص المقربين له، وكذلك تمييز بعض الأشياء المألوفة.
- المفاجأة السعيدة؛ أن طفلك بنهاية الشهر الثاني يستطيع رسم ابتسامة صغيرة جميلة لك عند تفاعله معك، أثناء إطعامه أو تغيير الحفاض الخاص به أو استحمامه.
حركة الطفل في الشهر الثاني
نستعرض الآن حركات الطفل في الشهر الثاني، ومدلولات هذه الحركات، وكيفية مساعدة الوالدين للطفل في هذه المرحلة.
- تبدأ حركة رجل الرضيع في هذا الشهر وكذلك حركة يديه، كما يمكنه تحريك رأسه من جهة إلى أخرى، وهو بذلك يحاول التواصل مع المحيطين به وخاصة الأم، كما يحاول استكشاف ما حوله.
- يستطيع الطفل أيضا أثناء استلقائه على البطن أن يرفع رأسه وصدره بزاوية 45 درجة لأعلى محاولا التواصل مع الآخرين.
- يمكن لطفلك الآن فتح وقبض يده حيث يمكنه القبض على إصبعك أو كف يدك، مما يساعده على التواصل معك وهذا يشعره بالراحة النفسية.
- وضع الأصابع في الفم قد يشير – كما هو متعارف عليه – إلى رغبة الطفل في الرضاعة الطبيعية، ويمكن أن يشير أيضا إلى التعب وأنه بحاجة إلى الاسترخاء.
- قد يضغط الطفل على ظهره ويقوسه لأعلى أثناء استلقائه وتناوله الطعام، مما يدل على أن الطفل يشعر بآلام في المعدة، أو حرقان في المريء.
- عندما يلامس الطفل أذنيه؛ فقد يدل هذا على وجود التهاب في الأذنين، أو أنه في بداية مراحل التسنين.
- ويقوم الطفل بفرك عينيه عندما يشعر بالتعب أو يرغب في النوم.
وعلى الأبوين في هذه المرحلة زيادة التواصل مع الطفل، وكثرة ملامسته واحتضانه، وكذلك التحدث إليه بكثرة ومناداته باسمه، وقراءة القصص وخاصة الملونة له، كما يمكن توفير بعض الألعاب البسيطة والتي يمكن للطفل الإمساك بها لتقوية عضلاته، وتنمية مهارات الطفل الحركية.
هل كثرة حركة الرضيع في الشهر الثاني خطر؟
تكرار الطفل لبعض الحركات قد لا يعبر بالضرورة عن اضطراب سلوكي، ولكن يمكن أن يقوم الطفل بذلك عند شعوره بالتوتر أو الضغط؛ محاولة منه لتهدئة نفسه.
لتهدئة طفلك يمكنك لمس يده ووجهه، والقراءة له بصوت عالي، والجلوس على الأرض واللعب معه، واصطحابه في نزهة خارج المنزل في الشمس والهواء، وكذلك تدليك بطنه ويديه ورجليه يساعد على استرخائه وشعوره بالهدوء والراحة.
أما كثرة حركة الطفل بمعدل غير طبيعي؛ قد تكون ناتجة عن إحدى حالات اضطراب الحركة، وهي حالة تنشأ في الدماغ؛ تؤدي إلى تحرك الطفل بصورة مفرطة عن العادة، أو تكون حركته قليلة جدًا.
حركة الرضيع في الشهر الثاني غير الطبيعية
في حالة إصابة الطفل بالاضطراب الحركي؛ فمن الممكن أن يتسبب ذلك في تحرك الطفل أو إصداره صوتًا متكررًا، أو يؤدي ذلك إلى إصابته بالرعشة أو تيبس العضلات أو مشاكل في الاتزان والتنسيق الحركي.
أسباب حدوث اضطرابات الحركة
- إصابات الدماغ.
- أمراض المناعة الذاتية.
- أمراض وراثية.
- حدوث مشكلات عند الولادة مثل نقص الأوكسجين أو عدم اكتمال النمو الطبيعي.
بعض صور الاضطرابات الحركية عند الرضيع:
- متلازمة توريت والتشنجات اللاإرادية: وتشمل الحركات والأصوات اللاإرادية والسريعة والمتكررة.
- الرعاش: وأعراضه حركات اهتزازية لا إرادية متكررة.
- التوتر العضلي: اضطرابات في عضلات الجسم تجعلها تتحرك بصورة غير طبيعية.
- الرنح (اختلال الحركة): ويشمل ضعف التنسيق الحركي مع ضعف التوازن والسقوط غالبا.
- متلازمة تململ الساقين: ويظهر في الرغبة القوية في تحريك الساقين وخاصة في بداية النوم.
- الرمح العضلي: وهو عبارة عن ارتعاش سريع لا إرادي.
- مرض هنتنغتون: اضطراب يشمل حركات عضلية لا إرادية.
في حالة ملاحظة الأبوين لأي من هذه الأعراض على الطفل؛ يتم التوجه فورًا للطبيب المختص؛ والذي سيقوم بتقييم حالة الطفل ووضع خطة العلاج المناسبة له.
ومما سبق نجد أن حركات الطفل في الشهر الثاني، قد تطورت بشكل كبير، وقد يختلف تطور هذه الحركات من طفل لآخر، حسب حالة كل طفل وكيفية التواصل معه والعناية به من قبل الأبوين والمحيطين به.