العناية بالحامل

أسباب حكة جسم الحامل وطريقة علاجها في المنزل

تتحمل الأمهات العديد من التغيرات والأعراض الجانبية الناجمة عن الحمل طوال التسعة أشهر، والتي قد تجد بعضها غريبة، ولا تدري ما علاقتها بالحمل، وتعتبر الحكة من أغرب الأعراض التي يمكن أن تتعرض لها الحامل، فما أسباب حكة جسم الحامل؟ وهل تدعو للخطر؟ وما تأثيرها على الجنين، وطرق علاجها؟ تعرفي على كل ذلك وأكثر من خلال موضوع اليوم.

أسباب حكة جسم الحامل

تعتبر الحكة من أشهر تغيرات الجسم في الحمل والأكثر شيوعًا بين النساء، فمنهن من تعاني من الحكة في بعض الأماكن من الجسم مثل: الصدر، البطن، القدمين، اليدين، والبعض الآخر قد يعاني من حكة الجسم كله وتعرف بـ “حساسية الحمل”، وهي مشكلة مزعجة خاصةً إذا كانت شديدة؛ تلك التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بجروح مكان الحكة، أو فقدان النوم؛ نتيجة الشعور بالآلام، وقد تشير إلى وجود مشكلة مرضية ما تستدعي الطبيب، ومن أسباب حكة جسم الحامل الأكثر شيوعًا، ما يلي:

  • تمدد الجلد؛ نتيجة كبر حجم الجنين والرحم.
  • التغيرات الهرمونية، وارتفاع معدل الأستروجين في الدم؛ مما قد يسبب الشعور بحكة في: الثدي، باطن القدمين، واليدين.
  • جفاف البشرة؛ نتيجة عدم شرب الماء بكميات وفيرة أثناء الحمل.
  • ظهور علامات، أو بقع صغيرة في الجسم بأماكن متفرقة.
  • إصابتك بأمراض الجلد المزمنة مثل: الصدفية، الإكزيما، الركود الصفراوي، وحساسية الأعصاب.
  • تباطؤ حركة الكبد، وتعرف هذه الحالة بالعصارة المرارية، والتي تتسبب في الشعور بحكة شديدة في القدمين واليدين، وهي حالة تستدعي الطبيب.
  • العرق نتيجة نشاط الغدة الدرقية خلال الحمل، مُسببًا الحكة الجلدية، أو الهرش.
  • ركود الحمل، أو ما يعرف بركود الحمل الصفراوي، والذي يسبب الحكة الشديدة في كامل أجزاء الجسم خاصةً القدمين واليدين، ولا يزول بسرعة، وقد يتسبب في الولادة المبكرة.

الحكة عند الحامل في الشهر الأول

الحكة عند الحامل في الشهر الأول

تعد الفترة الأولى من الحمل من أكثر الفترات الحرجة التي قد تمر على أي سيدة حامل، وذلك للتغيرات الهرمونية التي تحدث بكثرة، والتي يتغير نشاطها من وقت لآخر؛ مُسبّبة العديد من الأعراض الجانبية مثل: القيء، الغثيان، الحكة الجلدية، سواء: بارتفاع الهرمونات، أو بانخفاضها، فقد تشعرين بالحكة في البطن، أو المهبل، أو اليدين، أو القدمين.

ولقد أوضح الكثير من مُستشارّي النساء والتوليد، أن من أسباب الحكة عند الحامل في الشهر الأول: تزايد تدفق الدم عبر الجلد لتكوين الجنين، والذي قد ينجم عنه شعورك بالحكة الخفيفة، وهذا أمرًا طبيعيًا لا يدعو للخوف، ولا يمكنه أن يؤثر عليكِ، أو على جنينك، ويمكنك تهدئتها باستخدام الفازلين، أو بعض الكمادات الباردة، أما إذا اشتدت هذه الحكة عن الحد المحتمل، وظلت مستمرة لفترة، فيجب استشارة الطبيب على الفور، لإجراء الفحوصات اللازمة؛ لإمكانية إصابتك بمرض، أو حساسية ما قد تضر بحملك، أو تعرضك إلى الإجهاض في الشهر الأول من الحمل.

الحكة عند الحامل في الشهر الثالث

وصولك إلى الشهر الثالث، يعني أنكِ في أواخر الثلث الأول من الحمل، تلك الفترة التي تبدأ فيها البطن بالتمدد والظهور بوضوح، وأن الجنين قد ازداد حجمه، ذلك الأمر الذي يؤدي إلى حكة جسم الحامل، وهو أمر طبيعي ينتشر بين الكثير من النساء؛ نتيجة تمدد الجلد وزيادة تدفق الدم عبر الجسم، فلا تقلقي إذا كانت هذه الحكة خفيفة، أو متوسطة يمكن تحمُلها، أو تهدئتها بحمام بارد.

لكن يجب القلق إذا كانت الحكة شديدة لا يمكن تحملها، وتزداد يومًا بعد يوم، فقد يشير هذا الأمر بإصابتك ببعض الأمراض الجلدية التي تستدعي الطبيب مثل: الطفح الجلدي، أو القوباء الحماية التي قد تتحول إلى بثور إذا لم يتم علاجها، أو الفقعان الحملي، فإذا لم تتحملي هذه الحكة، فعليكِ استشارة الطبيب سريعًا.

الحكة عند الحامل في الشهر الخامس

الحكة عند الحامل في الشهر الخامس

قد ازداد حجم بطنك الآن بشكل واضح عن ما كان من قبل في أشهر الحمل الأولى، فمن المتوقع أن تشعري بحكةٍ ما خلال هذه الفترة، فمن أشهر أسباب الحكة عند الحامل في الشهر الخامس: تمدد خلايا الجلد وتوسعها، وزيادة نشاط الدم بها، وقد تكون هذه الحكة في اليدين، الثديين، البطن، الرقبة، وغيرهم من أجزاء الجسم، فلا داعي للقلق؛ لأنه من الأمور الطبيعية التي تحدث نتيجة تغير نشاط الهرمونات طوال فترة الحمل.

قد تشير حكة جسم الحامل إذا ازدادت حدتها إلى إصابتها بمرض ما قد يضر بحملها مثل: القوباء الحملية: وهي حساسية غير شائعة بين النساء وهي ناجمة عن ضعف المناعة لدى الأم، وتظهر هذه الحساسية في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، والتي قد تتسبب في الفقعان الحملي، ذلك الأمر الذي قد يضر بجنينك؛ لذلك ننصح بالتوجه إلى طبيبك.

الحكة عند الحامل في الشهر السابع

تعرف الحكة عند الحامل في الشهر السابع بـ “حكة الحمل”، تلك الناجمة عن الاضطرابات التي تحدث لك في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ بسبب الجفاف أيضًا، فعادةً ما تتعرض السيدة الحامل إلى حكة شديدة في الجلد سواء: في بطنها، أو قدمها، أو رقبتها أيضًا، وذلك في الأسبوع 28 أو 30 من الحمل، والذي سرعان ما تختفي بعد الولادة، وعادةً لا يصاحب هذه الحكة أي طفح جلدي، وظهوره لا يعني أنكِ في خطر ما، فالحكة الخفيفة، أو التي يمكنك تحملها، لا تدعو للقلق، لكن تختلف النتيجة إذا كان الأمر عكس ذلك، فيتطلب عرض نفسك على طبيب مختص.

الحكة عند الحامل ونوع الجنين

الحكة عند الحامل ونوع الجنين

تتكاثر الأقاويل حول إمكانية تحديد نوع الجنين من خلال حكة الأم، وهذا الأمر بالرغم من عدم إثباته علميًا، إلا أننا نرى أنه منتشر بين الأمهات؛ نتيجة التجارب والخبرات في الحمل، فتروي هذه الأقاويل أن شعور الحامل بحكة شديدة أثناء الحمل، يعني إنها حامل بذكر، وعكس ذلك يشير إلى حملها بأنثى، لكننا نرى أنها مجرد أقاويل وشائعات لم يثبت صحتها بعد، وأنها من محض الصدفة فقط مع بعض النساء، ونستنتج من ذلك أنه ليس هناك علاقة بين الحكة عند الحامل ونوع الجنين، بل يفضل اللجوء إلى الطرق العلمية الدقيقة: كالسونار وغيره.

هل تؤثر حساسية الحمل على الجنين؟

يمكن أن تسبب حكة جسم الحامل، أو ما تعرف بـ “حساسية الحمل” العديد من الأضرار على الأم والجنين. وذلك إذا اشتدت حدتها، ومن هذه الأضرار:

  • قد تؤدي الحساسية إلى تعرضك للولادة المبكرة؛ مما قد يتسبب في تعرض جنينك إلى الوفاة؛ نتيجة عدم اكتمال نموه بعد، وذلك إذا كانت هذه الحساسية ناجمة عن مرض ما، أو شديدة.
  • قد تتسبب أيضًا حساسية الحمل في عرقلة الولادة وتعسرها، وضعف انفتاح الحوض؛ مما قد يؤثر على الجنين أثناء الولادة.
  • يتأثر مستوى الدم في جسد الجنين؛ مسببة انخفاض وظائفه العضوية.
  • قد تؤدي إلى ازدياد كهربة خلايا الجنين؛ مؤثرة على جهازه العصبي.
  • حساسية الحمل يمكن أن تتسبب في وفاة الجنين، أو ولادته ميتًا.

لا تقلقي عزيزتي، هذه الآثار الجانبية غير شائعة الحدوث بين النساء، إلا في بعض الحالات الخطرة؛ لذلك ننصح باستشارة الطبيب فور شعورك بأي حكة، واتباع ارشاداته، مع تطبيق الطرق العلاجية في حالة إذا كانت خفيفة.

متى عليكِ استشارة الطبيب؟

يجب سرعة استشارة الطبيب إذا كان يصاحب حكة جسم الحامل بعض الاضطرابات، أو العلامات التالية، والتي قد تتسبب في حدوث مضاعفات للأم، أو الجنين، مثل:

  • ملاحظة طفح جلدي مصاحب للحكة.
  • إذا كانت حالتك تزداد سوءًا، وتزداد حدة الحكة.
  • الشعور بالحكة في معظم أجزاء الجسم بشكل هيستيري.
  • تورم الوجه.
  • ضيق التنفس.
  • ارتفاع درجة حرارة جسدك.
  • ظهور حبوب منتشرة في جميع أجزاء جسدك.
  • التهابات مهبلية.

علاج حكة جسم الحامل

علاج حكة جسم الحامل

عادةً لا ينصح الأطباء باللجوء إلى أي عقاقير طبية لعلاج أي مشكلة من مشاكل الحمل، وذلك إذا كانت الحامل لا زالت في شهورها الأولى؛ حتى لا تؤثر هذه الأدوية على الجنين في بداية تكوينه، أما إذا كانت في مراحل متقدمة أي الثلث الثاني أو الثالث، فإنه قد يعرض عليها بعض الأدوية، لكنه أيضًا يفضل أن يقوم بإرشادها ببعض الطرق الطبيعية البديلة، التي بإمكانها التقليل من هذه الحكة، والآن إليكِ طرق طبيعية للتخلص من حكة جسم الحامل وهي:

مقاومة الإحساس بالحكة

حاولي عزيزتي مقاومة شعورك بالحكة؛ لأن كثرة حك جلدك يمكن أن يزيد من تهييجه وخطورته مثل: التعرض للالتهابات البكتيرية، أو فطرية الجلد، وذلك الأمر قد تعاني منه طوال فترة حملك؛ نتيجة عدم مقاومتك للحكة.

ترطيب الجسد

غالبًا ما تنجم حكة جسم الحامل عن الجفاف، فكثيرًا من السيدات لا يهتمّن بشرب الماء بالقدر الكافي لحماية جسدهن من الجفاف الذي قد يعرضهن، أو يعرض أطفالهن للخطر، فيعد الجفاف أحد الأسباب الرئيسة للشعور بالحكة؛ لذلك العناية بجسم الحامل يعد أمرًا أساسيًا يجب وضعه في الاعتبار، وللتخلص من ذلك الجفاف لتقليل هذه الحكة، يجب تطبيق الآتي:

  • استعمال كمادات باردة: أي ضعي جراب، أو كيس به ماء بارد ومرريه على الأجزاء التي تشعرين فيها بالحكة لمدة 5-10 دقائق.
  • الاهتمام بترطيب جسدك، وذلك باستخدام الكريمات الخالية من العطور تمامًا بعد الاستحمام.
  • استعمال الشوفان أثناء الحمام الدافئ، فهو علاجًا فعالًا لتهدئة الحكة الجلدية وأعراضها، وذلك بوضع القليل منه في ماء الاستحمام، والجلوس قرابة 20 دقيقة.

جوز الهند

يحتوي زيت جوز الهند على بعض المكونات التي تساعد على منع الالتهابات، وترطيب البشرة وتهدئتها، وذلك من خلال التدليك ببضع قطرات منه، وتركه نصف ساعة، أو أكثر ثم غسله، تكرار هذه الطريقة ستساعدك على التخلص من حكة الجسم لفترة طويلة.

جل الصبار

يشتهر جل الصبار بمعالجة العدوى الجلدية، كما إنه يجعل البشرة ناعمة ونضرة، دلكي مناطق الحكة بجل الصبار، ويُفضل أن يكون من نبتة الصبار نفسها، وليس من مستحضرات التجميل، واتركيه على منطقة الحكة نصف ساعة او أكثر، ثم اشطفي جسدك جيدًا، وكرري هذا الأمر يوميًا صباحًا ومساءً.

نصائح لمنع حدوث الحكة أثناء الحمل

نصائح لمنع حدوث الحكة أثناء الحمل

إليك عزيزتي مجموعة من الطرق التي ستساعدك في التقليل من الشعور بالحكة أثناء الحمل، والتي قد تختفي تدريجيًا إذا واظبتِ عليها طوال فترة الحمل، مثل:

  • الحرص على الاستحمام الدافئ وليس الساخن؛ فالماء الساخن يؤدي إلى جفاف البشرة، ما يزيد من الحكة.
  • استخدمي الصابون الخالي من العطور أثناء الاستحمام.
  • التأكد من تجفيف جسدك جيدًا بعد الاستحمام.
  • ارتدي الملابس الفضفاضة، ويُفضل أن تكون قطنية، وليست المصنوعة من الألياف الصناعية التي قد تسبب الحكة.
  • استعملي بعض الكريمات العلاجية المرطبة، بعد استشارة طبيبك أولًا؛ لتحديد المرطب المناسب لك.
  • اغسلي شعرك جيدًا بعد العودة إلى المنزل؛ لسهولة التقاط شعرك وبشرتك جميع المواد التي تؤدي إلى الحساسية.
  • شرب مقدار وفير من الماء طوال اليوم؛ لتجنب الجفاف الذي يزيد من الحكة.
  • تناول الخضروات تقلل من تهييج الجلد والشعور بالحساسية.
  • تجنبي القلق والتوتر؛ حتى لا تزداد الحكة سوءًا.
  • تجنبي أيضًا تناول الأطعمة المالحة أو البهارات؛ لتجنب تهييج الجلد وزيادة الحكة.

أخيرًا.. بعد التعرف على أسباب وأضرار حكة جسم الحامل وطريقة علاجها، ننصح باتباع الإرشادات السابقة لتجنب التعرض إلى حساسية الحمل، والعمل على علاجها باستشارة الطبيب؛ حتى لا تتطور هذه الحساسية؛ مُسببة لكِ ولجنينك العديد من المخاطر سابقة الذكر، وأهم ما نؤكد عليه هو: الحرص على ترطيب الجسد جيدًا، والاهتمام بشرب الماء.

المصادر:

إن إتش إس

مايو كلينك

بريجنانسي بيرث بابي

زر الذهاب إلى الأعلى