حمى النفاس | ما هي الأسباب والأعراض التي تعرضك لعدوى ما بعد الولادة
هذا الاسم هو الشائع لحدوث التهابات نتيجة التعرض لمهاجمة البكتيريا للرحم والمناطق المحيطة به لدى الأم التي وضعت طفلها حديثًا، حيث ينتج عنه مضاعفات كثيرة منها الحمى، لذا نجد الأطباء يطلقون عليه حمى النفاس، وبرغم التقدم في الطب إلا أنه لا يزال هناك نسبة للوفيات تقدر بـ 10% نتيجة الإصابة بتلك الالتهابات البكتيرية، والآن سوف نسرد لكم بشيء من التفصيل كل ما يخص أعراضها وأسبابها، والطرق الفعالة في علاجها.
حمى النفاس
من الأمراض التي تهاجم الكثير من النساء التي لم يمر على وضعهن أيام قلائل، بحيث يجد الطبيب أن درجة حرارة الأم تخطت 38 درجة مئوية، وفي الأغلب يكون السبب هو عدم تواجدها في بيئة نظيفة من ناحية الصرف الصحي، مما يجعل البكتيريا متواجدة بكثرة في تلك البيئات، ونجد عدم اقتصار تلك الحمى (عدوى ما بعد الولادة) على نوع واحدٍ فقط، بل هناك عدة أنواع مختلفة منها وهي:
- التهاب عضلات الرحم.
- التهاب بطانة الرحم.
- التهاب المنطقة المحيطة بالرحم.
بعد أن تعرفنا على ماهية حمى النفاس، تُرى ما هي الأسباب التي من الممكن أن تؤدي لحدوث تلك الالتهابات المؤدية بدورها إلى الحمى، حتى يمكن تجنبها منذ البداية قدر الإمكان، ويجب العلم أن نسبة المصابات بها قد قلت على أي حال بعد استخدام المطهرات المختلفة والبنسلين، إليكم الأسباب بالتفصيل.
أسباب حمى النفاس
عند البحث عن حمى النفاس وأسبابها؛ نجد أنه من الممكن أن تكون الأسباب في طريقة الولادة نفسها والمكان الذي تضع فيه المرأة طفلها، وهناك أسباب أخرى تعود إلى مرحلة ما بعد الولادة وتجعلها تتعرض لتلك البكتيريا التي تهاجم الرحم وتسبب لها تلك الالتهابات الضارة والتي لها مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
أسباب تتعلق بطريقة الولادة
من الممكن أن تقع حمى النفاس للمرأة التي تلد بطريقة طبيعية أو عن طريق الجراحة القيصرية، وتبقى الأسباب التي من الممكن تجنبها إذا ما وقع الاختيار على المكان المناسب للولادة وعلى يد الطبيب المناسب أيضًا:
- تعرض المرأة الحامل لفحص المهبل مرات متعددة قبل الولادة يعطي الفرصة للبكتيريا لدخول الرحم وإصابة الكيس الأمنيوسي.
- عدم الاهتمام بنظافة المكان الذي تتواجد فيه الحامل قبل ولادتها.
- استخدام أدوات لم يتم تعقيمها هو من أكثر أسباب حمى النفاس.
- الولادة القيصرية تحمل نسبة أكبر من نسب الإصابة بالتهابات الرحم.
- الشخص الذي يقوم بعملية التوليد لم تكن يده معقمة.
- إذا تم قطع الحبل السري بأداة غير معقمة أيضًا، مع بقاء جزء من المشيمة بعد انتهاء عملية الولادة.
أسباب بعد الولادة
قد تمر مراحل الولادة بسلام ويبقى الاهتمام بالمرأة بعد ولادتها، حتى لا تتعرض لمشكلات تسبب لها حمى النفاس، ومن ضمن تلك الأسباب ما يلي:
- إذا عانت المرأة من التهابات في الكلى ولم تهتم بعلاجها، فقد تؤدي لالتهاب المنطقة حول الرحم.
- وجود التهابات في المثانة أو المهبل أو الرحم يعمل على رفع درجة حرارة النفساء.
- إذا كانت الولادة طبيعية وسبقها مرات متعددة من الجماع قد يسبب هذا حدوث احتقان بمنطقة الحوض.
- ترتفع درجة حرارة النفساء إذا عانت من التهابات الثدي وتورمه بعد الولادة.
- إصابة المرأة بعد الولادة بالخراجات وتعرضها للتلوث.
- تسبب قلة الحركة للمرأة التي أنجبت حديثًا تعرضها للإصابة بجلطات الساق والتي تؤدي بدورها لوجود حمى.
كانت هذه هي كل الأسباب التي من الممكن أن تؤدي لتعرض النفساء للحمى، ولكن ما هي الأعراض التي إذا ما رأتها المرأة يتوجب عليها الشعور بالخطر ومتابعة الطبيب على الفور!
أعراض حمى النفاس
من المنتظر أن تحيا المرأة أسعد أيامها بعد أن تلقت بين يديها طفلها الجميل الذي طال انتظاره لأشهر، ولكنها في نفس الوقت يجب أن تنتبه جيدًا لوجود أية أعراض غير طبيعية تظهر عليها، حتى لا يزداد الخطر الذي يداهمها دون أن تبالي، من ضمن تلك الأعراض نجد:
- الإفرازات المهبلية لو كانت ذات رائحة غريبة وكريهة، وخاصةً خلال العشر أيام الأولى بعد الولادة.
- ألم لا يُحتمل في منطقة أسفل البطن، قد تعتقده بعض النساء أمرًا طبيعيًا بعد الولادة، وهو من علامات خطر الإصابة بالحمى.
- الصداع الذي يتخطى الحدود، قد تعتقده المرأة من تأثير انتهاء المسكنات أو نتيجة طبيعية بعد تعرضها للتخدير، لكن ينبغي الانتباه إلى طول مدته.
- الشعور بالبرد الشديد والقشعريرة التي تصيب الجسد، هو واحد من أعراض الإصابة بحمى النفاس.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الوجه الشاحب مع فقدان الشهية.
- زيادة ضربات القلب.
- آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر.
- الشعور بالإرهاق والتعب الشديد.
من المزعج حقًا أن ظهور تلك الأعراض قد يتأخر لبضعة أيام بعد أن تزاول المرأة حياتها بشكل طبيعي، ولكن لا يزال محتمًا عليها الانتباه لها وفور تعرضها لأيٍ من تلك الأعراض يجب التوجه فورًا إلى الطبيب.
ما هي عوامل خطر الإصابة بحمى النفاس؟
تختلف نسبة الإصابة بعدوى ما بعد الولادة من حالة إلى أخرى، وهناك بعض العوامل التي يعتبرها الأطباء بمثابة ناقوس خطر يهدد حياة الأم ويجعلها معرضة بصورة كبيرة للإصابة بها، وهي:
- الولادة الطبيعية تحمل نسبة 3% من نسبة التعرض للبكتيريا الكروية.
- في حالة الولادة القيصرية تزداد تلك النسبة لتصل من 5% حتى 15% لو كان مخططًا لها من قبل.
- أما الولادة القيصرية غير المخططة فإن نسبة الإصابة بالبكتيريا تكون من 15% حتى 20% وهي نسبة كبيرة جدًا.
- إصابة المرأة بفقر الدم أو السمنة المفرطة أيضًا تزيد من تلك النسبة وتعد خطرًا مضاعفًا على حياتها.
بعد أن تعرفنا على عوامل الخطر التي تزيد من إمكانية التعرض لحمى النفاس، تُرى هل هناك مضاعفات أخرى قد تنتج عنها، هذا هو ما سوف نتعرض له في الفقرة التالية.
هل تسبب عدوى النفاس مضاعفات أخرى؟
هناك بعض المخاطر التي تأتي نتيجة لتعرض المرأة للبكتيريا المسببة لعدوى النفاس (عدوى ما بعد الولادة) وهي:
- الإصابة بجلطات دموية في منطقة الحوض.
- تعرض الرئتين للإصابة بالجلطة هي الأخرى نتيجة انسداد الشرايين الرئوية.
- وجود التهابات شديدة الغشاء المبطن لجدار البطن.
- دخول البكتيريا إلى مجرى الدم مما يؤدي لحدوث ما يُعرف باسم “الصدمة الإنتانية” أو تعفن الدم النفاسي والذي هو سبب هام في ارتفاع نسبة الوفيات إثر الإصابة بعدوى النفاس.
بعد أن تعرضنا معًا لذكر كل ما يخص حمى النفاس من أسباب وأعراض والمضاعفات المحتملة، فهل هناك وسيلة للوقاية منها وبالتالي الحفاظ على صحة المرأة بعد الولادة دون أن تتعرض لخطر هذه العدوى! بالطبع من السهل الوقاية منها وبالأخص بعد أن أصبحت الأسباب جلية أمامنا، وإليكم طرق الوقاية.
كيفية الوقاية من حمى النفاس
مما سبق اتضح لنا أن الولادة القيصرية ومع الإقبال الشديد عليها من النساء الراغبات في عدم التعرض لآلام الولادة المهبلية، وتفضيلهن التخدير النصفي أو الكلي أثناء الجراحة، تتفوق بكثير في نسبة الإصابة بـ حمى النفاس، لذا لزم التعرف على الخطوات التي يجب اتباعها للتقليل من تلك النسبة قدر المستطاع وهي:
- الاهتمام بعدم الإصابة بالأنيميا عن طريق تناول مكملات الحديد في فترة الحمل.
- عدم استخدام ماكينة الحلاقة عند إزالة شعر المنطقة الحساسة للمرأة قبل الولادة، واستبدالها بالمقص بعد تعقيمه بالكحول.
- الحمام الدافئ قبل الخضوع لعملية الولادة من الأمور الهامة جدًا مع تنظيف المنطقة جيدًا.
- التحدث مع الطبيب قبل إجراء الجراحة حتى يصف لك المضادات الحيوية طويلة المدى.
- لا تستخدمي عزيزتي الأم السدادات القطنية من تلقاء نفسك، بل اعمدي إلى الطبيب واسأليه عن مدى أمانها.
- عند تنظيف منطقة العجان، احرصي أن يكون التنظيف من الأمام إلى الخلف حتى لا تصابي بالتهابات بكتيرية ناتجة عن قيامك بعكس ذلك.
- الحرص على جعل اليدين نظيفتين في كل مرة بعد الحمام، وذلك بغسلهما بالصابون وتعقيمهما إن أمكن.
طرق علاج حمى النفاس
هناك أكثر من طريقة يمكن استخدام المرأة لها إذا ما أصيبت بتلك الحمى، وهي إما علاجات طبية يصفها الطبيب أو بعض الأعشاب التي أثبتت فاعليتها لدى البعض، ولكن مع ذلك يجب استشارة الطبيب في نوع الأعشاب الذي تنوين استخدامه، فهو يعلم أكثر ولديه من العلم ما يؤهله لنصحك بخصوص العلاجات العشبية.
علاج عدوى النفاس طبيًا
بعد إجراء الطبيب التشخيص والكشف عن الأسباب التي أدت لذلك، وذلك عن طريق إخضاع المرأة للأشعة فوق الصوتية، نجد العلاج المتعارف عليه عن طريق وصف الطبيب بعض المضادات الحيوية، والتي تختلف تبعًا لنوع البكتيريا التي هاجمت الرحم، وتبعًا لدرجة الالتهاب وموضعه أيضًا، والتي من شأنها القضاء عليها في وقتٍ قصير حتى تتمتعين بكامل صحتك، ومن ثم يمكنك الاعتناء بصغيرك الذي هو في أمس الحاجة إليكِ.
العلاج عن طريق الأعشاب
هل فعلًا يجدي طب الأعشاب في حالة حمى النفاس، وما هي الأعشاب الأكثر أمانًا والتي ينصح بها الطبيب كوسيلة مساعدة مع الأدوية الموصوفة لك حتى لا تلجأين لطرق ووصفات يمكنها الإضرار بكِ أكثر مما تفيدك ومنها:
الماء والملح
استخدام الماء مع الملح هو من وسائل التعقيم والتنظيف للأماكن المعرضة للالتهاب، ويستخدم في عمل غسول لمنطقة المهبل، عن طريق إضافة ملعقة كبيرة من الملح إلى كوب من الماء بعد تسخينه لدرجة حرارة مناسبة ومحتملة.
قشر الرمان والريحان
دائمًا ما ننصح الأمهات وربات البيوت من استغلال قشور الرمان وتجفيفها، للاستفادة منها في أمورٍ عدة ومن أهمها علاج مشاكل الجهاز التنفسي، والآن فقد اكتشفنا لها أهمية أخرى كوسيلة تستخدم في علاج حمى النفاس بإحدى طريقتين:
- إضافة أوراق الريحان إلى بعد غليها إلى قشور الرمان المطحونة وتكوين خليط متماسك نوعًا، ثم يوضع في قطعة قماش نظيف وتوضع على منطقة المهبل من الخارج حتى الصباح.
- أخذ قشر الرمان المنقوع بعد تصفيته جيدًا واستخدامه كغسول للمهبل فهو يعمل على قتل البكتيريا الضارة.
القهوة مع الشمر
بالرغم من التحذيرات التي يمنحها الطبيب للمرأة فور ولادتها ومن ضمنها عدم تناول المنبهات ومنها القهوة، إلا أنها وجدت طريقها للمرأة النفساء عن طريقٍ آخر، وهو استخدامها مضافةً إلى الشمر والماء المغلي، وبهذا تفقد قدرتها على التنبيه وتمارس مهمة أخرى وهي محاولة التقليل من أعراض حمى النفاس وعلاجها.
بذور الحلبة
لا تخلو نصائح النساء الخبيرات بأمور الولادة والنفاس من تلك النصيحة وبخاصة للمرأة حديثة العهد بالأمومة، وهي أن تجعل مشروب الحلبة روتينًا لعدة مرات في اليوم، وبالفعل هو مفيد جدًا في زيادة حليب المرضع والتخلص من دماء النفاس أسرع، وأثبتت فاعليتها أيضًا في علاج حمى النفاس، ويتم تحضيرها كالتالي:
- ضعي ملعقة من بذور الحلبة في كوب زجاجي.
- صبي الماء المغلي في الكوب ثم غطيها لمدة 10 دقائق.
- التحلية تكون بالعسل الأبيض للحصول على فائدة أعمق.
كانت هذه عزيزتي الأم هي أهم التفاصيل عن حمى النفاس وما تحمله لك من مخاطر، وقد حرصنا على توفير طرق الوقاية منها كي تتمتعي بصحة جيدة تعينك على متابعة طفلك وإرضاعه بطريقة طبيعية ليكون نموه صحيًا خاليًا من المشاكل، لذا حاولي قدر الإمكان الانتباه لأي عرَض يظهر عليكِ ولا تهملي في الذهاب واستشارة الطبيب على الفور.