رعاية ما قبل الولادة | الزيارات الصحية خلال أشهر الحمل المختلفة
رعاية ما قبل الولادة أو ما يطلق عليها prenatal care وهي تقديم الرعاية الطبية الوقائية للحامل خلال شهور الحمل الصعبة من خلال خضوع الأم وجنينها للفحوصات الطبية بشكل دوري للاطمئنان عليهما واكتشاف أي مشكلات صحية في مراحلها الأولى والإسراع إلى حلها والتصدي لها بشكل كبير وذلك بهدف الحفاظ على حياة الأم وصحتها وكذلك صحة الجنين وعدم تعريضه لأية مشكلة صحية ترافقه مدى الحياة.
رعاية ما قبل الولادة
التثقيف الصحي للأم بشأن التغيرات التي تطرأ على جسدها وحياتها خلال شهور الحمل وكيفية متابعة الحمل وتأثيراته والتحضير الجيد للحمل وكذلك للولادة من أهم الأمور الواجب الأخذ بها خلال تقديم رعاية ما قبل الولادة للحامل، وكذلك مساعدة الأم للخضوع للفحوصات الطبية الدورية اللازمة خلال فترة الحمل وكذلك تقديم برنامج صحي يساعدها على تغيير نمط حياتها خلال فترة الحمل وذلك بغرض تقليل احتمالية التعرض لمضاعفات الحمل مثل التعرض لـ الإجهاض أو إصابة الجنين بأية تشوهات خلقية أو التعرض لمشاكل في الولادة مثل الولادة المبكرة أو ولادة جنين بوزن أقل من الطبيعي.
دور منظمة الصحة العالمية في الحث على الرعاية
منظمة الصحة العالمية تؤكد على ضرورة تقديم رعاية ما قبل الولادة وذلك لتقليل عدد وفيات الأمهات سواء بسبب الحمل أو أثناء الولادة، وذلك لأن تقديم الرعاية خلال فترة الحمل يساعد على تجنب مشاكل مثل الإصابة بسكر الحمل وتسمم الحمل وانخفاض وزن الجنين وإصابته بأية عيوب خلقية، فأربع زيارات هو متوسط عدد الزيارات التي تنصح منظمة الصحة العالمية جميع السيدات بها، وقبل الولادة بالتحديد لمساعدتهن على الولادة بشكل صحي دون التعرض لأية مشكلة صحية.
دور المجتمع في تقديم رعاية ما قبل الولادة
هناك الكثير من الطرق للتدخل المجتمعي لتقديم رعاية ما قبل الولادة وذلك للمساعدة في تغيير سلوكياتهن خلال فترة الحمل الصعبة، وفهم مخاطر الولادة وكيفية تجنبها ومن ضمن هذه الوسائل:
- الحملات الإعلامية الخاصة بتوعية الأمهات بالحفاظ على صحتهن وعلى أطفالهن.
- المنشورات الصحية التي تعمل على توعية الأم بكيفية الاعتناء بالأطفال لتجنب إصابتهن بانخفاض الوزن أو أن يتعرضوا للوفاة قبل ولادتهم.
الزيارات الصحية خلال فترة الحمل
من المعروف أن فترة الحمل من أصعب الفترات الصحية التي تمر بها المرأة؛ ولهذا فهي تعتبر بحاجة إلى الحصول على الكثير من الدعم النفسي والجسدي وتقديم التوعية لها من قبل الأطباء الذين قد حرصوا على تحديد موعد للزيارات الصحية وذلك من أجل متابعة حالة الأم والجنين خلال فترة الحمل ويتم تقسيم الزيارات إلى:
- زيارة كل شهر: وتكون خلال الثلث الأول والثاني من الحمل فتبدأ من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الثامن والعشرين.
- زيارة كل أسبوعين: تبدأ من الأسبوع الثامن والعشرين وحتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل.
- زيارة أسبوعين وتكون خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل تبدأ من الأسبوع السادس والثلاثين وحتى الولادة.
الحالات التي تحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى
التعرض لبعض المشكلات خلال أشهر الحمل الأخيرة من الأمور الوارد حدوثها بشدة وهي حالات تستدعي الاتصال بالطبيب مباشرة وتلك الحالات مثل:
– تمزق الغشاء الجنيني والشعور بنزول السائل الأمينوسي.
– النزيف المهبلي المفاجئ خاصة إذا كانت الأم لما تشهد أي تبقيع أو نزيف مهبلي خلال فترة الحمل.
– الشعور بانقباضات وتقلصات الرحم خاصة إذا استمرت بمعدل كبير مثل ستة انقباضات خلال الساعة الواحدة.
رعاية ما قبل الولادة في الشهور الأولى
هناك بعض الأمور التي يجب على الأم العلم بها خلال فترة حملها، وذلك لضمان ولادة طفل طبيعي لا يعاني من أية مشكلات وكذلك عدم التعرض لأية مضاعفات صحية تؤثر عليها فيما بعد خلال حياتها، ومن أهم هذه الأمور زيارة الطبيب بصفة دورية وبشكل خاص خلال الشهور الأخيرة من الحمل لأنها الفترة الأكثر صعوبة وحساسية، أما عن رعاية الحامل خلال الأشهر الأولى من الحمل تعتمد بشكل أساسي على أخذ تاريخ صحي ومرضي شامل من الأم، وكذلك فحصها فحص بدني شامل وإجراء بعض الاختبارات الطبية الأولية لها مثل صورة الدم وكذلك تحاليل الفيتامينات والمعادن في الجسم وأخيرًا تثقيفها حول تغيير نمط الحياة.
أخذ تاريخ طبي من الأم في الزيارة الأولى من الحمل
يجب على الأم فور تشخيص الحمل لديها على إيجاد طبيب جيد لها لكي تتابع معه الحمل وتضم هذه الزيارة أخذ تاريخ طبي من الحامل، يكون بغرض معرفة ما إذا كانت الأم تعاني من أية أمراض مزمنة أو أية أمراض نسائية وكل ما يخص الدورة الشهرية وأية مشكلات واجهت الأم خلال الحمل السابق، وكذلك الاستعلام عن أية أدوية تستخدمها الأم بشكل مستمر، كذلك يهتم بالتاريخ الصحي للأم بمعرفة العادات الصحية والسلوكيات المختلفة، مثل التدخين وممارسة الرياضات العنيفة واتباع حمية غذائية قاسية، وكذلك معرفة تاريخ السفر إلى مناطق معروفة بالأمراض المعدية.
تحديد التاريخ الأرجح للولادة
موعد الولادة يتم حسابه بناءً على تاريخ أول يوم في أخر دورة شهرية لكِ ومن ثم إضافة عدد الأسابيع التي يتم عندها الجنين ٤٠ أسبوع، ولهذا فإنكِ تقومي بالولادة قبل هذا التاريخ أو بعده، فتحديد تاريخ الولادة مهم لكي تستطيع الأم إعداد نفسها جيدًا لهذه المرحلة الصعبة، يجب الإشارة إلى أن فحص الموجات فوق السمعية يساعد أيضًا في معرفة عمر الجنين.
الفحص البدني للحامل
يجب على الطبيب أن يقوم بعمل فحص طبي شامل لك، حتى يستطيع ملاحظة أي تغير يطرأ عليك خلال مراحل الحمل المختلفة فيقوم بقياس ضغط الدم لكِ والوزن والطول أيضًا، وكذلك يجري فحص الحوض والرحم وفحص للثديين مع الحرص على فحص حالة القلب جيدًا، مع التركيز على القيام بفحص الموجات فوق السمعية للاطمئنان على عمر الجنين وحالة الرحم لدى الأم والكشف عن أية مشكلات عضوية به.
الفحوص المعملية
خلال أول زيارة يحرص الطبيب على وصف بعض الاختبارات المعملية لإجرائها ومن أهمها:
- فحص عامل ريسوس (Rh): وذلك لتجنب إصابة الطفل الثاني للأم بفقر دم حاد إذا كانت الأم ذات عامل ريسوس سالب.
- صورة دم كاملة: من فحص مستوى الهيموجلوبين في الدم وعدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية وذلك للكشف عن مدى إصابة الأم بفقر الدم أو أمراض النزيف أو أي نوع من أنواع العدوى.
- فحص التهاب الكبد الوبائي بفيروس ب أو سي و كذلك فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الزهري والسيلان.
- فحص البول وذلك للكشف عن إصابة الأم بعدوى في المسالك البولية أم لا.
- فحص مستوى السكر في الدم وذلك للكشف عن إصابة الأم بالسكر أم لا وكذلك للكشف عن سكر الحمل إذا حدث وتقييمه من خلال مستويات السكر المختلفة خلال شهور الحمل.
- فحص مستويات الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم في الدم وكذلك فحص مستويات الفيتامينات مثل فيتامين “د” وفيتامين “ب12” وغيرهما.
الاختبارات الخاصة بالكشف عن العيوب والتشوهات الخلقية للجنين
المجال الطبي الحديث استطاع أن يوفر الكثير من الفحوصات الطبية المتقدمة الخاصة بفحص الجنين مثل اختيارات الوراثة والجينات، لكن يبقى فحص الموجات فوق السمعية هو الفحص الأولي في الكشف عن أية عيوب خلقية في الجنين وبشكل خاص متلازمة داون.
تغيير نمط الحياة للأفضل
يجب على الأم الحصول على كافة المعلومات الخاصة بالعادات الصحية المناسبة مثل الحصول على الفيتامينات والمعادن والتغذية المناسبة وكيفية ممارسة التمارين الرياضية خلال فترة الحمل، وكيفية العناية بجسمها وأسنانها وتأثير ممارسة العلاقة الزوجية على الحمل، وما هي اللقاحات المناسبة لها خلال فترة الحمل، وكذلك معرفة الطرق المناسبة للإقلاع عن التدخين وكذلك ما هي الأدوية المناسب تناولها خلال فترة الحمل.
رعاية ما قبل الولادة في الشهور الوسطى من الحمل
رعاية ما قبل الولادة في الثلث الثاني من الحمل تكون بشكل فحص دوري للفحوصات السابقة مع قياس نمو الجنين خلال هذه الأشهر الوسطى من الحمل، عملًا بهدف أن تبقى الأم وجنينها بحالة صحية جيدة، الزيارات الصحية خلال الثلث الثاني من الحمل تعتمد بشكل أساسي يعلو الفحص الجسدي السريع للأم واعادة تقييم قياس الضغط لديها مع اعادة تقييم الوزن والطول أيضًا، لكن نمو الجنين هو المسيطر الأكبر على اهتمام ورعاية الطبيب فيمكن مراجعة نمو الجنين من خلال:
- قياس ارتفاع الرحم بعيدًا عن عظم العانة فيما يعرف ب Fundal level، فبعد ٢٠ أسبوع يكون ارتفاع الرحم مساوي لنفس عدد أسابيع الحمل الحالية مع إضافة أو طرح ٢ سم من ارتفاع الرحم.
- الاستعانة بجهاز الدوبلر في الاستماع إلى ضربات قلب الجنين والاطمئنان عليها في معدلها الطبيعي.
- تحديد عدد حركة الجنين، ويعتمد هذا الأمر على الأم في تحديد معدل ركلات الجنين خلال اليوم الواحد.
الفحوصات الخاصة بالاختبارات الوراثية
قد يشك الطبيب في امتلاك الجنين لأي تشوه أو عيب خلقي لهذا قد ينصح بإجراء بعض الفحوصات التي تضم سرعة تشخيص أية مشكلة لدى الطفل وضمان الإسراع إلى حلها إذا كان لها أية حلول في المجال الطبي وهذه الفحوصات منها:
- فحص الكروموسومات للكشف عن متلازمة داون أو السنسنة المشقوقة.
- التأكيد على إجراء فحص السائل الأمينوسي في حالة كانت النتائج الأولية لفحص الكروموسومات غير مطمئنة.
- فحص الموجات فوق السمعية للجنين للحصول على تفاصيل تشريحية لجسم الجنين وخاصة معرفة جنس الجنين.
- إعادة اختبارات الدم وذلك لفحص وجود فقر الدم وفحص مستوى الحديد بالدم.
- فحص مرض السكري من خلال الكشف عن مستوى السكر بالدم.
رعاية ما قبل الولادة خلال الشهور الأخيرة من الحمل
الرعاية الطبية للحامل في الشهور الأخيرة تكون بغرض الاطمئنان على مدى استعداد الأم للولادة من خلال تحديد موضع الجنين وفحص المهبل وعنق الرحم، حيث يزداد معدل الزيارات الصحية لطبيب النسائية خلال الشهور الأخيرة فتصل إلى زيارة كل أسبوع أو كل أسبوعين مع إجراء فحوصات أسبوعية حتى موعد الولادة.
التاريخ الطبي الخاص بالولادة
غالبًا ما سيطرح عليك الطبيب أسئلة تخص التنبوء بحدوث الولادة مثل الشعور بأية تشنجات وتقلصات في الرحم أو نزول السائل الأمينوسي عبر المهبل وكذلك الشعور بزيادة في معدل حركة الطفل.
الاختبارات المعملية المهمة
غالبا ما يكون فحص وجود البكتيريا العقدية ب GBS من أهم الفحوصات خلال المرحلة الأخيرة من الحمل لأنها من البكتيريا الضارة للغاية بالجنين والأم، ويتم فحص من خلال أخذ عينة من المهبل وفي حالة إثبات وجودها يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية القوية عبر الوريد للتصدي لهذا البكتريا.
فحص وضع الجنين
تحديد وضع الجنين الذي سيولد به من أهم الفحوصات التي يجب أن يقوم بها الطبيب وذلك لتحديد ما إذا كانت الأم ستلد ولادة طبيعية أم أن الجنين يحتاج إلى ولادة قيصرية، فمن الأوضاع التي تحتم على الطبيب إجراء الولادة القيصرية هي أن تكون مؤخرة الطفل أو قدمه تجاه عنق الرحم، لكن يجب الإشارة إلى أن في بعض الأحيان القليلة جدًا يمكن تعديل وضعية الجنين حتى تصبح الرأس هي المواجهة لعنق الرحم، والتأكد من نجاح تعديل وضعية الجنين يكون من خلال فحص الموجات فوق السمعية، مع العلم أنه يجب على الطبيب التناقش مع الحامل في أسباب إجراء الجراحة القيصرية ومخاطرها وكيفية التعافي منها.
رعاية ما قبل الولادة مهمة صعبة سواء على الأم أو على الطبيب لأنها تتطلب متابعة صارمة لتطور الحم،ل خاصة وأن الأم والجنين كلاهما معرضان للإصابة ببعض الاضطرابات الصحية التي تؤثر فيما بعد على حياة كلٍ منهما، ولهذا اهتمي صحتك وقومي باستشارة طبيبك بصفة دورية والتزمي بمواعيد الزيارات الصحية مع اتباع كامل التعليمات التي يُعطيها لكِ الطبيب حتى تلدي طفلك بسلامة.