زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع | كل ما تحتاجين معرفته بشأنها

إذا كانت فترة حملك قد قاربت على الانقضاء، فحتمًا يتردد في ذهنك السؤال حول زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل، أسبابها وأسباب قلتها أو انعدامها والكيفية التي تطمئني بها على أن جنينك بخير.

والحقيقة أنه خلال هذه الفترة تحدث الكثير من التغيرات التي يساعدك الإلمام بها على فهمها والتعامل معها بشكل أفضل، ومن خلال سطور هذا المقال نورد لكِ كل ما يتعلق بحركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل، فواصلي القراءة.

حركة الجنين قبيل الولادة

على الرغم من أن حركة الجنين تزداد في الفترة الأخيرة من الحمل، إلا أنه كلما اقترب موعد الولادة تقل حركته بشكل ملحوظ، وفي الغالب تلاحظ الأم أنه في اليوم الذي يسبق الولادة تقل حركة جنينها نسبياً، برغم أنه لم يتم التوصل إلى السبب وراء ذلك حتى الآن، ولكن إن توقفت حركة الجنين كلياً أو كانت قليلة جداً بشكل يدعوا للقلق، فالأفضل مراجعة الطبيب حتى تطمئني على عدم وجود مشكلة فعلية.

زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل

خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل تستمر حركة الجنين في زيادة ملحوظة، حتى تبلغ أقصاها في الأسبوع الثالث والثلاثين، وبعدها تظل ثابتة على نفس الوتيرة حتى اقتراب موعد الولادة، ولعل السبب وراء الحركات القوية التي تشعرين بها خلال الشهر التاسع من الحمل هو أن الجنين غالبا ما يحاول أخذ وضعية الولادة الطبيعية في هذا الوقت، بحيث يلتف ليضع رأسه في أسفل الرحم وساقاه للأعلى باتجاه معدة أمه.

كما أن الطلق الكاذب، وهي التقلصات التي تشعر بها الأم خلال الثلث الأخير من الحمل، يساعد الجنين على الاستقرار أكثر بقاع الرحم وفتح عنق الرحم بضغط رأسه عليه، استعداداً للولادة، ونظراً لضيق المكان وقتئذ، فإن ركلات قدميه تقل كثيرا ولا تشعرين بها، خاصة أنه مع الوقت تبتعد الساقين عن معدتك بفعل انزلاق جسمه لأسفل الحوض، وعموما فإن زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع تتفاوت من جنين لآخر، فقد تقل وقد تزداد وقد تظل على نفس الوتيرة.

بم تشعر الأم عند زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع

كلنا يعلم أنه مع اقتراب موعد الولادة يكون حجم الجنين قد كبر، والمساحة الفارغة المحيطة به أصبحت أقل بكثير من ذي قبل، وهنا عندما يحاول الجنين الالتفات وتغيير وضعيته استعدادا للولادة، فإنه غالبا ما تشعرين بوخزات كهربية بمحيط عنق الرحم، وبعدها تكون حركتك صعبة للغاية، بسبب أن ظهر جنينك يكون موجهاً للخارج، أي ناحية بطنك، مما يجعلها أكثر صلابة ويجعل حركتك أقل سهولة.

وتشعرك زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع باقتراب موعد الولادة، خاصة إذا كانت حركات يقوم بها بذراعيه وقدميه، وهي تكون واضحة ويمكن رؤيتها بالعين، وتظهر على هيئة تشنجات، وعندما يقوم الجنين بدفع نفسه للأسفل قد يسبب لك ذلك شعورًا بـ ضيق التنفس عند الحامل، وذلك لقيامه بالضغط على حجابك الحاجز وقتئذ.

كيفية حساب حركات الجنين في الشهر التاسع

يعتبر حساب ومراقبة حركة الجنين خلال فترة الحمل أحد أبسط الطرق للاطمئنان على صحته وحياته، وهناك بعض الأوقات التي تزداد فيها حركات الجنين، والتي يفضل مراقبته فيها، وهذه الأوقات هي:

قبل تناول الطعام أو بعده.
أثناء النوم أو في وقت الاستيقاظ.
عند التواجد في المرحاض.
عند الحركة وممارسة الرياضة.

وأما عن الطريقة التي تقومين من خلالها بحساب حركات جنينك، فهذا يتم باستلقائك على أحد جانبيك والاسترخاء التام وعد الحركات التي تشعرين بها جميعها، وتدوين ذلك في مدونة لك، استمري في العد حتى تصلي إلى 10 عدات على الأقل، وكرري نفس العملية بصفة يومية.

كثرة حركة الجنين في الشهر التاسع

بالطبع هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى كثرة حركة الجنين في الشهر التاسع، ومن هذه الأسباب ما يلي:

جوع الأم الذي يؤدي حتماً إلى انخفاض السكر في دم الجنين، وهنا يتحرك الجنين كثيرًا لحاجته لكميات أكبر من الطعام، خاصة إذا كان صغير الحجم.
عادة ما يزداد نشاط الجنين خلال الفترة المسائية، ما بين الساعة التاسعة وحتى الواحدة، وهو الوقت الذي تكون الأم فيه، في الغالب، نائمة والجنين يستمد احتياجاته الغذائية بقوة ونشاط.
كثرة تناول الأم للمنشطات والمنبهات التي تجعل الطفل نشيطًا معظم الوقت ومستيقظًا، ولا يفضل الإكثار من المواد المنبهة حتى تكون دورة نوم واستيقاظ الطفل طبيعية قدر الإمكان.
وجود مشكلة في الحمل قد تتسبب في قيام الجنين بحركات عنيفة غير طبيعية، وهنا لابد من مراجعة الطبيب والاطمئنان على صحته.
من أسباب زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع كذلك نقص الأكسجين الذي يصل إليه أو انتقال عدوى من أمه له، وهو ما يجعله يتشنج بشكل غير طبيعي.
محاولة الجنين التخلص من الحبل السري، في حال كان ملتفًا حول جسمه أو متشابكًا حوله مسببًا له الشعور بالضيق وعدم القدرة على التحرك بحرية.

عوامل زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل

لأن زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع أو نقصانها تتفاوت من حمل لآخر، وقد تتفاوت في نفس الحمل، على حسب ظروفه، فإنه من المهم أن تراقبي حركة جنينك، التي من المتوقع أن تكون ثابتة طوال هذه الفترة، نظرًا لانتظام دورة النوم لديه وثبات وزنه كذلك، وهناك بعض الأساليب التي يمكنك من خلالها زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع إذا لاحظت قلتها أو انعدامها، وهي كالتالي:

تناول الأكلات التي تزيد من حركة الجنين مثل التي تحتوي على السكر الطبيعي، كالفاكهة، وستلاحظين أن جنينك قد بدأ بالتحرك بمجرد وصول السكر إليه.
تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الكافيين، ولكن بنسبة ضئيلة، في حال لم تكن هناك حركة على الإطلاق.
تناول الطعام في العموم، فهذا من جهة يساهم في وصول الغذاء للجنين ويجعله أكثر حيوية ونشاطًا، ومن جهة أخرى يعمل على امتلاء معدتك، وبالتالي تضييق المساحة التي يحتلها الجنين، وهو ما يدفعه للتحرك وتعديل وضعيته.
الاسترخاء التام والاستلقاء على ظهرك، وستلاحظين أن حركة جنينك تزداد بشكل كبير عند استعدادك للنوم، أو إذا استيقظت أثناء الليل صدفةً وقطعت نومك.

هل كثرة حركة الجنين من علامات الولادة؟

طوال الشهر التاسع من الحمل لا توجد قاعدة واحدة تنطبق على جميع الأجنة بشأن عدد الحركات التي يقومون بها داخل الرحم، غير أن متوسط عدد الحركات يكون حوالي عشر حركات على مدار ساعتين كاملتين، ولأن حركة الجنين خلال هذه الفترة تكون ضعيفة نسبيًا، نظرا لضيق المساحة حوله وكبر حجم جسمه، فإن شعورك بحركات وانقباضات قوية يعني أنك قد دخلت في مرحلة الولادة نفسها، وأن ما تشعرين به هو طلق الولادة وليس حركة جنينك.

أسباب قلة حركة الجنين في الشهر التاسع

بعد أن استعرضنا معًا أسباب كثرة حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل، وسردنا الوسائل والطرق التي تساعدنا على تزويد الحركة في حال كانت بطيئة، نتكلم هنا عن الأسباب المؤدية لقلة حركة الجنين، وهي كالتالي:

زيادة كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين وضغطه عليه بحيث لا يمكنه من التحرك بسهولة.
زيادة حجم الجنين أو وزيادة وزن الأم نفسها، فكلما زادت كمية الدهون في بطن الأم كلما شكلَّت ضغطًا على جنينها.
في حال لو كان هذا هو حملك الأول، فغالبًا ستكون حركة جنينك قليلة في الشهر التاسع.
اتخاذ الجنين لوضعية تمنعه من التحرك بحرية، كأن يكون نائمًا بعرض بطن أمه.
تغيير وضع المشيمة، كأن تكون منزاحة للأمام، ومانعة لحركة الجنين الطبيعية.
العلاقة الحميمية كذلك تقلل من حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل، وذلك بفعل الانقباضات التي تحدث بالرحم، وقد تؤدي بالعكس إلى زيادة حركة الجنين، وكل هذا طبيعي لا يدعوا للقلق.

متي يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أنه أمر طبيعي أن تنخفض حركة الجنين نسبيًا خلال الشهر التاسع من الحمل، إلا أنه هناك بعض العلامات التي لو ظهرت لابد من مراجعة الطبيب، وهي كالتالي:

وجود انخفاض كبير جدًا في عدد ركلات وضربات الجنين، بحيث يقل عن عشر حركات خلال ساعتين.
وجود تشنجات وتقلصات في أسفل البطن، مصاحبة لنزيف مهبلي.
الشعور بحركة قوية جدًا تشبه الانفجار داخل رحمك، وهو ما قد ينذر بوفاة الجنين.

وختامًا، فإن زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع تعتمد كليًا على طبيعة جسمك وحجم جسم الجنين والمساحة الفارغة حوله، ولذا قد تقل حركته أو تزداد أو تنعدم نهائيًا، ما يهم هو أن تقومي بالفحص الدوري وتتواصلي مع طبيبك في حال لاحظت شيئا غريبًا على جنينك.