ضمور الخصية والإنجاب من الأسباب وإلى طرق العلاج
إن أكثر ما يزيد من مشاعر القلق والتوتر لدى الرجل هو: التعرض لحالة مرضية تؤثر في قدرته على الإنجاب، كـ ضمور الخصية التي تعد من الحالات المرضية الشائعة لدى الذكور؟ لذا فما هو ذلك الاضطراب؟ وهل يمكن علاجه والقدرة على الإنجاب فيما بعد؟ هذا ما سوف نعرضه تفصيليًّا خلال السطور التالية.
ما هو ضمور الخصية؟
في الواقع يمكن تعريفها بكونها حالة مرضية تتسبب في حدوث انكماش بحجم كلا الخصيتين، أو أحدهما، بحيث يصبح حجمهما أقل من المعدل الطبيعي المعروف، وذلك؛ بسبب موت مجموعة من الخلايا والأنسجة الجنسية المنتجة للحيوانات المنوية، على سبيل المثال: موت أنسجة لايديغ البينية المنتجة لهرمون الذكورة (التستوستيرون)، وبالتالي تنخفض نسبة الحيوانات المنوية لدى الرجل، أو يتعرض معدل هرمون التستوستيرون للانخفاض، وهذا ما يفسر العلاقة بين ضمور الخصية والإنجاب.
كيف أعرف ضمور الخصية؟
بالطبع انكماش كلا الخصيتين أو أحدهما هو العرض الرئيس لتلك الحالة المرضية، ومع ذلك من الضروري معرفة أن الانكماش البسيط والمؤقت بكيس الصفن يحدث بصورة طبيعية؛ بهدف تدفئة الخصيتين عند درجات الحرارة المنخفضة، والذي يختلف تمامًا عن الانكماش الناتج عن الإصابة بضمور الخصية لدى الرجل، يمكن تصنيف أعراضه إلى مرحلتين ما قبل البلوغ وبعد، وهما يكونا كما يلي:
علامات قبل البلوغ
تتمثل أعراض ضمور الخصية قبل البلوغ عند الرجل في النقاط التالية:
- عدم ظهور شعر في الوجه، أو بالمنطقة التناسلية.
- كبر حجم القضيب بصورة تزيد عن المعدل الطبيعي.
علامات بعد البلوغ
بعد مرحلة البلوغ تختلف الأعراض نسبيًّا عما سبق، وتكون كالآتي:
- قلة الرغبة الجنسية.
- العقم.
- ليونة الخصية.
- عدم نمو شعر المنطقة التناسلية والوجه.
- كتلة عضلات منخفضة.
لكن ما هو السبب وراء الإصابة بـ ضمور الخصية؟ في الواقع هناك الكثير من الأسباب المؤدية للإصابة بتلك الحالة، ويمكن معرفتها عن كثب في الفقرة التالية.
أسباب ضمور الخصية
في الحقيقة تتعدد وتتنوع الأسباب عند الرجال، فقد تنتج عن التعرض لبعض الحالات المرضية، أو نتيجة المداومة على فعل عادات ضارة، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب مرض سرطان الخصية، في الإصابة بانكماش الخصية وضمورها، وقد تكون الإصابة نتيجة استعمال علاجات دوائية محددة، وما إلى ذلك، ويمكن عرض الأسباب الأخرى بالتفصيل عبر النقاط التالية:
التهاب الخصيتين
في الواقع يعد التهاب الخصيتين واحد من الأسباب الرئيسة، وقد يتسبب في ظهور بعض العلامات الأخرى على المريض، بحيث تكون مختلفة تمامًا عن المذكورة في السابق، على سبيل المثال: الإحساس بآلام حادة في الخصية، القيء، ظهور علامات الالتهاب، كتورم، الألم، حرارة موضعية، واحمرار، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويمكن تصنيف التهاب الخصيتين إلى نوعين وهما:
الالتهاب البكتيري
في الغالب يحدث الالتهاب البكتيري؛ نتيجة الإصابة بالعدوى المنقولة عبر الاتصال الجنسي، على سبيل المثال: الكلاميديا، وعدوى السيلان، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك السبب، فقد يحدث أيضًا؛ نتيجة الإصابة بعدوى بالمسالك البولية، وقد تنتج عن استعمال أداة طبية في القضيب.
الالتهاب الفيروسي
في الواقع تتسبب الإصابة بالالتهاب الفيروسي في الخصيتين إلى ضمورها وصغر حجمها، حيث يحدث نتيجة الإصابة بفيروس النكاف، وطبقًا لعدة دراسات طبية أكدت أن الرجال الذين سبق وتم تشخيصهم بفيروس النكاف، تحديدًا بعد مرحلة البلوغ تعرضوا لالتهاب الخصية ثم ضمورها، بعد مرور مدة 7 أيام من حدوث الإصابة.
التواء الخصية
يتسبب التواء الخصية في تعرض الحبل المنوي للخلل، وهو المسؤول عن نقل الدم لكيس الصفن، وبالتالي يشعر المريض بآلام في الخصيتين كما يصبحا متضخمين، وفي حالة تأخر علاج تلك الحالة وعدم معالجتها خلال ساعات قليلة، يصاب المريض بضمور الخصية بشكل دائم.
تناول الكحول بإفراط
قد يتسبب الكحول في خفض معدل هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة)، بالإضافة إلى احتمالية إتلافه للخلايا المسؤولة عن تكوين الخصيتين، لاسيما إذا تم الإفراط في تناوله، وبالتالي ضمور الخصيتين.
التقدم في العمر
من المعروف أن النساء تنفرد بفئة عمرية محددة تتعرض بها لانقطاع الطمث واختلال في توازن الهرمونات، وهذا تحديدًا ما قد يتعرض إليه الرجال عند التقدم في العمر، بحيث تؤدي تلك المرحلة إلى قلة معدل التستوستيرون داخل الجسم، وبالتالي الإصابة بـ ضمور الخصية.
العلاج باستبدال هرمون التستوستيرون
قد يخضع نسبة من الرجال إلى تلقي العلاج الهرموني وهو بديل هرمون التستوستيرون؛ نتيجة التعرض لأزمات صحية؛ مما ينتج عنه صغر حجم الخصيتين وضمورهما؛ نظرًا لكون الهرمون البديل سببًا في إيقاف إفراز الهرمون المحرر؛ لإنتاج الهرمونات المنشطة للعضو الذكري؛ مما يتسبب في إعاقة دور العقدة النخامية عن إفراز الهرمون المحفز لإنتاج التستوستيرون، وبالتالي انكماش الخصية وضمورها.
العلاج بالستيرويدات والأستروجين
من المحتمل أن يكون العلاج بالأستروجين، أو الستيرويدات سببًا في انكماش الخصية وضمورها؛ بسبب تأثيرهما على عملية تصنيع الهرمونات التناسلية تمامًا مثل العلاج البديل لهرمون الذكورة.
هل الدوالي تسبب ضمور الخصية؟
نعم، تتسبب الدوالي في الإصابة بانكماش الخصية لدى الرجال وتسبب ما يطلق عليه دوالي الخصيتين وهي حالة مشابهة نوعًا ما لدوالي الساقين، حيث تظهر الدوالي على مقربة من الخصيتين؛ مما يؤدي لانكماشهما، يذكر إنه في الغالب تتسبب تلك الحالة في التأثير على الخصية اليسرى، فضلًا عن احتمالية التسبب في تدمير الأنابيب المسؤولة عن إفراز السائل المنوي في الخصيتين.
ضمور الخصيتين والانتصاب
قد يرغب البعض في معرفة العلاقة بين ضمور الخصيتين والانتصاب لدى الرجال، باختصار وجود خصية سليمة مع أخرى منكمشة، لا يتسبب في التأثير على عملية إفراز هرمون التستوستيرون، وبالتالي لا يوجد أي تأثير سلبي على عملية الانتصاب، لكن في حالة ضمور الخصيتين معًا فمن المحتمل أن تتأثر عملية الانتصاب بالسلب إلى حد كبير.
هل ضمور الخصية تسبب العقم؟
أغلب الرجال يخطر على بالهم سؤال: هل ضمور الخصية يؤثر على الإنجاب؟ في الواقع لن تتسبب تلك الحالة المرضية بحدوث العقم وانخفاض القدرة الإنجابية فور الإصابة بها، فإهمال الكشف عنها وعلاجها قد يؤثر على معدلات هرمون التستوستيرون في الجسم، وبالتالي تفاقم الحالة والإصابة بالعقم في نهاية المطاف؛ لذا باختصار يمكن القول بأن إجابة سؤال هل ضمور إحدى الخصيتين يسبب العقم؟ هو لا، ما لم يتم إهمال الحالة وعلاجها سريعًا ومبكرًا.
لكن كيف لي أن أكتشف إصابتي بضمور الخصية؟ في الواقع الأمر بسيط، هناك مجموعة من الاختبارات التشخيصية المساهمة في الكشف عن المرض مبكرًا، وبالتالي القدرة على علاجه والوقاية من التعرض لـ العقم عند الرجال، نعرضها بالفقرة التالية.
طرق الكشف عن ضمور الخصية
في الواقع تلعب مرحلة تشخيص المرض دورًا بارزًا في حل تلك المشكلة وعلاجها، حيث يساهم الكشف المبكر في علاج ضمور الخصية والقضاء على أي فرصة قد تزيد من الإصابة بالعقم، أو انخفاض القدرة الإنجابية لدى المريض في المستقبل، ومن ضمن طرق الكشف عن تلك المشكلة ما يلي:
الفحص السريري
في العادة يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن أسلوب حياته، التاريخ الطبي، ما إذا كان يوجد علاجًا دوائيًا محددًا يتلقاه، والعادات، ثم يتم فحص للخصيتين؛ بهدف تقييم الصفات الخاصة بهما، على سبيل المثال: الملمس، الحجم، درجة الليونة، والشكل.
فحص الدم
يوصي الطبيب في الغالب بإخضاع المريض لإجراء فحص الدم؛ بهدف الكشف عن وجود عدوى منقولة عبر العلاقة الجنسية أم لا لديه، يعد فحص الدم من طرق التشخيص الضرورية التي لا بد من تطبيقها.
سحب عينة
يتم إخضاع مريض ضمور الخصيتين إلى إجراء فحص العينة، من خلال أخذ مسحة، أو عينة بول؛ بهدف البحث عن وجود عدوى منتقلة؛ نتيجة العلاقة الجنسية لدى المريض أم لا.
فحص الهرمونات
يعمل ذلك الفحص على قياس نسب بعض الهرمونات لدى المريض أهمها: هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة)؛ حيث يشير انخفاضه إلى احتمالية إصابة الحالة بـ ضمور الخصيتين.
اختبارات التصوير
تعمل اختبارات التصوير على الكشف عن التشوهات والعيوب الموجودة بالخصيتين، بجانب فحص درجة تدفق الدورة الدموية إليهما، وذلك عبر إجراء فحص التصوير بالترددات فوق الصوتية لهما.
علاج ضمور الخصية
في الواقع تعد أسباب ضمور الخصية هي العامل الأساسي لتحديد طرق العلاج، وبالرغم من كون الأسباب المؤدية لحدوث المشكلة بسيطة نوعًا ما، إلا إنه يصعب علاج بعض الحالات لاسيما عند إهمال الحالة وعلاجها؛ لذا يعد الكشف المبكر والعلاج السريع سببًا في رفع احتمالية استعادة كفاءة الخصيتين الضامرتين، وتكون طرق العلاج المتاحة كما يلي:
- في الحالات الناتجة عن التهاب الخصية، يوصي الطبيب بالحصول على مضاد حيوي ملاءم لحالة المريض ونوع الالتهاب.
- يكون التدخل الجراحي السريع في حالات التواء الخصية هو: العلاج الوحيد والفعال، حيث إن إهمال الحالة وتأخر علاجها لعدة ساعات قد يؤدي إلى انكماش الخصية المزمن، ثم ضرورة استئصالها.
- إذا كان السبب هو اتباع العادات الضارة، مثل: فرط تناول الكحول والتدخين، فسوف تكون طريقة العلاج هو المشي على نظام صحي وتجنب عمل العادات السلبية.
- في حالة كان السبب هو انخفاض هرمون الذكورة، فسوف يكون العلاج هو تلقي بعض العلاجات الهرمونية؛ لزيادة معدل هرمون الذكورة لدى المريض.
علاج ضمور الخصية بالأعشاب
لطالما اعتمدت أجدادنا على استعمال الأعشاب الطبية في علاج الكثير من الحالات المرضية المستعصية، ولسبب ما كانت تنجح أغلب الطرق بالفعل في علاجها؛ لذا من الممكن أن يتم علاج ضمور الخصية بالأعشاب الطبيعية، فاحتمالية نجاحها قد يصل إلى 50%، ومن ضمن تلك الأعشاب ما يلي:
الجينسنغ
تعد أعشاب الجينسنغ أحد العلاجات التقليدية البديلة الفعالة لعلاج الضعف الجنسي، وتحسين كمية وجودة الحيوانات المنوية لدى الرجال؛ نظرًا لاحتوائه على العديد من المركبات الفعالة، على سبيل المثال: المركبات الفينولية، الصابونين، مكونات الجينسنوسيد الأساسية، والأحماض الدهنية، وبالتالي يمكن استعماله في علاج انكماش الخصيتين عبر تناول 3 جم منه بصفة اليومية.
أشواغندا
إن أعشاب الأشواغندا قوية وفعالة للغاية في زيادة الخصوبة لدى الرجال، تعزيز حجم وجودة السائل المنوي، زيادة عدد وجودة الحيوانات المنوية، وبالتالي من شأنه أن يساهم في علاج انكماش الخصية عبر تناول ما لا يقل عن 2 جم منه بشكل يومي.
شاي الأعشاب
يعد شاي الأعشاب من أفضل طرق علاج ضمور الخصية بالأعشاب الطبيعية على الإطلاق؛ نظرًا لاحتوائه على الكثير من النباتات الفعالة في علاج الخصية وزيادة حجمها، فهو يساهم في تحسين الرغبة الجنسية، وزيادة معدل هرمون الذكورة، تعزيز كمية وجودة السائل المنوي؛ لذلك ينصح بضرورة تناول 1 كوب منه بشكل يومي.
الحلبة
لطالما استخدمت أعشاب الحلبة في علاج الكثير من الاضطرابات الصحية، أبرزها: ضمور الخصية وانكماشها، حيث أكدت مجموعة من الأبحاث الطبية فعاليتها في تحسين كفاءة الخصيتين وزيادة حجمهما، رفع معدل هرمون التستوستيرون، تحسين الرغبة الجنسية وتعزيز عملية الانتصاب؛ لذا ينصح بتناول 1 كوب منها بصفة يومية لأفضل نتائج.
طرق للوقاية من ضمور الخصية
هناك مجموعة من الإرشادات المساهمة في الحفاظ على صحة الخصيتين ووقايتهما من الإصابة بالانكماش والضمور، بحيث ينصح بضرورة اتباعها، وذلك كما يلي:
- الحرص على تلقي اللقاح ضد فيروس النكاف.
- تجنب العادات السلبية الضارة، كتناول الكحول، والتدخين.
- البعد عن أخذ المنشطات الرياضية.
- الحرص على الاستحمام بصورة دورية.
- الالتزام بممارسة الرياضة بصفة مستمرة.
- الحرص على اتباع نمط غذائي صحي.
- تجنب ممارسة العلاقات الجنسية غير الآمنة.
- مراعاة النظافة الشخصية.
- ارتداء الثياب المريحة والفضفاضة.
- الحرص على استعمال وسائل الحماية الملائمة أثناء العلاقة الجنسية.
تعد ضمور الخصية حالة مرضية محتملة الحدوث لدى الرجال، وقد تؤثر على القدرة الإنجابية وتتسبب في حدوث العقم؛ لذا ينصح بضرورة الحصول على الدعم الطبي فور ملاحظة اختلاف في شكل، حجم، درجة قساوة الخصيتين، أو عند ظهور أي من العلامات الدالة على حدوث المشكلة، وتذكر أن أسلوب العلاج يجب أن يشرف عليه طبيب مختص؛ حتى يتخذ الإجراء المناسب والسليم.