طرق الولادة الطبيعية | أكثر من طريقة لولادة طبيعية أكثر أمانًا
أوشكت مراحل الحمل الثلاثة على الانتهاء، ولعلك من هؤلاء النساء اللواتي يفضلن الولادة المهبلية عن الجراحة القيصرية، برغم ما يتعرضن له من آلام، ولهذا نحن اليوم نسرد لكِ طرق الولادة الطبيعية التي يمكنك الاختيار من بينها، فلم تعد متوقفة على هذا النوع الذي تعارفت عليه جداتنا منذ عشرات ومئات السنين، حيث كرس الطب الحديث كل ما لديه من إمكانيات لجعل تلك التجربة تمر بسلام على الأمهات، سواء من كانت تلك تجربتها الأولى أو من جربت الولادة من قبل.
أعراض الولادة الطبيعية
نعلم جيدًا عزيزتي أنك ترغبين في التعرف على طرق للولادة الطبيعية حتى تزداد خبراتك ولا تشعرين بهذا القلق المبالغ فيه، ولكننا في البداية لابد أن نضع نُصب عينيكِ ما هي أعراض الولادة الطبيعية وبخاصة لو كنتِ حديثة العهد بالحمل والولادة، أو بكرًا كما يقولون:
- الشعور بآلام تبدأ منخفضة الوطأة ثم لا تلبث أن تزداد في منطقة أسفل الظهر والبطن، وهو ما يدعونه (الطلق).
- تشعرين وكأن الطفل سوف يسقط على الأرض، وهذا نتيجة ثقله الشديد وضغطه على أسفل البطن.
- الإفرازات التي اعتدتِ عليها في الحمل تزداد بشكلِ كبير في الساعات الأخيرة المتبقية على الولادة.
- تحجر البطن في الشهر التاسع وبخاصة في الأيام السابقة للولادة، هو واحد من أعراض الولادة الطبيعية.
- الشعور بألم في البطن يشبه ما كنتِ تشعرين به في الدورة الشهرية.
- قبل موعد الولادة بعدة أيام ينتابك حالة من الإسهال مما يحفز عملية الطلق خلال يومين على الأكثر.
- يمكنك رؤية قطرات قليلة من الدم مختلطًا مع البول أو الإفرازات، وهو ما يعني أن الولادة سوف تكون خلال ساعات فقط.
كانت هذه هي أهم الأعراض التي ينبغي عليك اليقظة حيالها، حتى تهيئين نفسك على الفور للخضوع لواحدة من طرق الولادة الطبيعية التي سوف يتم ذكرها الآن.
طرق الولادة الطبيعية
من المعروف أن الولادة الطبيعية هي التي تتم عن طريق إخراج الطفل عبر المهبل، وهي من أنواع الولادة التي لا يمكن التخطيط لها أو التعرف على موعدها مسبقًا مثلما يحدث في الولادة القيصرية التي يحدد الطبيب والمرأة الحامل موعدًا محددًا لها، أما هنا فيمكن أن يأتي المخاض في أية لحظة أثناء الليل أو النهار، بحيث لا تجد الحامل الوقت الكافي للانتقال إلى عيادة الطبيب، فتضطر للولادة في المنزل، أو تكون خائفة بقدرٍ كبير من فكرة آلام الطلق والولادة فتطلب من طبيبها أسهل طريقة للولادة الطبيعية بدون ألم، وسوف نتعرف من هذا المنطلق على أكثر من طريقة ولادة طبيعية فيما يلي:
الولادة الطبيعية في المنزل
هي طريقة ولادة طبيعية لا يكثر اللجوء إليها حاليًا في حين أنها قبل 75 عام من الآن كانت هي المتبعة في الأغلب، ولكنها الآن في الأساس لها شروط ولا يمكن لأي امرأة أن تلد في منزلها بعيدًا عن المستشفى أو العيادة الخاصة لطبيب متمرس، مع العلم أن هناك من يطلبن استقدام الطبيب إلى المنزل أيضًا لإتمام عملية الولادة، أما الآن فنتعرف على شروط خضوع المرأة الحامل لولادة في منزلها.
شروط الولادة في المنزل
قد تكوني مؤهلة فعلًا للولادة في منزلك وقد لا يمكنك المجازفة بنفسك أو طفلك القادم، حيث من ضمن الشروط اللازم توافرها ما يلي:
- ألا تكوني من المصابات بمرض تسمم الحمل أو أمراض القلب أو ضغط السكر، أو واحد من أمراض المناعة الذاتية.
- وضع الجنين يكون طبيعي، بحيث الرأس لأسفل جهة المهبل، أما لو كان في وضع مقعدي مثلًا فسوف تعرضه لخطر كبير.
- إذا سبق لك الولادة قيصريًا فأنت للأسف بحاجة إلى الذهاب إلى مركز طبي لوضع طفلك بعيدًا عن المنزل.
- أن يكون قد مر ما بين 37 أسبوع، 40 أسبوع، كي لا تقع مضاعفات أو مخاطر، حتى لو جاءك المخاض في وقتٍ مبكر، فيجب الذهاب للمستشفى.
- حضور الفصول الخاصة بتعلم مراحل المخاض المختلفة، وما يمكن أن يحدث من مفاجآت أثناء الولادة يجب التصدي له.
- وجود من يساعدك في الولادة مثل الزوج مثلًا، والذي لابد أن يتوافر فيه شروط هو الآخر نتعرف عليها فيما يلي.
- أن يكون الحمل بطفل واحد فقط؛ حيث أن الحمل بتوأم من الصعب التعامل معه إلا عن طريق طبيب متخصص في مكان مجهز.
طريقة برادلي للولادة في المنزل بمساعدة الزوج
طريقة برادلي للولادة الطبيعية هي تلعب على وتر التعاون والمشاركة بين الزوجين، ولكن إذا كان الزوج ليس لديه دراية بـ كيفية الولادة طبيعية لزوجته، فلن يكون من المناسب أن تلد بمعاونته فقط في المنزل دون مساعدة طبيب، أما لو توافرت فيه تلك الشروط سيكون من الجيد وبخاصة لو فاجأها المخاض ولم يكن هناك الوقت الكافي للانتقال إلى مركز الولادة المتخصص أو استدعاء الطبيب.
- أن يكون على معرفة بـ علامات الولادة،وفي الوقت نفسه قد حضر كورسات تهتم بتلك المرحلة الحرجة مع زوجته في حين تم التخطيط لها مسبقًا.
- من المفترض أن يكون الزوج مُلم بمراحل الولادة الثلاث، ويساعد زوجته في المواقف الصعبة.
- من اللازم أن يكون على علم بتمارين النفس المفيدة لها في مرحلة المخاض ويساعدها للقيام بها.
- وجود أدوات معقمة في المنزل مثل المقص الذي يقطع به الحبل السري والقفازات.
بالرغم من أن هذه الطريقة هي واحدة من طرق الولادة الطبيعية، ولكننا لا نفضلها على كل حال، حتى تكون الأم في مأمن من ظهور أية مخاطر أو مضاعفات لها أو لطفلها، وتجد من يسعفها في الوقت المناسب إذا ما توجهت منذ البداية إلى المركز المتخصص في التوليد.
كيفية الإعداد للولادة الطبيعية في المنزل
لابد من التخطيط الجيد لتلك الولادة حتى تكوني في مأمن من أي مشكلة تتعرضين لها أنت أو طفلك، ومن الأفضل استحضار ممرضة أو طبيبة إلى المنزل لمساعدتك، مع جلب بعض الأدوات المعقمة والمسكنات التي قد تحتاجين إليها وبعض الأمور التي تتمثل فيما يلي:
- وجود شخص مدرب على العناية بالطفل حديث الولادة ويمكنه التعرف على وجود مشاكل صحية لديه من عدمه.
- برغم الخبرات من حولك إلا أنه لا يزال هناك داعٍ لسؤال الطبيبة أو أخصائية التوليد التي سوف تساعدك عن الأدوات الواجب توافرها، من وسائد ومراتب وأغطية حسب الحاجة.
- من الأفضل توافر وسيلة انتقال إلى المركز الصحي المتخصص؛ حتى إن حدث طارئ كان الانتقال أسهل إلى هناك.
مزايا الولادة في المنزل
بالرغم من أن هذا النوع يعد طريقة من طرق الولادة الطبيعية التي لا تلقى إقبالًا كبير ًافي أوساط المتعلمين والمثقفين حاليًا، إلا أنه حسب الإحصائيات لم تزل حوالي 2% من النساء في الدول المتقدمة يخططن أن تكون ولادتهن في المنزل نظرًا لعدة مزايا نتعرف عليها فيما يلي:
- في المنزل تتوافر كل سبل الراحة للأم مثل إمكانية تناولها وجبة خفيفة أو تغيير ملابسها بأريحية فيما بعد الولادة.
- عدم الخضوع لمسكنات أو مسرعات الولادة عن طريق الطلق الصناعي الذي تخشاه الكثيرات.
- تتمكن المرأة من دعوة من يحلو لها ومن تثق فيهن للحضور معها، بجانب الدعم المعنوي الذي تجده من الزوج عند الحضور أو المساعدة.
- هذه البيئة الهادئة والمريحة تجعل الأم تتمتع بنفسية جيدة تمكنها من إرضاع مولودها بصورة طبيعية.
- هناك نوع من النساء يشعرن بالحاجة إلى الصراخ المرتفع عند الشعور بألم الولادة، لذا يفضلن المكث في المنزل كنوع من الشعور بالراحة النفسية.
- بالطبع يعد العامل الاقتصادي لع تأثير كبير في اختيار طريقة ولادة طبيعية معينة، مثل لمنزل، حيث تعد أقل تكلفة.
رغم كل الاحتياطات ووسائل الأمان التي تتخذينها حرصًا على صحة وصحة الجنين، إلا أن بعض المخاطر قد تظهر على حين فجأة، لذا من الأفضل أن تكون ولادتك في المستشفى أو عيادة الطبيب.
عيوب الولادة الطبيعية في المنزل
هناك بعض العيوب التي قد تجعل طرق الولادة الطبيعية في المنزل ليست مناسبة على الإطلاق، وتجعلك تعيدين النظر فيها لو كان الأمر مرهونًا على رأيك أو رأي شريك حياتك فقط، نظرًا لاعتبارات دينية أو أخلاقية، وهي:
- في بعض الأحيان يكون الألم بشكل مبالغ فيه، وتحتاجين إلى إبرة مخدرة تقضي على هذا الشعور، كي تتمكني من مواصلة الطلق نحو الولادة.
- تزداد نسبة التعرض للخطر من حوالي 25% حتى 37% فتكونين بحاجة للنقل إلى المستشفى سريعًا.
- حالة الجنين أو التفاف الحبل السري حول رقبته مع عدم وجود من لديه خبرة التصرف إزاء تلك المشكلة، يعرض طفلك لخطر محقق.
- تبعًا لدراسات تم إجراؤها في الكلية الأمريكية لحالات الولادة المنزلية، اتضح أن احتمال وفاة الطفل خلال الولادة أو بعدها تكون ضعف الحالات في المستشفى.
الولادة في الماء
هل سبق لك وسمعتِ عن هذه الطريقة من طرق الولادة الطبيعية؟ إذا كانت الإجابة لا! فسوف تعرفين الكثير عنها الآن، فإن المفهوم المبسط لها أن تضعي طفلك في بيئة مريحة ومهيئة لخروجه بسهولة، حيث يتم ملء حوض بالماء الساخن الذي تصل درجة حرارته إلى 37.5 درجة مئوية، وهي نفسها درجة حرارة السائل الأمنيوسي الذي يسبح فيه الجنين، مما يعمل على تقليل فترة المخاض مع تخفيف الشعور بآلامه المعتادة.
هذه الطريقة هي طريقة ولادة طبيعية تم اعتمادها منذ عدة عقود، ولكن ليست جميع النساء مؤهلة لخوضها؛ إذ لابد أن يكون عنق الرحم قد اكتمل تمدده، وما عاد سوى إخراج رأس الجنين من المهبل، وبالطبع يجب العلم أن وضع الجنين يجب أن يكون طبيعيًا تمامًا وليس هناك ما يمثل خطرًا عليه.
لمن تصلح الولادة الطبيعية بالماء؟
كما تعودنا عند سرد إحدى طرق للولادة الطبيعية لابد لنا أن نطرح عليكِ كل ما يخص تلك الطريقة، وهل تعد مميزة لحالتك أم لا، حيث يمكنك خوض طريقة الولادة الطبيعية في الماء إذا كانت لديكِ تلك الصلاحيات:
- للحوامل من سن أقل من 17 عام، وأكبر من 35 عام.
- إذا كنت لم تخضعين لولادة قيصرية سابقة.
- ليست هناك أية مضاعفات مثل الإصابة بتسمم الحمل.
- أن تكونين حامل في طفلٍ واحد وليس توأم.
- الولادة في موعدها وليست لظروف طارئة قبل أوانها.
- إذا اتسعت فتحة العنق بالقدر الكافي والذي يعتمده الطبيب بقيمة 5 سم.
مخاطر الولادة الطبيعية في الماء
هناك بعض التحذيرات من تلك الطريقة رغم سهولتها وعدم استخدام أية مواد مخدرة لتسكين الآلام، والاكتفاء بالمياه الساخنة التي تقوم بهذا الدور، والتي نوجزها فيما يلي:
- إصابة الأم بعدوى الجلد أو التقرحات التي تمنعها من المكوث تحت الماء.
- نزيف المهبل الشديد أو الإصابة بدرجة حرارة مرتفعة (الحمى).
- مضاعفات تقع للجنين بعد ولادته إذا ما استنشق بعض الماء بما فيه من بكتيريا وقد يصل الأمر إلى إصابته بالتهاب رئوي.
- وجود انخفاض في تقلصات الرحم يستدعي الخروج من الماء فورًا ومتابعة الولادة بالطريقة العادية تحت إشراف الطبيب.
- من أكثر المخاطر التي لا تجعلك قادرة على استكمال طريقة الولادة تحت الماء هي تعرضك لارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم.
كانت هذه هي واحدة من طرق الولادة الطبيعية المتعارف عليها في هذه الآونة، ولازالت هناك العديد من الطرق التي تم استحداثها للتقليل من آلام وأوجاع المخاض لدى الأمهات الحوامل لمساعدتهن في الحصول على تجربة ولادة سهلة وميسرة.
الولادة الطبيعية بالتنويم المغناطيسي
نتوقع عدم تصديق الكثيرات لهذا المصطلح، فيما أنه بالفعل متواجد ومنذ فترة ليست بالقليلة، حيث تم استحداثها على يد الطبيب “غرانتلي ديكريد” وهو طبيب نساء إنجليزي، قام بتجربة هذا النوع من الولادة على امرأة كانت تشعر بآلام شديدة، وفوجئ بالنتائج الإيجابية لها، ومع ذلك هناك من يشكك في فاعليتها أو قدرتها على تسكين الآلام دون استخدام إبر التخدير؛ سواء الكلي أو النصفي، وسوف نوافيكِ عزيزتي بكل ما يخص طريقة ولادة طبيعية قد لا تكوني على علمٍ كاملٍ بها.
ماهي الولادة بالتنويم المغناطيسي
في الحقيقة نحن دائمًا ما نتعرض لهذا النوع من التنويم المغناطيسي الذي من شأنه جعل عضلاتنا ترتخي ونشعر أننا خارج إطار الوقت والزمن، فقد نسبح في ذكرياتنا برهة وننسى كل من حولنا، كم حاولنا التخلص من تلك الأفكار السلبية التي تسيطر على عقولنا بأن وجهنا عقلنا للتفكير في أمور أخرى إيجابية، مع الاستماع لبعض الموسيقى الهادئة التي تدعم تلك الأجواء الباعثة على الراحة والاسترخاء، كل هذا هو بالضبط ما يعبر عن كيفية الولادة الطبيعية السهلة بالتنويم المغناطيسي.
بالإضافة إلى قيام الطبيب الخبير بتلك العملية بترديد عبارات تدعم الدافع لدى الأم لجعل طفلها يخرج للحياة أثناء إخضاعها لحالة الهدوء تلك، ولكن بالطبع هناك كورسات لابد لها من حضورها مع الزوج تعلمها كيفية تنظيم التنفس أثناء الولادة، مع طرق الاسترخاء والخروج عن حاجز الوعي للتقليل من شعورها بالألم.
أهداف الولادة بالتنويم المغناطيسي
هناك عدة أهداف يسعى لها الأطباء من استخدام تلك التقنية الهامة، وهي:
- تقليل التوتر والقلق لدى الأم والذي تم التأكد من أنهما من الأسباب التي تقلل من الأكسجين الواصل للجنين أثناء الولادة.
- جعل التجربة مميزة ولها وقع إيجابي على النفس، بحيث قد ترشحها المرأة للأخريات.
- تخطي الصعوبات والمخاطر التي تخشاها الأم من الخضوع لمسكنات تخديرية أو عملية تسريع المخاض بالطلق الصناعي.
- تعد أسهل طريقة للولادة الطبيعية بدون ألم ولا تترك أية مضاعفات على الطفل بعد ولادته.
عيوب الولادة بالتنويم المغناطيسي
أثبتت تلك الطريقة فاعليتها في القضاء على آلام الولادة لدى الأمهات اللواتي لديهن القدرة على التحكم في إرادتهن وتوجيه التفكير نحو الأمور الأكثر إيجابية، بعد التدريب الذي يخضعن له، ولم تنتج أية مضاعفات تجعلها غير مقبولة بين أوساط الأطباء، سوى أن هناك بعض الأطباء الذين لا يجيدون عملية التنويم المغناطيسي ولا يرغبون في تعلمها، خوفًا من خوض تلك التجارب على الأرجح، مع ما تقدمه طرق الولادة الطبيعية السهلة ومنها تلك الطريقة للأم والجنين، إلا أنها لاتزال لم تأخذ الحظ الوافر من الاستخدام في الوطن العربي على وجه الخصوص.
الولادة الطبيعية بدون ألم
من الغريب أن هناك بعض الحوامل حتى وقتنا هذا يشككن في وجود ولادة طبيعية وبدون ألم، فالاعتقاد السائد أن آلام الطلق تلازم المرأة أثناء خضوعها لعملية الوضع حتى خروج رأس الجنين واستنشاقه هواء الحياة الجديدة خارج رحم أمه، الآن عزيزتي! يمكنك وضع طفلك الجميل طبيعيًا من دون أن تتعرضي لتلك الآلام الشديدة أثناء تسارع الطلق، وذلك عن طريق إبرة تخديرية تشبه إبرة التخدير قبل العملية القيصرية.
طريقة الولادة بدون ألم
تلك الطريقة مفيدة جدًا وبخاصة للنساء اللواتي لديهن خوف شديد من مرحلة المخاض والولادة، فهي تقلل جدًا من الشعور من تلك الآلام التي يصعب احتمالها، وفي نفس الوقت تبقيكِ يقظة تتابعين لحظات طالما تشوقتِ إليها طوال فترة حملك، لابد أن اتساع عنق الرحم لم يصل إلى 7 سم حيث لا تكون تلك الطريقة المفضلة آنذاك، ويُكتفى بأن يكون مفتوحًا مسافة 4 سم وأقل من 7 سم، إليك المختصر الذي يقوم به الطبيب في تلك الطريقة:
- التخدير هنا عبارة عن تخدير نصفي لمنع الجزء السفلي من الشعور بآلام الولادة.
- تبدأ عملية التخدير عن طريق الطبيب المتخصص، بوضع المخدر الموضعي أولًا للتقليل من الشعور بدخول الإبرة.
- ثم يقوم بحقن الأم فيما يسمى (التخدير فوق الجافية) عبر العمود الفقري من أسفل، وذلك أثناء وضع الجلوس أو النوم على الجانب.
- يستشري المخدر ليقوم بدوره بتغييب جزئك السفلي عن العالم بعد حوالي 20 دقيقة على أقصى تقدير.
- يقوم بوضع القسطرة التي من خلالها يتابع إدخال كميات من المخدر على فترات طوال عملية الولادة.
- تظل عملية المخاض (الطلق) تتم بصورة طبيعية مع عدم الشعور بألمها، حتى ينزلق الجنين خارج منطقة الحوض مستقبلًا الحياة بصرخاته المحببة إلى قلبك آنذاك.
مزايا الولادة الطبيعية بدون ألم
يكفي أنها تتم بصورة طبيعية ولا تخضعين لعملية قيصرية تترك آثارًا غير محمودة على جسمك لفترات طويلة، فلازالت الولادة الطبيعية هي الأفضل والأكثر أمانًا على كل حال برغم التقدم الحادث في كل المجالات الطبية ومنها مجال طب النساء والتوليد، إلا أن هناك العديد من المزايا التي تحملها لكِ تلك الطريقة:
- يمكنك استعادة حياتك بعدها بشكل طبيعي، فور التخلص من آثار المخدر.
- لا ينتج عنها خياطة أو جروح طالما كان المهبل لم يحتاج لذلك.
- تناول الطعام بشكل طبيعي فور الولادة مع إمكانية إرضاع الطفل طبيعيًا.
- لا تؤثر بشكل أو بآخر على كمية لبن الأم.
- لا تشعرين بألم إبرة التخدير النصفي لأنها يسبقها تخديرًا موضعيًا.
- تثبيت القسطرة يجعل الطبيب قادر على التحكم في كمية المخدر الداخل إلى جسمك أثناء العملية.
عيوب الولادة بدون ألم
بالرغم من قلة العيوب أو الآثار المصاحبة لهذا النوع كواحدة من طرق الولادة الطبيعية السهلة، إلا أننا لابد أن نسوقها لكِ رغم ندرة حدوثها وهي:
- قد يصاحبك صداع شديد لمدة أيام بسبب كمية التخدير التي دخلت جسمك أثناء العملية.
- انخفاض الضغط أثناء الولادة، ولكن الطبيب يقوم حينذاك بإضافة بعض الأدوية التي من شأنها إعادة توازنه مرة أخرى.
- وجود طفح جلدي نتيجة الحكة لو كان لديك تحسس لهذا النوع من المخدر.
- قد يكون من الصعب التبول بالطريقة الطبيعية ليومين أو ثلاثة، لذا يمكن للطبيب تركيب قسطرة البول حتى يتم التخلص من أثر التخدير.
هذه الآثار الجانبية قد لا تجدها امرأة خاضت تلك التجربة، وقد تعاني منها أخريات، ولكن وجب التنويه لها ليس أكثر.
طرق للمساعدة على الولادة الطبيعية
تستمع الحوامل في تلك المرحلة للعديد من النصائح، ولكن لابد من الحصول على النصيحة من مصادر ذات ثقة، مثل الطبيب المعالج على الأرجح والذي على علم ودراية بحالتها الصحية، حيث تختلف خبرات النساء حسب طبيعة أجسامهم وقدرتهم أيضًا على التحمل، فإذا كنتِ بصدد إنجاب طفل عن طريق واحدة من طرق الولادة الطبيعية السابق ذكرها، فاستمعي لتلك النصائح الهامة وحاولي تطبيقها قدر المستطاع:
تناول أعشاب منشطة ومحفزة للرحم
هناك الكثير من النباتات العشبية التي اُستخدمت قديمًا لتهيئة الرحم وتحفيز الطلق، وأيضًا منها ما تم استخدامه لتقليل الآلام التي تشعر بها المرأة حال المخاض مثل بذور الحلبة أو القرفة وغيرهما، فهناك أعشاب البابونج التي تأتي على رأس قائمة أشهر طرق للمساعدة على الولادة الطبيعية ولا ننسى الميرمية وشاي ورق التوت والزعت
ممارسة المشي
تلك الرياضة التي هي الأسهل على الإطلاق، وبالرغم من ذلك فلها فوائد لا حصر لها وبخاصة في تسهيل عملية الولادة الطبيعية، احرصي على ممارستها يوميًا منذ البدء في الشهر التاسع، ولعلك تشعرين بالتعب والإجهاد سريعًا حال المشي، ولكن لا عليكِ؛ يمكنك أخذ قسط من الراحة ثم استئناف المدة المقررة من السير كي يساهم ذلك في فتح الرحم وتعديل وضع الجنين لتنزلق رأسه في مكانها الطبيعي في الحوض.
تدليك بعض المناطق في الجسم
فكرة التدليك تلك تساعد المرأة كثيرًا وبخاصة تدليك منطقة الظهر والبطن، حيث تشعر وكأنها تتلمس طفلها بالفعل، وتشعر بهذا الحنين الجارف الذي يدفعها نحو انتظار الأيام والساعات كي تراه وتلمسه فعلًا، وهو من الأمور النفسية التي تعين المرأة على التحمل وبخاصة لو كانت تلك المرة الأولى، فضلًا عن تدليك منطقة الحلمات التي تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوتسين.
تناول كميات وافرة من المياه
لعلك تتساءلين عن أهمية المياه وكثرة تناولها في تسهيل طرق الولادة الطبيعية، والإجابة هنا أن الحوامل معرضات للإصابة بالجفاف أكثر من غيرهن فهو يحميك حتمًا من هذا الجفاف، فضلًا عن دور الماء في سهولة انزلاق الجنين نحو الحوض، ويجعلك تتحملين تلك الآلام في مرحلة المخاض والولادة حتى تقرين عينيك برؤية وليدك.
ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج
من أهم الخطوات التحفيزية للولادة الطبيعية والعمل على تسهيلها، أن تمارسين حياتك الطبيعية مع الزوج، بل أن أطباء النساء والتوليد ينصحون الأم والأب دائمًا بزيادة مرات الجماع في الشهر التاسع؛ لما له من دور في توسعة عنق الرحم وتحفيز الطلق، وعلى الجانب الآخر فاقتراب الزوجين نفسيًا يدعم حالة الأم المعنوية ويجعلها مهيأة لاستقبال طفلها ليكتمل عقد الأسرة السعيدة، مهما مر بها من آلام.
الاسترخاء
حالة من الهدوء والاسترخاء لابد أن تحافظين عليها إذا كنتِ تبحثين عن طرق الولادة الطبيعية الأكثر سهولة، حيث تعمل على ارتخاء عضلات الرحم ومنعه من الانغلاق الذي يحدث لو كنتِ مشدودة عصبيًا أو منفعلة أو متوترة بشأن الولادة، لذلك يمكنك ممارسة تمارين اليوجا مثلًا، حيث تعمل على إراحتك وارتخاء أعصابك بالشكل المثالي المطلوب.
تناول التمر
هو من الأغذية التي لها نفعًا كبيرًا في فترة المخاض على وجه الخصوص، وقد كانت هي المساعد والمعين للسيدة مريم وقت ولادة المسيح (عليه السلام) لذا لابد لكل امرأة ترغب في تسريع مخاضها وتسهيل عملية ولادتها أن تلتقم عدة تمرات، كي تنالي الفائدة الكبيرة من تلك العناصر والمغذيات التي يحتويها؛ حيث تناولك عدد 7 تمرات يوميًا في الشهر التاسع يساعد على توسيع عنق الرحم وجعل الولادة أكثر سهولة، فضلًا عن الطاقة التي يمدك بها ويجعلك تحتملين آلام الطلق التي لا تحتملها الكثيرات.
استخدام الماء الدافئ في الاستحمام
لعلك تعودتِ بالفعل على الاستحمام بالماء الدافئ، ولكنك اليوم ترغبين في تسهيل ولادتك التي باتت وشيكة جدًا، بحاجة إلى قضاء وقت أطول في المياه الدافئة، حيث يمكنك ملء حوض الاستحمام والجلوس فيه مدة أطول من الماضي، مما يعمل على توسعة عنق الرحم، وارتخاء عضلاته، أيضًا تساعد المياه الدافئة في تخفيف الآلام الناتجة عن انقباضات الرحم في الأيام الأخيرة فيما يسبق الولادة.
ممارسة تمارين التنفس
في رحلة البحث عن أسهل طرق الولادة الطبيعية لابد لنا ألا نغفل أهمية تنظيم النفس عند الخضوع للولادة، لو كنتِ سوف تخضعين لولادة طبيعية تقليدية؛ تحتاج منك شهيق وزفير منتظم، فتعمل تمارين التنفس على إمداد الجنين بالأكسجين اللازم له، وفي نفس الوقت يتمدد عنق الرحم ليسهل على الجنين اتخاذ وضعه الملائم فيه ليستعد للولادة.
احتياطات الولادة في ظل الكورونا
مما لا شك فيه أن تلك الفترة العصيبة التي يمر بها العالم أجمع تسبب الكثير من القلق والتوتر لدى المرأة المقبلة على وضع جنينها، وتضاعف من خوفها أن تتعرض هي أو طفلها لأذى، لذلك هناك بعض الاحتياطات التي يمكنك الأخذ بها كوسيلة من وسائل الأمان لك ولطفلك:
- في بادئ الرأي لابد من نقاش بينك وبين طبيبك بشأن ما يجول في خاطرك من مخاوف، وهو من يقوم بإسداء النصائح لك.
- احرصي على المكوث في المنزل فترة لا تقل عن شهر قبل الولادة أو قدر المستطاع، للتقليل من المخالطات بينك وبين الآخرين.
- تخيري مع الطبيب المتابع لكِ أكثر المراكز الطبية أمانًا، والتي من المعروف عنها الاهتمام بالإجراءات الاحترازية حفاظًا على صحة المرضى.
- اختاري الشخص الذي سوف يكون رفيقك في عملية الولادة، ولا داعي لزيادة العدد حتى لا تتسع دائرة احتمالية الإصابة.
- تأكدي من وجود وحدة الرعاية الخاصة بالأطفال حديثي الولادة في المركز الذي انتويتِ أن يكون مكان ولادتك.
- احرصي على تواجد بعض الحاجات الهامة في حقيبة مستلزمات الولادة فضلًا عن الأساسيات مثل؛ صابون تعقيم وكحول، مناديل ورقية، كمامات، أكواب من البلاستيك.
حرصنا خلال سردنا لتلك المعلومات الخاصة بـ طرق الولادة الطبيعية أن نضع بين يديكِ مزايا وعيوب كل طريقة، وهل أنتِ من المؤهلات لهذه الطريقة أم تلك، لم يتبقى إلا أن نتمنى لك الولادة بسلام وألا تغفلي عن متابعة طبيبك الخاص طوال فترة الحمل وبخاصة في الشهر الأخير، حيث على أساس وضعية الجنين وحالته يقع الاختيار على الطريقة المناسبة.