طريقة فطام الطفل بالصبار والسن المثالي للتوقف عن الرضاعة الطبيعية
الرضاعة هي الوثيقة المتينة التي تربط بين الأم وفلذة كبدها، والتي تستطيع من خلالها توصيل مشاعر الحنان والدفء لرضيعها، ولكن تأتي عملية الفطام لتأخذ جزءًا كبيرًا من هذه المشاعر معها سواء تم استخدام طريقة فطام الطفل بالصبار، أو تم فطامه ذاتيًّا، فعملية الفطام هنا تتعدى الطعام بكثير لتصل إلى الفطام عن المشاعر الدافئة ولمسات الأم الحنونة؛ لذا يتوجب عليكِ سيدتي، التأكد من احتضان طفلك، والعمل على راحته بكل وسيلة ممكنة؛ للحفاظ على نموه العقلي، وعدم تأثره نفسيًّا.
وقف الرضاعة الطبيعية
يُطلق مصطلح الفطام على عملية وقف الرضاعة الطبيعية، حيث تحتاج هذه العملية لمزيد من الصبر سواء أكان من الرضيع أو الأم، فهي ليست عملية سهلة على الإطلاق، وتبدأ عملية الفطام عندما يقوم طفلك الرضيع بتناول الحليب الصناعي أو البقري، أو تناول الطعام المهروس، مثل: البطاطس المسلوقة والجزر، أو الأرز والمعكرونة، وهذا يعني استبدال حليبك الطبيعي بأطعمة أخرى خارجية.
السن المثالي للتوقف عن الرضاعة الطبيعية
في الحقيقة لا يوجد سن محدد لـ فطام الطفل الرضيع، على العكس، فالأمر هنا متروك لكِ ولصحة طفلك، حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية بأنه يوجد بعض الأطفال الذين يُفطمون بمفردهم في مراحل مبكرة قبل إتمام عامين، وعلى النقيض فيوجد بعض الأطفال أيضًا يستمرون في الرضاعة الطبيعية لسن يفوق العامين قد يصل إلى خمسة أعوام أحيانًا.
إذا رأيتِ أن صحتكِ لا تتحمل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية وتتدهور تدريجيًّا، أو أنكِ تذهبين للعمل خارج المنزل وتظلين لساعات طويلة بعيدة عن رضيعك، فهنا يتوجب عليكِ فطام طفلك، كذلك الأمر بالنسبة للطفل الصغير إذا كانت صحته جيدة، ويتناول الطعام الكافي الذي يغنيه عن الرضاعة الطبيعية، فهنا عليك أن تتوقفي عن رضاعته، واللجوء إلى فطامه.
الفطام الذاتي وأسبابه
يُطلق مصطلح الفطام الذاتي على الطفل عندما يترك الرضاعة الطبيعية من تلقاء نفسه دون اللجوء إلى طريقة فطام الطفل بالصبار أو أي طريقة أخرى، ويرجع ذلك الأمر في الحقيقة إلى عدة أسباب، ألا وهي:-
- نقص حليب الأم؛ فلذلك يُصبح غير مُشبع للطفل بمرور الوقت؛ مما يجعله يتركه من تلقاء نفسه.
- تناول الطفل جرعات كافية من الحليب الصناعي تجعله في حالة شبع دائم.
- بمرور الوقت يُصبح لدى الطفل اهتمامات أخرى يريد أن يكتشفها، فضلاً عن الجلوس للرضاعة.
- بدء مرحلة التسنين مبكرًا؛ مما يجعل الطفل في حالة من الملل والألم الدائم، وهذا يجعله لا يطيق الاقتراب من ثدي أمه.
أيهما أفضل طريقة: الديك الرومي البارد أم الفطام التدريجي؟
قد تتعجبين من مصطلح الديك الرومي البارد الذي قد يطرأ على مسامعكِ للمرة الأولى، ولكن هذا المصطلح يعبر عن الفطام المفاجئ للطفل، وعند مقارنته بـ الفطام التدريجي نجد أن الثاني أفضل، فلا يصح أن تتم عملية الفطام في ليلة وضحاها، وذلك لعدة أسباب منها:-
- تحتاج الأم وطفلها في العادة إلى فترة من الوقت؛ للتكيف مع الوضع الجديد بعد عملية الفطام.
- ابتعاد الطفل عن ثدي أمه الذي كان يشعره بالدفء والحنان ليس بالأمر الهيّن عليه، فهذا الأمر أشبه بالتحدي العاطفي له.
- لا يتوقف حليب الأم عقب الفطام مباشرةً، بل يستمر لبضعٍ من الأيام أو الأسابيع، وهذا الأمر مزعج جدًا للأم، وقد يسبب لها الألم.
وبناءً على ما سبق ذكره يمكننا القول أن الفطام التدريجي أفضل بكثير من الفطام المفاجئ سواء أكان للأم أو لرضيعها، ولكن هناك بعض الأساسيات التي لا بد أن تعلميها عن عملية الفطام أولًا، أما عن طريقة فطام الطفل بالصبار سنذكرها لكِ خلال السطور القادمة.
الخطوات التي تسبق فطام الطفل بالصبار
قبل أن نذكر طريقة فطام الطفل بالصبار علينا أن نعلم الخطوات الصحيحة التي لا بد من اتباعها عند التمهيد لعملية الفطام؛ حتى لا يتأثر الطفل من ذلك الأمر، ومن أهم هذه الخطوات ما يلي:-
- تخصيص أوقات معينة للرضاعة، مثل: الوقت المتأخر من الليل فقط.
- تبديل أوقات الرضاعة بأشياء أخرى مفيدة للطفل، مثل: إطعامه غذاء صحي، أو اللعب معه، أو تشغيل قنوات الأطفال.
- إبقاء الطفل دائمًا في حالة شبع، وعدم تركه حتى يشعر بالجوع، ويمكنك هنا إطعامه بالفواكه والخضروات الطازجة، أو الأسماك، البيض، واللحوم البيضاء.
- الاعتماد بشكل أساسي على عنصر الكالسيوم الموجود في: الحليب البقري، الجبن، والبيض، وإدخاله ضمن وجبات طفلك.
- تدريب الطفل على النوم في الليل، فهذا يغنيك عن الرضاعة لأوقات طويلة.
الحيل المستخدمة في الفطام
هناك بعض الطرق التقليدية التي تلجأ إليها العديد من النساء لوقف الرضاعة الطبيعية، والتي قد تُجدي بالنفع مع البعض منهنّ ولا تفلح مع البعض الآخر؛ ولذلك عليك القيام بالعديد من المحاولات حتى تصلين لما هو أنسب لراحتك، وصحة طفلك، ومن أشهر هذه الطرق ما يلي:-
- استخدام معجون النيم.
- فطام الطفل بالصبار، أو الألوفيرا.
طريقة فطام الطفل بالصبار نهائياً
تعد طريقة فطام الطفل بالصبار إحدى الطرق الشهيرة والتقليدية التي توجد منذ قديم الأزل بين أجدادنا وأسلافنا، وعلى الرغم من أن لهذه الطريقة بعض الأضرار التي قد تلحق بالرضيع، مثل: تهيج الفم، أو المعدة إلا أنها الخيار الأمثل لدى العديد من الأمهات.
يحتوي الصبار بداخله على مادة لزجة ذات طعم مر ولاذع لا يستطيع الطفل الصغير تحمل طعمها، وتجعله يبتعد تمامًا عن ثدي أمه ولا يستسيغ لبنها؛ ولذلك إذا أردت استخدام هذه الطريقة، فما عليك سوى تطبيق الخطوات التالية:-
- الحصول على فرع من الصبار، ويمكن شراء الصبار جاهزًا إذا لم يتوافر لديك النبات الطبيعي.
- غسل الفرع جيدًا بالماء الجاري؛ لإزالة أي ميكروبات عالقة به.
- وضع فرع الصبار على منديل للتخلص من المادة الصفراء التي يفرزها.
- بعد الانتهاء من الخطوات السابقة يصبح فرع الصبار جاهزًا للاستخدام.
- شق الصبار إلى نصفين، واستخراج الجل الأبيض الموجود بداخله، ويمكنك أيضًا تركه بحالته.
- قومي بدهن الثدي بجل الصبار، وجعل طفلك يضعه في فمه، وهنا سوف يترك ثديك على الفور.
- يفضل استخدام القشرة الخارجية للصبار عن الجل؛ لأنها أكثر مرارة.
- كرري الخطوة الأخيرة لعدة أيام متتالية، وستجدين طفلك يبتعد تدريجيًّا عن ثديك، ولا يريد تناوله مرة أخرى.
الفطام باستخدام معجون النيم
النيم: هو عبارة عن أوراق نباتية خضراء ذات طعم لاذع يتشابه مع الصبار، وتنمو هذه الأوراق في الدول الأوروبية، حيث تقوم السيدات هناك بتجميع هذه الأوراق وسحقها جيدًا؛ حتى تُصبح معجونًا يمكن استخدامه بكل سهولة، وتتشابه طريقة استخدام معجون النيم مع طريقة فطام الطفل بالصبار، حيث يتم وضعه على الثدي حتى إذا ما اقترب الطفل منه شعر باشمئزاز ونفور يجعله يبتعد عن ثدي أمه، ولا يرغب في تناوله أو الرجوع إليه مرة أخرى.
علاج احتقان الثديين بعد الفطام
احتقان الثدي عملية طبيعية تحدث للكثير من الأمهات بعد فطام أولادهن؛ نظرًا لتجمع اللبن في الثديين لفترات طويلة دون تصريف، وهنا يُصبح الأمر مزعجًا ومؤلمًا جدًا للأم، ولتجنب حدوث هذا الاحتقان لجأت بعض السيدات إلى استخدام أوراق الملفوف (الكرنب) لعلاج تلك المشكلة، ويرجع السبب في استخدامه إلى أن هذه الأوراق تفرز بعض الإنزيمات التي تساهم بقدرٍ كبير في تجفيف لبن الثدي.
طريقة استخدام أوراق الكرنب
- غسل الكرنب جيدًا، وأخذ ورقة سميكة أو ورقتين، وقطع الأجزاء الكبيرة والفروع الموجودة بها بما يجعلها تتلاءم مع حجم الثدي.
- وضع أوراق الكرنب في الفريزر بعد تجفيفها؛ حتى تبرد تمامًا.
- تكسير أوراق الكرنب باليدين لإعطائها بعض من المرونة.
- وضع أوراق الكرنب في حمالة الصدر الخاصة بكِ والتي لا بد أن تكون ملائمة لحجم الصدر.
- يتم ارتداء حمالة الصدر وبداخلها أوراق الكرنب لعدة ساعات، أو حتى تشعري بدفء الأوراق.
- تكرار هذه العملية من مرتين إلى أربع مرات يوميًّا للشعور بتحسن سريع.
بالإضافة إلى الخطوات السابق ذكرها يُمكنكِ أخذ حمام دافئ، والقيام بتدليك الثدي بحركات دائرية؛ للتخفيف من حدة الألم قبل استخدام أوراق الكرنب، ويفضل تناول المشروبات الدافئة التي تُقلل من إدرار اللبن، مثل: البقدونس، الليمون، النعناع، والجوز الأسود.
كيف تتوقفين عن الرضاعة ليلًا؟
الأم هي منبع حنان فياض تود دائمًا إبقاء طفلها الصغير بجانبها طوال الليل لتحتضنه، وكذلك الأطفال الصغار يفضلون هذا الأمر، ولكن ستجدين هنا صعوبة في أخذ قسط من الراحة والنوم لعدة ساعات متواصلة، وستصابين بالأرق.
التوقف التدريجي
إذا أردتِ عدم اللجوء إلى استخدام طريقة الصبار يمكنكِ فطام الطفل في الليل تدريجيًّا، وتدريب الطفل على النوم المتواصل، وذلك عن طريق إعطائه بعض الأطعمة الصلبة التي تساعد على امتلاء معدته والشعور بالشبع لساعات طويلة، ولكن لا ننصحكِ باللجوء إلى هذه الحيلة إلا بعد إتمام رضيعك العام الأول له أو على الأقل ٦ أشهر.
الابتعاد عن الطفل أثناء النوم
قد تلجأ بعض السيدات أيضًا إلى أن تطلب من زوجها أن ينام مع الرضيع في غرفة منفصلة عنها، وهنا سيعتاد الطفل على ذلك الأمر، ولا يحتاج إلى الرضاعة أثناء الليل مرة أخرى، هذه الطريقة فعالة جدًا حتى وإن كان يُخيل لكِ في بادئ الأمر أنها صعبة.
في النهاية.. بعد أن تعرفنا على طريقة فطام الطفل بالصبار، يجب عليكِ أولًا التأكد من أن طفلك على أتم استعداد للفطام، وأنه يحصل على ما يكفيه من الغذاء الخارجي بما يُغنيه عن الرضاعة الطبيعية، كذلك ننصحكِ بعدم اللجوء إلى الفطام المفاجئ؛ حتى يتقبل جسمك حقيقة الأمر، ويبدأ بتقليل إدرار اللبن، فلا تصابين بالاحتقان.