علامات التسنين المبكر وأهم الطرق الطبيعية المساعدة للطفل
تختلط مشاعر الفرح بالإحباط لديكِ بمجرد ظهور علامات التسنين المبكر لدى رضيعكِ، فتسعي بأقصى جهد ممكن إلى معرفة كل ما يحتاجه طفلكِ، مع توفير جميع سبل الراحة له في سبيل دعمه أثناء تلك المرحلة الصعبة لكِ وله؛ لذا نعرض لكِ كل التدابير والنصائح التي يجب أن تُلمي بها؛ لجعل فترة التسنين المبكر أقل إيلامًا وصعوبة على طفلكِ.
متى يبدأ التسنين المبكر؟
هناك سؤال مهم يخطر على بال عدد كبير من الأمهات ألا وهو: متى يبدأ التسنين المبكر لدى الرضع؟ في الواقع قد يتعرض الطفل لظهور علامات التسنين المبكر بمجرد دخوله في الشهر الـ 3 وحتى الـ 6 من عمره، بينما يبدأ التسنين الطبيعي بدخول الرضيع للشهر الـ 4 وحتى الـ 7 من عمره، ومن المحتمل أن تتأخر مرحلة التسنين حتى يصبح الرضيع في عمر العام والنصف، وهذا أمر طبيعيًّا لا يستدعي القلق، قد تكون مفاجأة للبعض، ولكن أغلب الرضع يولدون بسن ظاهر أو أكثر، ويفضل الأطباء إزالته؛ لعدم إعاقة عملية التسنين الطبيعية لدى الطفل لاحقًا.
علامات التسنين المبكر عند الرضع
إن اختلاف علامات التسنين المبكر لدى بعض الرضع دون البعض الآخر أمرًا طبيعيًّا لا حرج فيه، فمن الممكن أن يتعرض الرضيع لآلام التسنين لأكثر من شهر، مقارنةً برضيع آخر قد لا تظهر عليه أي أعراض، أو تظهر لوقت أقل بكثير من الأول، بشكل عام تتمثل علامات التسنين المبكر في السطور التالية:
سيلان لعاب الطفل
بدخول الرضيع في الأسبوع الـ 10 وحتى بداية الشهر الـ 4 من عمره، يزيد سيلان اللعاب بشكل ملحوظ جدًا كعلامة من علامات التسنين المبكر لديه، بحيث يتسبب في بلل ثياب الرضيع وزيادة إزعاج؛ لذا دائمًا ما ينصح بوضع مريلة ومسح ذقن الرضيع؛ لإبقائه نظيفًا غير منزعجًا.
السعال
نتيجة زيادة سيلان اللعاب لدى الرضيع، يترافق معه ظهور إحدى أعراض التسنين المبكر وهو السعال، وقد يرافقه أيضًا محاولة تقيؤ الطفل؛ للتخلص مما يزعجه، وليس من الضروري ظهور أيًّا من علامات إصابة الطفل بالبرد.
البكاء
من الطبيعي أن يحاول الرضيع التعبير عما يزعجه ويؤلمه عبر البكاء، حيث إن التهاب خلايا اللثة الرقيقة وظهور الأسنان للمرة الأولى، تسبب المزيد من الألم، الضغط، الإزعاج لدى الرضيع، وبالتالي لا حيلة له إلا البكاء مرارًا وتكرارًا.
رفض الطعام
إن خسارة الطفل لشهيته من أكثر علامات التسنين المبكر ظهورًا لدى الرضع، وذلك نتيجة خروج الأسنان من اللثة مسببةً الإحساس بالألم الحاد، لكن في حالة استمرار انعدام رغبة الرضيع في تناول الطعام لأكثر من يوم، يرجى زيارة الطبيب المختص للاطمئنان.

فرك وشد الأذن والخدين
من المعروف أن مسارات الأعصاب للأذن، اللثة، والخدين واحدة، وبالتالي من السهل أن يشعر الرضيع بالآلام في كافة تلك المناطق معًا أو بشكل منفصل؛ لذا إذا رأيتِ طفلكِ يقوم بشد أذنيه أو فرك خديه، فمن المحتمل أن علامات التسنين المبكر بدأت في الظهور لديه.
الطفح الجلدي
بالطبع سيتسبب سيلان لعاب الرضيع المستمر في ظهور التشققات، الاحمرار، الطفح الجلدي في المنطقة المحيطة بكل من الرقبة، الفم، والذقن؛ لذا دائمًا ما ينصح باستعمال الكريمات المرطبة الخالية من العطور كحاجز بين اللعاب وبشرة الرضيع.
العض والمضغ
يحاول الرضيع التخفيف من الضغط الواقع على لثتيه عبر العض والمضغ المستمرين، حيث يُسبب شق اللثة لظهور الأسنان الكثير من الألم وعدم الراحة للرضيع، وفي بعض الحالات قد يلجأ لوضع أي وسيلة لينة داخل فمه ليعض عليها.
ضيق الطفل
يتسبب ضغط الأسنان على لثة الطفل للخروج في زيادة إحساسه بالضيق والانزعاج، فمن المحتمل أن تلاحظ معظم الأمهات عصبية أطفالهن لبضعة ساعات، مقارنةً بغيرهم الذين قد يستمروا في حالة الهياج والعصبية لأسابيع.
الاستيقاظ ليلًا
إذا لاحظتِ أن طفلك يعاني من اضطرابات النوم، بحيث يستيقظ لعدة مرات خلال الليل، فمن المحتمل أنه يعاني من الآلام الحادة؛ نتيجة خروج الأسنان من اللثة، حيث تعد مشاكل النوم أحد أشهر علامات التسنين المبكر عند الرضع على الإطلاق.
علامات التسنين المبكر الأخرى
هناك مجموعة أخرى من علامات التسنين المبكر عند الرضع، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- ارتفاع حرارة جسم الرضيع نسبيًّا.
- تضخم اللثة واحمرارها.
- ظهور الأسنان الخارجة من لثة الرضيع.
- سيلان الأنف.

يُذكر أن الإسهال لا يعد من علامات التسنين المبكر لدى الرضع مطلقًا، وفي حالة ظهوره، من الضروري التوجه لاستشارة الطبيب؛ للكشف عن سبب حدوثه.
أسباب التسنين المبكر عند الرضع
في الواقع إن أسباب التسنين المبكر عند الرضع غير معروفة حتى الوقت الحالي، ولكن هناك عدة عوامل من شأنها أن تساهم في ظهور الأسنان مبكرًا لدى الأطفال الرضع، فعلى سبيل المثال: يعاني معظم الأطفال الرضع من هبوط معدن الكالسيوم داخل أجسامهم؛ نتيجة التغذية السيئة للأم خلال أشهر الحمل، وكذلك الاعتماد على الرضاعة الصناعية، وهذا هو ما يسبب اختلاف ميعاد ظهور الأسنان الطبيعي لدى الرضع.
مراحل التسنين المبكر لدى الأطفال الرضع
قد تشعرين بالغرابة فور قراءتكِ للمعلومة التالية ولكن هل كنتِ تعرفين أن مرحلة تكوين أسنان رضيعكِ تبدأ منذ أن كان جنينًا في رحمكِ! في الحقيقة تبدأ مرحلة التسنين في وقت مبكر للغاية في بداية الشهر الـ 5 من أشهر الحمل، تحديدًا عند ترسب الكالسيوم فوق الأسنان، بحيث يستمر ذلك التكلس لعدة فترات مختلفة بعد الولادة، وبشكل عام تتمثل مراحل التسنين المبكر عند الرضع في الـ 5 مراحل الآتية:
من سن الولادة: 6 أشهر
قد لا تكوني على معرفة بامتلاك رضيعكِ لـ 20 سنًا لبنيًّا أسفل اللثة بعد ولادته مباشرةً، ولكن هذا ما يحدث بسبب اقتصار النظام الغذائي للرضيع على اللبن أثناء تلك المرحلة، ومن المحتمل أن تظهر علامات التسنين في الشهر الثالث وحتى الـ 4.
من 6: 8 أشهر
أثناء تلك المرحلة تلاحظ الأم ظهور السن الأول، أي القواطع الأمامية لدى رضيعها بسهولة، ومع ذلك هناك بعض الرضع التي قد تتأخر في ظهوره حتى بلوغهم العام من عمرهم.
من 12: 18 شهرًا
تزداد حدة أعراض التسنين في تلك المرحلة؛ نتيجة لظهور القواطع الجانبية لدى الرضيع، وبسبب زيادة حجمها بشكل ملحوظ؛ لذا انتبهي جيدًا عزيزتي الأم، للتعامل الصحيح مع الأعراض التي قد تظهر عليه خلال هذه الفترة.
من 18: 24 شهرًا
خلال هذه المرحلة تحاول الأنياب شق طريقها للخروج من لثة الرضيع، وهو ما يؤدي لزيادة إحساسه بالألم والضغط على لثتيه، يمكن استشارة الطبيب المختص للتخفيف من هذه الآلام.
من 24: 30 شهرًا
يمكن وصفها بأصعب مراحل التسنين على الإطلاق، وذلك نتيجة خروج الضروس الأولى والخلفية من اللثة، وظهورها بشكل ملحوظ لدى الطفل، ولسوء الحظ قد تبوء جميع محاولات الأم في تهدئة صغيرها بالفشل؛ بسبب شدة الألم الذي يتعرض له الرضيع، وقد ينتهي الأمر بهما إلى الطبيب؛ لوصف مهدئ فعال للألم.
عيوب التسنين المبكر
في الواقع قد يكون للتسنين المبكر عيوب تؤثر على كل من الأم ورضيعها، والتي قد تتعلق بالصحة الجسدية والنفسية، فبالإضافة إلى إحباط الأم والرضيع وتعرضهم لفترة قاسية نوعًا ما؛ نتيجة ارتفاع حدة أعراض التسنين المبكر، قد يتأثر أيضًا الأمران التاليين:

الرضاعة الطبيعية
بكل تأكيد سوف تتأثر الرضاعة الطبيعية بمجرد ظهور الأسنان لدى الرضيع، بحيث يستمر في عض الثدي، وهذا ما يسبب الألم للأم، وبالتالي انعدام رغبتها في إرضاع صغيرها؛ لذا ينصح الأم بسحب الرضيع برفق ومحاولة التعبير عن كون الفعل غير صحيح، بالطبع لن يفهم الرضيع فورًا مقصد الأم، ولكن تكرار الأمر قد يساعد لاحقًا، ولكن إذا استمر الرضيع في عض ثدي الأم، ينصح بضخ وتخزين الحليب داخل زجاجة لإرضاع الطفل فيما بعد.
نمو الفم
يكون نمو الفم لدى الرضيع أحد عيوب التسنين المبكر وأكثرها إضرارًا على صحة الطفل، فمن المحتمل أن يمزق الرضيع الوسائل المستخدمة لإرضاعه أو إسكاته؛ مما يزيد من فرص تعرضه للاختناق؛ لذا من الضروري ألا تترك الأم مثل تلك الوسائل في متناول يديه مع إجراء تغيير بسيط في عملية الرضاعة.
هل التسنين المبكر يسبب تأخر المشي لدى الرضيع؟
في الواقع لا يوجد أي دليل علمي يربط بين تأخر المشي وظهور علامات التسنين المبكر عند الرضع على الإطلاق، حيث إن الطبيعي أن يبدأ الطفل السليم من عمر عام ونصف في محاولة المشي.
كيف يمكنكِ مساعدة طفلكِ أثناء مرحلة التسنين المبكر؟
في العادة تتساءل كل أم عما يمكنها فعله لتهدئة صغيرها ومساعدته على تخطي الألم والصعوبة التي يمر بها خلال مرحلة التسنين المبكر، ولحسن الحظ هناك وسائل محددة تساهم بشكل كبير في التخفيف من آلام وإزعاج الرضع، وتكون كما يلي:
قفازات التسنين
يحاول أغلب الرضع عض ومضغ جميع الأشياء من حولهم، حتى أنهم قد يستخدموا أيديهم للتخفيف من الإحساس بالألم عند التسنين؛ لذا ينصح الأم باعتماد قفازات التسنين للتخفيف عن الطفل من خلال ارتدائها ووضعها على لثتيه، ومنحه فرصة العض لتقليل الألم والإزعاج لديه.
العضاضة اليدوية
هي عبارة عن عضاضة مليئة بالماء، ذات حجم صغير وبألوان لامعة تشبه اليدين، وقد تم تصميمها لمساعدة الطفل في تخفيف آلام لثتيه المتضخمة، وينصح الأم بحفظها في الثلاجة؛ لتبريدها ثم إعطائها للرضيع؛ لتخفيف آلامه وانزعاجه.

مصاصة التسنين
هي عبارة عن وسيلة لإلهاء الطفل، فهي مصممة بشكل مختلف، ويدخل في صناعتها أكثر من مادة، مثل: السيليكون المقاوم للعض والمضغ، بحيث تساهم في تهدئة لثة الرضيع بشكل كبير.
هل ظهور علامات التسنين المبكر توجب ضرورة إدخال الأطعمة الصلبة للرضيع؟
في الواقع بطن الرضيع لا زالت غير مستعدة لهضم الأطعمة الصلبة على الإطلاق، ففي حالة رؤية الأم لرضيعها يعض ويمضغ الأشياء من حوله، فذلك يكون بسبب ظهور علامات التسنين المبكر لديه ليس إلا، وهذا لا يعني أبدًا إدخال الأطعمة الصلبة ضمن النظام الغذائي له، إلا في حالة كونه مستعدًا لذلك.
تدابير لتخفيف آلام التسنين المبكر
هناك مجموعة من الإرشادات التي ينصح كل أم في مرحلة التسنين باتباعها مع صغيرها؛ بهدف التخفيف مما يعانيه من آلام وإزعاج، وتتمثل تلك النصائح في السطور التالية:
- احرصي على مسح بشرة رضيعكِ باستمرار؛ للتخلص من اللعاب الزائد والحد من تعرضه للطفح الجلدي.
- قومي باستعمال جل التسنين في تدليك لثة الرضيع، وفي حالة عدم توافره يمكن استعمال زيت الزيتون، ولكن بمقدار ضئيل.
- تأكدي من تنظيف أصابعكِ قبل تدليك لثة صغيركِ.
- ضعي الكمادات الباردة فوق لثة الطفل؛ للتقليل من إحساسه بالألم.
- يمكن إعطاء الطفل بسكويت بارد غير محلى؛ لتهدئة اللثة.
- تجنبي استعمال مسكنات الألم ما لم يصفها الطبيب لطفلكِ.
نصائح للعناية بالرضيع أثناء مرحلة التسنين المبكر
يحتاج رضيعكِ إلى عناية مكثفة خلال مرحلة التسنين المبكر سواء: عناية بنظامه الغذائي، أم بأسنانه الصغيرة؛ لذا ننصحكِ بضرورة اتباع الإرشادات التالية للعناية به:
- الحرص على تقديم الفواكة للرضع وخاصة الموز؛ نظرًا لسهولة تناولها، واحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية المهمة لصحته.
- التأكد من تعقيم لثة الطفل قبل ظهور الأسنان الأولى بصفة يومية، بواسطة استعمال غسول فم مخصص للرضع.

- تضمين الأفوكادو ضمن النظام الغذائي، حيث يوفر فيتامين أ للرضع، الكمية الموصي بها من معدن الكالسيوم، فضلًا عن تخفيفه لآلام وإزعاج الطفل.
- الابتعاد عن تقديم المشروبات والأطعمة المحتوية على نسب مرتفعة من السكر؛ لكي لا تتسبب في ظهور مشاكل بأسنان الرضيع فيما بعد.
- الحرص على تقديم العدس المطبوخ للرضيع، فهو يدعم اللثة لخروج الأسنان منها، دون إشعار الطفل بآلام التسنين.
بالطبع إنها مرحلة صعبة لكِ ولصغيركِ لاسيما عند ظهورها في وقت مبكر عن وقتها الطبيعي، لكن بمعرفتكِ لكل الإجراءات والتدابير المساعدة في التخفيف من حدة علامات التسنين المبكر لدى طفلكِ، تكونين بذلك قد قطعتِ نصف الطريق؛ لذا احرصي على اتباع النصائح التالية لدعم رضيعك، وفي حالة رؤية ما يثير دهشتكِ توجهي على الفور للاستشارة الطبية؛ للاطمئنان على صغيركِ واكتشاف ما يعانيه.