متلازمة باتو | كل ما تريد معرفته عنها لدى الرضع وأفضل طرق الوقاية
أطفالنا فلذات أكبادنا، وكم يصعب على أحد الوالدين، لاسيما الأم أن تسمع خبر أن جنينها حديث الولادة، أو حتى الذي لم يولد بعد مصاب بمتلازمة باتو، لذا نجدها تهرع إلى البحث عبر المواقع المختلفة عن أهم الأسباب الرئيسية وراء إصابة طفلها بهذه المتلازمة، وأهم الطرق العلاجية المتوفرة، وهل يمكن لطفلها أن يتعافى بشكل تام منها أم لا، إلى جانب كثير من الأسئلة الأخرى التي تود معرفتها، ولحسن الحظ، أننا كما عودناكِ سنقدم لك الإجابة على كل ما يجول في خاطرك، إلى جانب تقديم الدعم النفسي اللازم لكِ، لذا كوني معنا.
ما هي متلازمة باتو؟
وفقًا لما صرح به الدكتور عبد الله محمد الصبي أخصائي طب الأطفال فيما يخص متلازمة باتو أطفال الخليج، أن المتلازمة، لا يمكن أن تصنف على كونها مرضًا في حد ذاتها، لكنها مجموعة من الأعراض التي تظهر على هيئة حالات مرضية، وفي العادة ينسب الشيء إلى أول شخص قام ببحث علمي عنه وهذا هو الحاصل بالفعل في هذه النظرية.
تعرف متلازمة باتو باسم التثلث الصبغي 13، وهي عبارة عن خلل جيني وراثي، يصاب به الطفل بسبب زيادة كروموسات 13 إلى 3 في حين أن العدد الطبيعي لها هو 2 فقط، ويحدث هذا الانقسام أثناء عملية التكاثر، حيث تنقسم الخلايا بشكل غير طبيعي، ويؤدي ذلك إلى وجود مادة وراثية إضافية، ويزداد احتمال إنجاب المرأة لطفل مصاب بهذه المتلازمة كلما تقدمت في العمر واقتربت من سن اليأس، وبالأخص بعد عمر 35، ومن الجدير بالذكر، أن الكروموسوم الزائد قد يأتي من البويضة الخاصة بالمرأة، أو حتى من الحيوان المنوي الخاص بالزوج.
ما هي فرصة ولادة طفل مصاب بالمتلازمة؟
تقلق الكثيرات حيال أمر ولادة طفل بمصاب بمتلازمة باتو، ويمكن القول أن نسبة ولادته بعد تعرضه للإصابة بهذه المتلازمة قليلة للغاية، ذلك أن حسب الدراسات التي أجرتها المراكز الطبية العالمية، والمعاهد المعنية بالأمر، فإن عدد كبير من الأطفال يفقدون حياتهم قبل أن يروا ضوء الحياة، و90% ممن يولدون بها لا يستطيعوا البقاء على قيد الحياة أكثر من عام واحد، والنسبة الباقية في الغالب يكون لديها أعراض أقل حدة، لكنهم يعانون من مجموعة من المشاكل الصحية ولا يستطيعوا الصمود أكثر من عدة أعوام معدودة.
حالات متلازمة باتو
يتكون جسم الإنسان من عدة خلايا، تتكون كل خلية من 46 صبغيًا، وفي حالة زيادة عدد الصبغيات عن الحد الطبيعي، يتعرض الطفل لمتلازمة باتو، وقد يتعرض الجنين لهذا الشذوذ من الصبغيات في كل أو بعض خلايا الجسم، اعتمادًا على الحالة الجنينية التي حدث فيها هذا الانقسام، ويتعرض 1 من كل 12000 طفل حديث الولادة لهذه المتلازمة، أما عن الحالات فهي تنقسم إلى الآتي:
- تثلث صبغي 13، في هذه الحالة يعاني الجنين من صبغي ثالث زائد ذا رقم 13، ويوجد في جميع خلايا جسم الجنين، وهي الحالة الأكثر انتشارًا بين الأجنة.
- التثلث الجزئي، وتكون الزيادة في هذه الحالة لجزء معين من الصبغي 13 وليس بشكل كامل.
- التثلث الموازيكي، وهي حالة نادرة الحدوث، وفيها يكون الصبغي الثالث الزائد رقم 13 موجود في بعض الخلايا المعينة في الجسم، دون عن غيرها.
أعراض متلازمة باتو
بالطبع يوجد كثير من الأعراض التي تدل على إصابة الطفل بالمتلازمة، ذلك أن وجود الكروموسوم الإضافي في بعض خلايا الجسم أو كلها، يجعل أمر تطوره ونموه بشكل طبيعي مستحيل للغاية، ومعظم الأعراض تكون عبارة عن تشوهات خلقية تتمثل في ما يلي:
- عيوب القلب الخلقية، بالإضافة إلى مشاكل في الحبل الشوكي ومخ الطفل.
- صغر ملحوظ في حجم رأس الجنين، يصاحبه صغر في العينين، بالإضافة إلى نزيفهما وفقدان واحدة من العينين أو حتى كلتاهما.
- معاناة الطفل من مشكلة الحنك المشقوق والشفة الأرنبية، بالإضافة إلى صغر الحجم السفلي عن حجمه المعتاد.
- فقدان طبقات من جلد فروة الرأس، وانتشار الوحمات الحمراء.
- صمم ناتج عن تشوه الأذن، ومشاكل في ممرات الأنف.
- تشوهات في الأصابع والهيكل العظمي، ووجود عدد أصابع زائد عن الطبيعي.
- تعرض الطفل لأنواع الفتق المختلفة كالفتق الإربي والفتق السري.
- مشاكل في الكلى، وانتشار الخراجات بها.
- وجود شقوق في قزحية العين.
كيفية تشخيص متلازمة باتو
في الغالب يستطيع الطبيب أن يتأكد من إصابة الطفل بهذه المتلازمة عن طريق الكشف بالموجات فوق الصوتية، أو ما يعرف بالسونار، وذلك في الثلث الأول من الحمل، وفي حالة لم يتأكد الطبيب بشكل قطعي من الأمر، فيمكن أن تظهر النتيجة جلية في بعض الاختبارات كفحص الحمض النووي DNA.
كما قد يطلب إجراء فحص لبروتين A الموجود في بلازما الدم للحامل، وكل هذه الفحوصات وإن كانت تعطي نتائج دقيقة، إلا أن فحص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، أو أخذ خزعة من خزاعات المشيمة هي الأكثر دقة، على الرغم من كونها الأغلى ثمنًا، لذا نجد عدد كبير من الحوامل يلجأن إليها.
المضاعفات المحتملة للمتلازمة
في الغالب تظهر المضاعفات بعد اكتشاف إصابة الطفل بفترات قليلة، ذلك أن هذه المتلازمة خطيرة للغاية، ولا يمكن معها اتخاذ خطوات علاجية ثابتة، ومن المضاعفات التي تؤدي إليها ما يأتي:
- فشل سريع وحاد في الأداء الوظيفي للقلب.
- صعوبة بالغة في التنفس، وربما التعرض لأزمات تستمر لدقائق متواصلة.
- الصمم الكلي.
- الإصابة بالعمى.
- تعطيل كامل في أجهزة البطن.
علاج متلازمة باتو
للأسف علينا الاعتراف أنه لا يوجد علاج نهائي للتثلث الصبغي 13، وأن كل ما قام به الأطباء والباحثون من تجارب جمة، لم تسفر إلا بنتائج من شأنها أن تخفف حدة الأعراض، وتساعد الأجنة على العيش لفترات أطول نسبيًا، وعلى الرغم من ذلك، لا يستطيع الأطباء بتأكيد حتمية موت الجنين بعد عام واحد أو عامين من ولادته، إذ أن ذلك يعتمد على مدى استجابة جسمه لأنواع العلاج المتوفرة، لكن في معظم الحالات، لا يستطيع الطفل أن يصمد إلى سن المراهقة.
وحري علينا هنا أن ننوه إلى ضرورة الدعم النفسي للطفل والوالدين، كما أن اطلاع الوالدين على كيفية تخفيف أعراض حدة المرض على الجنين، وأهم الأعراض التي عليهم توقعها في الفترات القادمة ضروري للغاية، لذلك لابد من المتابعة الدورية عند استشاري نفسي، إلى جانب الاستشارة العلاجية المستمرة.
طرق الوقاية من متلازمة باتو
في الحقيقة لم يتم التوصل إلى إجراءات وقائية مدروسة وثابتة للوقاية من الإصابة بمتلازمة باتو بشكل خاص، إلا أن العلماء والباحثون قاموا بوضع بعض المعايير الصحية، التي تحد من تعرض الجنين من المشاكل المحتملة أو التي تهدد حياته المستقبلية، لذا أرشدوا الحامل إلى بعض الإجراءات التي عليها اتباعها للوقاية من المشاكل الصحية بشكل عام ومنها ما يلي:
اهتمام المرأة بصحتها قبل التخطيط للحمل
من أرقي مظاهر الإهتمام بحديثي الولادة هو إهتمام المرأة بصحتها قبل التخيطيط للحمل مع انتشار الأمراض والأوبئة، ينصح الأطباء بضرورة حرص المرأة على إجراء الفحوصات اللازمة التي تؤكد سلامتها الصحية، وعدم معاناتها من أي مشاكل من شأنها أن تؤثر بالسلب على الجنين، لذلك نرى كثير من الأطباء يوصي بضرورة تناول المرأة لحمض الفوليك بما لا يقل عن 400 غرام يوميًا قبل الحمل.
لعل الدافع الرئيسي وراء هذا الأمر هو ثبوت مدى الفاعلية العظيمة لحمض الفوليك في القضاء على المشاكل المتعلقة بـ التشوهات الخلقية عند الجنين، لاسيما التي تتصل بشكل مباشر بالنخاع الشوكي أو الدماغ لدى الجنين.
تجنب تناول المواد الضارة
إذا كنت ترغبين في حمل صحي خالي من المشاكل، عليك الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعود عليك بنتائج سلبية، أو يؤثر على جنينك بأي قدر ولو بسيط، لذلك عليك التوقف عن التدخين وتناول الكحوليات التي تضر أكثر مما تنفع بكثير، كما عليك عدم التعرض لأي نوع من الاختبارات الإشعاعية التي لا يخفى ضررها على الجنين.
اتباع نمط غذائي صحي
قبل التخطيط للحمل، عليك السير على نظام غذائي صحي ومتوازن، يضم أعلى قائمته نسب متوازنة ومناسبة من الخضروات، الفواكه، البقوليات والبروتينات المختلفة، هذا إلى جانب ممارسة الرياضة المناسبة لك بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا، أما إذا كنت تعانين من مرض ارتفاع ضغط الدم أو السكري، فالمتابعة الدورية لدى الطبيب المشرف أمر لا يمكن الاستغناء عنه.
المتابعة الدورية لدى الطبيب بعد الحمل
لابد من المتابعة الدورية مع الطبيب من أول يوم للحمل وحتى الولادة، لذا ينصح الأطباء بالمتابعة كل 15 يوم في الثلث الأول من الحمل، والمتابعة كل شهر في الثلث الثاني، ذلك أنه يتميز بكونه أكثر استقرارًا من الذي قبله، والمتابعة كل 15 يوم في المرحلة الأخيرة للحمل حتى وإن لم تعاني المرأة من أي أعراض مقلقة، إذ أنه من المحتمل أن يكتشف الطبيب أمر ما زال في مراحله الأولية، لم تظهر له أعراض جلية.
بذلك نكون قدمنا لكم دليلًا شاملًا عن متلازمة باتو، هذا وعلينا القول أن هذه المتلازمة من المشاكل نادرة الحدوث للغاية بين الرضع، إلا أنها في نفس الوقت من الأمور التي لا ينبغي التهاون بها، وفي كل الأحوال على الأم أن تتقبل جنينها كما هو، وأن تحرص كل الحرص على منحه ما يحتاج إليه من رعاية وحب واهتمام، فكلنا راعٍ مسؤول عن راعيته، كما أن الله تعالى جعل لكل شيء قدرًا، حفظ الله أطفالكم، ومتعكم بخير صحة وعافية.