متى يبدأ الطفل بالجلوس والحبو؟ كيف تساعده الأم في ذلك بطريق صحيحة؟
خلال سنة صغيرك الأولى تشاهدين العديد من التغيرات الحركية والسلوكية، وفور رؤيتك ضحكته الأولى، وسماعك كلمته الأولى، لعلك تتساءلين متى يبدأ الطفل بالجلوس والحبو؟ فهي الخطوة التي تليهما، وهذا يفتح له نوافذ جديدة تجعله يستكشف العالم من حوله بمنظور مختلف، على سبيل المثال، الجلوس لتناول طعامه، قدرته على اللعب، مشاهدة المجتمع من حوله من زاوية أخرى، ونعلم أن مخاوفك تكثر حول وقت جلوسه، وتتساءلين هل هناك معوقات لتأخيره؟ كيف أساعده على الجلوس؟ في هذا الموضوع سوف نجيب عن كل ما يدور في ذهنك.
جلوس الطفل
جلوس الطفل باستقلالية يمنحه نظرة جديدة ومختلفة للعالم حوله، فحينها تكون عضلات رقبته وظهره قوية بالصورة التي تجعله يبقى مستقيمًا، كما أنه يتعلم السُبل التي تساعده على وضع أرجله كي لا يسقط، ومن بعدها ينتقل بصورة تدريجية إلى المرحلة التي تليها، وهي مرحلة الزحف، ثم الوقوف، وفي نهاية المطاف يصبح قادرًا على المشي.
على الرغم من أن الآباء في الغالب يضعان صغيرهما منذ مولده في وضعية الجلوس، إلا أنه لا يشعر باستقلالية قبل أن يتمكن من التحكم برأسه، بحلول شهره الرابع عادةً ما تزداد قوة عضلات الرقبة والرأس لديه بصورة سريعة؛ كي يبدأ برفع جسمه ويتحكم خلال نومه في رأسه، والجدير بالذكر أن تطور العضلات في العادة يبدأ بالرقبة والرأس، ثم ينتقل إلى أسفل حتى يصل للأقدام والأرجل.
متى يبدأ الطفل بالجلوس؟
من الممكن أن يثار القلق لدى الوالدين حينما يلاحظون تأخر طفلهما عن تحقيق بعض التطورات في أوقات معينة، ومن أبرزها الجلوس، فقد يرغبان في معرفة متى يبدأ الطفل بالجلوس؟ لذا يجدر التركيز على أن الأعمار التي يتم كتابتها في جداول النمو الطبيعي تقريبية، والهدف منها هو منح الآباء نبذة عن التطورات المتوقعة، ويوجد وقت كبير له كي يكتسبها، وليس عمر معين لكل الأطفال، ويتراوح وقت جلوسه بين الشهر الرابع والشهر السابع.
يكون الطفل حينئذٍ قادرًا على إسناد رأسه إلى أعلى والتدحرج، ومع ذلك فإن أغلب تطورات الرضع في الشهر السادس قد تمكنوا من الجلوس، ولكن بعد مساعدة آبائهم، والجدير بالذكر أن الذين يتم ولادتهم في وقت باكر جدًا عن موعد ولادتهم الطبيعي أو من لديهم مشكلات صحية عديدة، قد يستطيعوk تعلم الجلوس في وقت متأخر عن غيرهم، على سبيل المثال:-
- الأطفال الذين يتم ولادتهم قبل الأسبوع الـ 27 من الحمل.
- من يعانون من مشاكل مزمنة في الرئة أو من لديهم خلل ما في التنسج القصبي الرئوي.
- الأطفال الذين يقل وزنهم عن 750 جرامًا عند ولادتهم.
- من هم بحاجة إلى دخول المستشفى بصورة متكررة.
علامات تدل على أن الطفل على وشك الجلوس
بعدما علمتِ متى يبدأ الرضيع بالجلوس قد تتساءلين كيف أعلم أنه على وشك الجلوس؟ هل هناك علامات محددة؟ نعم عزيزتي يوجد بعض المؤشرات والعلامات التي من الممكن أن تخبرك بأنه الآن أصبح قادرًا على ذلك حتى لمدة وجيزة أو مع وجود دعم، ومن أبرز تلك المؤشرات ما يلي:-
- محاولة طفلك على رفع جسمه أو رأسه عند استلقائه على بطنه.
- قدرته على الزحف، وليس الحبو، وسحب جسمه كاملًا إلى الخلف أو الأمام.
- زيادة قدرته على قلب جسمه والتدحرج بصورة جانبية أثناء الاستلقاء.
- محاولاته المستمرة للوقوف على قدميه ويديه في وضعية تشبه المثلث.
- تركيزه على يد واحدة خلال اللعب أو الزحف أو من الممكن أن يحاول الجلوس بصورة مائلة يستند فيها على يديه أو إحداهما.
في أغلب الأحيان قد يحتاج طفلك إلى الدعم الكامل الذي له دور كبير في مساعدته وتهيئته على الجلوس، ولكن كيف توفري له الدعم، وكيف تساعديه؟ هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
نصائح لمساعدة الرضيع على الجلوس
كي يتمكن المشاكس الصغير من تعلم الجلوس بصورة صحيحة، لابد أن تتبعي عدة خطوات ونصائح لجعله مهيئًا ومستعدًا لذلك بصورة تدريجية، ويجدر بنا أن ننبهكِ لعدم وضع شغفك الكبير لسرعة جلوسه في مقارنته بغيره من الأطفال في نفس عمره، فكما ذكرنا من قبل أن هذا الأمر غير مرتبط بالعمر، وفي السطور التالية نقدم لكِ أبرز تلك النصائح:-
تدريبه على الاستلقاء على البطن
تدريب الطفل على الاستلقاء على البطن من أهم الخطوات التي سوف تساعده على الجلوس، فقط ضعيه بلطف على مرتبة سرير أو وسادة ناعمة ومسطحة بحيث يكون وجهه وبطنه موجهان إلى الأسفل لعدة دقائق، ويمكنك تكرار ذلك كل يوم مع زيادة المدة بصورة تدريجية، وينبغي أن يتراوح عمره ما بين ثلاث إلى أربع شهور؛ وذلك كي تستطيعي القيام بهذا النشاط معه بصورة أكثر أمانًا، وأيضًا يفضل وضع ألعاب حوله بشكل متفرق؛ لتحفيزه على رفع رأسه وتحريك جسده.
دعم الطفل من خلال الإمساك بيديه
هل لازال سؤال متى يبدأ الطفل بالجلوس يتوارد على ذهنك؟ فبعدما يصبح الطفل قادر على أن يرفع رأسه أثناء الاستلقاء على الظهر، يُنصح حينئذٍ بإمساك يديه الصغيرتين، وشده نحوك بلطف حتى يعتاد جسمه على وضعية الجلوس بصورة تدريجية.
لفت انتباه الطفل باستعمال الألعاب
خلال استلقاء صغيرك على ظهره، يُفضل وضع لعبة من ألعاب الرضع التي يحبها أمام ناظريه، تحديدًا عند أطراف قدمه، إذ أنه سيحاول أن يمد يديه كي يلتقطها، ومن الممكن أن يحاول الجلوس بعد حصوله على بعض التشجيع والمساعدة منكِ.
توفير الدعم اللازم حول جسم الطفل لتجنب سقوطه
حتى تقوي عضلات طفلك وترفعين من قدرته على الجلوس بصورة تدريجية من دون أي دعم، ضعي حول جسمه وسائد ناعمة خلال جلوسه، أو كوني بجانبه؛ والهدف من ذلك هو تجنب سقوطه؛ حتى يحب تكرار هذه الوضعية، ليس فقط هذا ما يندرج تحت قائمة الدعم اللازم توفيره للطفل خلال اتخاذه وضعية الجلوس، بل هناك أمور لابد على الوالدين مراعاتها، ولكن ما هي؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور التالية.
أمور يجب مراعاتها عند جلوس الطفل
يُعد الجلوس وسلامة الطفل عاملان مترابطان، فعند بدء جلوسه، لابد عليكِ اتباع ومراعاة بعض الأمور للمحافظة على سلامته، ومنع أي مكروه أو إصابات، وفيما يلي سوف نضع تلك الأمور في نقاط بصورة تفصيلية؛ لتضعيها في عين الاعتبار، وهي:-
- غلق مخارج الغرفة التي يجلس فيها طفلك.
- تأمين المكان الذي يجلس فيه طفلك من خلال استعمال بعض الأدوات، على سبيل المثال، أبواب الأطفال أو مثبتات الأثاث أو أقفال الخزائن.
- إبعاد المواد الخطرة عن متناوله، على سبيل المثال، المواد التي يمكن التسمم أو الاختناق منها.
- ضبط ارتفاع السرير الذي يتواجد فيه طفلك، فمن الممكن أن يطور قدراته ويقفز.
- إذا كان يجلس في كراسي مرتفعة، يجب ربطه بأحزمة الأمان.
- عدم جعل الكراسي في مناطق مرتفعة أو قريبة من الماء.
في حالة لم يقف الطفل بمفرده أو لم تظهر عليه أي علامات تدل على أنه على وشك الجلوس، يُفضل عدم إجباره على ذلك؛ لأن هذا الأمر قد يترتب عليه أضرار بالغة، وفيما يلي سوف نناقش ذلك الموضوع.
أضرار الجلوس المبكر للطفل
ينبغي عليكِ ألا تكوني على عُجالة من أمرك في محاولة جعل طفلك يبدأ الجلوس؛ وذلك كي يصل إلى التطور الحركي الطبيعي له، كما أن هناك أضرار بالغة قد تلحق به في حالة جلوسه مبكرًا، ويرجع ذلك بسبب التعجيل بإجلاسه قبل استعداد جسده، ومن أبرز المخاطر التي قد تلحق به ما يلي:-
إصابة الطفل بانحناء الظهر الدائم
من الممكن أن تؤدي عملية إجبار الطفل على الجلوس في وقت باكر إلى إصابته بانحناء دائم في ظهره، ويرجع السبب في ذلك أن ظهره لا يكون قويًا ولا مستعدًا بالقدر الذي يجعله يتحمل عملية الجلوس.
إصابة الطفل بتشوهات عديدة
قد يكون طفلك عرضة للإصابة بالعديد من التشوهات خصوصًا في الظهر؛ نظرًا لأنه في شهوره الأولى يكون غير قادرًا على حفظ توازنه، وبالتالي قد يسبب ذلك سقوطه أو اصطدام رأسه بشيء قوي أو صلب.
موت الطفل المباغت
هل تتخيلين عزيزتي أن عملية إجبار طفلك في وقت مبكر قد تجعله ضعيفًا للحد الذي يقتله؟ فقد أكدت العديد من الدراسات الطبية أن نسبة 3% من الأطفال الذين يموتون، يكون السبب في ذلك هو انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، الأمر الذي ينتج عن جلوسه لمدة طويلة، لهذا لا يوجد هناك داعٍ للعُجالة، وفي حالة جلوس طفلك بمفرده، لابد من تجنب عدم جعله يفعل ذلك لمدة طويلة من دون أي حركة.
إصابة الطفل بضعف في الفقرات
قد يتعرض ظهر طفلك إلى الإصابة بضعف الفقرات، وهذه من ضمن المشاكل الصحية مستعصية العلاج، ولهذا يُنصح بعدم المحاول على إجباره على الجلوس، وإذا كان هناك ما يثير قلقك فيفضل استشارة الطبيب، لكن متى يجب عليك استشارة الطبيب؟ هناك بعض العلامات التي قد تظهر على صغيرك، والتي لابد حقًا أن تثير قلقك وخوفك، لذا عندما تتأكدين منها، لابد الذهاب إليه فورًا، وفيما يلي سوف نذكرها.
متى عليك استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن المدة التي يكون الأطفال بحاجة إليها للجلوس تختلف من طفل إلى آخر كما ذكرنا مُسبقًا، إلا أن في بعض الحالات من الممكن أن يكون تأخره عن الجلوس ناجم عن خلل ما في تطورات نموه، وفي تلك الحالة لابد من استشارة الطبيب، ومن أبرز العلامات التي تدل على وجود خلل ما:-
- عدم قدرة الطفل عن الجلوس على الرغم من أنه قد بلغ تسعة أشهر.
- تصلب العضلات والإحساس بشد غير معتاد عليه فيها.
- مواجهة طفلك صعوبة عند رفع رأسه أثناء الاستلقاء أو التحكم بحركتها.
- عدم إبداء طفلك اهتمام تجاه الأغراض والألعاب حوله، وعدم محاولته أن يمسك بها.
إلى هنا تكونين قد علمتِ تحديدًا متى يبدأ الطفل الجلوس، وما الأمور الواجب مراعاتها وتجنبها، والآن تتساءلين متى يبدأ بالحبو، باعتبارها الخطوة التي تلي الجلوس، وفيما يلي سوف تتعرفين على إجابة هذا السؤال.
متى يبدأ الطفل بالحبو؟
تُعد مرحلة الحبو هي الخطوة التي تلي جلوس الطفل، وهي أيضًا من أجمل مراحل حياته، فما أجمل أن تشاهدين تطورات نمو طفلك الصغير! وكي تكون هذه التجربة رائعة حقًا وتخلو من أي منغصات، تعرفي على كل المعلومات التي تخصها، حيث في الأحوال الطبيعية يبدأ صغيرك بالحبو في عمر يتراوح بين ست إلى عشرة أشهر، ولكنها مثلها مثل أي مرحلة، وقد يختلف الوصول إليها من طفل إلى آخر.
كي تتمكني من مساعدة طفلك على الحبو، لابد أن تحاولي وضعه في وضعية الاستلقاء على البطن فترة كبيرة مع توفير الجو الملائم من حوله، على سبيل المثال، وضع الألعاب، ومحاولة إضحاكه، كما أن هذا الأمر سوف يساعده على اكتساب قوة تعينه على القيام والحبو، ويحدث هذا عندما يحاول رفع رأسه بصورة تدريجية تمامًا مثلما فعل أثناء بدء جلوسه، وهناك أيضًا علامات تدل على أنها على وشك فعل ذلك، سوف نذكرها فيما يلي.
علامات تدل على أن الطفل على وشك الحبو
بعدما تجدين أنه أخيرًا قد أصبح قادرًا على الجلوس، لابد أن تحضري الكاميرا سريعًا لتصوير تلك الذكرى الجميلة وتحتفظي بها أيضًا، فتلك أولى العلامات التي تُبشر بأنه على وشك الحبو، كما أنكِ من الممكن أن تلاحظي وقوفه على أطرافه الأربعة مع اهتزاز جسده إلى الخلف والأمام، وهذا يشير إلى استعداده لذلك، وهناك بعض الأمور التي يجب أن تراعيها عندما يبدأ الحبو، وفيما يلي سوف نناقشها.
أمور عليك مراعاتها عند بدء حبو الطفل
عندما يبدأ صغيرك بالحبو، سوف يرغب في استكشاف الأمور من حوله، وإذا لم تضعي ناظريك عليه قد يصيب نفسه بالأذى، ولهذا لابد أن تراعي الأمور التي سوف نذكرها في النقاط التالية وتبتعدي عنها تمامًا، وهي:
- ترك الطفل يمضي بمفرده في المنزل من دون أي رقابة عليه.
- جعله يجلس مدة طويلة في عربة الأطفال والمقاعد الخاصة به.
- إجباره على الحبو على الرغم من عدم رغبته في القيام بذلك.
- عدم وضع المشاية أمام ناظريه كي يمشي سريعًا؛ لأنها من الممكن أن تعيق تطور نموه الطبيعي، إضافة إلى أن لها أضرار بليغة على العضلات.
عند وصولك إلى نهاية تلك السطور دعيني أطرح عليكِ سؤالًا هامًا، هل لازلتِ عزيزتي لا تعرفي متى يبدأ الطفل بالجلوس والحبو؟ هل لازلتِ قلقة من عدم قيامه بذلك حتى الآن؟ فقد قمنا بذكر هذا فيما سبق بصورة تفصيلية، وحذرنا من عدم إجباره على فعل ذلك، وإذا رأيتِ أننا لم نُزيل قلقك، أنصحكِ بأن تستشيري الطبيب حتى يُطمئن قلبك.