مخاطر تقبيل الرضيع من فمه وكيفية الحفاظ على صحته ومناعته
الأطفال مصدر البسمة والبهجة في الحياة، فبمجرد رؤيتنا لتلك المخلوقات الصغيرة تشتعل عواطفنا، ونعبر عن ما تفيض به مشاعرنا بتقبيل تلك الملامح الصغيرة فنقبل أيدِ الصغير ووجناته، وأحياناً نقبله من فمه دون أن ندرك مخاطر تقبيل الرضيع من فمه، وأحياناً تشعر الأم بالحرج من الأقارب والمعارف الذين يقبلون الرضيع من فمه، والذين يبررون تصرفاتهم بفرط فرحتهم به وحبهم له، ولكن لا تستهيني ياعزيزتي ولا تتركيهم يؤذون طفلك، تابعي معنا لنطلعك على هذه المخاطر.
هل تعتبر قبلة الأم للفم مفيدة؟
أحيانًا لا تستطيع الأم التوقف عن تقبيل الرضيع من فمه فهي تعشق ملامحه الصغيرة، ودائماً تقبل تفاصيله بحب دون تركيز في أضرار ذلك على صحته، فهو جزء لا يتجزء منها فكيف لها أن تضره قبلتها، وقد تكوَّن داخل رحمها ومكث فيه تسعة أشهر والآن ترضعه بثديها ليكون أقرب ما يكون لها، حيث تلتقي أعينهما وتختلط أنفاسها فكيف لقبلاتها أن تؤذيه وأحياناً تنهي الغرباء عن تقبيل الرضيع من فمه فيقابلوا رفضها بسؤالهم لها.
لما تقبليه أنت عليك الامتناع أولاً قبل أن تطالب أحد بذلك، يقارنون قبلتهم بقبلة أمه فمتى كانت الأم مصدر أذى، فربما لتقبيل الأم فم صغيرها بعض الفوائد، رغم أن هناك بعض الدراسات التي حذرت من تقبيل الرضيع من فمه لما له من مخاطر على صحته وحياته وخاصةً قبل وصوله لعمر 6 أشهر، لعدم اكتمال جهازه المناعي بعد، فكل قبلة تلامس فمه تنقل له أي مرض مصاب به من قام بتقبيله، سواء كان أب أو أم أو أقارب أو غرباء، لكن ظهرت نظريات أخرى معاكسة لهذه النظرية فتابعي:
فوائد نفسية وعاطفية
حيث ردت هذه النظرية عليها بتأييدها لمخاطر تقبيل فم الرضيع مع استثناء الأم من بين هؤلاء، وأنها مفيدة جداً للرضيع وتمثلت فوائدها في أن قبلة الأم لفم طفلها مهمة جداً لدعم الترابط العاطفي بينهما ودعم النمو النفسي للطفل خاصةً في شهور عمره الأولى، فالطفل بحاجة نفسية لقبلات أمه واحتضانها واحتوائها بمشاعرها الدافئة، إذ أن هذه القبلات تفيض بالحب وهي رسالة أمان ودعم نفسي له، فالأطفال الذين تكثر أمهاتهم من تقبيلهم واحتضانهم يكونو أسوياء أكثر من غيرهم عندما يكبرون، ويظهر عليهم الثقة بالنفس والشبع العاطفي.
فوائد لدعم صحته ومناعته
أثبتت الأبحاث العلمية أن تقبيل الأم لفم رضيعها ينقل له نوع من البكتيريا المفيدة تساعد في تقوية مناعة الرضيع، وتنشيط استعداده للحماية من الأمراض كالتهابات الأذن الوسطى والزكام والبرد، كما أن عناق الأم لطفلها المريض يساعد في شفائه.
مخاطر تقبيل الرضيع من فمه بواسطة الغرباء
كثيراً ما يتعرض الأطفال الرضع إلى تلقي أفواههم القبلات من الغرباء، ظناً منهم أنها أفضل طريقة للتعبير عن حبهم وفرحتهم بهم، فيصبح الطفل بلا حيلة ويعجز عن منع هؤلاء من إيذائه بلعابهم الذي يحمل له العدوى والمرض، فيتلقى الڤيروسات والبكتيريا الضارة في صمت ويعجز جهازه المناعي عن الدفاع عنه وحمايته.قد يقف الأهل موقف المتفرج بحجة الحياء من إحراج الغير، فكيف أمنع أحد يحب طفلي عن التعبير عن حبه بطريقته، ثم يستيقظ الأبوان فجأة بوقوع كارثة، فطفلهم مصاب بمرض خطير قد يودي بحياته، وجهازه المناعي عاجز عن مقاومة كل هذه الفيروسات، إليك أهم المخاطر الناجمة عن تقبيل الرضيع من فمه:
أضرار نفسية وسلوكية
يعتبر تعرض الطفل للتحرش عندما يكبر وسماحه للآخرين بلمسه وسوء إدراكه لحدود جسده التي يتوجب عليه منع أي شخص من الاقتراب منها، أحد أهم مخاطر تقبيل الرضيع من فمه، فالكبار هم قدوة الطفل وتقبيل أحدهم لفمه في الصغر، واعتياد ذلك دون تدخل الوالدين واعتراضهم يعني تذكرة قبول للطفل بالسماح لأي شخص وفي أي وقت لتقبيل فمه.
إضافة إلى ظهور سلوكيات غريبة للطفل قد تعرضه للعقاب، كتقبيل غيره من الأطفال في الفم دون الفهم لخصوصية جسد الآخرين، فكيف يفهم ذلك وما زال يتعلق في ذهنه أنه يتلقى القبلات في فمه دون اعتراض أهله الذي يدرك من خلال تصرفاتهم التصرف الصحيح والتصرف والخاطئ.
أمراض الجهاز التنفسي
تعد أمراض الجهاز التنفسي هي إحدى مخاطر تقبيل الرضيع من فمه، وأحياناً تصيب الخلايا المبطنة لمخ الرضيع، فقد يكون الشخص البالغ الذي يقبل الرضيع حامل لعدوى ڤيروسية أو بكتيريا عند حديثي الولادة مثل البرد والإنفلونزا دون ظهور أعراض تخبره بذلك، فينقل هذه العدوى إلى الرضيع وهو لا يعلم أنه قد تسبب في مرض طفل برئ، لن تكتمل مناعته بعد فمن الممكن نقل العدوى للطفل بمجرد الاقتراب منه أو ملامسة نفس المصاب لوجهه، فماذا لو قبله شخص مريض من فمه الرطب؟ ففم الإنسان بيئة تساعد على نشاط البكتيريا وتكاثرها.
أعراضه
هناك بعض الأعراض التي تخبرك أن طفلك قد تعرض للإصابة بأحد أمراض الجهاز التنفسي، وعليك التدخل فوراً، فبعض أمراض الجهاز التنفسي تشكل خطورة على صحته بل وقد تعرض حياته للخطر، فتابعي لتعرفي هذه الأعراض:
- ملاحظة معاناة طفلك من صعوبة أثناء التنفس.
- شعور الرضيع بالمغص الشديد.
- الإصابة بالحمى وارتفاع درجة الحرارة.
- التعرض لإسهال شديد.
- غثيان وقيء الرضيع باستمرار.
- آلام شديدة بحلق الطفل.
- انسداد أنفه بالمخاط.
- التشنجات التي يمكن أن تتفاقم ليصاب الرضيع بالحمى الشوكية التي تسبب الوفاة وتتسبب بعض البكتيريا الموجودة في الفم بشكل طبيعي بمرض الحمى الشوكية القاتل.
العلاج
يجب التدخل السريع لعلاج الرضيع في حالة ظهور هذه الأعراض فقد يتطور الأمر ويتفاقم بسبب ضعف مناعة الرضيع، فيصاب بالالتهاب الرئوي والالتهاب الشعبي الحاد، فالطفل الذي تعرض لعدوى الجهاز التنفسي لا يستطيع الرضاعة، وتتأثر وجباته غذائه اليومية وتطورات نموه، فيصبح عرضة لأمراض سوء التغذية كالأنيميا.
الإصابة بتسوس الأسنان
يعتقد الكثير من الناس أن تسوس أسنان الطفل دائماً ناتج عن عدم غسيل أسنانه وإهمال تنظيفها، بالإضافة إلى مبالغته في تناول الحلوى، ولكن هناك مفاجأة لا يعرفها الكثيرين، وهي أن تسوس الأسنان معدي، وقد تنتقل بكتيريا التسوس من شخص يعاني من تسوس أسنانه إلى الطفل ضعيف المناعة أثناء تقبيل فمه.
إصابة الطفل بالسعال الديكي
هو مرض معدي وقاتل للأطفال الرضع يصاب به الكبار والصغار، تتمثل خطورته في تأخر ظهور أعراضه، فيقبل الكبار الرضع وهم حاملين للمرض دون معرفتهم بذلك، فيصاب الصغير بالعدوى عن طريق تقبيل الشخص المصاب له عن طريق الفم، ونصف الأطفال الذين يتعرضون للسعال الديكي يحتاجون إلى رعاية خاصة، وينتقلون إلى المستشفى لتلقي العلاج وقد يتعرضون للموت بسبب صغر رئتيهم وتوقف التنفس لديهم أثناء المرض.
الإصابة بحساسية الوجه
قد أثبت العلماء مؤخراً أن ملامسة مساحيق ومستحضرات التجميل لوجه الطفل وبشرته تعرضه للإصابة بحساسية الجلد لوجود مواد كيماوية، وألوان تضر ببشرته وبالغدد الصماء لديه، وبالتالي يتعرض لخطر الإصابة بالسرطان بمجرد تقبيل شخص يتزين بهذه المستحضرات لفم الطفل.
إصابة الطفل بالنزلة المعوية وبعض الڤيروسات
قد يصاب الرضيع بنزلة معوية في حالة قيام شخص يحتوي لعابه على خلايا صديدية بتقبيله من فمه، وقد ينتقل إلى الطفل عند تقبيل فمه مجموعة من الميكروبات الموجودة في فم الشخص السليم بشكل طبيعي كالميكروبات العنقدوية، بالإضافة إلى بعض الڤيروسات مثل ڤيروس A والڤيروس المسبب لالتهاب غدد الطفل النكافية والحصبة الرمادية والألمانية، وتنتقل إليهم هذه الڤيروسات من خلال الغدد اللعابية لديهم، فيصاب بالتهاب الغدد اللعابية لضعف جهاز المناعي لديهم وعدم قدرته على مواجهة العدوى.
إصابة الطفل بالتهاب الحلق واللوزتين
من أكثر مخاطر تقبيل الرضيع من فمه انتشاراً هي إصابة الطفل بالتهاب الحلق واللوزتين، وقد يتفاقم الأمر ويصل إلى تعرض الطفل بالتهابات الكلى وبعض المشكلات بالقلب، وغيرها من المشكلات الصحية التي تشكل خطورة على صحة الطفل .
أعراض التهاب الحلق واللوزتين
هناك بعض الأعراض التي يمكنك من خلالها معرفة أن سبب معاناة طفلك وآلامه هو إصابته بالتهاب الحلق واللوزتين والتي من بين أعراضه ما يلي:
- صراخ الطفل وبكائه.
- صعوبة بلع الطفل ورفضه للرضاعة.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل.
الإصابة بفطريات اللسان
قد يتعرض الطفل للإصابة بفطريات اللسان التي تتوغل وتنتشر في اللثة والفم، وقد تسبب وجود تجويف مؤلم في فمه، ويسبب معاناته من سيولة اللعاب بشكل دائم وعدم القدرة على تناول طعامه.
إصابة الطفل بڤيروس المعدة
مناعة الطفل ضعيفة جداً غير قادرة على التصدي للڤيروسات والعدوى، وخاصةً في العام الأول من عمره، ومن مخاطر تقبيل الرضيع من فمه تعرضه للإصابة بڤيروس المعدة الخطير وتتمثّل خطورتها في شدة العدوى، فقبلة واحدة من شخص مصاب بڤيروس المعدة كفيلة لتدمير صحة طفل، وربما يتعرض للجفاف والموت إذا لم تنتبه الأم لعلاج الجفاف.
إصابة الطفل الهربس
تعرض الطفل الرضيع للإصابة بالهربس من أكثر مخاطر تقبيل فم الرضيع انتشاراً، فمرض الهربس من الأمراض الجلدية الڤيروسية، ويكون عبارة حبوب وتقرحات تظهر على شفاة الرضيع وفمه وتسمى حبوب الحمى، وهو مرض مزمن صعب العلاج للرضع ويسهل علاجه عند البالغين، يسبب تسوس الأسنان والتهابات اللثة وقد يسبب موت الرضيع.
ينتشر مرض الهربس عن طريق لعاب المصاب وتقبيله للطفل، أو عند التواصل مع الطفل بشكل مباشر، ويسمى في حالة إصابة الرضع به بالهربس الوليدي، وقد يسبب هذا الڤيروس في حالة نشاطه العديد من الالتهابات الخطيرة كالتهاب الكبد، الرئة، الدماغ وقرح العين والجلد، ويهاجم جهاز الطفل العصبي.
أعراض الهربس الوليدي
هناك عدة أعراض التي تشعرك بالقلق وتسبب لك الحيرة والتساؤل عن سبب حدوثها وطبيعة المرض الذي يعاني منه طفلك، لذا جمعنا لكِ أعراض مرض الهربس فبمجرد ملاحظة ظهور أكثر من عرض منها على طفلك توجهي للطبيب فوراً، فهناك احتمال أن يكون صغيرك حاملاً لڤيروس الهربس:
- فقدان الطفل لشهيته.
- ملاحظة تورم الغدد عند الطفل.
- ظهور طفح جلدي.
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الطفل.
- التهاب العيون والجفون وتهيجها.
إصابة الطفل بمرض التقبيل
قد يصاب الطفل الرضيع بمرض ڤيروسي خطير جداً من عائلة مرض الهربس، وهو مرض التقبيل المعروف بالحمى الغدة، وسمي بهذا الإسم لأنه ينتشر بين الناس عن طريق اللعاب، وغالباً يصل لعاب الأشخاص لغيرهم عن طريق القبلات، ويُعتقد الكثير أن هذا المرض يصيب المراهقين الذين يكثر بينهم تبادل القبلات ولا يصل إلى الرضع، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فقد يصيب هذا المرض الذي لا علاج له الأطفال، وينتطر الطفل التحسن وانتهاء الڤيروس فلا حيلة للطبيب لعلاج المرض، وقد يسبب وجوده ظهور بعض الأمراض التنفسية للطفل كسيلان الأنف.
أعراض مرض التقبيل
هناك مجموعة من الأعراض التي تخبرك باحتمالية إصابة طفلك بمرض التقبيل الذي يمثل خطراً على صحته وحياته، فتلك الأعراض تعد ناقوس خطر يدفعك لسرعة التوجه إلى الطبيب لتطمئني على طفلك، وتستطيعين إنقاذه في حالة مرضه، وهي كما يلي:
- التهاب غدد الطفل الليمفاوية.
- التهاب الحلق والبلعوم.
- التعب والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل.
نصائح لحماية الطفل والحفاظ عليه
أطفالنا أغلى ما نملك، ورؤيتهم أصحاء هي أقصى أمانينا، لذا تفعل الأم دائماً ما يفيد صغيرها وتبتعد عن ما يضره، ولا تمانع أن تبذل الغالي والنفيس لتدفع عنه أي أذى وضرر، ولو خسرت الجميع من أجل صحة طفلها ورؤيته سليماً معافى، فمن يستحق أن تقبل الأم أن يؤذي طفلها بحجة حبه له وحسن نيته، فلا أحد يقارن بطفلها الذي حملته تسعة أشهر، وسهرت من أجله الليالي وحصنته بالدعوات لتفوز بسلامته، لذا تابعي سيدتي لنخبرك كيف تستمرين في خطوات حماية طفلك والحفاظ على صحته:
- احذري تقبيل الطفل من فمه ويمكنك تقبيل ظهر كف يده أو جبهته أو وجنتيه إذا رغبت في تقليل المناطق التي لا تساعد على نمو البكتيريا وانتشارها.
- لا يمنعك الحرج من الأهل والمعارف من حماية طفلك ومنعهم من تقبيل فمه، فطفلك أهم من عتابهم لك في حال منعك لهم.
- يمكنك إخبارهم بأسلوب لطيف أنك امتنعت عن تقبيل الطفل من فمه وأخبريهم بمخاطر تقبيل الرضيع من الفم.
- لا تستهيني فالأمر متعلق بحياة طفلك فتقبيله من فمه قد يسبب عدوى الهربس التي يصل خطورتها إلى احتمالية وفاة الطفل.
- في حالة تقبيل الأم لطفلها اقتناع بالنظرية القائلة أن قبلات الأم لفم طفلها مفيدة لصحته، فقبليه بحرص ولا تكثري القبلات وامتنعي تماماً عن تقبيله عند ظهور أي أعراض مرضية عليكِ.
ختاماً أعلم كم هو محرج لكِ منع الأقارب والمعارف عن تقبيل فم رضيعك، ولكن صحة أطفالنا غالية فهم أمانة في أعناقنا يحاسبنا عليهم الله الذي رزقنا بهم، حاولي حسم أمرك واتخاذ قرار بمنع أي شخص من تقبيل الطفل وإلحاق الضرر به، وخاصةً بعد أن علمت عزيزتي مخاطر تقبيل الرضيع من فمه، فإحراجك من الآخرين ليس أهم من صحة طفلك.