مرحلة رياض الأطفال والخصائص العامة لطفل رياض الأطفال
تعتبر مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل الانتقالية في عمر الأطفال، كما أنها من مراحل التعليم غير الرسمي حيث أنها تمهدهم للمرحلة الابتدائية الرسمية، وهي من المراحل الهامة التي تساعد على تطورهم ونموهم، حيث أن الطفل في تلك المرحلة يحتاج إلى توجيه واهتمام من أجل تنمية الجوانب الفكرية والعاطفية والجسدية الخاصة به، وذلك بالطرق والأساليب التربوية المختلفة.
تعريف مرحلة رياض الأطفال
هي مرحلة عمرية للأطفال تبدأ من سن 4 سنوات وتنتهي في سن 6 سنوات، ويتواجد فيها الأطفال في الروضة في ساعات محددة ويدرسون مواد معينة، فهي تساعدهم على التعلم، كما أنها تساعدهم في تعلم كيفية عمل بعض الأنشطة المختلفة التي تعمل علي تنمية مهارات الطفل ، وفيها يدرسون بعض المواد الدراسية الأساسية بطريقة مبسطة مثل: اللغة العربية والرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، فهي تؤسسهم لإتمام جميع مراحل تعلم الكتابة.
أهمية مرحلة رياض الأطفال
مرحلة رياض الأطفال من المراحل المهمة جدًا والأساسية لأي طفل؛ حيث أنها تقوي مهاراته الحركية، كما أنها تساعده على أن يقوم بالتعبير عن خياله ونفسه، وتقوي شخصية الطفل من خلال تنشئته تنشئة تربوية صحيحة، لذلك يجب اختيار الروضة بدقة فائقة؛ لأنها قد تكون من أخطر المراحل على الطفل إذا كانت المعلمات غير مدربات جيدًا على تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة، وتتمثل أهمية رياض الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة فيما يلي:
تهيئة الطفل للمدرسة
تقوم مرحلة رياض الأطفال بنقل الطفل من الجو الأسري العام إلى العالم الخارجي، وذلك من خلال تهيئته لمرحلة المدرسة والاعتماد على النفس، فهي تدربه على ترك الاعتماد على الأهل، كما أنها تساعد على تنمية القدرات الحركية الخاصة به من خلال ممارسة الألعاب والأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى أنها تعلمه السلوكيات الصحيحة وتدربه على روح التعاون والفريق بجعله يقترن مع زملائه في الروضة، وهي تقوي العلاقة بين الطفل وبين المعلمين ليتدرب على التعامل مع المعلمين في المدرسة فيما بعد.
تنمية القدرات العقلية الخاصة بالطفل
تساعد مرحلة رياض الأطفال الطفل على تنمية قدراته العقلية، وذلك من خلال تعليم الأطفال الكتابة وممارسة العد من خلال بعض الأنشطة البسيطة، وتقوم أيضًا بتنمية مهاراته الوجدانية فهي تجعله قادرًا على التعبير عن أفكاره ونفسه، كما أنها تعلمه النظافة والسلوكيات والآداب الأساسية.
أهداف مرحلة رياض الأطفال
تعتبر الروضة من المؤسسات التربوية التي يكون هدفها الأساسي هو تنشئة الطفل تنشئة صحيحة من خلال معاملته بلين ورفق وتوجيهه توجيهًا صحيحًا، ومن أهم أهداف مرحلة رياض الأطفال ما يلي:
- مساعدة الطفل على النمو الجسمي والعقلي والخلقي نموًا صحيحًا وذلك من خلال توجيهه وصيانة فطرته.
- تكوين اتجاه ديني صحيح مبني على التوحيد وتعليم الطفل العقيدة وموافقة الفطرة السليمة.
- تعليمهم الاتجاهات والسلوكيات الصالحة من خلال اختيار معلمات يكن أسوة وقدوة صالحة.
- تمهيد الطفل للخروج للعالم الخارجي ونقله من الذاتية للاجتماعية.
- تعليمه بعض المعلومات الصحيحة والمناسبة لمرحلته العمرية.
- تدريب حواسه وتعويده على العادات الصحية السليمة.
- حثه على الإبداع والابتكار ومحاولة تعليمه التذوق الجمالي.
- الحرص على إسعاده وعدم ممارسة أي نوع من أنواع العنف معه.
- مواجهة مشكلات الطفولة بدقة فائقة وعلاج بدايات السلوك غير الصحيح، وتعديل مسار الطفل المخطئ.
دور معلمي رياض الأطفال
دائمًا ما يحتاج الطفل في مرحلة رياض الأطفال إلى المتابعة المستمرة من قبل المعلمين لذلك هناك بعض التعليمات التي يجب أن يتبعها معلمي رياض الأطفال ومنها:
- مراقبة مراحل نمو الطفل وتعلمه ضمن المجالات المختلفة الخاصة بالتطوير.
- مراقبة أفعاله وأدائه وتسجيل ذلك في بعض الوثائق وتقييمه كل فترة لمعرفة هل يتقدم أم يتأخر.
- عقد اجتماعات ولقاءات مع أولياء الأمور عند نهاية كل عام لمناقشة مدى تطور الطفل ومدى تقدمه للقيام بالصالح تجاهه.
الخصائص العامة لطفل مرحلة رياض الأطفال
هناك بعض الخصائص التي يتميز بها الطفل في مرحلة رياض الأطفال وتظهر في شخصيته وتعامله، حيث أنه يكون في بداية المراحل الخاصة بتطوره ونموه البدني والنفسي والجسدي، فيظهر كل هذا عليه، ويختلف ذلك التطور من طفل لآخر، ولكن هناك صفات وخصائص ثابتة تظهر على غالبية الأطفال سنحاول توضيحها فيما يلي:
أولًا: الخصائص البدنية
يتميز طفل رياض الأطفال ببعض الخصائص البدنية التي تظهر في تطور نموه البدني وذلك بشكل مميز، حيث يتزامن نموه مع تطور الدماغ والخلايا العصبية، حيث يظهر الطفل في ضوء المستكشف الصغير لأن أعضائه تكون نشطة، عادة ما يقوم باستخدام يديه للإحساس نظرًا لأنه تكون لديه زيادة تحكم في الحركات الخاصة بجسمه، لذلك نجده يتعرض كثيرًا للأمراض، ويجب أن تكون مهاراته الحركية كما يلي:
المهارات الحركية الإجمالية:
- يمشي بطريقة عرض التوازن، حيث يعتمد على الكعب، أو يعتمد على أصابع القدم.
- يقفز مستخدمًا الحبل، ويثني الساقين، كما يمرر الحبل أسفلهما.
- يقف على قدم واحدة لمدة لا تقل عن سبع ثوان.
- يقفز وهو معتمد على قدم واحدة فقط.
- يقوم بالشقلبة والقفز.
- يصعد الدرج وينزله دون أن يحتاج إلى أي مساعدة.
- يمشي للخلف والأمام بسهولة.
- يقود دراجة ثلاثية العجلات.
- يلتقط كرات بحجم كرات البيسبول.
- يتحرك بطريقة متناسقة ويكون قادرًا على أداء بعض التمارين الرياضية.
المهارات الحركية الدقيقة:
- هيمنة اليد من خلال الاعتماد على يد واحدة في أداء الوظائف والمهام.
- مسك القلم الرصاص بالاعتماد على الإبهام والأصبعين، وتسمى القبضة ثلاثية القوائم.
- تعلم قص الأشياء والأشكال باستخدام المقص.
- تعلم نسخ الأشكال الهندسية مثل المثلث والمربع والدائرة.
- تعلم رسم جسم الإنسان.
- تعلم بناء الأبراج على أن يكون البرج مكونًا من عشر مكعبات.
- تعلم التحكم في الشوكة والملعقة واستخدامهما بطريقة صحيحة.
- تنظيف المنطقة وأداء الاحتياجات الشخصية من خلال الاعتماد على النفس.
ثانيًا: الخصائص النفسية
مرحلة رياض الأطفال من أهم مراحل تكون الوعي عند الأطفال، حيث أنهم فيها يكونون قادرين على تقليد جميع الانطباعات التي يشاهدونها، ومعرفة جميع الخبرات التي تمر عليهم في محيط بيئتهم، ففيها تظهر ميول الطفل نحو بعض الأنشطة، كما أن قدرته على الاستيعاب قد تتفاوت من نشاط لآخر.
ثالثًا: الخصائص الاجتماعية
من أهم الخصائص الاجتماعية التي تظهر على أطفال مرحلة رياض الأطفال هي صفة الأنانية، فيكون تفكيرهم محوري حول الأنا والتملك الخاص، حيث أنهم قد يتطورون بشكل فردي مستقل باختلاف بعضهم البعض، لذلك يجب توفير فرص دائمة للتواصل مع الأطفال وتوجيه القدرات الخاصة بهم.
رابعًا: الخصائص المعرفية
يكون الطفل في مرحلة رياض الأطفال قادرًا على التفكير والإبداع، حيث يمكنه فهم وتعلم بعض الحقائق الأساسية، كما يمكنه قراءة الكلمات، ويتوقع أن يكون طفل رياض الأطفال قادرًا على القيام ببعض المهام المعرفية الآتية:
- يتعرف على الأشكال والألوان ويسميها ويطابقها.
- يعرف أصوات الحروف الأبجدية وأشكالها.
- يكتب الحروف والأرقام ويقدر على الحساب والتفكير بالعقل.
- يستطيع أن يذكر اسمه كاملًا وعنوان سكنه ورقم والديه.
- يستطيع أن ينتقل بين الصفحات ويقرأ الكلمات باتجاهاتها المختلفة.
- يستطيع أن يروي قصة صغيرة ويعرف أن للقصة بداية ونهاية وخاتمة.
- القدرة على إنجاز مشاريع صغيرة، وأداء نشاط لأكثر من 15 دقيقة.
- مساعدة الآخرين واتباع القواعد والتعليمات.
- يستطيع وضع خطة لما يقوم به أو يرسمه.
- المقارنة بين الكلمة وضدها مثل كبير وصغير.
- يستطيع الإجابة عن بعض الأسئلة البسيطة.
- يستطيع أن يتقمص بعض الأدوار التمثيلية ويؤديها.
- يستطيع أن يستخدم الرمل والطين لبناء الأشياء.
خامسًا: اللغة
أطفال رياض الأطفال يستطيعون تعلم بعض الكلمات من خلال الحوار مع الآخرين، وتظهر معالم لغتهم وتكون كما يلي:
- القدرة على فهم بنية الجملة الأساسية، وتركيب الجمل، واستخدام مختلف الكلمات.
- معرفة علامات الترقيم والتمييز بينها.
- التفرقة بين أحرف الإنجليزية الكابيتل والسمول وكتابتهم كتابة صحيحة.
- قراءة الكتب التي تناسب عمر الطفل وتسميعها على الوالدين.
- استطاعة طرح الأسئلة.
- إمكانية التحدث بشكل مستمر، وإمكانية محادثة الأصدقاء.
- تجربة الكلمات والمصطلحات الجديدة.
- إمكانية إثبات الذات وذلك من خلال التحدث.
علامات تأخر النمو في مرحلة رياض الأطفال
هناك بعض العلامات التي تظهر على طفل رياض الأطفال وتدل على التأخر في النمو ومنها:
- الشعور بعدوانية وخجل والخوف عند الأطفال.
- الشعور بقلق مبالغ وذلك عند انفصاله عن الوالدين.
- عدم التعاون والمشاركة مع الآخرين.
- لا وجود لأي اهتمامات.
- لا يستطيع أن يتواصل مع الآخرين بصريًا.
- لا يستطيع نطق اسمه كاملًا.
- نادرًا ما يتظاهر ويتخيل.
- لا يستطيع التعبير عن مشاعره ويكون حزينًا غالبية الوقت.
- توجد لديه مشاكل في إتمام أموره الشخصية.
- تشتت الانتباه عند الأطفال وعدم التركيز في أداء المهمات لأكثر من خمس دقائق.
العوامل التي تؤثر إيجابًا على تربية الطفل
هناك العديد من العوامل التي تؤثر إيجابًا على تربية الطفل ومنها:
- توفير العديد من الألعاب الهادفة داخل الروضة.
- تدريب المعلمات على أساليب رعاية الطفل.
- التعامل مع الأطفال بلطف والابتعاد عن سلوك القسوة والعنف.
- عدم التدليل بدرجة مبالغ فيها، لأن هذا من أسباب قلة ثقة الطفل بنفسه ويفسده.
- تعليمه كيفية الاعتماد على النفس.
- إبعاده عن أصدقاء السوء، واختيار الصحبة الصالحة له.
- الاقتراب منه وعدم الابتعاد عنه.
- عدم النقاش بشكل حاد وعال بجانبه وتوفير جو هادئ له.
دور مشاركة روضة الأطفال والأسرة في تربية الطفل
تقدم الروضة الرعاية الكاملة التي يحتاجها الطفل، فهي تحتوي على نشاطات متنوعة، كما أنها تحث الآباء على المشاركة الفعالة في البرامج الخاصة بها، وهذا ما يجعل الروضة ترتقي بمستوى الأطفال بسبب التعاون بين الأطفال والآباء والمعلمين، فعملية الترابط تلك هي من العمليات التي تحث على تنمية قيم الطفل من أجل تحقيق النمو المنشود له، فعندما يقضي وقته بين الروضة والبيت فإن هذا يدل على التشارك، مما ينمي خطط عمل تربوية جديدة ويسد الفجوات التي يمكن أن تتواجد في تربيته.
أساليب التعليم في مرحلة رياض الأطفال
هناك العديد من الأساليب الخاصة بالتعلم التي يجب على المعلمات توظيفها لتعليم أطفال الروضة ومنها:
- تمكين الطفل من ممارسة الألعاب التي يمكنها أن تحقق أهدافه وتخرج الطاقة الخاصة بمرحلة نموه.
- تزويد الأطفال ببعض الخبرات من خلال اصطحابهم في الرحلات، وهذا ما يزيد قدرتهم على التوازن والملاحظة.
- المحاكاة من خلال تعليمهم تقليد زملائهم والمعلمات؛ لأن هذا ينمي مهاراتهم ويحسن من قاموسهم اللغوي.
- توجيه الأسئلة إليهم دائمًا؛ لأن هذا يلفت انتباههم، ويقوي نقاط الضعف لديهم ويبرزها.
- تعليمهم التعامل مع المشكلات وحلها بكل ما يناسب عمره.
برنامج مقترح لرياض الاطفال
من أفضل البرامج التي ينجذب إليها الطفل في مرحلة رياض الأطفال هي البرامج التي تحتوي على اللعب والتعلم، وذلك من خلال برنامج يحتوي على ما يلي:
- رواية قصص للأطفال.
- تعليمهم الرسم بالمعجون والألوان.
- تعليمهم بعض الألعاب الترفيهية والبدنية كالتسلق والركض والجري.
- تعليمهم صور الحيوانات والطيور والمناظر الطبيعية.
- تعليمهم بعض الأناشيد والرقصات الخفيفة.
- اصطحابهم في بعض الرحلات وأخذ بعض الوجبات البسيطة معهم.
كيفية التعامل مع الطفل العدواني
هناك بعض الأطفال العدوانيين الذين يلزم التعامل معهم بطريقة معينة، وتتمثل في فهم الأسباب التي دعت إلى تكوين ذلك السلوك العدواني، والدخول في بيئة الطفل ومحاولة فهمها للوصول إلى الدوافع التي تحثه على التعامل بعنف، مع ضرورة تعليمه كيف يتعامل مع زملائه برفق ولين.
مهارات يجب اكتسابها قبل مرحلة رياض الأطفال
هناك بعض المهارات التي يجب اكتسابها قبل الدخول لمرحلة رياض الأطفال وهي:
- مهارة التواصل: حيث يكون على الطفل تعلم من خمس إلى ست كلمات ونطقهما بشكل صحيح.
- مهارة العد: يجب على الطفل تعلمها قبل دخول الروضة بحيث يستطيع العد من 1 إلى 10.
- مهارة التمييز: وهي من المهارات التي تعلم الطفل التمييز بين الخيال والحقيقة عندما يستمعون إلى القصص.
نصائح للمعلم والوالدين
هناك العديد من النصائح التي يجب أن يتبعها كل من المعلمات والوالدين عندما يتعاملون مع طفل الروضة وهي:
- التفاعل مع الطفل بشتى الطرق والوسائل المختلفة.
- الاهتمام بكل ما يفعله من أجل تعزيز السلوك الإيجابي.
- تحفيزه على البحث والاكتشاف وإتاحة المجال له.
- مكافأته عند قيامه بالسلوكيات الصحيحة وتشجيعه على تكرارها.
- تقديره على ما يقوم به من أعمال صالحة وإبداء الإعجاب به.
- إظهار الاحترام والحب للطفل والتعامل معه بإخلاص وحنية.
في الختام، فقد تعرفنا على أهمية مرحلة رياض الأطفال أو مرحلة وقتما قبل المدرسة وكيف أنها من أهم المراحل التي يجب على أولياء الأمور ومعلمات رياض الأطفال الاهتمام بها؛ لتنشئة الطفل تنشئة صحيحة وتدريبه على السلوكيات والآداب الحميدة لكي يكون طفلًا مهذبًا وصالحًا ذو قدرات مميزة فينفع مجتمعه وأمته في المستقبل.