أمراض الحمل والولادةمشاكل الحمل

نزول المشيمة في الشهر الثامن هل يؤدي إلى الإجهاض؟

في العديد من الأحيان قد تطرأ بعض المشكلات الخطيرة خلال فترة الحمل، والتي بدورها قد تُثير القلق والخوف في النفس جرّاء جهلها، لذا عليكِ بالانتباه لظهور أيٍ من الأعراض جيدًا تجنبًا للمضاعفات، ومن هذه الأمور العارضة نزول المشيمة في الشهر الثامن، والآن قد يبدو لكِ الأمر صارخًا من الخارج ولكن هل تعلمين ما يُكنه هذا المصطلح بين ثنايا حروفه من الأساس؟، هذا ما سوف نقدمه لكِ بين طيات السطور التالية.

ما يعنيه مصطلح نزول المشيمة في الشهر الثامن

بدايةً، يتمثل دور المشيمة في تغذية الجنين من خلال إمداده بالغذاء وكذلك الأكسجين عبر الحبل السري، ولا يقتصر الأمر عند ذلك فحسب، بل تساهم أيضًا في التخلص من فضلاته من خلال نقلها خارج الرحم، وعادةً ما تنمو تحديدًا في الجزء العلوي لبطانة الرحم، ولكن في بعض الحالات قد يختلف مكان النمو لتُزاح بعيدًا متجهة لفتحة عنق الرحم.

الكثير منّا قد يراوده التساؤل حول مشكلة نزول المشيمة في الشهر الثامن في كلًا من حالتيها المنزاحة والمنخفضة على حدٍ سواء، فكلاهما مشكلة بعينها وخاصةً إذا استمرت طوال فترة الحمل وصولًا للشهر الثامن، عندها يصبح العلاج منها أمرًا صعبًا نسبيًا، إذ يتمثل نزول المشيمة في كَونها كغطاء لعنق الرحم جزئيًا كان أو كاملًا أوهامشيًا في بعض الحالات، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مضاعفات أخرى تتمثل في النزيف الحاد أثناء الولادة، أو التسبب بحدوث ولادة مبكرة، فضلًا عن حجب فرصة الولادة الطبيعية واللجوء إلى الولادة القيصرية لا محالة.

تأثير نزول المشيمة في الشهر الثامن على الجنين 

في حالة إذا كنتِ تعانين من المشيمة النازلة في الشهر الثامن فلا بد لكِ من المتابعة الروتينية بصفة مستمرة مع الطبيب المختص، حتى تكونين بمنأى عن التعرض للمضاعفات الجثيمة التي قد تعرض حياتكِ وحياة جنينك للخطر، وتتمثل هذه التأثيرات فيما يلي:

التعرض للنزيف المهبلي

قد تتسبب مضاعفات نزول المشيمة في الشهر الثامن بدون نزيف في التعرض للنزيف الحاد أثناء الولادة أو ما يسبق تلك المرحلة بساعات قليلة.

خطر الولادة المبكرة 

لا يقتصر الأمر على مضاعفات فترة الولادة فقط، بل قد تصل أحيانًا إلى تعزيز فرصة التعرض للولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين المصاحبة للنزيف الشديد، الأمر الذي بدوره يجعل من إجراء عملية الولادة القيصرية بصورة عاجلة أمرًا حتميًا.

الأوضاع المختلفة لنزول المشيمة في الشهر الثامن 

الأوضاع المختلفة لنزول المشيمة في الشهر الثامن تنحصر أوضاع المشيمة النازلة في الشهر الثامن في أوضاعٍ عدة، فإما أن يكون نزول المشيمة بشكل جزئي أو كلي أو هامشي، ولكلٍ منهم الوضع الخاص به، والذي يتمثل فيما يلي:

نزول المشيمة جزئيًا 

في هذا الوضع يمكن اعتبار المشيمة كغطاء جزئي للفتحة الخاصة بعنق الرحم، إذ تتصدر المشيمة الوضع الأمامي للجنين، وهنا يمكننا التنويه للإجابة عن سؤالكِ الذي لا طالما زلتِ تبحثين عنه مرارًا، ألا وهو “هل ترتفع المشيمة في الشهر الثامن؟”، استنادًا للأبحاث المتنوعة والدراسات التي تم إجرائها في ذلك الأمر، فيمكننا الجزم بازدياد الاحتمالية لارتفاع المشيمة لأعلى عنق الرحم ثانيةً بنسبة كبيرة مع تقدم شهور الحمل حتى الوصول للشهر الثامن، فبعد ذلك لا يمكن رجوعها للوضع الطبيعي مرة أخرى.

نزول المشيمة كاملة

هنا لم يتقصر الأمر على تغطية جزء من عنق الرحم فقط، بل يصبح العُنق مُغطى بالكامل بالمشيمة النازلة، والذي قد يؤدي بدوره إلى إخفاء جرح الولادة القيصرية الأولى في أحيانٍ كثيرة.

 المشيمة النازلة الهامشية 

يمكن أيضًا تسمية هذا النوع بالمشيمة المنخفضة، وفي هذا الوضع لم يتسنى للمشيمة تغطية عنق الرحم بأي شكل على الرغم من اقترابها من الفتحة.

أعراض المشيمة المتقدمة في الشهر الثامن 

لتجنب كافة المخاطر المصاحبة لنزول المشيمة في الشهر الثامن لا بد من تدارك الموقف في الوقت المناسب، ولا يتم ذلك سوى بملاحظة أعراض نزول المشيمة في الشهر الثامن، والتي تتمثل فيما يلي:

  • حدوث نزيف رحمي مهبلي من خلال ملاحظة نزول دم أحمر في الشهور الأخيرة من الحمل.
  • الشعور بالتشنجات والألم، وعلى قدر ندارة حدوث هذا العَرَض، إلا أنه لا ينفي ذلك احتمالية التعرض له.
  • ترسخ رأس الجنين في الجزء العلوي للرحم في حين ثبوت الحوض في الجهة السفلية.

أسباب نزول المشيمة في الشهر الثامن 

قد يكون السبب وراء نزول المشيمة في الشهر الثامن بدون نزيف مجهولًا، ولكن لا ينفي ذلك وجود بعض الأسباب التي قد تساهم بصورة كبيرة في تعزيز فرص التعرض لذلك الخطر، ألا وهي:أسباب نزول المشيمة في الشهر الثامن 

  • إجراء عملية ولادة قيصرية سابقة أو التعرض لنزول المشيمة سابقًا.
  • الحمل في سن متأخرة أي ما بعد 35 عامًا، أو الإصابة بسكري الحمل وضغط الدم.
  • التعرض لأيٍ من مشاكل الرحم سابقًا وإجراء العمليات، مثل الخضوع لجراحة الأورام الليفية، أو الكشط، أو الإجهاض أو حتى عملية التحفيز الصناعي للولادة.
  • ممارسة التدخين أو تعاطي الكوكايين أثناء فترة الحمل.
  • تضخم المشيمة وتفوق حجمها عن المعدل الطبيعي كنتيجة لحدوث الحمل بتوأم، عندها تضطر المشيمة لاستيعاب كم أكبر من الغذاء والأكسجين اللازم للجنين.
  • قد يكون أيضًا السبب في نزول المشيمة في الشهر الثامن وجود تشوه خلقي في هيئة الرحم.
  • تضاعف المجهود المبذول من قِبل المرأة خلال فترة الحمل وعدم الحصول على القدر الكافي من الراحة.

مخاطر نزول المشيمة في الشهر الثامن 

في بعض الأحيان قد تمر فترة الحمل بسلامة دون التعرض لأي مخاطر تبعًا لنزول المشيمة بالشكل الجزئي منها أو الكلي أو حتى الهامشي، ولكن على النقيض تمامًا، فقد تحدث بعض المضاعفات في أحيانٍ أخرى تقود بحياة الأم والطفل للخطر، ومنها ما يلي:

  • قد تتسبب في زيادة احتمالية التعرض لتمزق الأغشية المبكر، وهذا الأخير يساهم في حدوث الولادة المبكرة تبعًا.
  • تعود المشيمة النازلة بانعكاس سلبي على نمو الجنين، الأمر الذي يتسبب في انخفاض نموه عن المعدل الطبيعي بصورة واضحة.
  • التأثير السلبي على الحالة النفسية للمرأة الحامل.
  • يعد الخطر الأكبر ضمن مضاعفات نزول المشيمة هو التعرص للنزيف، وبالتالي الخضوع لعملية الولادة القيصرية، بل وفي بعض الأحيان قد يتطلب استئصال الرحم جرّاء ذلك.

علاج المشيمة النازلة في الشهر الثامن 

قد يكون الإجراء الوحيد لعلاج نزول المشيمة في الشهر الثامن هو الخضوع للولادة القيصرية، ولكن ماذا لو لم يكتمل نمو الجنين ولم يتجاوز فترة الـ 36 أسبوعًا الأمنة؟، عندها يصبح العلاج أمرًا حتميًا لا بد من السير باتجاهه، إذ تنحصر طرق العلاج لنزول المشيمة بشكل كامل فيما يلي:

  • تناول الأدوية التي تقف بصّدد التعرض لخطر الولادة المبكرة ومنع حدوثه.
  • الحرص على تناول الأدوية التي تُحفز من استمرارية الحمل والوصول به لمرحلة الأمان وتجاوز الـ 36 أسبوع، مع الحرص على استشارة الطبيب المختص بالحالة في ذلك.

أما في حالة إذا كان نزول المشيمة جزئيًا أو هامشيًا فعليكِ بالابتعاد عن ملامسة داخل المهبل بأي وسيلةٍ كانت سواءً بغسله أو استعمال السدادات القطنية أو حتى ممارسة العلاقة الحميمة.

نصائح التعامل مع المشيمة المتقدمة 

نصائح التعامل مع المشيمة المتقدمة إذا ثبُتت وضعية المشيمة متقدمة في الشهر الثامن فعندها يتحتم عليكِ الأخذ ببعض النصائح، والتي قد تجنبكِ التعرض لأيٍ من نوارس ذلك الخطر، وتتمثل هذه النصائح فيما يلي:

  • عليكِ التمتع بالراحة التامة والبعد كل البعد عن الأعمال الشاقة التي تتطلب مجهودًا إضافيًا.
  • تجنبًا لخطر التعرض للنزيف الشديد في الشهور الأخيرة من الحمل فلا بد لكِ من تقليل أداء العلاقة الجنسية، وحتمًا ينصح الطبيب بذلك.
  • تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بانتظام تحت إشراف الطبيب المختص بالحالة خلال فترة الحمل.
  • الابتعاد عن الرحلات والسفر لمسافات طويلة وكذلك قيادة السيارة.
  • البعد عن مصادر القلق وتجنب التعرض لأي ضغوطاتٍ كانت.

ختامًا، فلقد أصبحتِ الآن على قدرٍ كبيرٍ من العلم بما يعنيه مصطلح نزول المشيمة في الشهر الثامن، فلم تعد لنوبات القلق مكانٍ قط بمجرد سماع تلك الجملة حتى وإذ لم ترتفع المشيمة لموضعها الطبيعي، فلا طالما لم تتواجدي ضمن منطقة الخطر والمضاعفات مع استمرارية النمو الطبيعي للجنين فلا بأس بفترة الحمل مع اتخاذ القرار المناسب نحو إجراء الولادة القيصرية فقط، عندها ستنعمين برؤية طفلكِ سالمًا بعيدًا عن المخاطر.

المصادر:

مديسين نت

وات تو إكسبكت

هيلث لاين

زر الذهاب إلى الأعلى