أمراض الحمل والولادة

نزول المشيمة في الشهر الخامس وأثرها على جنينك

تفاجأ العديد من السيدات من نزول المشيمة في الشهر الخامس أو في أشهر الحمل الأخرى بعد إجرائها للفحص الطبي، مما يدعوهم للقلق على حملهم، وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك الوضع على صحة جنينها؛ باعتبار أن المشيمة العضو المسئول عن تكون الجنين وتطوره حتى الولادة، فإذا كنتِ تعانين من هذه المشكلة أيضًا وترغبين في معرفة أسباب نزول المشيمة في الشهر الخامس من الحمل، ومدى تأثيرها عليكِ وعلى جنينك، وكيفية علاجها أو التعامل معها؟، تابعي معنا.

نزول المشيمة في الشهر الخامس

المشيمة: هي الكيس المسئول عن مد الجنين بالأكسجين والطعام داخل الرحم، عن طريقها يتم إزالة الفضلات الموجودة بدم الجنين، وترتبط بجدار الرحم لتُشكّل ما يعرف بالحبل السري للجنين، وتلتصق المشيمة عادةً بالجزء الجانبي، أو العلوي، أو الجانبي، أو الأمامي من الرحم، ويندر نزول المشيمة في الشهر الخامس من الحمل أو بأي شهر أخر إلا في بعض الحالات الخاصة أو عوامل قوية أدت إلى ذلك، ونزول المشيمة يعني تغطية عنق الرحم إما بشكل جزئي أو كلي وسنذكر خطورتهم فيما بعد، ولكن هل يمكن أن يُسبب ذلك خطر على صحتك وصحة جنينك؟، هذا ما سنخبرك به بالتفصيل فيما يأتي.

أسباب نزول المشيمة في الشهر الخامس

تتعدد أسباب هبوط المشيمة في الشهر الخامس، وقد تكون ناتجة عن قيامك ببعض العادات الخاطئة أثناء فترة الحمل، أو نتيجة التغيرات الجسدية أو الفسيولوجية والتي تحدث رغمًا عنك، والآن إليك قائمة بأشهر أسباب نزول المشيمة في الشهر الخامس والتي يمكن إيجازها بالتالي:

  • إصابة الرحم ببعض الندوب الواضحة؛ نتيجة عمليات جراحية سابقة بالرحم، مما يؤثر على وضعية المشيمة.
  • إجراء ولادة قيصرية سابقة، أو إجهاض سابق مع حدوث بعض الالتصاقات بالرحم.
  • تقارب فترات الولادة القيصرية بين السابقة والأخرى.
  • حملك بتوأم أو أكثر يعد من أهم أسباب هبوط المشيمة في الشهر الخامس من الحمل أو في الأشهر الأخيرة ما قبل الولادة.
  • تعرضك لهبوط المشيمة في حملك السابق، حيث يمكن أن تتعرضين لذلك في كل مرة تحملين بها إذا لم تعالجي المشكلة من جذورها مع الطبيب المختص.
  • مجهود بدني شديد يؤثر على الرحم، حيث الضغط المتزايد أو زيادة ضربات القلب الناتجة عن المجهود المبذول يؤثران على الأداء الوظيفي للمشيمة أو تغيير موضعها.
  • إصابتك بمرض السكري سواء وراثيًا أو أثناء الحمل، ويعد ارتفاع ضغط الدم من أسباب هبوط المشيمة أيضًا.
  • يشاع حدوث هذه المشكلة بين السيدات المتقدمين في العمر بداية من 35-40 عامًا أو أكثر، حيث يهبط الأداء الوظيفي للرحم كلما تقدمت في العمر.
  • إجراء التلقيح الاصطناعي، أو استخدامك للكوكايين والتدخين بإسراف.
  • وجود مشكلات في الرحم قبل حدوث الحمل، مثل تغيير وضعيته أو أنه في مسار غير طبيعي أو صحي لحدوث الحمل واكتماله بشكل صحيح.

اعراض نزول المشيمة في الشهر الخامس

بعد تعرُفك عزيزتي الأم عن أهم الأسباب المؤدية إلى هبوط المشيمة في الشهر الخامس، نقدم لكِ أهم أعراضها، وحين ملاحظة أيًا منها يجب استشارة الطبيب المختص لمتابعة الحالة وتشخيص إلى أي مدى توصل هذا الهبوط ومدى تأثيره على صحتك وصحة جنينك، وتتلخص تلك الأعراض في التالي:اعراض نزول المشيمة في الشهر الخامس

  • شعورك بألم شديد بمنطقة أسفل البطن، أو الرحم وقد تكون مصحوبة بتقلصات.
  • تعرضك لنزيف دون أي سبب معلوم يشير إلى هبوط المشيمة، ويتوقف ذلك النزيف ويعود مرة أخرى بعد أسابيع أو بضعة أيام فقط.
  • تعرضك لنزيف بعد الجماع مباشرة، دلالة على تغير وضع المشيمة ويجب استشارة الطبيب فور حدوث ذلك للتأكد من وضعية المشيمة الصحيحة.
  • شعورك بألم بمجرد لمسك للرحم، مما يعني أنه في غير وضعيته الصحيحة.
  • الشعور بألم مفاجئ بمنطقة أسفل الظهر أو الظهر بالكامل، وفي البطن أيضًا.
  • ملاحظة أن جدار الرحم أصبح أكثر صلابة عن كل مرة تلمسينه فيها، يعد من أشهر اعراض نزول المشيمة في الشهر الخامس.

نزول المشيمة بدون نزيف

ذكرنا سابقًا أن تعرضك للنزيف دون داعٍ أو بعد ممارستك الجماع مباشرة دلالة على نزول المشيمة في الشهر الخامس، لكن يختلف الحمل من سيدة لأخرى، حيث لكل منهما حالاتهم الصحية الخاصة أو حسب حالة حملهم، فيمكن أن تتعرضين إلى نزول المشيمة في الشهر الخامس بدون نزيف يدل على ذلك، وتعتقدين حينها بأن حملك يسير بشكل صحيح دون حدوث مشاكل، ولذلك ننصح بالمتابعة الدورية كل شهرين كحد أقصى مع الطبيب المختص؛ للاطمئنان على الرحم ووضعية المشيمة في حال نزولها دون حدوث نزيف يدل على ذلك.

أوضاع نزول المشيمة في الشهر الخامس

تتعدد أوضاعها؛ بداية من النزول البسيط حتى النزول الشديد، ولكل منهم مخاطره وأثره عليكِ وعلى جنينك، بالإضافة إلى تحديد نوع ولادتك طبيعية كانت أو قيصرية، وتتلخص هذه الوضعيات في التالي:

النزول الهامشي

يعد من أنواع نزول المشيمة البسيط، حيث تتخذ المشيمة وضعيتها أسفل الرحم مما يتسبب في الضغط على عنق الرحم لكن بشكل طفيف، ولا تؤثر على الرحم بشكل كلي أي لا تغطي عنق الرحم لا بشكل جزئي أو كلي، بل تغطي الهوامش فقط، والتي يتم التعامل معها بسهولة بالتدخل الطبي، ولا تؤثر على الولادة الطبيعية.

النزول الجزئي

يتشابه هذا النزول مع النوع السابق من حيث درجة الأمان؛ فالهبوط الجزئي يعني تغطية المشيمة لجزء بسيط من الرحم قد يكون بعيد عن العنق أو قريب منه لكن لا يضغط عليه بشكل مؤثر، وبالرغم من عدم خطورته إلا أنه يؤثر على الولادة، لكن من الأمور الجيدة أن احتمالية الولادة الطبيعة بشكل آمن كبيرة جدًا أثناء الهبوط الجزئي؛ حيث أكد الكثير من الأطباء أن الهبوط الجزئي يمكن أن يرتقع مرة أخرى مع التقدم في الحمل.نزول نزول المشيمة في الشهر الخامس بشكل جزئي

النزول الكامل

يعد من أخطر أنواع نزول المشيمة في الشهر الخامس؛ لأنه يغطي الرحم بالكامل خاصةً العنق مما يعمل على انسداده وعرقلة عبور الأكسجين والطعام اللازم لنمو الجنين داخل الرحم، مما يتسبب في وفاته أو إجهاضه أو ولادته في غير موعده، وحينها يتم اللجوء للولادة القيصرية فورا.

مخاطر نزول المشيمة في الحمل

بمجرد هبوط المشيمة في الشهر الخامس أو بأي شهر طوال فترة الحمل، يحدث عدة أضرار أو مضاعفات لكِ ولجنينك، وتتمثل هذه المضاعفات لكل منكما على النحو التالي:

تأثيرها على الجنين

هبوط المشيمة بمختلف أوضاعها سابقة الذكر تؤثر على الجنين بشكل كبير، فكما ذكرنا سابقًا ان المشيمة هي المسئولة عن تغذية الجنين وإبقائه على قيد الحياة بالرحم طوال فترة الحمل لذلك أي خلل يحدث للمشيمة يعني حدوث خلل في الحمل بأكمله، ومن أهم هذه المخاطر:

  • الولادة المبكرة، ويمكن أن تكون بوقت أبكر عن المتوقع، وقد يكون بالشهر الذي حدث فيه الهبوط سواء الشهر الخامس أو التالي له.
  • معاناة الجنين من مشاكل صحية بعد الولادة، بالرغم من ولادته في موعده الطبيعي، حيث يحتاج بعد الولادة الدخول إلى العناية المركزة.
  • توقف نمو الجنين، أو ولادته مشوهًا؛ نتيجة عدم اكتمال مراحل تكونه لنقص الطعام اللازم لتكوين أطرافه وأعضائه بشكل صحيح.
  • تعرض جنينك للإجهاض فور حدوث الهبوط، أو الاختناق والوفاة؛ نتيجة عدم وصول الأكسجين والطعام له عبر المشيمة لانسدادها أو هبوطها.

تأثيرها على الأم

نادرًا ما يؤدي هبوط المشيمة إلى وفاة الأم، لكن بجانب ذلك يؤثر ذلك الهبوط بشكل كبير عليها سواء قبل الولادة أو بعد الولادة، وتتمثل هذه الأضرار في التالي:

  • تعرضك لنزيف حاد ومؤلم، وينقطع ويعود مرة أخرى بعد أسابيع أو أيام مما يؤثر على صحتك، وتحتاجين حينها نقل الدم لتعويض هذا النزيف.
  • تمزق الأغشية نتيجة الضغط أو انسداد الرحم مما ينتج عنه الولادة المبكرة أي الولادة قبل موعد المخاض الطبيعي.تأثير نزول المشيمة في الشهر الخامس على الأم
  • الحاجة إلى خضوعك لعملية قيصرية للحاق بجنينك وإنقاذه من الموت.
  • زيادة خطر تعرضك للإصابة بالمشيمة الملتصقة؛ أي التي ترتبط مباشرة بجدار الرحم، وجدير بالذكر بأن الموضع الطبيعي للمشيمة يجب أن يكون أعلى الرحم وبعيدًا عنه.
  • تعرضك للدوار المستمر، وإصابتك بفقر الدم أو الأنيميا نتيجة النزيف، مما يؤثر على صحتك البدنية وضعفك طوال فترة الحمل.
  • خطورة صعوبة السيطرة على ذلك الهبوط خاصة إذا كان هبوط كلي المُسبب للنزيف؛ مما ينجم عنه ضرورة استئصال الرحم.

علاج نزول المشيمة في الشهر الخامس

حتى الآن لا يوجد علاج محدد لعودة المشيمة إلى وضعها الصحيح مرة أخرى، حيث يتم التعامل مع ذلك الهبوط حسب خطورته أو المدى الذي توصل إليه بالتدخل الطبي الجراحي، أو الانتظار حتى تعود المشيمة إلى وضعها الصحيح مرة أخرى من تلقاء نفسها، لذلك سنخبرك بأهم الإرشادات التي عليكِ اتباعها لمساعدة المشيمة على الارتفاع مرة أخرى أو التعامل معها بشكل صحيح في حين فشل رجوعها مرة أخرى كما مذكور بالسطور التالية لتجنب حدوث أي مضاعفات:

  • تأكدي من حصولك على الراحة التامة بشكلٍ كافٍ، حيث الاستلقاء لفترات طويلة على ظهرك مع تغيير أوضاع الاستلقاء.
  • تناولي أكبر كمية من المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب، بالإضافة إلى الركام الصحية لتحسن حالة الرحم والمشيمة وحماية الجنين.
  • عليكِ المتابعة الدورية مع طبيبك بمجرد تعرضك إلى نزول المشيمة في الشهر الخامس؛ للاطمئنان على صحة الجنين ومتابعة مدى هبوط المشيمة.
  • حاولي التقليل من التوتر أو التفكير الزائد حول هبوط المشيمة؛ لأن ذلك يساعد على حدوث اضطرابات أخرى قد تزيد الأمور سوءً.
  • امتنعي تمامًا عن أي مجهود كحمل الأثقال، صعود درج مرتفع، المهام اليومية كأعمال المنزل وغيرها؛ حتى لا تزيدي من معدل نزول المشيمة.
  • تجنبي أيضًا السفر لمسافات طويلة.
  • امتنعي تمامًا عن الجماعة أي الممارسة الجنسية بمجرد تعرض المشيمة إلى الهبوط؛ حتى لا تزداد الأمور سوءًا، وتقليل فرصة ارتفاعها مرة أخرى.

أسئلة شائعة

نعلم عزيزتي الأم أنه يدور بذهنك الآن العديد من الأسئلة حول المشيمة النازلة في الشهر الخامس من الحمل، والتي تزيد من التوتر والقلق والخوف لديكِ على الحمل وصحة الجنين، ومن أهم الأسئلة حول نزول المشيمة أثناء الحمل تتلخص فيما يلي:

متى يمكن أن ترتفع المشيمة مرة أخرى؟

ذكرنا سابقًا أن فرصة ارتفاع المشيمة إلى وضعها الصحيح مرة أخرى إذا كان الهبوط جزئي أو بسيط، حيث يتمدد بشكل طبيعي كلما تقدمتِ في الحمل مع كبر الرحم والجنين، فيؤدي ذلك إلى انطلاقه مرة أخرى إلى مكانه، ومن الأعراض الشائعة الدالة على ارتفاع المشيمة: قلة النزيف واختفائه تدريجيًا، عدم شعورك بأي آلام بمجرد لمس البطن أو الرحم، ويحدث ذلك عادةً بالثلث الثالث من فترة الحمل.متى يمكن أن ترتفع المشيمة مرة أخرى؟

هل كثرة الجلوس يؤثر على المشيمة؟

عزيزتي الأم، في حال انخفاض معدل نزيفك أو أنه لا يدعو للخطر بعد الإجراءات الطبية، فإننا ننصح ببقائك في الفراش، ومحاولة التقليل من الحركة، وتجنب الوقوف كثيرة قدر الإمكان، والتوازن بين فترات الجلوس قدر الإمكان أيضًا: حتى لا تتفاقم الحالة ويزيد معدل النزيف.

هل يسبب نزول المشيمة ألم شديد أسفل البطن؟

نعم عزيزتي الأم، حيث تعد الآلام الشديدة أسفل منطقة البطن بالقرب من الرحم، أو آلام اسفل الظهر من أشهر أعراض نزول المشيمة في الشهر الخامس أو بالأشهر الأخرى من الحمل، وتكون هذه الآلام مصحوبة ببعض التقلصات أو التشنجات بالبطن.

هل هناك فرصة للولادة الطبيعة في حالة نزول المشيمة؟

نعم هناك فرصة كبيرة على خضوعك للولادة الطبيعية في حال تعرضك للمشيمة المنزاحة بشكل، لكن المسئول عن تحديد هذا الأمر الطبيب المختص بك، بناءً على تشخيص نوع الهبوط الذي تعاني منه سواء بسيط، جزئي، شديد، وحينها يحدد لك طريقة الولادة اللازمة، ويصعب الولادة الطبيعية حيث يمكن أن تكون مستحيلة في حال إذا كان الهبوط كلي تمامًا، او بحالة متأخرة، حينها يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية مباشرة.

هل يوجد علاج أو عملية لرفع المشيمة؟

لا، فكما ذكرنا سابقًا أنه حتى الآن لم يصل الأطباء إلى العلاج الأمثل لمعالجة هذه المشكلة، لكنهم ينصحون باتباع بعض الإرشادات التي تساعد بشكل كبير على تحسين وضعية المشيمة والتقليل من المخاطر التي يمكن أن تنتج عنها وأهمها: حصولك على الراحة التامة تمامًا، والانتظار لحين تغير وضع المشيمة بالمتابعة مع الطبيب. وغيرهم من الإرشادات سابقة الذكر.

أخيرًا، نكون توصلنا عزيزتي الأم لنهاية موضوعنا نزول المشيمة في الشهر الخامس من الحمل، وما الأسباب المؤدية لذلك، وكيفية التعامل مع ذلك الهبوط لتجنب مخاطره سابقة الذكر، وننوه على ضرورة إبلاغ الطبيب المختص بك في حال تعرضك إلى نزيف دون داعِ خاصةً إذا كان هذا النزيف غزير عن المعدل الطبيعي؛ للاطمئنان على الجنين والرحم ووضعية المشيمة لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة مبكرًا.

المصادر:

هيلث لاين

وات تو إكسبكت

مايو كلينيك

زر الذهاب إلى الأعلى