مشاكل الحمل

هل نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن خطرًا على الأم والجنين؟

في بعض الحالات قد يحدث نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن؛ مما يسبب هلعاً للمرأة والزوج، فهل يمكن أن تتسبب العلاقة الحميمية في أي ضرر للحامل؟ تعرفي معنا من خلال هذا الموضوع على أسباب نزول الدم بعد العلاقة الحميمة وهل يؤثر على الجنين أم لا؟

هل من الطبيعي نزول دم بعد ممارسة الحميمية خلال الحمل؟

يعتبر نزول بعض الدم أثناء الأسابيع الأولى من الحمل من الأمور الطبيعية التي لا تسبب قلق أو خوف، بينما بعد مرور خمس شهور يكون نزول الدم أمرٌ يستلزم المتابعة لدى الطبيب المعالج، أما نزول دم أثناء الحمل في الشهر الثامن بعد العلاقة الزوجية سواء: كان بقعًا صغيرة أو كمية كبيرة، فهو أمرٌ غير طبيعي ولا يمكن تجاهله، ويجب على الفور الرجوع إلى الطبيب المعالج والتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة لحين استشارة الطبيب.

ما مدى تأثير نزول دم بعد العلاقة الحميمية على الجنين؟

بدايةً لا يوجد هناك داعي للقلق من ممارسة العلاقة الزوجية، فهي لا تسبب أي أضرار أو تأثيرات سلبية على الجنين أو الحمل بشكل عام، فقد أحيط الجنين بكمية كبيرة من السائل الأمنيوسي ويرقد بأمان داخل كيس الحمل في الرحم، كما أن عنق الرحم يكون مغلقاً تماماً بحشوة مخاطية؛ لذلك من المرجح أن يكون جسم المرأة الحامل هو مصدر الدم وليس له علاقة بالحمل أو الجنين.

ما أسباب نزول الدم بعد العلاقة الزوجية أثناء الحمل؟

عادةً ما تكون حساسية عنق الرحم الشديدة هي أحد أسباب نزول الدم بعد ممارسة العلاقة الزوجية خلال شهور الحمل، وتعود أسباب زيادة تحسس منطقة عنق الرحم إلى الأمور التالية:

كثرة التغذية الدموية

عندما يرتفع معدل تدفق الدم إلى عنق الرحم والمهبل بعد حدوث الحمل، فإنه قد يُحدث بعض الضغط على هذه المنطقة أثناء ممارسة العلاقة الحميمية؛ مما قد يؤدي إلى نزول بعض الدماء أو الإصابة بنزيف محدود.

زيادة عدد الشعيرات الدموية

من أهم التغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل أنه يتم تكوين الكثير من الشعيرات الدموية؛ حتى تلبي الاحتياجات المتزايدة للتغذية الدموية للجنين والرحم، والتي تكون كثيرة في منطقة المهبل وعنق الرحم، وتتميز بجدارها الرقيق جداً، والذي يمكن أن يتمزق عند الإيلاج أو دخول العضو الذكري إلى المهبل خلال ممارسة العلاقة الحميمية.

وجود زوائد في عنق الرحم

هذه الزوائد قد تنمو داخل منطقة عنق الرحم؛ نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين في الدم، وتكون عبارة عن زوائد رقيقة جداً قد تتسبب في الإصابة بنزيف عند الضغط عليها أثناء ممارسة العلاقة الزوجية خلال الحمل في الشهر الثامن.

وجود زوائد في عنق الرحم

مشاكل في المشيمة

قد تتعرض المشيمة لبعض المشاكل عندما تكون أقل من حجم الجنين داخل الرحم؛ مما يؤدي إلى انفصال المشيمة وخروجها من جدار الرحم محدثًا بعض النزيف، وهذا ما يسمى بالمشيمة المنزاحة.

تمزق الرحم

من بين الأسباب التي تؤدي إلى نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن تمزق الرحم، وهو من الأسباب الأكثر خطورة والتي يجب على الفور الذهاب للطبيب؛ حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لحماية الجنين.

إجراء فحص مهبلي

في بعض الأحيان قد يتسبب إجراء فحص داخلي للرحم من خلال المهبل في الإصابة بالنزيف، بالإضافة إلى أن ممارسة الجماع بكثرة وببذل مجهود كبير أيضاً، يؤدي إلى نزول دم في الشهر الثامن من الحمل؛ حيث تكون هذه المنطقة أكثر حساسية في الشهور الأخيرة.

هل يمكن للجماع أثناء الحمل أن يسبب الإجهاض؟

من الأمور المستبعدة تماماً أن يكون الجماع أحد أسباب الإجهاض، لكن إذا مرت المرأة بأحد تجارب الإجهاض السابقة أو إصابتها بحالة طبية معقدة، يطلب منها الطبيب أخذ الحذر والحيطة، وتجنب ممارسة العلاقة الحميمة حتى زوال الخطر.

هل يمكن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهر الثامن؟

على الرغم من التأثير الإيجابي لممارسة العلاقة الزوجية أثناء شهور الحمل الأخيرة، فهي من الفترات التي يتم فيها إفراز هرمون الاكسيتوسين الذي يساعد على قوة الترابط بين الزوجين، إلا أن هناك بعض الأوقات التي يجب فيها التوقف عن ذلك؛ لحماية الجنين من الإجهاض، ويتم ذلك في بعض الحالات المعينة مثل:

  • إذا تعرضت الحامل لبعض المشاكل الصحية مثل: خطر الولادة المبكرة يجب التوقف النهائي عن الممارسة.
  • تغيير مزاج بعض الحوامل قد يتسبب لهن فى التعب النفسي، وهذا يختلف من امرأة لأخرى، حيث تفضل بعضهن الابتعاد عن العلاقة تماماً.
  • إصابة المرأة أغلب الأوقات بالتعب والإرهاق والضغط المنخفض.

أفضل الطرق لإيقاف نزول دم بعد الجماع للحامل

يعتبر الثلث الأخير من الحمل هو من أكثر الفترات التي يحرص فيها الزوجان على كل حركة يمارسونها أثناء العلاقة الزوجية؛ حتى لا يؤذي الجنين؛ لذلك يتم التحكم في مضاعفات حدوث النزيف بعد العلاقة من خلال إتباع بعض هذه القواعد:

أفضل الطرق لإيقاف نزول دم بعد الجماع للحامل

ممارسة أوضاع حميمية مريحة

بشكل عام لا يوجد هناك أوضاع غير آمنة في أيٍ من مراحل الحمل، فالمقياس الوحيد الذي تعتمد عليه المرأة هو راحتها وعدم الضغط على بطنها، وهناك بعض الأوضاع التي قد تؤدي إلى إحداث ضغط كبير على منطقة المهبل وعنق الرحم؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالنزيف، ومن أفضل الأوضاع في هذه الحالة:

  • وضع الملعقة الذي تكون فيه الزوجة مستلقية على الجانب والزوج من الخلف، وهو من الأوضاع المريحة للبطن.
  •  على حافة السرير، تكون الزوجة مستلقية، وقدميها حول خصر زوجها أثناء الجماع.
  • وضع الفارسة، وهو من الأوضاع الأكثر راحة للحامل؛ لأنها المتحكمة، حيث يمكن التحكم في سرعة ودخول العضو على حسب قدرتها.
  • الجنس الفموي من أفضل الأنواع وأكثرها متعة للزوجة.

الاستعاضة عن العلاقة بلحظات دافئة

إذا تم نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن، يتم نصحها بالاستعاضة عن العلاقة الحميمية ببعض اللحظات الدافئة عند إحساسها بالتعب، خاصةً الحالات المعرضة لخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.

استخدام المزلقات الحميمية

يفضل استعمال المنزلقات المائية التي تقلل من الاحتكاك، ومن أفضل المزلقات الطبيعية: زيت جوز الهند، ولكن يجب الحذر من استخدام المزلقات التي تحتوي على الجلسرين؛ لأنها تفتح مجالاً أكثر للإيلاج العميق.

متى تستوجب الحالة الذهاب إلى الطبيب؟

لا بد من اطلاع الطبيب على أي مستجدات طارئة خلال شهور الحمل مثل، نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن أو الإصابة بنزيف، حيث أن الاحتياط واجب، ولا يوجد هناك عيب من الاستفسار حول جميع الأمور التي يمكن أن تكون مصدر شك، ويجب عدم التأخر في استشارة الطبيب في الحالات الآتية:

متى تستوجب الحالة الذهاب إلى الطبيب؟
  • المعاناة من كثرة غثيان الحمل.
  • الإصابة بحكة شديدة في منطقة المهبل.
  • كثرة نزول الإفرازات المهبلية.
  • الإحساس بحرقة عند التبول.
  • إذا كانت المرأة تعاني من آلام في البطن، يجب على الفور إعلام الطبيب.

لا شك في أن نزول دم بعد العلاقة الزوجية للحامل في الشهر الثامن من الأمور المقلقة لكلا الزوجين؛ لذلك يجب أخذ الحذر والاستعانة بالطبيب مباشرةً وإعلامه بكافة المستجدات؛ حتى يتم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة؛ تجنباً لحدوث مضاعفات، أو الإصابة بالولادة المبكرة.

المصادر:

بارنتس

هيلث لاين

وات تو إكسبكت

زر الذهاب إلى الأعلى