نقص البروتين عند الحامل | أسبابه، أعراضه، طرق الوقاية منه
البروتين هو أحد المواد الغذائية اللازمة لبناء أنسجة وجسم الجنين، فهو يعتمد في غذائه بشكل كلي على الأم، لذلك فإن نقص البروتين عند الحامل يُعد من العوامل المؤثرة على صحة الجنين، فإذا كانت الأم تعاني من مرض يسبب لها انخفاض نسبة البروتين في الدم، فلن يقتصر الضرر على الأم فقط وإنما سيلحق أيضًا بالجنين، وربما يسبب له تأخراً في النمو.
نقص البروتين عند الحامل
نقص البروتين يعني أن تصل نسبة البروتين في الدم عند الحامل إلى معدل أقل من المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 60:80 غرام/ لتر. ويُعد نقص البروتين عند الحامل مشكلة خطيرة؛ لأنه يشير إلى وجود مشاكل في إحدى أجهزة الجسم، أو أن الأم تعاني من سوء التغذية. وسيترتب على ذلك مشاكل في صحة الأم والجنين، لذلك سأوضح لكِ عزيزتي أعراض نقص البروتين عند الحامل.
أعراض نقص البروتين في الجسم
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الحامل وتشير إلى نقص البروتين وتظهر عليها بشكل واضح ومنها:
تورم في بعض مناطق الجسم
يظهر هذا التورم في الساقين والأيدي والوجه ويحدث ذلك بسبب تراكم السوائل في الجسم، وغالبًا ما يظهر هذا التورم في الثلث الأخير من الحمل.
ضعف العضلات
البروتين هو المصدر الرئيسي لتكوين العضلات والحفاظ عليها، لذلك تعاني العديد من السيدات خلال أشهر الحمل وخاصًة في الثلث الأخير من ألم شديد بالمفاصل والعظام، كما أنها تشعر بعدم القدرة على المشي والحركة بشكل طبيعي.
الشعور بالتعب والإرهاق
يحتوي عنصر البروتين على الأحماض الأمينية التي تمد الجسم بالطاقة والحيوية والصحة الجيدة، لذا ففي حالة نقص البروتين عند الحامل فإنها تعاني من الشعور بالتعب والإرهاق ووجع في العظام وخاصًة منطقة الظهر؛ لأنه عنصر أساسي في تكوين كافة عضلات الجسم.
ضعف المناعة
البروتين يساعد الجسم على تكوين أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات بواسطة جهاز المناعة، وفي حالة نقص البروتين عند الحامل فيجعلها ذلك عُرضة للإصابة بالأمراض المختلفة مثل نزلات البرد والأنفلونزا وأنواع مختلفة من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
تساقط وتلف الشعر
إذا لاحظتي عزيزتي تساقط غزير في الشعر وتقصفه وفقدان الشعر لحيويته ومظهره الجمالي، فربما يكون ذلك من أعراض نقص البروتين عند الحامل، كما يؤثر نقص البروتين أيضًا على الجلد فيجعل ملمسه خشنًا، ويؤدي أيضًا إلى تشقق الأظافر.
أسباب نقص البروتين عند الحامل
هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تتسبب في نقص البروتين عند الحامل فربما يكون السبب هو سوء تغذية الأم وإهمالها لتناول الأطعمة التي تحتوي على البروتين، ولكن ذلك ليس السبب الوحيد، فربما يكون هناك أسباب مرضية ومنها:
الإصابة بمشكلة في الكبد
جميع أجهزة الجسم مرتبطة في عملها على بعضها البعض؛ لذلك فعند إصابة الحامل بمشكلة في الكبد مثل تليف أو التهاب الكبد فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض نسبة البروتين في الجسم.
تعاني من الإصابة بمرض بالكلى
تلعب الكلى دورًا هامًا في تخليص وتنظيف الجسم من السموم عن طريق البول، كما أنها تحتفظ بالبروتين في الدم لحاجة الجسم إليه في نمو أنسجة الجسم والعظام والمشيمة التي تنقل الأكسجين والمواد الغذائية من الأم إلى الجنين.
بالإضافة إلى أنها تساعد في زيادة كمية الدم التي تُضخ من الأم إلى الجنين وتحافظ على نسبة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، وفي حالة الإصابة بأحد أمراض الكلى ستقوم بتصريف البروتين أيضًا عن طريق البول، ويتأثر الجنين داخل الرحم، وربما تؤدي إلى تسمم الحمل.
الإصابة بالداء الزلاقي أو البطني
الداء الزلاقي هو التحسس من مادة الجلوتين، فعند قيام الحامل بتناول أطعمة تحتوي على مادة الجلوتين، فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى عجزها عن امتصاص بعض الفيتامينات ومنها البروتين، فيتسبب ذلك في نقص البروتين عند الحامل.
سوء التغذية
عادةً ما ينصحك الطبيب عند زيارته بضرورة اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتين والكالسيوم والحديد؛ لأنهم عناصر هامة تدخل في تكوين ونمو الجنين بمعدل طبيعي، أما إذا لم تلتزم الأم بهذا فإنها ستعاني من سوء التغذية وبالتالي نقص البروتين، فيترتب على نقص البروتين عند الحامل الكثير من المشاكل الخطيرة على صحة الأم والجنين.
الغثيان والقيء
يعتبر فقدان الحامل لشهيتها نتيجة غثيان الحمل والقيء أمر خطير للغاية؛ لأن هذا الشعور يدفعها إلى تناول الأطعمة الخفيفة والاكتفاء بأطعمة معينة وعدم التنوع والحصول على الفيتامينات من الأطعمة المختلفة.
اتباع نظام غذائي للحفاظ على الوزن
بعض الحوامل يخشون ارتفاع أوزانهن بشكل كبير خلال فترة الحمل، فتلجأ المرأة الحامل إلى اتباع نظام رجيم لكي تحافظ على الجسم من ارتفاع الوزن المفاجئ، ويدفعها ذلك إلى الإقبال على تناول الفواكه والخضروات وتجنب تناول أطعمة أخرى تعد مصدرًا هامًا من مصادر إمداد الجسم بالبروتين، مما يؤدي إلى نقص البروتين عند الحامل.
التناول العشوائي للطعام
عدم اتباع الحامل نظام غذائي صحي أثناء مراحل الحمل المختلفة مشكلة كبيرة تُعرض الحامل لزيادة عناصر غذائية معينة، وإهمال عناصر هامة أخرى، قد يكون البروتين من بينها.
آثار نقص البروتين على الحامل والجنين
لا يؤثر نقص البروتين على الأم فقط بل يمتد أثره إلى الجنين داخل الرحم، وربما يصاب بتأخر في النمو أو يُؤثر على حجم الجنين فيولد بوزن قليل، وربما يستمر أثره إلى بعد الولادة، وإليكِ عزيزتي بعض الأثار المترتبة على نقص البروتين على صحة الحامل والجنين ومنها:
- بطء التئام الجروح: فنقص البروتين يعيق التئام الجروح بسرعة مما يجعل الجرح معرض للتلوث أو الإصابة بالتهاب أو بكتريا.
- الإصابة بكسور العظام: حيث يعمل البروتين على تقوية العظام، وفي حالة نقص البروتين عند الحامل فإنها لا تستطيع الحركة بشكل طبيعي كما أنها تعاني من ألم شديد بالعظام.
- فقر الدم: فالبروتين من العناصر الغذائية التي تساعد على ضخ الدم المحمل بالأكسجين لأجزاء الجسم؛ ولهذا فإن انخفاض نسبته في الجسم عن المعدل الطبيعي تؤدي إلى الإصابة بـ فقر الدم عند الحامل.
- ضعف الأجنة: تحتاج الأجنة إلى البروتين لاعتمادهم عليه بشكل أساسي في نمو أجسادهم وتصلب عظامهم، لذلك فإن نقصه عند الحامل يزيد من خطر إصابة الجنين بأمراض مختلفة ومنها التقزم، هشاشة العظام، الكساح وتقوس الأرجل، وعلاوة على ذلك يُمكن أن يؤدي إلى تأخر في نمو الدماغ.
- ضمور العضلات: البروتين عنصر أساسي في نمو العضلات وتصلبها، لذلك فإن نقص البروتين في الجسم يؤدي إلى ضعف بالكتلة العضلية، مما يترتب عليه حدوث ضمور في العظام مع مرور الوقت.
طرق تشخيص نقص البروتين عند الحامل
عند عرض حالة نقص البروتين على الطبيب فإنه يسأل على التاريخ المرضي للحامل، ليعرف إذا كانت تعاني من نقص البروتين قبل الحمل أم أنه من توابع الحمل وسوء التغذية، بالإضافة إلى أنه يطلب إجراء بعض الفحوصات ومنها:
- فحص البروتين الكلي: يتم هذا الفحص من خلال أخذ عينة دم من المريضة وقياس نسبة البروتين في الدم.
- فحص الألبومين والجلوبين: الألبومين والجلوبين يحتويان على كميات كبيرة من البروتين في المعدل الطبيعي، وهذا الفحص يتم من خلال قياس نسبتهم في الدم حيث يتأثر إنتاجهم بنسبة البروتين في الدم.
مصادر البروتين للحامل
تحتاج الحامل إلى تزويد سعراتها الحرارية لكي تُشبع احتياجاتها واحتياجات طفلها، و أيضًا الاحتفاظ بصحة جيدة، وتكون قادرة على الحركة بشكل طبيعي، كما يعمل البروتين على نمو الجنين بالمعدل الطبيعي، ويساعد في ضخ الدم ووصول المواد الغذائية والأكسجين إلى الجنين. فيساعد ذلك الجنين في الحصول على الحجم الطبيعي عند الولادة، وإليك أهم مصادر البروتين للحامل:
البروتين الموجود في المصادر الحيوانية
- اللحوم الحمراء للحامل
- الأسماك وخاصةً سمك التونة.
- منتجات الألبان مثل اللبن كامل الدسم.
- البيض بمختلف أنواعه.
البروتين الموجود في المصادر النباتية
- فول الصويا للحامل.
- البقوليات مثل العدس بمختلف أنواعه.
- اللوبيا والفاصوليا والبازلاء.
- المكسرات للحامل.
كمية البروتين التي تحتاجها الحامل
أثبتت الدراسات التي أجريت على العديد من السيدات الحوامل أن المرأة تحتاج إلى ما يعادل 70 :100 جرام من البروتين يوميًا، وأوصت بضرورة إدراج الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني أو النباتي ضمن قائمة الغذاء اليومي.
دور البروتينات في تغذية المرأة الحامل
البروتين أحد العناصر الغذائية التي تساعد في إنتاج أنسجة جديدة للجنين وللحامل، كما أنه يساعد في تكوين عظام الجنين وسير رحلة الحمل بالمعدل الطبيعي دون حدوث أي اختلال يؤدي إلى مشاكل أو أضرار على صحة الأم والجنين.
وقد أوصت أكاديمية التغذية والنظم الصحية بضرورة إدراج البروتينات ضمن النظام الغذائي اليومي للحامل وتناول من 3:4 وجبات بروتينية يوميًا، ويعد السمك مصدرًا هامًا للبروتين، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن بعض أنواع السمك تندرج تحت الأطعمة الممنوعة في الثلث الأول من الحمل؛ لأنها تحتوي على الزئبق الذي يؤثر على تكوين الجهاز العصبي للجنين.
كما أوصت وكالة الحماية البيئية وإدارة الأغذية والأدوية بالولايات المتحدة الأمريكية بخطر تناول سمك القرش أو ما يسمى بسمك السيف، والماكريل، وذلك لأن هذه الأسماك قد ثبُت علميًا أنها تحتوي على نسبة كبيرة من الزئبق.
وأشارت أيضًا إلى تواجد البروتين بكمية كبيرة في المأكولات البحرية مثل الجمبري، علب التونة المعلبة، السلمون، البولوك، وسمك السلور، كما أنها تحتوي على نسبة قليلة من الزئبق، وحاولي أن تتجنبي تناول التونة البيضاء لأنها تحتوي على نسبة عالية جدًا من الزئبق.
علاج نقص البروتين عند الحامل
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على البروتين والكالسيوم والحديد.
- أوضحنا سابقًا مصادر البروتين الحيواني والنباتي، فلابد أن تتناوليها خلال شهور حملك بشكل يومي.
- تناول أنواع الدواء التي يصفها لكِ طبيبك في حالة الإصابة بنقص البروتين.
- هناك بعض الأمراض التي تمنع امتصاص البروتين في الدم فيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات والوقوف على المشكلة، ومن ثم يصف لكِ الدواء وتعتمد الخطة العلاجية على عمر المريضة وحالتها الصحية ويشمل ذلك:
- المضادات الحيوية التي تلعب المادة الفعالة بها دورًا هامًا في علاج الالتهابات.
- المكملات الغذائية والفيتامينات لعلاج أي قصور في العناصر الغذائية الأخرى الهامة.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الجلوتين الذي يصيب الأمعاء الدقيقة ويمنع امتصاص البروتين في الجسم.
- وصف دواء لعلاج تلف الكبد أو التدخل الجراحي إذا كان سبب نقص البروتين هو أحد امراض الكبد.
- الالتزام بالغسيل الكلوي أو زرع كلى لمعالجة نقص البروتين عند الحامل لدى مرضى الكلى.
طرق زيادة البروتين في الجسم
تزيد نسبة البروتين عند استبدال الأطعمة عديمة الفائدة أو ذات الفائدة الضعيفة للجسم بالأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البروتين كما يلي:
تعديل النظام الغذائي المتبع
يجب عليكِ عزيزتي إدراج الأطعمة التي تحتوي على البروتين في الإفطار والغذاء والعشاء، سواء بروتين حيواني أو نباتي، فعلى سبيل المثال يُمكنك تناول البيض أو منتجات الألبان مثل الزبادي كامل الدسم أو شرب الحليب، وأيضًا إدراج البروتين الحيواني مثل اللحوم الحمراء ضمن وجبة الغذاء مع مراعاة تقليل نسبة الدهون الموجودة بها.
تناول المكسرات
يُمكنك استبدال الحلوى التي تحتوي على مكسبات طعم ولون ورائحة ومواد حافظة وتضر بالجنين وليس لها أي فائدة بتناول المكسرات بانتظام؛ لأنها تحتوي على نسب عالية من البروتين.
إدراج البروتين ضمن مكونات السلطة
يتم ذلك عن طريق تقطيع صدور الدجاج أو الديك الرومي إلى قطع صغيرة وإضافتها إلى السلطة، كمصدر من مصادر البروتين، أو تناول سلطة التونة الغنية بالبروتين.
طرق الوقاية من نقص البروتين عند الحامل
- اتباع نظام غذائي صحي، عن طريق إدراج الأطعمة الغنية بالبروتين ضمن الطعام اليومي لتجنب نقص البروتين عند الحامل.
- الالتزام بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي وصفها الطبيب؛ لأن أي انخفاض في نسبتهم يُمكن أن يتبعه نقص بالبروتين.
- إذا كنتِ تعانين من أمراض الكبد والكلى، فتوجهي على الفور إلى الطبيب المختص لتحديد سبب المشكلة وعلاجها.
- يجب عليكِ تناول كافة مصادر البروتين الحيواني والنباتي وعدم الاقتصار على أنواع معينة؛ للحصول على الاستفادة القصوى، ومساعدة جنينك في تكوين عظامه ونموه بمعدل طبيعي.
وأخيرًا، يجب عليكِ الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد والكالسيوم والبروتين وزيادة سعراتك الحرارية؛ لأن الجنين يعتمد عليكِ بشكل تام في الحصول على غذائه وبناء جسمه، كما أن نقص البروتين عند الحامل يؤدي إلى شعوركِ بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على القيام بأي مجهود حتى لو كان قليلًا.